المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


قصة: صراع مع النفس

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2009, 11:04 AM   #1
دمعة
حال قيادي

افتراضي قصة: صراع مع النفس

صراع مع النفس


بينما هو في الحديقة يتأمل الخضرة، وتداعبه روائح الفل والأزهار، يحيا مع ألحان البلابل ورقصات الفراشات، وتحية النسمات...

نظر حوله ليلمح البسمة وقد رُسمت على وجوه الحاضرين، كان كل شي يدعو إلى الإبتسامة، حتى الحلم الذي لم يتحقق يدعو إلى الإبتسام، لأن الأمل يداعبه، والواقعية تصاحبه، أو كما كان يعتقد...

وقف وسط الحديقة، أخذ يلف حول نفسه مرتين ويرى جمال الطبيعة والحياة يسلمان عليه. أغمض عينيه وأخذ نفساً عميقاً... وبدأت الصور تتقلب في رأسه، توقفت الفراشات عن الرقص لتوقف الموسيقى... فالبلابل لم تعد تطربها تلك النسمات التي هجرتها...

اختفت البسمة من الوجوه، وتغيرت الملامح، بدأت تضاريس البسمة تختلف وتأخذ طابعاً آخر، فهناك البسمة القاهرة والبسمة الحزينة والإبتسامة المشرقة وبينهم كثير...

فتح عينيه ليجد نفسه أمام قصرٍ جميلٍ اكتسى بالذهب والإحجار الكريمة... إتجه صوبه بسرعة، لقد غره ذاك الزخرف على جدرانه وذلك الرونق المنبعث منه، اندفع نحوه بشدة وفتح الباب فدخل وإنغلق الباب دونه...

وجد نفسه في بهو لا يعرف له بداية ولا نهاية، يكسوه سواد دامس وكأنه في مغارة أشباحٍ يزيده وحشة ذاك النور المنبعث من فتحة في السقف تخلق شعاعاً يكتسح بقعة ضوء دائرية وسط الظلام...

سمع صوت خطىً ثابتة تأتي من الظلام صوب تلك الإضاءة ، ثبت نظراته إلى حيث الصوت ، حرك رأسه يمنة ويسرة أعلى وأسفل وغير من إتساع حدقة عينيه لعله يكتشف من القادم ولكن دون جدوى...

سمع صوت ضحكة مقهقرة بصوت عالٍ، أصابه الذهول ، من ذا الضاحك وسط هذا الجو الكئيب...

لم يفهم ما يدور حوله، كيف لذاك الجمال أن يكون هذا حاله بالداخل، ألم يعطه الذهب شيئاً من بريقه!!!...
تقاطعه الضحكة مجدداً التي تعلو ويزيد الفضول إلى صاحبها

- أتتوق شوقاً لرؤيتي؟
- بل لمعرفة هويتك، الأشكال لا تعني شئاً، وخير دليل على ذلك ما أنا فيه الان
- ههههههه... هويتي؟! حسناً . لك ما تريد
الاسم:- خالدٌ مع الظلم
تاريخ الميلاد:- موت المزايا والأخلاق الحميدة من القلوب
مكان الميلاد:- الحياة
رقم الهوية:-عدد المقهوريين والمغلوبين على أمرهم

- ليس لديك ما يشرف، فلمَ الغرور؟!
- كثير ممن يشرفون هم صنعي،وإني لأرى ويرى معي العالم إنهم في إزدياد، و أنا مصدر قوتهم
- ومن أين حصلت على القوة؟
- أمتصها من قلوب الجبناء والقساة ومحبي المال والسلطة... وكأني لأراك من الحالمين بها.
- أجل ممن يريدون المال ولكن ليس بإسلوبك
- عن أي إسلوب تتحدث؟!
- القهر.. الظلم .. الخيانة.. الخداع ..الحقد .. وما على شاكلتهم
- هههههههههههههههههههههههههه
- هل في حديثي ما يضحك؟!!
- أتعلم لمَ سألتك عن الإسلوب؟
- لمَ؟
- كنت أظن أن لك إجابة غير هذه، فكثيرٌ من أعواني قالها من قبل، بل ما زال الكثير منهم يرددها إلى الآن... فأنت لم تأتي بجديد، ووجودك هنا خير برهان، فقدغرَّك ما رأيت وإندفعت صوبه مسرعا. تمنيته؟؟ ستحصل عليه... ولنضع أيدينا بأيدي بعض ونحقق المستحيل
- بل المستحيل أن أكون في صفك
- إذاً في أي صفٍ أنت؟
- الصدق.. الوفاء.. الإخلاص.. المحبة .. العدل....
- ههههههههههه ...أتقصد أولئك القابعين في زوايا هذه القاعة المرتجفين خوفاً؟!!
- ماذا تعني فأنا لا أرى أحدا
- وهل تراني؟!
- لا
- وتصدق وجودي؟
- أجل ... لأني أحادثك الآن
- أنت لم ترني وأنا موجود وكذلك كل من أحببت هنا موجود أيضاً، ولكن تنقصهم الشجاعة والقوة ليقفوا في بقعة الضوء هذه... أتريد رؤيتهم؟
- أجل
- مدَّ يدك اليمنى وستقع مباشرة على مرآة وسيتحرك الضوء من السقف وعليك أن توجه المرآة نحوها فتنعكس الإضاءة بعدها حيث تريد...

مدَّ يمناه وإلتقط المرآه، وبدأت الإضاءة بالإهتزاز... هناك الكثيرمن الزوايا بهذه القاعة الضخمة والكثير من الرجال المختبئين في جوانبها يخبئون وجوههم بأيديهم عندما يسلم عيهم شعاع الضوء...
لم يصدق ما رأى... إنتابته نوبة عرق ورجفة وتسارعت دقات قلبه وهو يجول بناظريه إلى تلك الوجوه.. شعر بعطشٍ شديدٍ حتى كادت شفتاه أن تتشقق...
وهناك وبين الحضوركان رجلاً واقفاً في مكانه، يود لو يساعده ولم يستطع، فهو يريد المساعدة، ولكن ثمة رابطٌ بينهما لم يعرفه... لمَ لا يشعر بالخوف كزملائه؟!.. لمَ لا ترتجف فرائضه؟!..لم لا يخفِ عينيه؟!...
يزداد عطشه مع حيرته، ونظراته إليه ثابتةً... أتعبه العطش ولم يعد يستطع الوقوف.. جثا على ركبتيه ... و أنفاسه تتصارع بداخله وتتسابق تاركةً إياه...
كان ذلك الرجل يهزُّ برأسه وكأنما يقول له لا.. لا.. لا..
لم يفهم لمَ لا.. ماذا يريد أن يقول له...
سقط أرضاً، وتوجهت أشعة الضوء فوقه مباشرة ولم يعد يرى شيئاً
- ماذا حدث أتريد مساعدتي؟

مدَّ إليه إبريق الماء، فهذا مايريده ليبقى على قيد الحياة... وحينها تذكر الرجل الذي يهز إليه رأسه بلا... وفهم معناها أخيراً، وعرف أنه مثاليته وصفاته الحميدة...
بقى في حيرة من أمره أيهما يموت ؟ هو أم الرجل...
وبينما هو كذلك دق جرس المنبه ليوقظه الصباح، ويقطع عليه حلمه الذي بقى بداخله مدى حياته...


دمعة غيم
التوقيع :


الله لا اله الا هو وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شي قدير

سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صراع الحمران في اليمن..الى أين !!! الخليفي الهلالي سقيفة الحوار السياسي 14 05-24-2011 02:40 PM
دعا إلى تدخل خارجي، والفقيه: صراع على الكرسي والجفري غياب المواطنة المتساوية حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 09-01-2009 02:30 AM
,’,’,’,’, ( اقراء في نفوسكم أشياء ) ’,’,’,’,’ الخليفي الهلالي الســقيفه العـامه 10 08-22-2009 01:24 PM
النقد .. ومحاسبة النفس خالع قسم سقيفة الحوار الإسلامي 3 08-12-2009 12:20 PM
قناة عدن..حربة صراع الهوية‎ .... بقلم الكاتب الدكتور- يوسف خالد حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 06-17-2009 11:59 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas