المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


" الرحيل .. " قصة لفيصل الزوايدي ( تونس )

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-14-2008, 04:46 PM   #1
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي " الرحيل .. " قصة لفيصل الزوايدي ( تونس )

الرحـيــلُ ..

يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..
من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..
ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن..
يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.

فيــــصل الزوايـــــــدي
  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2008, 10:42 AM   #2
عبدالله مبارك باتيس
غير مُفعّل

افتراضي

تونـس أيا خضــرا ................................ يا حارقـة الأكبــاد
غـزلانـك الـبـيـضــا..................................تصعب على الصياد
غـزلان في المرسى..................................ولاّ في حلــق الـواد
على الشـطوط تعـوم



فيصل الزوايــــدي

كاتب رائع


ندخل في الموضوع


الرحيــل
قصة قصيرة فيها الكثير من مقومات القصة القصيرة والمشاعر الانسانية الجميلة




يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..

دخول جيد للنص يعـبّر عن السياق الحزين للقصة



تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها

من العادات والتقاليد الجميلة التي تنشد السلامة في الرحيل والأمل بالعودة


و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر ..

الله عليك يا فيصل


مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ ..

قصة من أربع كلمات !. . . ابداع يافيصل



صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ ..

حتى الموسيقى التصويرية لم تغفلها


فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..

تصوير رائع لمشاعر الفراق


يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر ..

شـِـعـْـر أم نـَـثـــر . . . ربما حكمة . . . أيـّاً كان فهو ابداع



و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة
تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ
ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي
ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..

هذا اجتهاد مني
فقد ربطت بين الجـُمـَـل أعلاه وما فيها من أحداث لنصل الى فادحة فقد الأب لم يستطع بطل القصة قولها صريحةً
لا أعرف اذا كنت قد أصبت أَمْ لا؟


هناك بعض الملاحظات البسيطة (حسب رأي) وأرجو أن تتقبلها بصدر رحب


1- (الرحيل) عنوان الموضوع أراه تقليدي ومستهلك وانا واثق ان قريحتك تأتي بأفضل منه
2- بطل القصة يرفض الاقتران بابنة خاله هرباً من حياة البؤس . . . نتفاجأ في نهاية القصة بأنه متزوج منها وعنده ولد!



ختاماً
أخي فيصل أخبرك بأن قصتك أعجبتني وتدل على مخزون أدبي تمتلكه
أرجو أن لايصيبك الاحباط من قلة الردود المشاركة فهي ليست المقياس الحقيقي
المقياس الحقيقي لجودة أو ضعف النص هو تفاعل القارئ مع النص.

بانتظار مشاركاتك القادمة ولكن (على أقل من مهلك).

تقبـّل مني أجـمــل تحيــاتي.
  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2008, 04:46 PM   #3
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله مبارك باتيس
تونـس أيا خضــرا ................................ يا حارقـة الأكبــاد
غـزلانـك الـبـيـضــا..................................تصعب على الصياد
غـزلان في المرسى..................................ولاّ في حلــق الـواد
على الشـطوط تعـوم



فيصل الزوايــــدي

كاتب رائع


ندخل في الموضوع


الرحيــل
قصة قصيرة فيها الكثير من مقومات القصة القصيرة والمشاعر الانسانية الجميلة




يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..

دخول جيد للنص يعـبّر عن السياق الحزين للقصة



تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها

من العادات والتقاليد الجميلة التي تنشد السلامة في الرحيل والأمل بالعودة


و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر ..

الله عليك يا فيصل


مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ ..

قصة من أربع كلمات !. . . ابداع يافيصل



صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ ..

حتى الموسيقى التصويرية لم تغفلها


فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..

تصوير رائع لمشاعر الفراق


يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر ..

شـِـعـْـر أم نـَـثـــر . . . ربما حكمة . . . أيـّاً كان فهو ابداع



و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة
تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ
ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي
ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..

هذا اجتهاد مني
فقد ربطت بين الجـُمـَـل أعلاه وما فيها من أحداث لنصل الى فادحة فقد الأب لم يستطع بطل القصة قولها صريحةً
لا أعرف اذا كنت قد أصبت أَمْ لا؟


هناك بعض الملاحظات البسيطة (حسب رأي) وأرجو أن تتقبلها بصدر رحب


1- (الرحيل) عنوان الموضوع أراه تقليدي ومستهلك وانا واثق ان قريحتك تأتي بأفضل منه
2- بطل القصة يرفض الاقتران بابنة خاله هرباً من حياة البؤس . . . نتفاجأ في نهاية القصة بأنه متزوج منها وعنده ولد!



ختاماً
أخي فيصل أخبرك بأن قصتك أعجبتني وتدل على مخزون أدبي تمتلكه
أرجو أن لايصيبك الاحباط من قلة الردود المشاركة فهي ليست المقياس الحقيقي
المقياس الحقيقي لجودة أو ضعف النص هو تفاعل القارئ مع النص.

بانتظار مشاركاتك القادمة ولكن (على أقل من مهلك).

تقبـّل مني أجـمــل تحيــاتي.

أخي عبدالله مبارك باتيس .. و هل يمكن أن تسعدني قراءة ما لنصي بأكثر مما فعلتَ ..
أعتز كثيرا برأيك و أشتدُّ به أزرًا و احترم ملاحظاتك .. أعدك بالمزيد ان شاء الله مادمتُ سأحظى بمثل هذا المرور الباذخ ..
شكرا لمشاعرك الطيبة و العفوية و أنا ممتن للدعم
دمت في خير
مع الود
  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2008, 12:36 AM   #4
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

حركة الكاميرا في قصة الرحيل لفيصل الزوايدي
بقلم أحمد فؤاد

روح النص / حركة الكاميرا
اسمح لي أن أقدّم جزءاً غير مرئي في قصّتك ، قد لا ينتمي للأدب النثري بشكل خاص ، و لكنه ينتمي لأدب القصة أو أدب التصوير .
أعجبتني جداً حركة الكاميرا الداخلية في الأحداث ، بدايةً من بداية القصة ، حيث تأتي الكاميرا بكادر عريض للصحراء ، و أكاد أسمع صوت الريح و أشعر بلهيب البرد على حد تعبيرك. ثم تتحرك الكاميرا في روعة و هي تنتقل بين أبطال القصة لتلقي الضوء على البعض و تلقي مزيداً من الضوء على البعض الآخر، حتى التفاصيل الدقيقة لم تتركها ، و جاءت روعة تحرّكها في سرعتها الرشيقة مع دمج أحداث الحاضر مع الذكرى الماضية (Flash Back) في أسلوب لم يشُبه خطأ.

كما أعجبتني انتقالات الكاميرا (Transitions) ، و ذلك في النقطتين التاليتين:
1 - أسلوب المزج (Dissolve)الذي تم استخدامه في مزج أزمنة القصة الثلاثة ، ذكريات البطل وهو طفل صغير امتزجت مع حاضر القصة ، و انتهت بزمن البطل الذي يحكي منه روايته في الحقيقة. جاء المزج رائع جداً و هي تقنية قلّما أراها بعيني في نص أدبي مكتوب.
2 - أما ما أثار دهشتي بالفعل فهو روعة استخدامك للكاميرا في النهاية ، فاستخدامك لمفهوم القطع القافز و هو أحد أساليب التلاشي المتقاطع المُباشر( القطع المُباشر ) 0 (Cross- Fade)، حيث كانت لقطة وقوع القدح في مشهد النهاية ، هي أقوى لقطة في القصة ككل.

و المفاهيم المذكورة أعلاه تتضح في المعلومات أدناه
طريقة "المزج Dissolve" التي تستعمل كثيرا لتدعيم وحدة الفيلم . وفي هذه النقلة تتلاشى الصورة السابقة تدريجيا من على الشاشة في نفس الوقت الذي تحل فيه الصورة الجديدة محلها تدريجيا أيضاً*

القطع المُباشرحيث تحل على الفور صورة محل صورة سابقة ، ويمكن أن يستخدم القطع المباشر لاحلال موضوع معين مكان موضوع آخر داخل مشهد أو لتغيير المشاهد إلى زمان أو مكان مختلف تماما . ومعظم نقلات هذا النوع تمتاز بالتنوع الذي أجيد إعداده حيث يعطي الحوار أو العناصر المرئية في نهاية اللقطة مؤشرا لما يأتي في اللقطة التالية.
صيغة أخرى للقطع المباشر هي القطع القافز حيث يستبعد جزء من الحدث ويرى المشاهد جزء فحسب من هذا الحدث*


* المراجع
1-- التذوق السينمائي ، تأليف : آلان كاسبيار ، ترجمة : وداد عبدالله .
2- تعريف النقد السينمائي ، تأليف علي شلش .
3- دليل الناقد الفني ، تأليف : د.نبيل راغب .

أحمد فؤاد
ناقد و قاص
  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2008, 12:36 AM   #5
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

حركة الكاميرا في قصة الرحيل لفيصل الزوايدي
بقلم أحمد فؤاد

روح النص / حركة الكاميرا
اسمح لي أن أقدّم جزءاً غير مرئي في قصّتك ، قد لا ينتمي للأدب النثري بشكل خاص ، و لكنه ينتمي لأدب القصة أو أدب التصوير .
أعجبتني جداً حركة الكاميرا الداخلية في الأحداث ، بدايةً من بداية القصة ، حيث تأتي الكاميرا بكادر عريض للصحراء ، و أكاد أسمع صوت الريح و أشعر بلهيب البرد على حد تعبيرك. ثم تتحرك الكاميرا في روعة و هي تنتقل بين أبطال القصة لتلقي الضوء على البعض و تلقي مزيداً من الضوء على البعض الآخر، حتى التفاصيل الدقيقة لم تتركها ، و جاءت روعة تحرّكها في سرعتها الرشيقة مع دمج أحداث الحاضر مع الذكرى الماضية (Flash Back) في أسلوب لم يشُبه خطأ.

كما أعجبتني انتقالات الكاميرا (Transitions) ، و ذلك في النقطتين التاليتين:
1 - أسلوب المزج (Dissolve)الذي تم استخدامه في مزج أزمنة القصة الثلاثة ، ذكريات البطل وهو طفل صغير امتزجت مع حاضر القصة ، و انتهت بزمن البطل الذي يحكي منه روايته في الحقيقة. جاء المزج رائع جداً و هي تقنية قلّما أراها بعيني في نص أدبي مكتوب.
2 - أما ما أثار دهشتي بالفعل فهو روعة استخدامك للكاميرا في النهاية ، فاستخدامك لمفهوم القطع القافز و هو أحد أساليب التلاشي المتقاطع المُباشر( القطع المُباشر ) 0 (Cross- Fade)، حيث كانت لقطة وقوع القدح في مشهد النهاية ، هي أقوى لقطة في القصة ككل.

و المفاهيم المذكورة أعلاه تتضح في المعلومات أدناه
طريقة "المزج Dissolve" التي تستعمل كثيرا لتدعيم وحدة الفيلم . وفي هذه النقلة تتلاشى الصورة السابقة تدريجيا من على الشاشة في نفس الوقت الذي تحل فيه الصورة الجديدة محلها تدريجيا أيضاً*

القطع المُباشرحيث تحل على الفور صورة محل صورة سابقة ، ويمكن أن يستخدم القطع المباشر لاحلال موضوع معين مكان موضوع آخر داخل مشهد أو لتغيير المشاهد إلى زمان أو مكان مختلف تماما . ومعظم نقلات هذا النوع تمتاز بالتنوع الذي أجيد إعداده حيث يعطي الحوار أو العناصر المرئية في نهاية اللقطة مؤشرا لما يأتي في اللقطة التالية.
صيغة أخرى للقطع المباشر هي القطع القافز حيث يستبعد جزء من الحدث ويرى المشاهد جزء فحسب من هذا الحدث*


* المراجع
1-- التذوق السينمائي ، تأليف : آلان كاسبيار ، ترجمة : وداد عبدالله .
2- تعريف النقد السينمائي ، تأليف علي شلش .
3- دليل الناقد الفني ، تأليف : د.نبيل راغب .

أحمد فؤاد
ناقد و قاص
  رد مع اقتباس
قديم 09-02-2008, 12:23 AM   #6
سالم محمد باعباد
غير مسجل


افتراضي

اخي الفاضل فيصل الزوايدي
اولا مبارك عليك الشهر وعساك من عواده
الرحيل اسم على مسمى جدا جميله بخاطرة الوداع المر دوما بسرد راقي متفاعل ينهل من فكر ناصع 0
  رد مع اقتباس
قديم 09-11-2008, 01:47 AM   #7
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد باعباد [ مشاهدة المشاركة ]
اخي الفاضل فيصل الزوايدي
اولا مبارك عليك الشهر وعساك من عواده
الرحيل اسم على مسمى جدا جميله بخاطرة الوداع المر دوما بسرد راقي متفاعل ينهل من فكر ناصع 0

أخي سالم كل عام و انت بخير و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال .. أعتز برأيك في النص و شكرا للاطلالة التي اسعدتني كثيرا
دمت في الخير
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نص الرسالة: التي أطاحت بوزير النفط السابق من منصبه الحضرمي التريمي سقيفة الأخبار السياسيه 2 08-12-2009 04:31 PM
وزير النفط الجنوبي رساله تتطيح به الواثق بالله الســقيفه العـامه 0 07-03-2009 11:53 PM
البنات في تونس خليل باكرشوم الســقيفه العـامه 0 04-18-2009 09:11 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas