المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


دون وعي

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-19-2009, 06:08 PM   #1
دمعة
حال قيادي

افتراضي دون وعي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اول قصة لي أكتبها بهذا المنتدى الكريم فأرجو ان تنال اعجابكم واعذروني على التقصير ان قصرت



دون وعي



ظلمة الليل تملأ المكان، و هناك على تلك الطاولة المستديرة، يحاول المصباح جاهداً التغلب على وحشة الليل، لعله يبعث بشئ من الألفة لتلك المرأة الجميلة الملامح ، الشاحبة الوجه، و النعاس يطرق جفناها، فيميل رأسها المتكئ على راحة يدها التي تمده بشي من العطف، فما أن يشعر بأنه مفارقها سرعان ما يعود الى وضعه الأول...
هكذا ينقضي الليل في كل ليلة تعيشها أمل، والأمل يملأ قلبها في أن يعود زوجها حسن، أحسن حالاً من الليلة التي قبلها...
أن يقبل عليها دون رائحة كريهة من فيه، وبخطوات ثابتةً غير مترنحة، و أن يقبل على ولديه – مها في الرابعة عشرة من عمرها وأحمد في الحادية عشر من عمره- بصورة الأب المثالي والقدوة الحسنة.
تعيش أمل ليلها بتلك الطريقة، خوفاً من أن يرى ولديها والدهم السكير وهو بحالة سكره الشديد لا يعرف من حوله،فيتكئ بجسمه الثقيل على زوجته الرقيقة لتحمله الى السرير ، فيلقي بنفسه دون وعي إلى ظهر اليوم التالي صارخاً طالباً الطعام... إنها تعيش هكذا... صابرة ومتحملة كل ذلك لأجل ولديها...
مازالت تذكِّره بأيامه الأولى، كيف كانت حياتهم وعلاقتهم، فقد كان عمله وأهله أهم مافي حياته...
لقد كان مديراً لمصنعٍ، حتى دبر له أحد الحاقدين مكيدة فقد عمله على أثرها وكل من كان يعتقد أنه صديق...
لم يجد سوى زوجته و أولاده اللذين إنصرف عنهم بالشرب لينفق أمواله عليه، ويبيع بيتهم الكبير ليحصل على معشوقه الأكبر، حتى حال بهم المطاف الى ذلك البيت الصغيروحالة الفقر الشديدة فلم يعد يصرف عليهم بل يأخذ مما تجنيه زوجته من مهنة الخياطة...
وعلى الرغم من حالة الفقر و هروبه من كل شي إلا أن أمل لايهمها الثراء بقدر مايهمها الإستقرار والحنان وعائلة هادئة، وقدوة حسنة لأولادها...
لكنها لم تلقَ ماتريد، فقد تزوجت من رجلٍ في نجاحٍ مستمر، و لم تسنح لها الظروف أن تقيس قوته وصبره، إلا بعد زواجهم بتسعة أعوام...
إنها الآن أمام إنسان ضعيف مهزوم، خاوي القوى ،صادق الخمر وأحب اللاوعي حتى انه يجري بعروقه ولا يستطيع العيش بدونه كما يعتقد...
ورغم علمه وخبرته بالحياة إلا أنه إستسلم للهزيمة بسهوله بل وقبَّل لها الجبين...
وذات ليلة من الليالي بعد أن أثقل جفني أمل النعاس، ليصحبها في رحلةٍ إلى نومٍ هادئٍ بابتسامةٍ مشرقةٍ لحلمٍ جميل، حلمٌ نبت بداخلها منذ فجرٍ فقدت فيه الزوج والأمان، حلمٌ ينمو مع الأيام ، حلمٌ تتمنى أن تقطف ثماره وأن تبلغه في قمة صحوها...
إنها الآن تتمشى على شاطئ البحر الهادي تداعب رجليها أمواجه الناعمة كما لو تتمنى ان ترافقها إلى حيث تذهب، تتأمل البحر والإبتسامة تزين وجهها، وهي تراقب الومضات التي خلفتها أشعة الشمس على سطح المياه الباردة، الهدوء يعم المكان والخضرة تناظر للبحر منذ أمد تريد أن تلاعبه...
وبينما هي كذلك غارقة في تأملاتها، فإذا بقطرات ماءٍ تداعب خدها الناعم،نظرت بجانبها لتجد حسن الحبيب والزوج المهندم المظهر، الحسن الصورة كما تتمناه ضحكت قليلاٌ واغترفت غرفة ماء و بللت به وجهه وجرت بعيداٌ حيث كان يتبعها ويضحكان....
ومع تلك الضحكات العالية طرق القدر ذلك العقل الهائم بصرخة عالية من ابنتها، اتجهت إليها مسرعةً مفجوعةً كما فعل أحمد...
لم تصدق ما ترى ، من ذا الذي يجرؤ على لمس ابنتها؟؟!! ومن أين دخال ؟! وكيف لم تشعر به!!! عاشت تلك التساؤلات داخلها مع الخوف والضعف و محاولات لإنقاذ ابنتها
يحاول أن يأخذ اغلى ما تملكه تلك الفتاة البريئة ، تحاول أمل أن تبعده عن ابنتها الصغيرة وروحها تُنتَزع منها مع كل مرة يقترب فيها من ابنتها... تعالت الصرخات و تناثرت الدمعات في كل مكان... وذلك الوحش لا يفتأ إلا أن يلقَ مايريد والجميع يحول دون ذلك، حاولت أمل كثيرأ أن تداري سكر زوجها عن أولاده ولكنها اليوم أمام تحدٍ أكبر، إنها أمام أبٍ يحاول أخذ ما يجب أن يدفع دمه مقابله ، إنه شرفه وشرف عائلته وشرف كل أسرة...
وبينما هم كذلك والباب يُطرق بقوة من قبل الجيران عندما رأى أحمد أن لا حول له ولا قوة من والده ، وأمه تحاول أن تبعد والده عن أخته بكل جسمها ولكن دون جدوى التقط تحفة نحاسية بأحد أركان الغرفة وضرب بها رأس أبيه مرتين حتى أغمي عليه...
نظر أحمد إلى أمه وأخته الباكيتين والأم تحتضن إبنتها بقوة، ونظر إلى والده الغارق بدمه، جرى ناحية باب البيت وفتحه و الجيران متجمعون هناك وطار بعيداً...



تحياتي
  رد مع اقتباس
قديم 07-19-2009, 11:48 PM   #2
مستر كيمو
حال نشيط
 
الصورة الرمزية مستر كيمو

افتراضي

هذه اول قصة لي أكتبها بهذا المنتدى الكريم فأرجو ان تنال اعجابكم واعذروني على التقصير ان قصرت




دون وعي




ظلمة الليل تملأ المكان، و هناك على تلك الطاولة المستديرة، يحاول المصباح جاهداً التغلب على وحشة الليل، لعله يبعث بشئ من الألفة لتلك المرأة الجميلة الملامح ، الشاحبة الوجه، و النعاس يطرق جفناها، فيميل رأسها المتكئ على راحة يدها التي تمده بشي من العطف، فما أن يشعر بأنه مفارقها سرعان ما يعود الى وضعه الأول...
هكذا ينقضي الليل في كل ليلة تعيشها أمل، والأمل يملأ قلبها في أن يعود زوجها حسن، أحسن حالاً من الليلة التي قبلها...
أن يقبل عليها دون رائحة كريهة من فيه، وبخطوات ثابتةً غير مترنحة، و أن يقبل على ولديه – مها في الرابعة عشرة من عمرها وأحمد في الحادية عشر من عمره- بصورة الأب المثالي والقدوة الحسنة.
تعيش أمل ليلها بتلك الطريقة، خوفاً من أن يرى ولديها والدهم السكير وهو بحالة سكره الشديد لا يعرف من حوله،فيتكئ بجسمه الثقيل على زوجته الرقيقة لتحمله الى السرير ، فيلقي بنفسه دون وعي إلى ظهر اليوم التالي صارخاً طالباً الطعام... إنها تعيش هكذا... صابرة ومتحملة كل ذلك لأجل ولديها...
مازالت تذكِّره بأيامه الأولى، كيف كانت حياتهم وعلاقتهم، فقد كان عمله وأهله أهم مافي حياته...
لقد كان مديراً لمصنعٍ، حتى دبر له أحد الحاقدين مكيدة فقد عمله على أثرها وكل من كان يعتقد أنه صديق...
لم يجد سوى زوجته و أولاده اللذين إنصرف عنهم بالشرب لينفق أمواله عليه، ويبيع بيتهم الكبير ليحصل على معشوقه الأكبر، حتى حال بهم المطاف الى ذلك البيت الصغيروحالة الفقر الشديدة فلم يعد يصرف عليهم بل يأخذ مما تجنيه زوجته من مهنة الخياطة...
وعلى الرغم من حالة الفقر و هروبه من كل شي إلا أن أمل لايهمها الثراء بقدر مايهمها الإستقرار والحنان وعائلة هادئة، وقدوة حسنة لأولادها...
لكنها لم تلقَ ماتريد، فقد تزوجت من رجلٍ في نجاحٍ مستمر، و لم تسنح لها الظروف أن تقيس قوته وصبره، إلا بعد زواجهم بتسعة أعوام...
إنها الآن أمام إنسان ضعيف مهزوم، خاوي القوى ،صادق الخمر وأحب اللاوعي حتى انه يجري بعروقه ولا يستطيع العيش بدونه كما يعتقد...
ورغم علمه وخبرته بالحياة إلا أنه إستسلم للهزيمة بسهوله بل وقبَّل لها الجبين...
وذات ليلة من الليالي بعد أن أثقل جفني أمل النعاس، ليصحبها في رحلةٍ إلى نومٍ هادئٍ بابتسامةٍ مشرقةٍ لحلمٍ جميل، حلمٌ نبت بداخلها منذ فجرٍ فقدت فيه الزوج والأمان، حلمٌ ينمو مع الأيام ، حلمٌ تتمنى أن تقطف ثماره وأن تبلغه في قمة صحوها...
إنها الآن تتمشى على شاطئ البحر الهادي تداعب رجليها أمواجه الناعمة كما لو تتمنى ان ترافقها إلى حيث تذهب، تتأمل البحر والإبتسامة تزين وجهها، وهي تراقب الومضات التي خلفتها أشعة الشمس على سطح المياه الباردة، الهدوء يعم المكان والخضرة تناظر للبحر منذ أمد تريد أن تلاعبه...
