المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


القِطُنُ نارٌ ليس لها رماد

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-2013, 05:17 PM   #1
السنقبي
حال جديد

افتراضي القِطُنُ نارٌ ليس لها رماد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الآن بعد كل شيء ..!
نادمٌ على كل حرف كتبته ذات يوم بحرصٍ وحب وغيرة لاتنتهي ..!
لقد تمرّدت مدينتي على كل جميل وعشقت التصحّر وأستهوت القبح وقلّة الحياء ...! واني لا أثق اليوم في مدينة أبادلها الحب فتبادلني كثير من الجفاء ...!
لقد عشقتها كثيراً .. لأنها تستحق أن تعشق ... لتعويض ما فقدته ذات يوم من حنان وألفة ... ولكن هي قاسية وغليظة كصخرة أتى بها السيل ووضعها في واد .، فغدت شديدة القسوة ويستحيل تكسيرها أو أذابتها ذات يوم ..!
يامدينتي ...!
لقد صرت مرتابٌ من كل شيء فيك ، وخائف أن تسلبي ذاكرتي وروحي وأشيائي الجميلة وماأدخرّتهُ لأيامي وسنيني القادمات ..
لقد دفعّتُ أثمان باهضة لايعلمها الا القلة القليلة من الأتقياء ، وهم الذين يعون ويدركون كل شيء ..1
فقد غدوت ثرياً بدونك ..!
واستعدّتَ عافيتي بعد أن أوشكت على ارتداء الخيبة وثياب الحِِداد ...!
كيف لي أن أعشق مدينة كاذبة تجامل وتنافق وتقلب الأشياء ، وتصلني كل يوم شظايا كلماتها لتشعلني ولاتكاد تجعلني أخمد أو انطفيء ..؟!
لن أبقى أتتبعك وأصغي لهمسك ، وقد صار وجهك سافراً ، وحرقّتي نقاب حيائك ... وصافحت يدك كل الغرباء ..!
هل تظنين أنني أرغب العيش على أرض مسكونة بالخواء والموت واغتيال الحلم ، على ضفاف الشرف والفضيلة والصدق والكبرياء ...؟!
منذ سنة 2007م وأنا أنثر الورد وباقات المحبة وقنائن العطر ، في غابات خوفك ورعبك ، القاتلة للفراشات والنور والطهر والنقاء ...!
أستباحك صغارك قبل كبارك ... وقد يكون بعضهم لايعرف أسمك ... فقط ... تصفّح خدودك ووجهك .. وأستلذ بإعتلاء جبالك الشائخة . وأخذ متاعك وتركك دون تحية أو وداع .!
ولأنّي أعرفك جيداً ..!
القطن عصية الأسوار شائكة الدروب والمسالك ......!
كنت حين أضرب معك موعد للقائك .. أرتدي أجمل ثيابي ، وأصطحب أناقتي لأحتفي بك وبمتعة اللقاء .!
ولكن بعد كل هذا العمر .. بعد كل هذا الجرح . . بعد كل هذا الصبر .. أشعر أنك تثأرين منّي ... ودمك ليس عندي . .. فقاتلك .. أنت تدرين به . وكل يوم تُزفّينَ لواحد تلو آخر ....!
لقد غدوتي مثل أرملة ، تجرّ الخيبة وهزائم الوحشة وتوجّعات الزمـن ، حين فرّطتي فيّ ، وتركتني للغربة ومتاهات الرحيل وعذابات السفر ..!
وحده العاشق الذي ينأى بروحه ويذهب بعيداً ، حين لايجد حضناً يحتويه وروح يستند اليها ، في حين شعر بتساقط أوراق خريفه ، ودنو شتائه وأفول العمر ..!
فما الفرق إذاً بين موتة على الجمر ، وأخرى على تشظيات الوجع ومرارات الألم والقهر ..!
في الواقع أيقظني من غفوة انتظاري .. تكاثر صبري وروحي المستبشرة بالضوء .. الذي جاء ولم يأتي بشيء ، سوى التمزّق والنزيف الذي عاد ثانية ، بعد صبر وتأمل ... في ساعات ليل طويلة .. أماتها خيوط النهار بشمسه الحارقة للبهجة والفرح ..!
منذ ذلك العمر .... وقلمي يلهج بالصدق ، ويشتعل بمداد الأسى والتوجّع . والآخرون .. يتضاحكون ولا كأن شيء يعنيهم . يمرّون مسرعين بمراكبهم الفارهة وأعينهم لاتنظر لشيء .. بل لاترى أي شيء ..!
كتبت ذات يوم في صحيفة المسيلة ... مقال بعنوان .. القطن حرائق الورد وموت العبير ..! وقبل ذلك كتبت أيضاً مقال نشر في صحيفة .. حضرموت اليوم .. بعنوان .. القطن تطلب الأفضل ...!
لم يسألني أحد ..!
لم يرد علي أحد ..!
لم يُعقّبُ على هذه المقالات أحد ...!
صرخت مبكراً وقبل أن ينتهي الوقت ...!
فقد قتلّتني ... ياقطن ... يامدينة الأحلام والهزائم الكثيرة ...! يامدينة الأشباح التي تأكل بعضها بعضاً وهي تدرك وتعلم جيداً بما سوف يأتي وماذا سوف يكون ..!
نخيلك أكثره أسود محترق .. ويباع البرسيم وشجرة القات أمام ثانوية سيف بن ذي يزن ... الثانوية الوحيدة لطلاب الجيل القادم الناهض بالأرض والوطن نحو المجد والتقدّم ...!
وباعة الخضار والفواكة يفترشون نصف شارع المدينة ولم يستطع أحد عمل شيء حيال ذلك ..!
ووقوف المركبات على جوانب الخط الرئيس للمدينة .. مما سبب كثير من الزحام للمارة وللمركبات أيضاً ..!
لذلك أكتب وللمرة الأخيرة ..!
وبعلو صوتي قائلاً ...!
لم ولن يستطيع أحد عمل شيء تجاه هذه الأشياء .!
أجزم بذلك بعد هذا العمر من الكتابة وحرائق المداد والقلم .!
ومن كان عظيم فليثبت لي عكس ذلك ..!
ولهذا ....!
فأني أكتب هذه المادة وللمرة الأخيرة عن هذه الأرض البائسة العاشقة للقبح ، والقاتلة للجمال والبهاء ...!
وقد قتلت حدائق الورد ، وستقتل كل عطر يأتي ليتنسمه العشاق المغرمون بالعذوبة والنقاء ...!
وبكل أبجديات الكلام .. أعزّي روحي ودواخلي .. من التلوّث والمرارة ... ومن وعكات القلب التي صارت تطرق أبوابي بصمت وكبرياء ..!
في ظل تزايد الخراب الذي يسعى لخنق صوتي ، الذي لازلت في أمس الحاجة اليه ..!

القِطُنُ نارٌ ليس لها رماد
خالد لحمدي
نقلاً عن صحيفة المسيلة العدد ( 771 ) الصادرة يوم الأربعاء 13 صفر 1434ه الموافق 26 ديسمبر 2012م
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 12:20 AM   #2
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

قلبي في القطن قاطن
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 12:47 AM   #3
الروافد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية الروافد

افتراضي

رائع اخي السنقبي

وجميل من الاحمدي الحرقه على القطن
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas