04-25-2021, 01:56 PM | #1 | |||||
شاعر السقيفه
|
* تسْبيحُ القوافي *
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ). * تسْبيحُ القوافي *
في حنايا النفسِ وجدٌ ... نبضـــهُ شـــوقٌ و دفئُ له من شكوى و نجوى ... بسكــونِ الليـــــل بدءُ رشفةٌ من أُنسه الفيـَّـــ ... ــــاضِ للآمـــــال ملأُ ورحيقٌ باردِ الرشـــــ ... ـــفةِ للأســقــام برءُ وصفاءٌمن محيـــــا الصُّـ ... ـــــبح للأرواحِ ردءُ هيمن النـــــور فأضحى ... لـــظلامِ الكون ضوءُ ماتراءى للــوجــــــود ... من بديع الصنــعِ جزءُ جلَّ مبــدعُهُ تعـــــالى ... مــا له نــــــــدٌّ و كفؤُ فَقَوامُ الخلـــقِ منــــــه ... وهـــو للآفــات درءُ كيف يعصيـــــــه ويطغى ... أو يُديــنُ الكفرَ مَرْءُ *** (حرف الباء) عجباً في البحرِ مُلكٌ ... ساحرُ الحسنِ عجيبْ موجُهُ العاتي نشيدٌ ... و خشــوعٌ و نحيبْ فيه أمــواهٌ تُلاطِمُ ... فوق جمرٍ و لهيب زرقةٌ تبــعث روحاً ... من رياحينٍ و طيبْ فكأن الشمـــس وجهٌ ... مجهــــــدٌ فيه يغيبْ وإذا الليل طـــواهُ ... فهو مسودٌ كئيبْ سامر البدرُ ســراهُ ... في حياءٍ مستطيبْ يتوارى بين غـــيم ... كهيام في الحبيـــبْ فإذا ســـبّح مـدٌّ ... بعده الجزر يجيــبْ يتردد في رجـــــاءٍ ... مثل أواهٍ منيـــبْ لا يُمل أو يكــفكفُ ... فهو موصـــولٌ رتيبْ يملأ الآفــــاق شجواً ... في شروقٍ و مغيبْ *** (حرف التاء) يدهش الدنيا جنـــاهُ ... صانعُ الشهد بصمــتِ حُقّ أن يحظى بذكرٍ ... و ممـــــالكُهُ بنـعتِ فهو في وحيٍ ووعي ... ونظـــــامٍ كلَّ وقـتِ لا يحيد عن مــرادٍ ... كان لله و ســــمتِ يعصر الورد رحـــيقاً ... ويَشِي البيـت بنـحتِ فيحيل المُرَّ شهداً ... ليس من سـحرٍ وبُهتِ يملأ الأرجاء جُــــهداً ... رافضَ العجز بـــمقتِ وله حكمٌ بشــورى ... لا بتعبيــــــدٍ و جبتِ يقهر الضعفَ بحسمٍ ... ثم يُقصيـــــه بموتِ ولأمر الله جنــــدٌ ... طيّـعٌ بالحــــب يأتي *** (حرف الثاء) حبةٌ في الأرض تُلقى ... في صعيدٍ بعد حرثِ جفَّ منها كلُّ طرفٍ ... فبدت قَفْـــراً كجدثِ فســـقاها من حياهُ ... وابلٌ من فيضِ غيثِ فربـــــت فيها الحياةُ ... خضرةً من بعد شعثِ وهي بالأقدار تسعى ... بين تســخيرٍ و بحثِ تخرج الخبء وتلقي ... بعطــــــــــاءٍ لها كثِّ تمــــلأ الدنيا يقينــــــاً ... في تمثـــــــلها ببعثِ من براها من كساها ... حُلَّةَ الحـــــسن بإرثِ فإذا الروح بحـــــدوٍ ... نحو بارئــــــها وحثِّ ترتجي القرب وتشكي ... شجن البعــــــد ببثِّ *** (حرف الجيم) مَنْ كسا الوردَ بحسنٍ ... مترفاً باهــــي النسيج ولهُ تأتي النســــــائمُ ... والندى مثلُ الحجيج فتلاطفَهُ بهمــــــسٍ ... فيُهَاديـــــها الأر يج يتجلى الحسنُ فيه ... وهو مســـرورٌ بهيج يخلب اللبَّ ويسبي ... كلَّ ذي قلبٍ خليج فالربى تسقيهِ ماءً ... و لهُ الحـــــــبُّ مزيج والطيورُ و الفراشاتُ ... لهـــــــا فيــــــه هزيج وقطوفٌ تتســـــاقط ... فوق جــدوله الوشيج فلها يحمل ذكرى ... حين يمـــضي بالنشيج كتســـــابيحٍ صداها ... من حنـــــينٍ و أجيج *** (حرف الحاء) أبصِرْ النفس وسبحْ ... فترى النـــــــور بفتحِ وتعرض لبشـــــاراتٍ ... من الـــــــربِّ و نَفْحِ فلكم هـــــــام فؤادٌ ... عرف الحــــــقَّ بلَمْحِ بدّد الحزن بفــــرحٍ ... وعمى الليـــــل بصبحِ فيعيش العُمــرَ شُكراً ... بين إتحـــــــافٍ ومَنْحِ ترتقي فيه المعــــــــاني ... بصفا حلـــــمٍ وصفحِ فيرى الدهـر كمــــزنٍ ... مغدقٍ الـــــودقِ وسحِّ فاض من فيض عطاءٍ ... لا بمجــــــــهودٍ وكدحِ كيف تنســـى الله رباً ... بجـــــــهالات و شطحِ أنت حيــرت البــــرايا ... بين آمـــــــــــالٍ وشُحِّ تلتقي فيـك النقائــضُ ... بصراعـــــــاتٍ وصلح ليس ترضـى ماملكت ... إنما ترضــــــى بمـــــدحِ فترى الغـــير بنقـــــدٍ ... وترى النفــــس بفَسْحِ وتغيب عــن حِجـــاك ... زلةَ النفــــــــس بقبحِ هل تريـدُ أن تكــون ... مثل فرعـــــون بصرحِ لا .. عُبيد الله أنت ... حادثٌ يســــعى بكدحِ *** (حرف الخاء) بســــــماءِ الفكر حلَّق ... ثم للعقــــــــــــل أنخْ ساجــــــداً لله تهفو ... خاشعَ القـــــــلب رَضِخْ أفلا تنـــــــــــظر إبْلاً ... مشرئــــــــباً قد شَمِخْ يتــــــــذللُ في حياءٍ ... لوليـــــــــد لمْ يُشِـخْ آيــــــــةً للمــــؤمنين ... و عبـــــــرةً للمنسـلخْ كل شيءٍ فيه ينطـــقُ ... بالإرادة يصطــــــــرخْ ماد كالطــود اصطباراً ... و به الـــــــــروحُ نُفـخْ يمخرُ بحــــــــرَ رمالٍ ... راســــخ الطبعِ بَذِخْ قلبُهُ يرمــــــل وجداً ... وحنيــــــناً ما يُضِخ فهو بكــــــــّاءٌ رقيقٌ ... جـــاري الدمـــع نضِخ كيــــف يـــــأتي صدفةً ... يا لجهـــــلٍ قــد مُسخ بل كيف ينظرُ أويعي ... بعد ذا عقـــــلٌ نُسِخ *** (حرف الدال) دار بالأفـــــلاك صبحٌ ... ناديَ الطــــلع جديدْ قد أعاد الشـمـــسُ فيه ... رونقَ الـــوردِ النضيدْ وعيونُ الدهـــر حيْرى ... بين فـــــانٍ و وليدْ في سكون الليل تروي ... طيفَ ذكراهــــا البعيدْ فإذا الصبــــــــح تجلى ... أنشدت حلوَ النشيدْ تـصـغر الآياتُ جذلى ... عند بارئــــــــها المجيدْ مـطلــقُ القدرة يبدو ... في تجليــــــــهِ الأكيدْ مـا أعيــــاهُ الخلق بدءاً ... كيف يعجــــز أن يُعيدْ رافدُ الإبـــــداع خلقاً ... سرمــــــدياً لا يحيـــــد ولـه البـــــدء و فـــيهم ... حكمهُ العدلُ الرشيــــدْ نافــخُ الــــــروح بسرٍ ... خافي اللطف فريـــدْ واضـعَ الميــــــزان عدلاً ... بين وعـــــدٍ و وعيــــدْ إن يكن في الكون ربٌّ ... فليقلْ ماذا يريــــــدْ ليـــــــــس إلا اللهُ ربٌّ ... خالقٌ أحدٌ أحيـــــدْ ما ســـــواهُ له خلــــقٌ ... في أرومتهم عبيـــــدْ قــــد أراد الله قلبــــــاً ... طائعاً حراً مُريــــــدْ إنما الحــــــبُّ لـــذاك ... لا لفاتنةٍ و غيــــــــــدْ فإذا أنــــــــــكر غرٌ ... فهو أفاَّكٌ عنيــــــــــدْ كرهَ الحــــقَّ بظــلمٍ ... ماحقِ العقبى مُبيـــــدْ يتلبَّســــــــهُ بـــــوَهمٍ ... مــــاردٌ جنٌ مَريـــــــدْ فاستعـــذ بالله مـــنه ... تأوي الحصن الشديـــدْ فســــــماهُ و ثـــــراهُ ... و هـــواهُ و العــــديــدْ قد أحاطت بك نعْمى ... ليس ينقصها المزيـــــدْ فانعِمِ الإيمــــــانَ قـــلباً ... أو فعِشْ تعْساً طريدْ *** (حرف الذال) قد زها اللونُ لِعينٍ ... وحـــــلا الطعمُ الألذُّ فاكهـــــاتٌ قد سقاها ... وابلٌ مـــــــــاءٌ يُغذُّ يتجــــمَّدُ في جَنَاها ... مثل شـــــهدٍ لا يُجذُّ ويذوب تحت ضرسٍ ... يتناوبـــــها و نجذُ لها طـــــــلعٌ و ورودٌ ... بين أشـــواكٍ وخوذُ طعمـها طيــفُ مذاقٍ ... ماتـــــعُ الرونقِ فذُّ ينشـر حسـناً وشوقاً ... زاد من وجــدهِ أخـذُ ويزيـــــد إن شكرتم ... بعد أخــــذ العهد نفـــذُ مَثَـلُ الجـــــــنة فــــيها ... كيقيـــنٍ لا يُشِـــــذُّ وبريــــد الوصــل منها ... من نعيـــم الخـــلد فَـلــذُ جـلَّ مبـــدعُها تعالى ... رازقٌ حــيٌ و لــــوذُ يتــــــــــوددنا برزقٍ ... و لنا عـــونٌ و عــوذ *** (حرف الراء) سِــــفْرُ آيـاتٍ بكونٍ ... أزلاً خــــــــــطَّ القدرْ يتلاشـى الخلقُ فيه ... بعــــــــد عيـــــنٍ كأثر يتمَـــــدّدُ في اتساعٍ ... مُذْ تخلَّــــــــق وانفطر تسبح الأفلاكُ فيه ... كالسديم إذا انتشــــر بدوائــــرها تــــدورُ ... في انحـــــــناءٍ و خــفر لا تحيد عن مسارٍ ... و مجــــرَّاتٍ تجُـــــرْ نِعَمُ الإيجـــــــاد فيها ... مثل إمدادٍ زخــــــــر قُدرةُ الخــــالق تترى ... ملأ سمــــعٍ و بصـــــــرْ لا بدايــــــاتٍ تراها ... لا نهايـــــاتٍ أُخــــــرْ غير أنها ممكنـــــــاتٌ ... حادثـــاتٌ وغِيَــــــرْ ولخالقـــــــــها يقـــــناً ... تفتقـــــر فيــما افتــــــقرْ واجبِ الذات العَليِّ ... الأحدِ الصَمَدِ الأ بـــــَرْ *** (حرف الزاء) منطق الأسبابِ مُلكٌ ... لهُ قانـــــونُ وجيز تجري الأقــــــدارُ فيه ... تحت ســــلطانٍ رَكيز وُضع فيـــه "بكُنْ " ... فهو يهـــــمي كالغريز فيمـــــــانعُ و يطــاوع ... من بمنطــقه مُجيــز لا تــــــراه عن مرادٍ ... قيد أنمـــــــــلة يحيـز أو لمــــــرَّةَ في عَطَاءٍ ... بين أقـــــــرانٍ يمُيـــز فهو للأكوانِ حصنٌ ... حــاكمٌ عـــــدلٌ حريز في انســــجامٍ و اتزانٍ ... مثـل حُـــــرٌّ و حجيز و يدب الكل طــوعاً ... دون حـــــسٍ أو أزيزَ ويســـــبِّح و يُلَبَّي ... أمر