وبينما هي كذلك غارقة في تأملاتها، فإذا بقطرات ماءٍ تداعب خدها الناعم،نظرت بجانبها لتجد حسن الحبيب والزوج المهندم المظهر، الحسن الصورة كما تتمناه ضحكت قليلاٌ واغترفت غرفة ماء و بللت به وجهه وجرت بعيداٌ حيث كان يتبعها ويضحكان....
ومع تلك الضحكات العالية طرق القدر ذلك العقل الهائم بصرخة عالية من ابنتها، اتجهت إليها مسرعةً مفجوعةً كما فعل أحمد...
لم تصدق ما ترى ، من ذا الذي يجرؤ على لمس ابنتها؟؟!! ومن أين دخال ؟! وكيف لم تشعر به!!! عاشت تلك التساؤلات داخلها مع الخوف والضعف و محاولات لإنقاذ ابنتها
يحاول أن يأخذ اغلى ما تملكه تلك الفتاة البريئة ، تحاول أمل أن تبعده عن ابنتها الصغيرة وروحها تُنتَزع منها مع كل مرة يقترب فيها من ابنتها... تعالت الصرخات و تناثرت الدمعات في كل مكان... وذلك الوحش لا يفتأ إلا أن يلقَ مايريد والجميع يحول دون ذلك، حاولت أمل كثيرأ أن تداري سكر زوجها عن أولاده ولكنها اليوم أمام تحدٍ أكبر، إنها أمام أبٍ يحاول أخذ ما يجب أن يدفع دمه مقابله ، إنه شرفه وشرف عائلته وشرف كل أسرة...
وبينما هم كذلك والباب يُطرق بقوة من قبل الجيران عندما رأى أحمد أن لا حول له ولا قوة من والده ، وأمه تحاول أن تبعد والده عن أخته بكل جسمها ولكن دون جدوى التقط تحفة نحاسية بأحد أركان الغرفة وضرب بها رأس أبيه مرتين حتى أغمي عليه...
نظر أحمد إلى أمه وأخته الباكيتين والأم تحتضن إبنتها بقوة، ونظر إلى والده الغارق بدمه، جرى ناحية باب البيت وفتحه و الجيران متجمعون هناك وطار بعيداً...





تحياتي



كذا ياخت دمعه الجميع حيقرا وهو مرتاح
على فكره القصه رائعه جدا
واسلوبك فيه تسلسل عجيب ومشوق
شكرا ودمت بخير
التوقيع :
تموت الاسد في الغابات جوعا
ولحم الضان تاكله الكلاب


تركت هوى سعدى وليلى بمعزل
وعدت الى مصحوب اول منزل
ونادت بي الاشواق مهلا فهذه
منازل من تهوى رويدك فانزل

التعديل الأخير تم بواسطة مستر كيمو ; 07-19-2009 الساعة 11:50 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-20-2009, 01:31 PM   #3
دمعة
حال قيادي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر كيمو [ مشاهدة المشاركة ]
[SIZE="5"]

كذا ياخت دمعه الجميع حيقرا وهو مرتاح
على فكره القصه رائعه جدا
واسلوبك فيه تسلسل عجيب ومشوق
شكرا ودمت بخير


شكرا أخي على مرورك وتشجيعك ان شاء الله اكون عند حسن ظن الجميع
تحياتي

  رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 02:27 AM   #4
عبدالقادر صالح فدعق
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالقادر صالح فدعق

افتراضي

أسلوب شيّق وجميل رغم مأساوية الحدث ..

بارك الله فيك أختنا الرائعة , ونشاطك أكثر من رائع .

لك التحية والتقدير .

.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:37 AM   #5
دمعة
حال قيادي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق [ مشاهدة المشاركة ]
أسلوب شيّق وجميل رغم مأساوية الحدث ..

بارك الله فيك أختنا الرائعة , ونشاطك أكثر من رائع .

لك التحية والتقدير .

.


شكرا أخي واستاذي ان شاء الله تفيدونا بكتاباتنا وارجو النقد لأنه منه ندرك أخطاءنا

تحياتي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas