الباعــه الجـوالون .. ( معارض متنقله دون ايجار )

[مايسه]

ــ في الجولات المزدحمه ستجدهم على الارصفه المكتضه بالمشاة في الحارات والشوارع الخلفيه على هامش الاسواق وعشوائيتها في الشوارع يجولون محملين ببضائعهم او يسوقون امامهم عربــات بعجلات ثلاث او اثنتين محمله بما يمكن ان يخطر على البال ومالا يخطر ... اطفال .. شباب ... شيوخ .. واحيانا فتيات .. بينهم المتعلم الذي يواصل تعليمه وتسنده هذة المهنه وبينهم الامي والذي ترك المدرســة في مرحلة ما والذي اوقفها ليستريح قليلا .. هم في الغالب من المحافظات الشماليه تهامه .. تعز .. حجه .. ريمه .. ذمار .. يبيعون كل شئ حتى ان بعض مايبيعونه من توافــه الاشيئا لايمكن تصدق ان عائدتها تســد الرمــق .. سبحان المعيش ... هذا يبيع ولاعات وثاني يبيع ربلات منظمات اسطوانات الغاز واخر اسواط ملونه وشرابات واخر اشرطه واربطه عنق كرافتات واقلام .. هذا يسوق عربيه محمله بالموز وثاني يسوق عربيه محمله بقناني عصائر الشعير والليم .. المهم لقمة قاسيه تطارد بشرف كبير اسر كثيرة تنتظر ماسيدره تعـب عائلها في الشوارع والجولات ... ريفيون في الغالب يتجمعون في حوانيت ضيقه منعدمه الخدمات من اجل توفير مصاريف اجرة المساكن المنفرده والذين تتواجد اسرهم معاهم فان تعبا مضاعفا بتركبهم ..
يحي جيلاني الذي تشاهده بقامته القصيرة وسحنته التهامية الصارمه يسوق عربه بعجله واحده محمله بفاكهه الموسم يقول : انه منذ عودته من السعودية عام 90م اثر حرب الخليج الثانيه وهو يواصل في هذا الشارع ( شارع النور) ماكان يمارسة سنوات طويله في السعوديه وانه مقيم لوحده في عــدن تاركا اسرته في الريف وان الاف الريالات الذي يكسبها على الاقل تقدير في اليوم يتقاسمه معهم بالتساوي ... اما اديب الدبعي اقبل علينا وهو يلبس الجاكيت الطويل الذي تعود لبسه منذ الصغر في المرتفعات الشماليه بحكم برودة الجو عز عليه الاستغناء عنه في عدن برغم شدة حرارتها الا انه ضل يلبسه في كل فصول السنه .. ماان وصل امامنا حتى فرد جناحية ( الجاكيت) لنكتشف المخبئ .. نظارات .. اقلام .. امشاط .. شرابات .. علاقات جوالات .. واذا به يحمل معرض متنقل بين جنبية ..( اليس الحكمه يمانيه) . بهذا المعرض المتنقل وفر عليه تكاليف كثيرة .. ضرائب .. اجارات .. ملاحقة البلديه .. ثم انه يستطيع ان يصل الى اي منطقه في عدن بل المحافظات الاخري لو اراد يوسع دائرته في البيع .. قلت له : وهل تقدم معروضاتك بهذا الشكل ؟ قال نعم ..
جوال طوال اليوم ولا افرش في السوق ولاعلى الارصفه اطلاقا .. وانا امشي حر وزبائني تمشي معاي في كل مكان محطات الباصات وداخل الباصات وداخل المراكز التجاريه وفي المطاعم حيثما مااذهب .. قلت له الا يسبب لك حمل هذه الاشيئا تكلف على نفسك ؟ قال : ابــدا .. بل مطمئن ان اشيائي في مكان امن فأغلاق دكانه المتنقل لايستغرق ثواني لاغلاق ازرة الجاكيت وانتهى البيع بل يذهب لاداء الصلاة فيه وغالبا مايخرج بعد الصلاه ليفتح المحمول .. والله الرزاق الكريم ..
بائع كاستات اخر واسمه اسماعيل محمد احمد يقول : انه افضل مكان لبيع الاغاني هو الجولات المزدحمه والشواطئ حيث تواجد المنتزهون .. حيث قال انه يستخدم اساليب متنوعه في ترغيب المشتري في نوعية الاغاني التى يمكن يشتريها وانه من طول ممارسته بداء يميز بين امزجة الزبائن من سئقي السيارات فهناك سائقون لاتناسبهم سوى الاغاني اليمنيه واخرين يرغبون بالاصوات الخليجيه وهناك من يطاردون الكليبات الجديده ( على حسب تعبيره ) قلت له : مارايك اني ماذا ينفع لي ؟ قال لي : اتوقع ام كلثوم .. قلت وليش ام كلثوم بالتحديد ؟ قال : اتوقع كذا من شكلك بتحبي الاغاني الهادئه
قلت له لا العكس بسمع للدحدحيه الصنعانيه كثيرا واغني تهامه .. هل توجد لديك منها شئ؟
قال : هذا سوقه في باب اليمن هناء اكثر الاغاني الشعبيه علي صالح اليافعي قصائد شعبيه .. واغاني فيصل علوي ..الى هناء وانتهى مشوارنا مع الباعه الجوالون ولنا لقاء اخر في تحقيق ميداني اخر.....
__________________