صنعاء" جمهورية تحتضر وجمهورية تولد

[حد من الوادي]

جمهورية تحتضر وجمهورية تولد

2011/03/18 الساعة 21:57:52 محمد علي محسن

اليمن اليوم ما بين جمهورية الصالح المتشبثة بحياة أطول وبين جمهورية الشعب المنافح من أجل ولادتها ، أننا كيمنيين أمام لحظة تاريخية فاصلة ، فإما أن تنتصر جمهورية الشعب التي بدأت ملامحها تتشكل وتصاغ في ساحات التغيير وفي كل ربوع اليمن وإما أن تبقي جمهورية العائلة وائدة لكل حلم وولادة .

نعم أننا نعيش لحظة احتضار جمهورية مختزلة بشخص الرئيس وقصره الفخم في الستين وولادة جمهورية ممثلة بهذه الثورة الشعبية المنتفضة في أكثر من ساحة ومكان ، فما بين جمهورية قصر الستين و جمهورية ساحة الجامعة مسافة قصيرة لكنها بقياس الزمن والحلم المنشود بلا شك مسافة طويلة لا يمكن اجتيازها وبلوغ منتهاها دون فناء الأولى وولادة الثانية .

ما نشاهده الآن في اليمن تأخر كثيراً عن موعده ، أنها ذات الجمهورية الثالثة التي فشل اليمنيون في إنجازها بعيد تحقيق الوحدة عام 90م ، أنها نفس الجمهورية الموءودة تحت جنازير الدبابات ودانات المدافع عام 94م أنها الجمهورية التي حاول اليمنيين المؤمنين أخراجها من تابوت الفناء إلى حياة الجماهير في انتخابات الرئاسة عام 2006م أنها الجمهورية التي تم مصادرتها واحتكارها في شخص وعصبته وقصره وصندوقه .

عقدين ونيف واليمن ينافح ويقاوم من أجل جمهوريته الديمقراطية الحديثة ، فحين باءت بالفشل محاولات الإصلاح والمعالجة لقضية الجنوب سياسياً وديمقراطياً ونفسياً ووطنياً كان ولابد من بروز ما هو أكثر من الدعوة لفك الارتباط والتجزئة ، عندما صارت الجمهورية مختزلة بفرد وأسرة وعصبة بعينها كان ولابد من مقاومة هذه الجمهورية في صعده أو غيرها .

اليوم نحن أمام جمهورية تحتضر وجمهورية تولد ، جمهورية لا تتعدى مساحتها وسلطتها جمهورية بابا الفاتيكان في قلب ايطاليا وجمهورية مساحتها وسلطتها لكل اليمنيين ، جمهورية ضاقت بجميع أبنائها ولدرجة الإقصاء والإلغاء والقهر والقتل لهم وجمهورية تتخلق وتتشكل من رحم معاناة كافة أبناء اليمن ، جمهورية كان ينبغي أن تزول وترحل قبل عقود من الزمن وجمهورية كان ولابد من ولادتها قبل هذا التاريخ بكثير .