المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي > سقيفة المسابقات الشعريه
سقيفة المسابقات الشعريه هنا تتم مسابقات شهريه وسنويه لشعراء السقيفه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


إعلان نتائج الفوز بالمسابقة الشعرية لشهر ابريل 2010م

سقيفة المسابقات الشعريه


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-2010, 01:40 AM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي إعلان نتائج الفوز بالمسابقة الشعرية لشهر ابريل 2010م

إعلان نتائج الفوز بالمسابقة الشعرية لشهر ابريل 2010م


باسم لجنة مسابقة شاعر المليون برعاية بن شريشر نتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل الشعراء الذين شاركوا بقصائدهم في مسابقة هذا الشهر تحت عنوان (( تريم.. عاصمة الثقافة الاسلامية )) .. ونود هنا ان نعلن نتائج تقييم القصائد الفائزة لشهر ابريل 2010م كالتالي:


المركز الأول : قصيدة " رحيق الروح " .. للشاعر )حاني قرونه)
المركز الثاني : قصيدة " بقعة طيبة من حضرموت الخير ".. للشاعر خالد بن مهنأ .
المركز الثالث : قصيدة " تريم .. أم التسامح " .. للشاعرة عيون المكلا .



ألف مبروك للفائزين بجائزة المليون للشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر لهذا الشهر .. آملين ان يكون هذا الفوز حافزا لهم لتقديم المزيد من الإبداع الشعري والتطور والتفوق, والمشاركة الفعالة منهم ومن غيرهم من الشعراء في هذه المسابقة للأشهر القادمة .. والى الأمام يا مسابقتنا الشعرية ويا سقيفتنا العامرة ..

وللجميع تحياتي .




رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة




ملاحظات على القصائد المشاركة في المسابقة لشهر إبريل 2010م


[COLOR="Black"](( تريم.. عاصمة الثقافة الإسلامية )) .... كان موضوع المسابقة الشعرية لشهر مارس 2010م .. حيث احتفلت ولازالت تحتفل بلادنا ومعها العالم العربي والإسلامي باختيار مدينة "تريم" عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام .. وقد شُكلت عدة لجان متخصصة علمية وإعلامية وفنية للإعداد لهذه الاحتفالية ..

ويساهم المثقفون اليمنيون وكذلك من كافة الأقطار العربية والإسلامية من خلال أبحاثهم ودراساتهم لإبراز دور "تريم" الغناء وعلمائها الأجلاء وإسهاماتهم العظيمة في مجالات التعليم والتأليف والدعوة والبحث العلمي والنشر والثقافة وإثراء العلوم الشرعية والإنسانية وفن العمارة الطينية والتراثية وغيرها من المجالات .. إن هذه المناسبة تجدد الأمل في إحياء الثقافة والعلم في مدينة تريم لإبراز دورها الريادي في إحياء علوم الدين والعلوم الإنسانية والتاريخية والأدبية والفنية ومنها فن عمارة المساجد والمآذن والمباني السكنية وغيرها ..


وقد كتب الشعراء في هذا الموضوع قصائد تفاوتت في مستوى الأداء الشعري , الموضوعي والفني فجاءت بعض القصائد رائعة في المبنى وفي المعنى اتسمت بالتعابير الموحية التي تبث طيفا من الدلالات يذهب بالمتلقي وفق ثقافته إلى أبعاد قصيّه تشع منها الفائدة والمتعة في آن معا , وجاءت تلك القصائد متماسكة وتتسم بتسلسل المعاني والأفكار بعيدة عن التكرار والحشو والركاكة ورصف التعابير التي لا تختزن قيمة فكرية أو شعورية أو معنوية , ومن هذه القصائد الرائعة قصيدة الشاعر (حاني قرونه) الفائزة بالمركز الأول وقصائد أخرى , وجاء البعض الآخر جيدا لولا عدم استيفاء الشاعر لمواصفات مدينتا "تريم" , والتكرار في الألفاظ الذي يقود إلى تكرار المعاني في قصيدة محدودة الأبيات فيترك هذا الوجه "التكرار السلبي" فجوات بالقصيدة ويضعفها في ميزان النقد ..

فمن التكرار اللافت للنظر للألفاظ والمعاني تكرار الشاعر (الدرع) لفظة "الهدى" سبع مرات في قصيدة تتألف من (21) بيتا . فجاء فيها : ( ربوعش يا هدى , يا أرض الهداية , بنورش اهتدى , أرض الثقافة والهدى , نور الهدى , نوروها بالهدى , تريم الهادية ) فلو تكررت اللفظة مرتين إلى ثلاث مرات في القصيدة كلها لكان مقبولا أما أكثر من ذلك وخاصة سبع مرات فإن هذا يعد من التكرار السلبي والحشو .. ولازال بعض الشعراء لا يهتمون بوضع عناوين مناسبة لقصائدهم ومنهم الشعراء (غراب صاهد) و (أبوماجد باصليب) .

ومن القصائد التي وضع لها الشعراء عناوين موفقة وقوية , القصيدة الفائز بالمركز الأول "رحيق الروح" .. لقد وضع الشاعر عنوانا شعريا رمزيا وموحيا لقصيدته . فالروح هو القيم الروحية والإسلامية وهو العقيدة والدين وهو سكينة النفس والقلب بالذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة , والرحيق هو العصارة واللب والخلاصة .. إذن فتريم عند الشاعر هي خلاصة وعصارة العقيدة والدين والدعوة إلى الإسلام . ولا عجب فلولا خدمة رجالاتها للدين والدعوة لما حظيت بشرف المكانة الرفيعة التي تتمتع بها اليوم , ولما حظيت بتقليدها وسام "عاصمة الثقافة الإسلامية " .. بيد أن بعض عناوين القصائد المشاركة لم تكن دقيقة في توصيفها كعنوان قصيدة الشاعر (الدرع) التي جاء عنوانها "عاصمتنا للثقافة تريم" , ولم يقل الشاعر "للثقافة الإسلامية" حتى يميز بينها وبين عواصم أخرى للثقافة العربية .. فالقول عاصمتنا للثقافة يبقى المعنى مفتوحا على مصراعيه غير محدد ولا مقيّد , وقد يظنها البعض عاصمة للثقافة العربية مثلا !! .. وقد كتب الشعراء في تريم الدين والدعوة إليه والإيمان والتقى , وتريم الصحوة الإسلامية والتجديد والتفاني والعطاء , وتريم الخير والمحبة والتسامح والوفاء والهداية , وتريم جسر المحبة والخلق والدفاع عن الدين , وتريم موكب النور والأربطة والمساجد والمآذن , وتريم التراث والمباني والنقوش , وتريم التاريخ والأدب والشعر والفكر, وتريم الدان والفن والتراث الغنائي ورمزه حداد بن حسن الكاف الذي لم تشر إليه من بين كل القصائد سوى القصيدة الفائزة بالمركز الأول .. وقد جاء ترابط والتصاق استهلال الشاعر (حاني قرونه) في قصيدته بموضوع القصيدة وعنوانها شديد التماسك والتوحد , وكان عنوان القصيدة والاستهلال بحق تعبير عن مضمون القصيدة .. فإذا علمنا ان عنوان القصيدة "رحيق الروح" أسمعه مستهلا قصيدته قائلا :

تـريـم الـرُوح والــدَّعْـــوَة = لبـان المبـخـرة هــي والـدّخـون
تـريـم الأصل في الـصَحْـوة = لهـا تـاريـخ مُـلْهَم بالـشُجون


أجل أن اللبان والمبخرة والدخون والطيب عموما يعد من مواد وأدوات مجالس الذكر فيتطيب الحضور بامتزاج عطر الذكر العظيم وعطر المباخر التي تعبق بها المجالس الدينية .. والصحوة هي إذكاء القيم الدينية في المجتمعات وتجديد وسائل الطرح الديني بتجدد الزمان والمكان , ومدينة تريم لها تاريخ في الأصالة بمعنى بداية الدين ولها في الصحوة والتجديد ..
وفي صياغة شعرية من السهل الممتنع تتسم بالإيجاز والتكثيف والنأي عن التكرار والحشو يسترسل الشاعر في وصف مدينة تريم ومآثرها في الجانب الديني إضافة إلى الجوانب العلمية والأدبية والتاريخية والشعرية والفنية والتجارية ويتحدث عن الحضارة والمنارة والقبة .. ومما جاء فيها :

هُــنـــا الإيــمـــان لُـــــهْ قْـــــوّة = عظيمة ما لها شيء في المجون
تـحــافــظْ عـانــقــاء الــعُـــروة = خشوعُ القلب يظهر في العيـون
مـــآثــــر بـيــنــنــا تُــــــــروى = وينقلـهـا السَّـلَـفْ لـلِّــي يـجــون
هـنــا (زمــبــل) لــهــم خُــلــوة = شيوخ العلـم رقـدوا فـي سكـون
مـقـابــرهــم لـــهــــم غـــفــــوة = وذكراهـم لـنـا يــا خـيـر عــون
وفـيــهــا الـــمَـــنّ والــســلــوى = وفيها الشهـد يطفـح فـي الدُّنـون
لـــهـــم تــأثــيـــر بــالــعَـــدوى = مزايـا عـنـد لــي هــم يفهـمـون
ومـنــهــا ســـــارتْ الــجَـــزْوَة = تجارتـهـم قنـاعـة فــي الخُـنُـون
تــريـــم الـشــعــر والــصــبــوة = ونهج الشاطري مجلي الحـزون
هـنــا الـسـقــاف لــــه عــطــوة = جزيـلـة كــم بـهــا يتـواصـفـون


والشاطري هنا هو المؤرخ العلامة محمد بن أحمد الشاطري صاحب مؤلفات تاريخية ومنها أدوار التاريخ الحضرمي (جزءين) ..والسقاف المقصود هنا هو الأديب العلامة السيد عبد الله بن محمد بن حامد السقاف صاحب مؤلفات ومنها تاريخ الشعراء الحضرميين ( 5 أجزاء ) , خاصة وأنه جاء تاليا لذكر تريم الشعر ..
ويختتم الشاعر قصيدته بالإشارة إلى ارتشاف الفن في تريم والنهل من معين الرائد الغنائي ورمز فن الدان الحضرمي الشاعر حداد بن حسن الكاف وهو وجه من وجوه الحضارة التريمية التي لا نقبل بديلا عنها – كما قال الشاعر - لأنها قدوتنا وهويتنا وتاريخنا وهي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا :

وأرشُــفْ مـــن لَـظــى الـغُـنـوة = نغـم (حـدّاد) فـي أعـذب لُحُـون
حـضـارتــنــا لـــنــــا قُـــــــدوة = ولا نـرضــى نبـادلـهـا بــــدون


وتأتي قصيدة الشاعر خالد بن مهنأ (الفائزة بالمركز الثاني) وقد دونها الشاعر ونسّقها بنظام الشطرين . وبهذا التدوين يكون الشاعر قد ظلم قصيدته فتتبدى للمتلقي المتعجل إنها قصيدة نظمت بروي واحد أي قافية واحدة .. ولكن النظرة المتأنية تجعل المطلع يعيد تدوين القصيدة وترتيب أبياتها وتنسيقها بنظام "الرباعيات" لأن القصيدة كلها نظمت على هذا الأسلوب وبقافيتين لكل مقطوعة إحداهما تربط ثلاثة أشطر وهي تتغير من بيت إلى آخر , والأخرى ثابتة وهي قافية القصيدة كلها .. وجميل جدا استهلال الشاعر الذي ينم عن حب عميق وعشق أصيل للمدينة يدل عليه تبادل العطاء بين الشاعر وتريم , والتشخيص الرائع للمدينة فخاطبها مخاطبة المرأة الباسطة يمناها كناية عن العطاء والسخاء , مما جعله يشرع في القصيدة باستفهام انكاري يتساءل فيه قائلا :

ياتريم كيف انساك = وابخل بالعطاء وانسى عطاك
ياباسطة يمناك = والانـوار مـن كفـك تضـي


ويبدع (ابن مهنأ) في طرق أبواب الدعوة وتدريس العلوم الشرعية وتنوير أمة الإسلام من خلال تعليم أبناءها بدار المصطفى التي يصل إليها المسلمون من أقاصي العالم والبلدان البعيدة لتلقي العلوم الشرعية والارتشاف من رحيق علوم الدين الإسلامي .. ويشير الشاعر إلى منارة المحضار كرمز للدعوة والدين والعبادة فيقول :

منارة المحضار = صارت لك فـي العالـم شعـار
ومنـزل الاخيـار = دار المصطفـى ماتنتـسـي

كم خرجت اجيال = قصدوها النساء هم والرجـال
جبال هي ورمال = عبروها على السـاق القـوي


ورائعة صيغة "الاحتراز" التي أبداها الشاعر بتسليط الضوء على فضل مدينة تريم بعد فضل المولى جل شأنه بقوله :

قصـدوك للتعليـم = وافتحتـي بوابـك ياتريـم
واتكرموا تكريم = من فضلك بعد فـل العلـي


ويربط الشاعر بين مدينة تريم والمدينة المنورة برباط من أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم . فالارتياح والانشراح الذي يشعر به المؤمن في المدينة المنورة يشعر به أيضا في مدينة تريم , والصحابة الأخيار منهم من دفن بالبقيع في المدينة وآخرين بزمبل في تريم .. فمدينة تريم تنعم بنفحات من عطر النبوة والصحابة الأخيار , إنها نفحات الخير والعطاء والدعوة إلى الإسلام الخالد , وحول هذا المضمون قال :

مدينة المختـار = جتهـا منهـا نفحـه وصـار
للخير فيهـا دار = مبنيـه ودعـوه مـن ولـي

زمبل وسطها اصحاب = خير الخلق دفنوا بالتــراب
وشيوخ جم واقطاب = فيهـا نورهـم مايختفـي

ديــره بها يرتــاح = من جاهـا ويشعـر بانشـراح
والهـم بـايـنـزاح = مـن قلبـه ولـه مايرتجـي


ونشير الى ملاحظتين على الشاعر في صدر البيت قبل الاخير الذي قال فيه : (( شاعر قوي معروف ** ويحط النقط فوق الحروف ** خل من تحدى يشوف ** حاله كيف بايطلع معي )) .. والملاحظتان هما :

اولا : ان الشاعر يتحدث عن نفسه ويفخر بشعره في مقام ليس مقام فخر بالذات والعرب تقول : " لكل مقام مقال " ..
وثانيا : يستحسن قوله (شعري) بدلا من (شاعر) دون ان يحدث اي اضطراب في الوزن الشعري او اختلال فيصبح البيت : (( شعري قوي معروف ** ويحط النقط فوق الحروف ** خل من تحدى يشوف ** حاله كيف بايطلع معي )) , وقد فرض لفظة شعري بدلا من شاعر قول الشاعر في الشطر الأخير من البيت : ( حاله كيف بايطلع معي ) ..

أما الشاعرة عيون المكلا (الفائزة بالمركز الثالث) , فقد كان استهلالها لقصيدتها استهلالا قويا ومدهشا حقا , إذ جعلت أول لفظتين في القصيدة هي " الله أكبر " وما أعظم من هذا التكبير !! , وما أعظم من هذا التعبير !! في عقل ووجدان المسلم , التعبير الذي ينم عن الحب والتوحيد والتعظيم كما عبرت به الشاعرة في قولها :


"الله أكبر" في كـل فـرض تسمعهـا = اصوات تعلو وتدوي مـن مآذنهـا
تجسد الحب والتوحيـد والتعظيـم = تريم أم التسامح حافظـوا عاتريـم


ومن صفات مدينة تريم وآثارها وحضارتها وعلمها الذي رفعها الى مصاف النجوم والعواصم الراقية قالت الشاعرة :

فيها الحضارة وفيها العلم يرفعهـا = إلى مصافي عواصم راقيـه ولهـا
آثار ورموز من ماضي عبر وقديـم = تريم أم التسامح حافظـوا عاتريـم


ونأخذ على الشاعرة في قصيدتها ملاحظتين :
أولا : قولها في الشطر الثالث من الرباعية الرابعة (اختارت العاصمة والشكر والتقدير) والصحيح (أُختيرت العاصمة والشكر والتقدير) لأنها لم تختار نفسها ولكن الآخرين اختاروها ..
ثانيا : قولها في الشطر الثالث من الرباعية الأخيرة (عين الجزيرة تريم العلم والتعليم) , حبذا لو قالت : (قلب الجزيرة تريم العلم والتعليم) .. لأن الدين الإسلامي الذي تتمتع به وتحظى بشرفه المدينة يستحق مكانة القلب لأنه الحياة .

ومن جميل ما قيل في وصف تريم نعتها بـ " روضة الإسلام " و " أرض الهداية " في قول الشاعر (الدرع) :

يا روضة الاسلام يارض الهدايـة والنـدى = يا نهر مُدّفق بفقه الديـن والشّـرع القويـم
ياكم وكم ظامي شرب من واحتش وتـزودا = وكم بنورش اهتدى في ظلّمة الليـل البهيـم


وعندما نسأل الشاعر عن الشواهد التي تؤكد أن تريم هي روضة الإسلام وأرض الهداية , يجيب الشاعر قائلا :

الأربطة هي والمـآذن والمساجـد تشهـدا = على التفاني والعطاء في خدمة الدين العظيم

وما نأخذه من ملاحظات على الشاعر في هذه القصيدة :
أولا : قوله في عجز البيت الثاني (على اختيارش عاصمتنا للثقافة ياتريم) .. فتريم ليست عاصمتنا ولكنها عاصمة الأمة الإسلامية كلها , وكان هذا البيت الثاني في القصيدة والشاعر فيما سبق لا يتحدث عن الأمة الإسلامية حتى نقول انه يقصدها , ثم إنها عاصمة الثقافة الإسلامية ولا يجوز أن نقول عاصمة الثقافة ونصمت لأن هذا يدخلنا في التباس مع عواصم الثقافة العربية لا الثقافة الإسلامية وشتان بين هذا وذاك .
ثانيا : تذكير المؤنث وتكررت مرتين في القصيدة بقوله : (الأم الرحيم) والصحيح (الأم الرحيمة) , وقوله : (الغنّاء الزعيم) والصحيح (الغنّاء الزعيمة) .. وقد اقتضت ذلك وأوردت الشاعر في هذا المورد غير العذب ضرورة الوزن , وهذا يعد من الضرورات المستقبحة التي تضعف الشعر , وحبذا لو تصرف الشاعر ولو بتغيير الصياغة أو المضمون وهو القادر على ذلك ليستقيم الشعر في لغته وفي مضمونه .
ثالثا : اختلال وزني في عجز استهلال القصيدة أي البيت الأول وذلك في قول الشاعر: ( من روح بدع القوافي من فؤداه والصميم ) والصحيح : ( من روح بدّاع القوافي من فؤاده والصميم ) , ولعل السبب في ذلك – كما أظن - العجلة عند الكتابة أو الخطأ الطباعي .

أما الشاعر علي فدعق الهاشمي فكانت قصيدته الأكثر غنائية وسلاسة وجمال , ولكنها اتسمت بالتعميم , إذ أن أغلب ما قيل في أبياتها يمكن أن نقوله عن أي مدينة او نسقطه على أي مسقط رأس لأي منّأ لولا الكورس او التخميس .. ولم يركز الشاعر بتخصيص أبيات القصيدة على مقومات وخصوصيات وملامح وصفات مدينة تريم ليضعها في صميم أبياته .. فلنأخذ مثلا اشتياق أي منا لمدينته وأهله في المكلا او الشحر او سيئون او دوعن او غيرها يمكن ان نعبر عنه بقول شاعرنا علي فدعق الهاشمي :

يقول بـن هاشـم سـلام = لرض الرجاجيـل الكـرام = تعـداد ماهـب النسـيـم
من عندكم قد هـب نـود = نسنس على الأمة بـرود = مايجهلـه غيـر الغشيـم
ماخاب كـل مـن حبكـم = أو عاش عمـره جنبكـم = في سعف كل عارف حشيم
مشتاق لا ارض الجـدود = لي حبهـا مالـه حـدود = شوقي إليكـم جيـم ميـم
ياليت لـي فيهـا سكـن = باينجلـي عنـي الحـزن = وباتـمـتـع بالنـعـيـم


دون أن تغير هذه الملاحظة شيئا من الإشادة بحسن الصياغة والغنائية وجمال الثوب الذي البسه الشاعر قصيدته ..

وفي الختام فإن محاسن القصائد التي ذكرناها ليست كل المحاسن ولا الملاحظات التي عليها أيضا كل الملاحظات ولكننا اشرنا بما تمليه علينا المساحة المقررة لهذه القراءة النقدية الشهرية المتواضعة للقصائد المشاركة في مسابقة شاعر المليون في الشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر ..

وللجميع خالص تحياتي وتقديري . [/COLOR]





رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة الشعرية
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 05-03-2010, 01:50 AM   #2
العـدني
حال نشيط

افتراضي

شكراً باشراحيل!!
 
قديم 05-03-2010, 01:59 AM   #3
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السـقيفه [ مشاهدة المشاركة ]
شكراً باشراحيل!!

والشكر لك اخي عاشق السقيفة لمرورك وتعقيبك ..

وتقبل تحياتي ..
 
قديم 05-03-2010, 05:19 AM   #4
حضرمي يعترف بالمعروف
حال نشيط

افتراضي

الف الف مبروك للفائزين والشكر الجزيل للجنة بقيادة الاديب الكبير رياض باشراحيل ومجهودكم تشكرون عليه .

قول اللجنة الفصل والف مبروك والى الامام وبالتوفيق وماقصرتوا والله يعينكم .

التعديل الأخير تم بواسطة باشراحيل ; 05-03-2010 الساعة 08:06 AM
 
قديم 05-03-2010, 11:04 AM   #5
عمار باطويل
حال جديد

افتراضي

من أعماق قلبي أبارك لكلا من

للشاعر حاني قرونه
و للشاعر خالد بن مهنأ
وللشاعرة عيون المكلا

على الفوز وألف مبروك على التميز
 
قديم 05-03-2010, 02:40 PM   #6
عمار باطويل
حال جديد

افتراضي

من أعماق قلبي أبارك لكلا من

الشاعر حاني قرونه
والشاعر خالد بن مهنأ
والشاعرة عيون المكلا

على الفوز وألف مبروك على التميز

وكذلك أشكر الأستاذ رياض باشراحيل على عذوبة كلماته وطرحه الراقٍ والبديع , وكما أشكر كل من له لمساته وجهوده لإظهار هذا العمل الشعري المميز
 
قديم 05-03-2010, 03:29 PM   #7
محمد التميمي
حال متالّق

افتراضي

شكراً للأساذ رياض باشراحيل على هذا التقديم والتحليل والشرح للقصائد التي نالت المركز الاول والثاني والثالث

مبروك للجميع

كانت تريم ملهة للشعراء على مر العصور ومازالت كذالك , فقد سطر فيهاالشاعر الراحل بن شهاب أجمل القصائد وأعذبها

بشراك هذا منار الحي ترمقه
وهذه دور من تهوى وتعشقه
وهذه الروضة الغناء مهدية
مع النسيم شذا الأحباب تنشقه
وتلك أعلامهم للعين بادية
تزهو بها بهجة النادي ورونقه
فحي سكان ذاك الحي إن شهدت
عيناك سرب الغواني حين يطرقه
واخلع به النعل والثم تربة عبقت
بالمسك لما مشى فيها مقرطقه

اما الشاعر الكبير/ محمد حسن الكاف الملقب (بعيديد) اخ رائد الدان الحضرمي / الشاعر حداد بن حسن الكاف.
نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته فقد قال في الغناء مايلي


قال الفتى بن حسن قلبي يحن الى خيـر بلـده
تريـم فيهـا المنـى والسـول والمقصـود
طالت علي طوّلت والقلب فب محنـه وشـدّه
يكالـف شدايـد والحمـل مثقـل ومشـدود
من بعد لحباب ياصاحب ترانـا سيـر نـدّه
ورك حالـي كمـا عـود المحاشـر نــود
لاجيت باسلّي الخاطـر ذكـرت ايـام عـدّه
عسـى العوايـد تعـود بتـريـم ونـعـود
لاسنقفـوره كمـا الغنّـاء ولاجـاوه وجـدّه
خيرة بلـد واهلهـا اهـل الكـرم والجـود
لودرت في ارض الاوروبّا يامحمد والهولنده
الخيـر واجـد فيهـا تحصـلـه مـوجـود

اما الشاعر حسين ابوبكر المحضار فقد قال الكثير فيها كيف لا وهي وهي التي كانت له المدد الشعري

من هاهنا جانا المدد == ماجبت مدي من بروم == او من سقطرى او بريم
مارمت غيرش ياتريم == لو قيل لي ماذا تروم مارمت غيرش ياتريم

********************
هذا عرينــــــك يالاسد == لك فيه من خير القسوم والمدعي ماهو قسيم
مارمت غيرش ياتريم == لو قيل لي ماذا تروم مارمت غيرش ياتريم
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 05-03-2010, 07:41 PM   #8
السكين
حال جديد

افتراضي

الف الف مبروك للاخوة الشعراء الفائزين بمسابقة شهر ابريل (( تريم.. عاصمة الثقافة الاسلامية ))
المركز الأول : قصيدة " رحيق الروح " .. للشاعر )حاني قرونه)
المركز الثاني : قصيدة " بقعة طيبة من حضرموت الخير ".. للشاعر خالد بن مهنأ .
المركز الثالث : قصيدة " تريم .. أم التسامح " .. للشاعرة عيون المكلا .
 
قديم 05-03-2010, 08:21 PM   #9
السكين
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]
إعلان نتائج الفوز بالمسابقة الشعرية لشهر ابريل 2010م


باسم لجنة مسابقة شاعر المليون برعاية بن شريشر نتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل الشعراء الذين شاركوا بقصائدهم في مسابقة هذا الشهر تحت عنوان (( تريم.. عاصمة الثقافة الاسلامية )) .. ونود هنا ان نعلن نتائج تقييم القصائد الفائزة لشهر ابريل 2010م كالتالي:


المركز الأول : قصيدة " رحيق الروح " .. للشاعر )حاني قرونه)
المركز الثاني : قصيدة " بقعة طيبة من حضرموت الخير ".. للشاعر خالد بن مهنأ .
المركز الثالث : قصيدة " تريم .. أم التسامح " .. للشاعرة عيون المكلا .



ألف مبروك للفائزين بجائزة المليون للشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر لهذا الشهر .. آملين ان يكون هذا الفوز حافزا لهم لتقديم المزيد من الإبداع الشعري والتطور والتفوق, والمشاركة الفعالة منهم ومن غيرهم من الشعراء في هذه المسابقة للأشهر القادمة .. والى الأمام يا مسابقتنا الشعرية ويا سقيفتنا العامرة ..

وللجميع تحياتي .




رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة




ملاحظات على القصائد المشاركة في المسابقة لشهر إبريل 2010م


[COLOR="Black"](( تريم.. عاصمة الثقافة الإسلامية )) .... كان موضوع المسابقة الشعرية لشهر مارس 2010م .. حيث احتفلت ولازالت تحتفل بلادنا ومعها العالم العربي والإسلامي باختيار مدينة "تريم" عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام .. وقد شُكلت عدة لجان متخصصة علمية وإعلامية وفنية للإعداد لهذه الاحتفالية ..

ويساهم المثقفون اليمنيون وكذلك من كافة الأقطار العربية والإسلامية من خلال أبحاثهم ودراساتهم لإبراز دور "تريم" الغناء وعلمائها الأجلاء وإسهاماتهم العظيمة في مجالات التعليم والتأليف والدعوة والبحث العلمي والنشر والثقافة وإثراء العلوم الشرعية والإنسانية وفن العمارة الطينية والتراثية وغيرها من المجالات .. إن هذه المناسبة تجدد الأمل في إحياء الثقافة والعلم في مدينة تريم لإبراز دورها الريادي في إحياء علوم الدين والعلوم الإنسانية والتاريخية والأدبية والفنية ومنها فن عمارة المساجد والمآذن والمباني السكنية وغيرها ..


وقد كتب الشعراء في هذا الموضوع قصائد تفاوتت في مستوى الأداء الشعري , الموضوعي والفني فجاءت بعض القصائد رائعة في المبنى وفي المعنى اتسمت بالتعابير الموحية التي تبث طيفا من الدلالات يذهب بالمتلقي وفق ثقافته إلى أبعاد قصيّه تشع منها الفائدة والمتعة في آن معا , وجاءت تلك القصائد متماسكة وتتسم بتسلسل المعاني والأفكار بعيدة عن التكرار والحشو والركاكة ورصف التعابير التي لا تختزن قيمة فكرية أو شعورية أو معنوية , ومن هذه القصائد الرائعة قصيدة الشاعر (حاني قرونه) الفائزة بالمركز الأول وقصائد أخرى , وجاء البعض الآخر جيدا لولا عدم استيفاء الشاعر لمواصفات مدينتا "تريم" , والتكرار في الألفاظ الذي يقود إلى تكرار المعاني في قصيدة محدودة الأبيات فيترك هذا الوجه "التكرار السلبي" فجوات بالقصيدة ويضعفها في ميزان النقد ..

فمن التكرار اللافت للنظر للألفاظ والمعاني تكرار الشاعر (الدرع) لفظة "الهدى" سبع مرات في قصيدة تتألف من (21) بيتا . فجاء فيها : ( ربوعش يا هدى , يا أرض الهداية , بنورش اهتدى , أرض الثقافة والهدى , نور الهدى , نوروها بالهدى , تريم الهادية ) فلو تكررت اللفظة مرتين إلى ثلاث مرات في القصيدة كلها لكان مقبولا أما أكثر من ذلك وخاصة سبع مرات فإن هذا يعد من التكرار السلبي والحشو .. ولازال بعض الشعراء لا يهتمون بوضع عناوين مناسبة لقصائدهم ومنهم الشعراء (غراب صاهد) و (أبوماجد باصليب) .

ومن القصائد التي وضع لها الشعراء عناوين موفقة وقوية , القصيدة الفائز بالمركز الأول "رحيق الروح" .. لقد وضع الشاعر عنوانا شعريا رمزيا وموحيا لقصيدته . فالروح هو القيم الروحية والإسلامية وهو العقيدة والدين وهو سكينة النفس والقلب بالذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة , والرحيق هو العصارة واللب والخلاصة .. إذن فتريم عند الشاعر هي خلاصة وعصارة العقيدة والدين والدعوة إلى الإسلام . ولا عجب فلولا خدمة رجالاتها للدين والدعوة لما حظيت بشرف المكانة الرفيعة التي تتمتع بها اليوم , ولما حظيت بتقليدها وسام "عاصمة الثقافة الإسلامية " .. بيد أن بعض عناوين القصائد المشاركة لم تكن دقيقة في توصيفها كعنوان قصيدة الشاعر (الدرع) التي جاء عنوانها "عاصمتنا للثقافة تريم" , ولم يقل الشاعر "للثقافة الإسلامية" حتى يميز بينها وبين عواصم أخرى للثقافة العربية .. فالقول عاصمتنا للثقافة يبقى المعنى مفتوحا على مصراعيه غير محدد ولا مقيّد , وقد يظنها البعض عاصمة للثقافة العربية مثلا !! .. وقد كتب الشعراء في تريم الدين والدعوة إليه والإيمان والتقى , وتريم الصحوة الإسلامية والتجديد والتفاني والعطاء , وتريم الخير والمحبة والتسامح والوفاء والهداية , وتريم جسر المحبة والخلق والدفاع عن الدين , وتريم موكب النور والأربطة والمساجد والمآذن , وتريم التراث والمباني والنقوش , وتريم التاريخ والأدب والشعر والفكر, وتريم الدان والفن والتراث الغنائي ورمزه حداد بن حسن الكاف الذي لم تشر إليه من بين كل القصائد سوى القصيدة الفائزة بالمركز الأول .. وقد جاء ترابط والتصاق استهلال الشاعر (حاني قرونه) في قصيدته بموضوع القصيدة وعنوانها شديد التماسك والتوحد , وكان عنوان القصيدة والاستهلال بحق تعبير عن مضمون القصيدة .. فإذا علمنا ان عنوان القصيدة "رحيق الروح" أسمعه مستهلا قصيدته قائلا :

تـريـم الـرُوح والــدَّعْـــوَة = لبـان المبـخـرة هــي والـدّخـون
تـريـم الأصل في الـصَحْـوة = لهـا تـاريـخ مُـلْهَم بالـشُجون


أجل أن اللبان والمبخرة والدخون والطيب عموما يعد من مواد وأدوات مجالس الذكر فيتطيب الحضور بامتزاج عطر الذكر العظيم وعطر المباخر التي تعبق بها المجالس الدينية .. والصحوة هي إذكاء القيم الدينية في المجتمعات وتجديد وسائل الطرح الديني بتجدد الزمان والمكان , ومدينة تريم لها تاريخ في الأصالة بمعنى بداية الدين ولها في الصحوة والتجديد ..
وفي صياغة شعرية من السهل الممتنع تتسم بالإيجاز والتكثيف والنأي عن التكرار والحشو يسترسل الشاعر في وصف مدينة تريم ومآثرها في الجانب الديني إضافة إلى الجوانب العلمية والأدبية والتاريخية والشعرية والفنية والتجارية ويتحدث عن الحضارة والمنارة والقبة .. ومما جاء فيها :

هُــنـــا الإيــمـــان لُـــــهْ قْـــــوّة = عظيمة ما لها شيء في المجون
تـحــافــظْ عـانــقــاء الــعُـــروة = خشوعُ القلب يظهر في العيـون
مـــآثــــر بـيــنــنــا تُــــــــروى = وينقلـهـا السَّـلَـفْ لـلِّــي يـجــون
هـنــا (زمــبــل) لــهــم خُــلــوة = شيوخ العلـم رقـدوا فـي سكـون
مـقـابــرهــم لـــهــــم غـــفــــوة = وذكراهـم لـنـا يــا خـيـر عــون
وفـيــهــا الـــمَـــنّ والــســلــوى = وفيها الشهـد يطفـح فـي الدُّنـون
لـــهـــم تــأثــيـــر بــالــعَـــدوى = مزايـا عـنـد لــي هــم يفهـمـون
ومـنــهــا ســـــارتْ الــجَـــزْوَة = تجارتـهـم قنـاعـة فــي الخُـنُـون
تــريـــم الـشــعــر والــصــبــوة = ونهج الشاطري مجلي الحـزون
هـنــا الـسـقــاف لــــه عــطــوة = جزيـلـة كــم بـهــا يتـواصـفـون


والشاطري هنا هو المؤرخ العلامة محمد بن أحمد الشاطري صاحب مؤلفات تاريخية ومنها أدوار التاريخ الحضرمي (جزءين) ..والسقاف المقصود هنا هو الأديب العلامة السيد عبد الله بن محمد بن حامد السقاف صاحب مؤلفات ومنها تاريخ الشعراء الحضرميين ( 5 أجزاء ) , خاصة وأنه جاء تاليا لذكر تريم الشعر ..
ويختتم الشاعر قصيدته بالإشارة إلى ارتشاف الفن في تريم والنهل من معين الرائد الغنائي ورمز فن الدان الحضرمي الشاعر حداد بن حسن الكاف وهو وجه من وجوه الحضارة التريمية التي لا نقبل بديلا عنها – كما قال الشاعر - لأنها قدوتنا وهويتنا وتاريخنا وهي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا :

وأرشُــفْ مـــن لَـظــى الـغُـنـوة = نغـم (حـدّاد) فـي أعـذب لُحُـون
حـضـارتــنــا لـــنــــا قُـــــــدوة = ولا نـرضــى نبـادلـهـا بــــدون


وتأتي قصيدة الشاعر خالد بن مهنأ (الفائزة بالمركز الثاني) وقد دونها الشاعر ونسّقها بنظام الشطرين . وبهذا التدوين يكون الشاعر قد ظلم قصيدته فتتبدى للمتلقي المتعجل إنها قصيدة نظمت بروي واحد أي قافية واحدة .. ولكن النظرة المتأنية تجعل المطلع يعيد تدوين القصيدة وترتيب أبياتها وتنسيقها بنظام "الرباعيات" لأن القصيدة كلها نظمت على هذا الأسلوب وبقافيتين لكل مقطوعة إحداهما تربط ثلاثة أشطر وهي تتغير من بيت إلى آخر , والأخرى ثابتة وهي قافية القصيدة كلها .. وجميل جدا استهلال الشاعر الذي ينم عن حب عميق وعشق أصيل للمدينة يدل عليه تبادل العطاء بين الشاعر وتريم , والتشخيص الرائع للمدينة فخاطبها مخاطبة المرأة الباسطة يمناها كناية عن العطاء والسخاء , مما جعله يشرع في القصيدة باستفهام انكاري يتساءل فيه قائلا :

ياتريم كيف انساك = وابخل بالعطاء وانسى عطاك
ياباسطة يمناك = والانـوار مـن كفـك تضـي


ويبدع (ابن مهنأ) في طرق أبواب الدعوة وتدريس العلوم الشرعية وتنوير أمة الإسلام من خلال تعليم أبناءها بدار المصطفى التي يصل إليها المسلمون من أقاصي العالم والبلدان البعيدة لتلقي العلوم الشرعية والارتشاف من رحيق علوم الدين الإسلامي .. ويشير الشاعر إلى منارة المحضار كرمز للدعوة والدين والعبادة فيقول :

منارة المحضار = صارت لك فـي العالـم شعـار
ومنـزل الاخيـار = دار المصطفـى ماتنتـسـي

كم خرجت اجيال = قصدوها النساء هم والرجـال
جبال هي ورمال = عبروها على السـاق القـوي


ورائعة صيغة "الاحتراز" التي أبداها الشاعر بتسليط الضوء على فضل مدينة تريم بعد فضل المولى جل شأنه بقوله :

قصـدوك للتعليـم = وافتحتـي بوابـك ياتريـم
واتكرموا تكريم = من فضلك بعد فـل العلـي


ويربط الشاعر بين مدينة تريم والمدينة المنورة برباط من أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم . فالارتياح والانشراح الذي يشعر به المؤمن في المدينة المنورة يشعر به أيضا في مدينة تريم , والصحابة الأخيار منهم من دفن بالبقيع في المدينة وآخرين بزمبل في تريم .. فمدينة تريم تنعم بنفحات من عطر النبوة والصحابة الأخيار , إنها نفحات الخير والعطاء والدعوة إلى الإسلام الخالد , وحول هذا المضمون قال :

مدينة المختـار = جتهـا منهـا نفحـه وصـار
للخير فيهـا دار = مبنيـه ودعـوه مـن ولـي

زمبل وسطها اصحاب = خير الخلق دفنوا بالتــراب
وشيوخ جم واقطاب = فيهـا نورهـم مايختفـي

ديــره بها يرتــاح = من جاهـا ويشعـر بانشـراح
والهـم بـايـنـزاح = مـن قلبـه ولـه مايرتجـي


ونشير الى ملاحظتين على الشاعر في صدر البيت قبل الاخير الذي قال فيه : (( شاعر قوي معروف ** ويحط النقط فوق الحروف ** خل من تحدى يشوف ** حاله كيف بايطلع معي )) .. والملاحظتان هما :

اولا : ان الشاعر يتحدث عن نفسه ويفخر بشعره في مقام ليس مقام فخر بالذات والعرب تقول : " لكل مقام مقال " ..
وثانيا : يستحسن قوله (شعري) بدلا من (شاعر) دون ان يحدث اي اضطراب في الوزن الشعري او اختلال فيصبح البيت : (( شعري قوي معروف ** ويحط النقط فوق الحروف ** خل من تحدى يشوف ** حاله كيف بايطلع معي )) , وقد فرض لفظة شعري بدلا من شاعر قول الشاعر في الشطر الأخير من البيت : ( حاله كيف بايطلع معي ) ..

أما الشاعرة عيون المكلا (الفائزة بالمركز الثالث) , فقد كان استهلالها لقصيدتها استهلالا قويا ومدهشا حقا , إذ جعلت أول لفظتين في القصيدة هي " الله أكبر " وما أعظم من هذا التكبير !! , وما أعظم من هذا التعبير !! في عقل ووجدان المسلم , التعبير الذي ينم عن الحب والتوحيد والتعظيم كما عبرت به الشاعرة في قولها :


"الله أكبر" في كـل فـرض تسمعهـا = اصوات تعلو وتدوي مـن مآذنهـا
تجسد الحب والتوحيـد والتعظيـم = تريم أم التسامح حافظـوا عاتريـم


ومن صفات مدينة تريم وآثارها وحضارتها وعلمها الذي رفعها الى مصاف النجوم والعواصم الراقية قالت الشاعرة :

فيها الحضارة وفيها العلم يرفعهـا = إلى مصافي عواصم راقيـه ولهـا
آثار ورموز من ماضي عبر وقديـم = تريم أم التسامح حافظـوا عاتريـم


ونأخذ على الشاعرة في قصيدتها ملاحظتين :
أولا : قولها في الشطر الثالث من الرباعية الرابعة (اختارت العاصمة والشكر والتقدير) والصحيح (أُختيرت العاصمة والشكر والتقدير) لأنها لم تختار نفسها ولكن الآخرين اختاروها ..
ثانيا : قولها في الشطر الثالث من الرباعية الأخيرة (عين الجزيرة تريم العلم والتعليم) , حبذا لو قالت : (قلب الجزيرة تريم العلم والتعليم) .. لأن الدين الإسلامي الذي تتمتع به وتحظى بشرفه المدينة يستحق مكانة القلب لأنه الحياة .

ومن جميل ما قيل في وصف تريم نعتها بـ " روضة الإسلام " و " أرض الهداية " في قول الشاعر (الدرع) :

يا روضة الاسلام يارض الهدايـة والنـدى = يا نهر مُدّفق بفقه الديـن والشّـرع القويـم
ياكم وكم ظامي شرب من واحتش وتـزودا = وكم بنورش اهتدى في ظلّمة الليـل البهيـم


وعندما نسأل الشاعر عن الشواهد التي تؤكد أن تريم هي روضة الإسلام وأرض الهداية , يجيب الشاعر قائلا :

الأربطة هي والمـآذن والمساجـد تشهـدا = على التفاني والعطاء في خدمة الدين العظيم

وما نأخذه من ملاحظات على الشاعر في هذه القصيدة :
أولا : قوله في عجز البيت الثاني (على اختيارش عاصمتنا للثقافة ياتريم) .. فتريم ليست عاصمتنا ولكنها عاصمة الأمة الإسلامية كلها , وكان هذا البيت الثاني في القصيدة والشاعر فيما سبق لا يتحدث عن الأمة الإسلامية حتى نقول انه يقصدها , ثم إنها عاصمة الثقافة الإسلامية ولا يجوز أن نقول عاصمة الثقافة ونصمت لأن هذا يدخلنا في التباس مع عواصم الثقافة العربية لا الثقافة الإسلامية وشتان بين هذا وذاك .
ثانيا : تذكير المؤنث وتكررت مرتين في القصيدة بقوله : (الأم الرحيم) والصحيح (الأم الرحيمة) , وقوله : (الغنّاء الزعيم) والصحيح (الغنّاء الزعيمة) .. وقد اقتضت ذلك وأوردت الشاعر في هذا المورد غير العذب ضرورة الوزن , وهذا يعد من الضرورات المستقبحة التي تضعف الشعر , وحبذا لو تصرف الشاعر ولو بتغيير الصياغة أو المضمون وهو القادر على ذلك ليستقيم الشعر في لغته وفي مضمونه .
ثالثا : اختلال وزني في عجز استهلال القصيدة أي البيت الأول وذلك في قول الشاعر: ( من روح بدع القوافي من فؤداه والصميم ) والصحيح : ( من روح بدّاع القوافي من فؤاده والصميم ) , ولعل السبب في ذلك – كما أظن - العجلة عند الكتابة أو الخطأ الطباعي .

أما الشاعر علي فدعق الهاشمي فكانت قصيدته الأكثر غنائية وسلاسة وجمال , ولكنها اتسمت بالتعميم , إذ أن أغلب ما قيل في أبياتها يمكن أن نقوله عن أي مدينة او نسقطه على أي مسقط رأس لأي منّأ لولا الكورس او التخميس .. ولم يركز الشاعر بتخصيص أبيات القصيدة على مقومات وخصوصيات وملامح وصفات مدينة تريم ليضعها في صميم أبياته .. فلنأخذ مثلا اشتياق أي منا لمدينته وأهله في المكلا او الشحر او سيئون او دوعن او غيرها يمكن ان نعبر عنه بقول شاعرنا علي فدعق الهاشمي :

يقول بـن هاشـم سـلام = لرض الرجاجيـل الكـرام = تعـداد ماهـب النسـيـم
من عندكم قد هـب نـود = نسنس على الأمة بـرود = مايجهلـه غيـر الغشيـم
ماخاب كـل مـن حبكـم = أو عاش عمـره جنبكـم = في سعف كل عارف حشيم
مشتاق لا ارض الجـدود = لي حبهـا مالـه حـدود = شوقي إليكـم جيـم ميـم
ياليت لـي فيهـا سكـن = باينجلـي عنـي الحـزن = وباتـمـتـع بالنـعـيـم


دون أن تغير هذه الملاحظة شيئا من الإشادة بحسن الصياغة والغنائية وجمال الثوب الذي البسه الشاعر قصيدته ..

وفي الختام فإن محاسن القصائد التي ذكرناها ليست كل المحاسن ولا الملاحظات التي عليها أيضا كل الملاحظات ولكننا اشرنا بما تمليه علينا المساحة المقررة لهذه القراءة النقدية الشهرية المتواضعة للقصائد المشاركة في مسابقة شاعر المليون في الشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر ..

وللجميع خالص تحياتي وتقديري . [/COLOR]





رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة الشعرية

شكراً للجنة المسابقة على ما يبذلونه من جهود في هذة المسابقة والذي يؤدي الى اظهار القصائد الافضل عن غيرها وهذا أنما يعبر عن خبرتهم وثقافتهم ودرايتهم بالشعر
...وتعتبر النتيجة شهادة لهم على خبرتهم في هذا المجال........
وشكراً خاص للاخ الاديب رياض با شراحيل رئيس اللجنة على التحليل لهذة الاعمال الادبية واظهار عيوبها ومحاسنها...
وعندي استفسار .................والمعذرة على التدخل ولكن من باب المعرفة..


لفت انتباه :

معذرة اخي السكين ..فلامجال في هذه الصفحة لأي استفسار أو نقاش حول نتائج قرارات لجنة المسابقة ..

استنادا الى لوائح عمل اللجنة وقراراتها المعلنة سابقا .. وبهذا آثرنا افادتكم .. ولكم تحياتنا .

باشراحيل
رئيس اللجنة

التعديل الأخير تم بواسطة باشراحيل ; 05-03-2010 الساعة 11:58 PM
 
قديم 05-03-2010, 08:29 PM   #10
المناصور
شاعر السقيفه

افتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

الف الف مبروك للاخوة الشعراء الفائزين بمسابقة شهر ابريل (( تريم.. عاصمة الثقافة الاسلامية ))
المركز الأول : قصيدة " رحيق الروح " .. للشاعر )حاني قرونه)
المركز الثاني : قصيدة " بقعة طيبة من حضرموت الخير ".. للشاعر خالد بن مهنأ .
المركز الثالث : قصيدة " تريم .. أم التسامح " .. للشاعرة عيون المكلا .
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas