دولة الجنوب العربي" تقرير لـ"الأمناء" يبحث في أسرار حرب الخدمات وكيف واجهها شعب الجنوب..

[حد من الوادي]

2021-05-23 20:37:22

تقرير لـ"الأمناء" يبحث في أسرار حرب الخدمات وكيف واجهها شعب الجنوب..

وعي شعبي وطني ومطالب مشروعة

الرئيس الزبيدي يحيي صمود شعب الجنوب ويؤكد :

لن نكون بعيدين عن هموم المواطنين وسنتخذ العديد من الخيارات

الرئيس الزُبيدي: تردي الخدمات هو امتداد لممارسات الاحتلال الساعية لدفع الجنوبيين للتراجع عن مشروعهم الوطني

الجنوبيون يجددون التمسك باستعادة دولتهم وينددون بتردي الخدمات

كيف فشلت محاولات حرف مسار قضية الجنوب بحرب الخدمات؟

حلت أمس الأول الجمعة الذكرى الـ(27) لإعلان فك ارتباط الجنوب عن الشمال، ومعها شهد الجنوب تطورات عديدة.

حيث شهد الجنوب مظاهرات حاشدة في العاصمة الجنوبية عدن، وبعض محافظات الجنوب جددت جميعها تمسك أبناء الجنوب بحقهم في استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو/ايار 1990م، بالإضافة إلى التنديد بالوضع الخدماتي المتردي، والتي تسعى من خلاله بعض الاطراف المُعادية إلى حرف مسار قضية الجنوب، واشغال الجنوبيين بقضايا الخدمات سعيًا منهم إلى جعل الإنسان الجنوبي يتخبط بين حاجته للخدمات، وبين مشروعه الوطني المتمثل باستعادة دولته، غير أن الجنوبيين اثبتوا أن قضيتهم الوطنية هي من تتصدر اهدافهم، ولا يمكن لأي قضية أن تتقدمها.

كما جدّد أبناء الجنوب، شعبًا وساسة، احتشادهم وراء القيادة السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي للمضي نحو استعادة دولة الجنوب.



تمسك بمشروع الوطن وتنديد بتردي الخدمات

وعصر الجمعة، تظاهر أبناء الجنوب أمام مقر التحالف بمديرية البريقة، وكذا في شارع مدرم بمديرية المعلا في العاصمة عدن للمطالبة بتحسين الخدمات وصرف المرتبات.

وصدر عن التظاهرة السلمية، التي أمنتها قوات الدعم والإسناد بالتنسيق مع إدارة أمن العاصمة عدن، بيان اكد التمسك بخيار استعادة دولة الجنوب.

وقال البيان: "نتجمهر اليوم (أمس الأول) في 21 مايو، يوم إعلان فك الارتباط والعودة إلى ما قبل اتفاق الوحدة اليمنية المغدورة من قبل نظام صنعاء والتي غدر بها قبل أن يجف حبر مداد اتفاقها الموقع في 22 مايو 1990م المشؤوم حيث سعى نظام صنعاء المستبد ومنذ الوهلة الأولى إلى استهداف الشريك الجنوبي بشتى وسائله البشعة سواء باغتيال كوادر الجنوب وجيش دولة الجنوب والنيل من الأرض والإنسان الجنوبي وكرامته أو التنصل من كل اتفاق مبرم ويعد عدته لاحتلال دولة الجنوب في حرب صيف 1994م ليجعل من أرض الجنوب ودولته ذات السيادة إلى فرع من فروع نظامه الفاشي ويحكمه بمعول الفساد الهادم وبنهب ويسلب مقدراته والانتقاص من كرامته وعزته التي لا تقبل انكسار".

واضاف: "إن نظام صنعاء والذي ظن واهمًا أن شعبنا الجنوبي يقبل على نفسه الهوان ويرضخ للظلم والإلحاق والإذلال قد خاب ظنه وأنهزم غيه فهيهات أن ينكسر شعبنا وأن تصهره اتون القهر والجهل والمرض، فمنذ اللحظات الأولى لاحتلال الجنوب اشتعلت جذوة الحرية التي لا تنطفئ في نفوس شعبنا الجنوبي الحر ليخوض نضالاً سلميًا شامخًا في كل شبر من أرض الجنوب عامة وعاصمته عدن خاصة ليقدم كل الجنوب قوافل من الشهداء وآلاف من الجرحى العزل المطالبين باستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة".

وأكد على حق مطالب أبناء الجنوب بالعيش الكريم والحصول على الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصرف رواتب القوات المسلحة والأمن وإيقاف حالة الإفقار وتدني سعر العملة وارتفاع أسعار المواد الأساسية وتدهور المؤسسات التعليمية والصحية، إضافة إلى محاسبة كل المتورطين بالفساد الإداري والمالي وكل من استغل نفوذه للاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة أو أسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في حرب الخدمات على المواطن وإحالتهم للقضاء دون تسويف أو مماطلة.

وحمل البيان الحكومة الحالية مسؤولية تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية، داعيًا دول التحالف إلى بذل المزيد وتحمل المسؤولية تجاه ما آلة إليه الأوضاع في محافظات الجنوب المحررة، مؤكدًا على أحقية الاحتجاج السلمي دون الانجرار إلى العنف بكل أنواعه وأشكاله من حمل السلاح واستخدامه أو قطع الطرقات وغيرها والحذر من كل دعوة ترمي إلى استغلال المطالب المشروعة لصالح مشاريع خبيثة تعيد الجنوب إلى حالة الفوضى والانفلات الأمني.



تفاصيل كلمة الرئيس الزُبيدي

في السياق، وجّه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، كلمة هامة لأبناء شعب الجنوب بمناسبة الذكرى الـ(27) لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م.

وقال: "تحلُّ علينا الذكرى الـ(27) لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م، من مشروع الوحدة التي أجهضتها قوى نظام صنعاء، بإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله، وآثرت أن تحولها إلى احتلالٍ يستبيح الأرض ويقتلُ الشعب، ومنذ ذلك الحين وشعبنا يقدّم التضحيات الجسيمة في نضال وطني أسطوري مستمر نحو استعادة دولته، وما زلنا نسير على ذات الدرب الذي قدم من أجله شهداؤنا أرواحهم، ولن نتوانى أو نميل حتى يتحقق لشعبنا استعادة وبناء دولته الجنوبية المستقلة الفدرالية كاملة السيادة".

وأضاف: "نمرُّ اليوم بمرحلة مفصلية من نضال شعبنا، تحققَت له فيها مكتسبات وطنية كبيرة، وازداد فيها صلف وتعنّت قوى نظام صنعاء القديمة المتجددة ضد شعبنا، مكرسة سياسة العقاب الجماعي وتفريخ الإرهاب ونشر الفوضى ونهب المال العام وتسخيره لشراء الذمم ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، ظناً منها أن هذا النهج سيحقق لها مبتغاها، ولكن هيهات لها ذلك، فإنما تعجل موعد إنهاء احتلالها بكافة أشكاله".

وتابع: "لقد تمكّن أعداء الجنوب بعد حرب 1994م من الإجهاز على قدرات الجيش والأمن الجنوبيين بالتفكيك والاغتيالات والتسريح والإحالة إلى التقاعد، ولكننا -وبعون الله- تمكنا خلال السنوات الأخيرة وبعد تضحيات جسيمة قدمتها المقاومة الجنوبية من بناء جيش وأمن بعقيدةٍ وطنيةٍ جنوبيةٍ عربيةٍ راسخة، تمكنا رغم حداثة نشأتهما من تحرير أجزاءٍ واسعة من أرض الجنوب، وحققا نجاحاتٍ مشهودٍ لها إقليمياً ودولياً بمكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن، وحماية المصالح العامة والخاصة، وقد أصبحا اليوم مصدر فخر لشعب الجنوب، وعلى الجميع أن يسهم بتيسير أدائهما لمهامهما الوطنية، ونؤكد بأننا نعمل على تطوير منظومة الدفاع والأمن الجنوبي لضمان قدرتها على أداء مهامها العسكرية والأمنية وفق أطر مؤسسية تحقق القدرة الكاملة على تثبيت الأمن وحماية الجنوب من كافة التهديدات والمخاطر".

واستطرد: "إن ما يعانيه شعبنا الجنوبي اليوم جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي المتعمد ما هو إلا امتداد لممارسات قوى الاحتلال الساعية لتحطيم معنويات الجنوبيين، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وفي مقدمة ذلك قيامهم بتعطيل الخدمات العامة، وقد عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء هذا الملف أولوية من خلال مشاركتنا في حكومة المناصفة، وحرصنا أن يكون ملف الكهرباء والمياه في مقدمة المشاريع الخدمية التي كان يجب أن تقدمها الحكومة فور وصولها إلى العاصمة عدن، إلا أن الالتزامات التي كان أبرزها إدخال محطة بترومسيلة ومحطة الحسوة 2 إلى الخدمة قبل شهر مارس 2021م، لم تنفذ، بل استمرت عملية التعطيل والتأجيل غير المبرر، وإننا في المجلس الانتقالي وإزاء معاناة شعبنا، نؤكد بأننا لن نكون بعيدين عن ملامسة هموم المواطنين، وتقديم الخدمات العامة، وتأمين الاحتياجات الأساسية، وستكون لدينا مجموعة من الخيارات والاجراءات الإدارية اللازمة لمعالجة أوضاع الخدمات، بما في ذلك إعادة النظر كلياً في مصادر الطاقة".

واكمل: "نُحيي صبر جماهير شعبنا الأبي، ونؤكد أن صبره واستبساله رغم الظروف المعيشية الصعبة، إنما هو تعبير واضح عن وعيه الوطني وارتباطه الوثيق بقضيته الوطنية، وأن ذلك لمحل تقديرٍ كبيرٍ واعتزازٍ وفخرٍ لدينا في قيادة المجلس، ولقد أثبت هذا الشعب أنه يسير نحو هدفه الوطني بإرادة صلبه وعقيدة صادقة، ونؤكد على دعم شعبنا الجنوبي العظيم بالتعبير السلمي عن مطالبه وحقوقه، ووقوفنا في صفه وإلى جانبه، واستعدادانا الكامل لتصدر صفوف الدفاع عن حقه، وحمايته، من كافة المؤامرات والممارسات غير المشروعة التي تستهدف حياته، وكرامته، ومستقبله السياسي، وحقه بالعيش الكريم، كما إننا بالوقت ذاته لن نسمح بأي عمليات تخريب تستهدف الممتلكات العامة والخاصة، وتهدد الأمن والسلم الاجتماعي في كافة مدن ومحافظات جنوبنا الحبيب".

وقال: "نكرر دعوتنا لعودة حكومة المناصفة المنبثقة عن اتفاق الرياض إلى العاصمة عدن، وتحمل مسؤولياتها، وأداء المهام التي تشكلت من أجلها، وفي مقدمتها توفير الخدمات العامة ودفع المرتبات ومعالجة الأزمة الاقتصادية من خلال تنفيذ الشق الاقتصادي من الاتفاق، ونشدد على أن عدم عودة الحكومة إلى العاصمة عدن أو محاولة افتتاح مقار للوزارات خارج العاصمة عدن ما هو إلا تعطيل حقيقي لاتفاق الرياض، بل واستهداف وتقويض لجهود التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، خدمةً للمشاريع المعادية".

واختتم الرئيس الزُبيدي كلمته بالقول: "نُحيي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن في مختلف مواقع الشرف والبطولة، وهم يسطرون أروع صور الشجاعة والإقدام والاستبسال للدفاع عن الوطن الجنوبي وحماية شعبه من مختلف التهديدات، ونهيب بكافة الوحدات الأمنية والعسكرية إلى رفع درجة اليقظة والحذر والجاهزية الكاملة للتصدي لأي أعمال إرهابية تستهدف أمن واستقرار الجنوب".



فشل حرف مسار قضية الجنوب

فيما أكد سياسيون أن كل محاولات أعداء الجنوب فشلت في حرف مسار القضية الجنوبية من خلال الحرب الخدمات التي يشنوها على شعب الجنوب.

وقالوا، في تصريحات لـ"الأمناء" ان: "شعب الجنوب اثبت وعيه الوطني بأهمية التمسك بقضية شهدائه، وجرحاه رغم حرب الخدمات الشرسة".

بدوره، اشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ فضل الجعدي على ادراك شعب الجنوب بممارسات المكر والخديعة التي يحيكها الأعداء.

وقال، عبر (تويتر)،: "لقد خبر شعبنا أساليب المكر والخديعة والمؤامرات، وتعلم كثيرا من الدروس التي جعلته قادرا على معرفة أساليب وطرق خصوم قضيته.. أصبح واعيا لكل ما يتهدد ثورته أو يشكل خطرا على المنجزات التي عمدتها دماء شهدائه".

فيما أكد الاكاديمي د.علي الخلاقي انه لا يوجد أي شعب بالعالم يستطيع تحمل المعاناة مثل شعب الجنوب جراء الوحدة الظالمة.

وقال، عبر (فيسبوك)،: "القول ببقاء الوحدة كذبة كبرى.. وأقسم برب الكعبة لو أن أي شعب على وجه الأرض عانى معاناة شعبنا الجنوبي من تلك الوحدة الكارثية بنتائجها المدمرة لكفر بها إلى يوم الدين.. وعلينا العودة إلى وضع الدولتين الجارتين المتعايشتين كبقية دولنا العربية وكما كنا قبل ذلك اليوم المشئوم".

http://alomana.net/details.php?id=147793