خالقـــــه العـــزيز *** (حرف السين) و حُيَيٌّ لا يُجَسُّ ... ما له عقـــــــل و نَفْسُ لا يُرى حتى بعينٍ ... قطرُها قمـــــرٌ و شمسُ جُمعت فيه حواسٌ ... و مواجيــــــدٌ وحدسُ و نقائضُ ناطقاتٌ ... بحقائقها و خُـــــــرسُ في مشيجٍ يتسابق ... بجدائله و يرســـــو تُنحَت الأقدارُ فيه ... مولدٌ ، عُمُرٌ و رمــسُ و تفاصيـــــلُ كيانٍ ... فيه أعضــــاءٌ و رأسُ ودقائقُ في صفاتٍ ... سمَتها ضعــفٌ و بأسُ يستحيل الوعيُ منه ... و هو شيءٌ لا يُحَسُّ إنما هــو أمــــرُ ربٍ ... فيه وحيٌ منه قدسُ *** (حرف الشين) أقبل النملُ بجيـــــشٍ ... فيه ترهيــبٌ و هيش وكتائبُهُ اصطفـافٌ ... حكمةٌ تغــــلب طيشْ له آدابٌ وشـــورى ... ولمالـــــــــكِهِ عُريـــش لا تراه إلا جَــــادّاً ... يحمِــــــلُ لقمــــةَ عيش في اتجـــــارٍ وادخارٍ ... كشـــتا صيفِ قريـــش منطق القـــــوة فيه ... حيــــلةٌ تبني العُشـــيش لنبي الله ينشــــــــدُ ... خوفَهُ من بطش جيش فأجابها وهــو يعــلو ... دون أجنــحةٍ و ريش يحتفي نعـــــماء ربِّـــــهِ ... و يسبّــــِحُــهُ مجُيشْ بدموع الشكر يدعـو ... وهو مرضــــيٌّ بَشيشْ *** (حرف الصاد) آيُ إعجـــــازٍ وعلمٍ ... قد تنـــــزل بالقصصْ مغدقُ الرحمةِ يروي ... وحيُهُ الأنسَ الأخص فيه إبــــداعٌ تسامى ... يتحــــدى كـلَّ نص في هدى نورٍ وحلمٍ ... وحدودٍ و حـــصص يروي أنبــــاء انفطارٍ ... في يقيـــن لا خَرَص ليس فيه حِبرُ حَبرٍ ... زاد مـــــــنهُ أو نقص قد علا فوق احتمالٍ ... وزمــــــانٍ و فـــرص وتنــــــاهي لغيـــوبٍ ... ومـــــــآلٍ و رَهَـــص جاء في صــدقِ نهارٍ ... عــــم بالهــــديِ وخص و به الحــــقُّ يشع ... نـــور هديٍ ما نكص فيه وعـــــد ووعيد ... وشــــفاءٌ و رُخــــــص لا يملُّ القـلب منه ... و له الحُـــــبُّ خَلَص *** (حرف الضاد( ترجفُ الأضلاع خوفا ... حين يأتي بالمخـــــاض يفرح الكلُّ و يرجــــو ... في تقدمه العِيَــــاض تولد الدنيــــــا بفيـــــهِ ... حين يصرخُ بامتعاض مثلُ ووردٍ نرجســــيٍ ... قد طَفَا فوق الحياض كلّ شــــيءٍ له أولى ... بحنــــــانٍ مستفاض به أحـــــلامٌ تُرَجَّى ... بين آمــــالٍ عِـــراض رحمةٌ تذكــــــو أجيجاً ... من حنـــينٍ و انتفاض به فيــــضُ الله فينا ... من خــــزائِنهِ يُفاض فالمعـــــاني كالمَـــــجَانِي ... بها شـــــــوكٌ ورياض من تــــراهُ اليــوم مُعطٍ ... كان أخَّـــــــــاذًا بماض قــــــدرٌ لله قُـــــــــدِّرَ ... و قضــــاءٌ هو قَاض حِلَقٌ من سلســـــلاتٍ ... في انبساطٍ و انقباض بها وصـــــلٌ للحــــــياةِ ... باختيـــــــارٍ و ارتياض غيرَ أنـــــها بالأمـــــــانة ... في ارتفـــــاعٍ وانخفاض (حرف الطاء) قفْ تأمــــــلْ ما بك ... الله بآلاءٍ أحـــــــاط كلُّ شيءٍ ببشاراتِ ... المحبةِ في ارتبــــــاط كم من النعـــــماءَ سخَّر ... كم تفضَّل كم أنــــــاط كم بلاءٍ منــــــه عافاك ... و أذهبَ و أمــــــاط رحمةٌ كبــــرى تجــلت ... شُغِفت منها النيــــاط خَيمـــــت فيها المحبـــةُ ... دون قيــــد واشــتراط سرُّ أسرار السعادة ... وعــــمادها والســــماط أن تجيب الحبَّ حُباً ... في حـــبورٍ و اغتباط فهـو من أبــــدع خلقاً ... ثم انعــــــمَ بانبساط وأتم الفضــــل شرعاً ... مســـــــتقيماً وصراط فله مجِّـــــدْ بحمدٍ ... ســـرمـــديٍ ونشاط إنما الخَــــــلقُ لذاك ... لا لدنيـــا و انحطاط *** (حرف الظاء) عجبــــاً هــــــذا الفؤادُ ... فيه وعــظٌ واتعـــــــاظ فيه إيمـــــانٌ وتقوى ... أو خيالاتٌ غِــــــــلاظ فيه قلـــــبٌ يتقلب ... خلفَ أعيانٍ جحــــــاظ فيه طـــورٌ للتجلي ... و ورودٌ واكتظــــــاظ فيه نــــــورٌ وارتـــقاءٌ ... في ســــويعاتٍ بِهــــاظ تتجاذبه النقـــــائض ... بحـــروبٍ و عُكـــــاظ فيه أمراضٌ تداعت ... فوق نــــــارٍ وشـواظ منه ينبـــوع المحبة ... يتفــــجر أو يُغــــــاظ فيـــه إدراكٌ و وجــدٌ ... وعـــــلومٌ و احِــــتفاظ فيــه وهــــــمٌ وظلامٌ ... و ضـــــلالٌ و فظَاظ فيه مقبــــرة لموتى ... أو حيــــــــاةٌ لِيَقاظ وهو للملكوت كشفٌ ... بشهـــــــودٍ و لِحــــاظ *** (حرف العين) كلُّ شــيءٍ فيكِ يا ... دنيا دنيٌ و وضيــــعْ غير ذكـــرِ الله أو ما ... جاور الهادي الشفيعْ كيف نركنُ لأفعـــوانٍ ... طبعُها الســـــمُّ النقيـعْ كيف ننتـظرُ الكرامــةَ ... من لئـــــــيمِ أو لكــيـعْ أصلها الفتنةُ والأفــــــ ... ـــــرعُ للأصـــل تَبيـعْ فإذا ما شابَ جيــــلٌ ... من مصائــــبها شنيـعْ يأتي من حِجرها أعتى ... منه من جيلٍ رضيــعْ آهِ يا دنيــــا الرزايــــــا ... هل لَكِ طــــبٌّ نجيـعْ غير زهدٍ فيكِ بالإعـــ ... ــراضٍ عن دانٍ مُــريعْ و التوجهُ نحو ذي ... الإجلال والكرم البديعْ مالكُ الملك وذو العـــ ... ــــرشِ المعظمِ و المنيعْ نسبة الدنيــــــا إليه ... لا يصح بها الصنيعْ لا تساوي عنده الدنيا ... لُعـــــــاعاً من ضريع أو جنـــــاحاً لبعوضٍ ... طار مكسـوراً نزيع كيف من فضلها وابـــ ... ـــــتاعها، بئس المَبيع *** (حرف الغين) ما المـاء ما هذا الذي ... منه الرُواءُ المسـتـــساغ منـــه الحيـــاة تنشَّأت ... والله أبدعـــها وصــــاغ و به يكـــون قَوَامها ... من بدئـــها حتى الفراغ ما لونـــــــه ما طعمه ... ماوصفُهُ الشافي البلاغ تربو و تهتـــز له الأر ... ض وتحــــــيا في رباغ إن غار ماتت أرضنا ... مثل الكواكبــــةِ البزاغ أو كاللـــــــديغ تيبست ... منه العروق من اللِداغ يهوي و يلهث عطشاً ... يستسقي التُربَ المِراغ لو كان عسراً أو أجـــ ... ــــاجاً أو حميماً أو دِباغ من ذا ييســـره نوا لاً ... أو يطهر من ولاغ سبــــــــحان من أنزله ... عذباً طهوراً مستساغ وروى القلوب من المعيـ ... ـنِ مع اليقين فلا تُزاغ *** (حرف الفاء) سَجَــدَ لآدمَ كلُّ أمــــــــ ... ـلاكِ السَمَاءِ بلاخلاف فكأنَّما الأمــــــــر الأجلُّ ... يُزَفُّ فيــه له زِفـــــــاف و له الخــــــــلائقُ دونه ... لَبَّوا ثقــــالاً و خِفاف والـــــكونُ هاجَ مُرحباً ... ومسخَّراً لهُ باعتـراف فأتى من الغيبِ السحيق ... وعــهدِ ما قبل النطـــاف وله يعـــــــودُ بلا مِرا ... في المــوتِ والأمرِالحُتاف و حياتُــهُ ما بينها كالبــ ... ــــرق من سُحُبٍ طهاف ما الأمــرُ في هذا البلاء ... والكدحُ والعيشُ الكَفَاف ما الظـلمُ ،ما الدمُّ الذي ... يجري على كل الضـفاف ما جيئــــــةٌ ما عودةٌ ما ... اللُغـزُ من هذا الطــواف كلُّ العوامـل حرثها يُعـ ... ــــرف في يوم القِطــاف هل جــــــاء آدمُ عبثاً ... مالــه من شيءٍ يُضـــاف سبـــحانَهُ العدلُ الحكيمُ ... الحـــقُّ ذو العرشِ المَناف ببديــــــــع صُنعه حِكمةً ... تنفي الرعــونةَ و السِفاف كيف القيـــــامة لا تكن ... حتماً و حقاً لا جُـــزاف و بها البريـــــةُ و العوالم ... و المظـالم في اصطفـــاف ما بين خـــــوف ورجا ... ترسو وتختلج الكِـــفاف يُفصل بيـــــن سعيدها ... وشقيـــــها يـوم المخاف و بها المشاهدُ تكتملُ ... وتُجيب عن ذاك الزفاف *** (حرف القاف) لحوت البحر تسبيحٌ ... مهيـــبٌ وهــو منساقُ وطيرُالنورسِ الغادي ... على شطِّـــــه مشتاقُ تشـابهن الرؤى فيها ... وألــــــــــوانٌ وأذواقُ و للأحــــياء أطوارٌ ... بها جمـــــــــعٌ و إفـراقُ كأن الطـــــير سبَّاحٌ ... وهذا الحـــوتَ خفَّاقُ فبالهيـــــئاتِ مشتبهٌ ... وبالبنيان إطبــــــــاقُ وفي الآفــــاق ذراتٌ ... و في الـــذراتِ آفــــاقُ وفي لبنـــاتها الأولى ... قوى جذبٍ و إحراقُ مســــارات وموجاتٌ ... و أبــــدالٌ و أوفــــاقُ فمبــــــــدعها وصانعها ... جمـيعاً فــردُ خــلاَّقُ إلهٌ لا شــريك له ... يقيــناً حـــــــقُّ رزَّاقُ فلا نِدٌّ و لا زوجٌ ... ولا ولـــدٌ و أعراقُ *** (حرف الكاف) المقاطعة الكبرى لفرنسا سبحانهُ خلقَ العطاءَ ... نقيضهُ نبـــــذٌ و تركُ هو أحمـــــدُ الخــــلقِ ... وهُم (مكرون) وهتكُ هو مجـدُ توحيــــــــدٍ ... وهم خـــــــزيٌ و شركُ هو بهــــجةُ الدنيـــــا ... وهم فســــــقٌ و إفكُ هو رحــمةٌ عظــــمى ... وهم نِقـــــــــمٌ وســفكُ هو بدرُ إتحــــــافٍ ... وهم محــــــــــقٌ وفتكُ هو نعمةٌ تُســــــــدى ... وهم سُــــــحقٌ و هُلكُ هو روضـــــــــةٌ غنَّا ... وهم حـــــــــرقٌ و دكٌّ هو مقعـــــدُ الصدق ... وهم قـــــــــعرٌ و دركُ هـــو روح أرواح ... وهم شطنٌ و شكُّ هو ُمحتفى الحـــــــب ... وهم حقد وحســــــكُ هو نـهرُ إســـــــعادٍ ... وهم عطـــــشٌ و ضنكُ هو منتـــــــهى النور ... وهم ظُلمٌ و حُــــــلكُ هو موئلُ الخــــــلد ... وهم قــــــــطعٌ و بتكُ *** (حرف اللام) سَبِّح الله الذي أضـ ... ـفى جلالاً و جمالا على أحمدَ وهو يُبديـ ... ـه تمــاماً و كمــــالا و صــــلاةً وســـــلاماً ... ســرمدياً يتـــــوالى شعَّ كالمصــــباح بالمشـ ... ـكاة نــوراً يتــلألا جاء للكون ابتهاجاً ... و إحتفاءً و احتفالا واشتياقاً حين يشهده ... قــدوما و ارتحالا فهو مكنونٌ من النورِ ... استننار ثمَّ هــالا يملأ الوجـــــدان ترنيـ ... ــــماً و حُباً و ابتهــالا كوثرٌ يهــــــــــمي نعيماً ... وحبوراً و اخضـلالا لسواقي الروح يرويــ ... ـها فيُحييـــــها انتــهالا ليس في معناهُ إلَّا ... رحمةً تسدي ظِلالا ونعيمـــاً من رحاب الـ ... ـخُلد قد هلّ إهتلالا نـــورُ قـرآنٍ ووصلٍ ... مدّ مَن رام وصالا وهـــو روحُ الروحِ ... حقاً و فِعالا ومقالا بمنازلِهِ الســــــكينةُ ... خيمت آناً وحــــــالا كُن بأجنــادِه سيفاً ... تقهر الظلم استــــلالا أو لهُ خــــادمَ دينٍ ... مخلـــــــــصاً تتبـــع آلا أو لهُ حامل نعلٍ ... تســمو بالنعل احتمالا بكــــمالاتِ الرجولةِ ... تلحــــــقُ ركباً رجالا *** (حرف الميم) إملأ النفـــــس رضـــاءً ... و قبولاً و ســــلاما على مايجــري من الأقـ ... ـدار حُكماً واقتساما تمـــــلأ النفـــــس نعيماً ... و سروراً مُستداما لن ترى حــــزناً كئيباً ... أبــــــداً حتى القياما فالخطــوبُ الماضيات ... صرن ذكراً و لِـماما وأجـــوراً باقيـــــــــاتٍ ... و جناناً و خياما والمأمَّـــــلُ مـــــــا يزال ... غيبُــــهُ بِكراً مُراما كيف تسخطُ من قضاءٍ ... كان للحـــقِّ قياما إنمـــا رفضُـــــــــــهُ حُمقٌ ... زاده وقعاً لزاما فوِّض الأمــــر إلى الله ... الذي ما قطُّ ناما يرفع الســــــــوء وينفي ... عنك ما كان سِــقاما حيـــن تدعــــوه دعاءاً ... شبَّهُ الحبُّ هياما وأنيــــــــــناً ودمـــوعاً ... بثَّها البُـــــــعدُ فطاما ورجـوعاً عن حطــومٍ ... عِثنَ في النفـــس أثاما *** (حرف النون) يا طيـور الأيك إني ... قد شــجاني منك لحنُ و ورودٌ تتــــــمَايل ... بخَمَائلهـــــــــا و تدنو ونسيمٌ هــام شوقاً ... فيه من وجــدهِ وهنُ داعبت ورد الروابـي ... بربيعِ البِشـــــْر مزنُ وفراشــــات الصبـاح ... لندى الإصباح عونُ همْهَمَ الجدول يجري ... في وداعٍ وهو يحنوُ والنسورُ السابحاتُ ... وقفت تهــــفو و ترنو أجمالُ الكــونِ يربو ... أَ مْ بهذا الكون شأنُ ما لقـــلبٍ يتــــهادى ... مثلما قد مال غصنُ ويفيـض الشوقُ منه ... فيذوق السهدَ جفنُ يا طيور الأيك غنّي ... فلهذا اللحنِ حسنُ صوتكِ يملأ قلبي ... و له وقعٌ ووزنُ *** (حرف الواو) تجري على خطِّ الزمان ... حوادثٌ تـنأى وتـدنو في مشهدٍ كالطيفِ تعــ ... ــميدٌ و إثباتٌ ومحوُ تَتصاعد الدرجاتُ حتى ... المنتهى تســمو وتعلو ومعانيٌ كالدر في أعمـــ ... ــاقــنا ترسـو وتطفوُ وأنجـــــمٌ غُــرٌّ على أقمــ ... ــــارها تعــــدو وتقفو وشرائعٌ فرضت على ... أجيالها تحنو و تقسو أفاضـــها الإمـــــــدادُ ... تيــاراً بها يطغى ويخبو وبديعُ صنعــــــتِها التي ... ما لــها سابقةٌ و حذوُ يتقــــدم الأسـبابَ فيها ... منطـــقٌ ينفي و يعزو تستسقي الرحماتِ من ... بارئـــها فضلا وترجو بشـــــــــائرَ الخير التي ... تأتي على البؤس وتعفوُ *** (حرف الهاء) سبَّــــــــــح الله الذي ... دانت له كلُّ الجبــــــاهْ وتوجــــــه القلبُ إليه ... يبثُّــــــهُ حــــباً رَجـــــاه فإذا تقبــــــــلّهُ عُبيداً ... زادَهُ عـِـــــزَّاً وجــــاه هامَ بِهِ ربَّــــــاً و مـــا ... اتخـــذ ســــواهُ لـــهُ إلاه فهو الـذي ســـــوَّى له ... الخلق بلطفٍ و هَداه وبه تـــــعــــــرَّف نعـمةً ... غدقاً وما أبقى اشتباه فعلاما ذا الشرك الذي ... ملأ به الغـِـــــــرُّ دُناه دخل بها قعر الجــحيم ... أو كــاد بالجُرف شِفاه حاد عن النورِ المبين ... وتنكب مشـــياً مَشَاه فالله مَن زكَّاهُ فضلاً ... ثم بالعـــــــــــدلِ عَمَاه *** (حرف الياء) إعلُ بالتســــــبيح لله ... جليـــــــــاً و نجيَّــــــا ليُزيلَ اللهُ عنــــــــــا ... كلَّ مكـــروهاً عصياً وابتــــــلاءً ووبــــــاءً ...عمَّ دهـــــــراً و بليّـَا سبِّــــحِ الله تــــعالى ... خالـــياً عبــــــداً تقيا مثل ما ناجــى ببــــدرٍ... سيدُ الخـــــلق حفيِّا أو كتسبيحِ إبنِ متى ... حــــاز تقــــديراً علــيَّا فهو مظــطرُّ حبيسٌ ... حين ناجـــــــــاهُ خليَا أو كـــــما جـــــــاء به...داؤودُ شـــــكراً عَمَليا كن مع الحق شجــــــا ...عـــاً وقــــويا و جــريَّا وعلى الباطل والطغــ ... ـــيان حُــــراً و أبــــيـــَّا ولديـــنِ الله طـوعاً ... تأتي مأمـــــورا رضيّا تغدو بالفطرةِ والإيـــ ... ـمــان صدّيـــقاً وليَّــــا إنما كنت بها والــــدِّ ... ينِ والأخـــلاقِ حيَّــــا لا تبدد طــــاقة الإحـ ... ــسان خُســـراناً وغيَّا كن سليم الصدر مقـــ ...ـــداماً من الشــرِّ بريِّا لا تهادن قــــطُّ مشــ ... ـطوناً ورعــديداً غويَّا إنما الحـــــــقُّ كنــــورٍ ...حلَّ و ضـاحاً بهيــــَّا إن بدا أجـــلى ظلامَاً ... بادَ كالأمــــس نســـيَّا يملأ الكــــــون ضياءً ... ليس يخـــــفى معــرفيَّا دام بالله تعــــــالى ... نورَ برهـــــانٍ جليّــــا مَنْ لهُ التسبيحُ يبـقى ... أبـــــــدياً ســـــرمـديَّا |
|||||
02-27-2023, 12:11 AM | #2 | |||||||||||||||||
شاعر السقيفه
|
|
|||||||||||||||||
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|