صالح ورقصة الوداع ( بقلم : فراس غانم )

[حد من الوادي]

صالح ورقصة الوداع ( بقلم : فراس غانم )

التاريخ: الجمعة 15 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


اوتاوا – لندن " عدن برس " خاص : 15 – 5 – 2009

الجنوب شعب وانسان لم يرضى بالظلم او الاستسلام على مدار الدهر هذه الارض التي كانت ومازالت على مدار كل العصور مطمعا لكل غازي ومأرب لكل طامع وهذا الشعب الذي ضرب دروسا في النضال وحب الوطن هذا الشعب المتعطش للحرية هذا الشعب شامخ شموخ شمسان وردفان جذوره قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتح الحقب ، هذا الشعب اليوم يواجة أبشع احتلال عرفته البشرية يذكرنا ببشاعة وتخلف المغول والتتار عندما غزو الدوله الاسلامية ونكلو وفسدوا بكل ارض من ارض العرب تطأ أقدامه فيها .
هذا الاحتلال السنحاني البغيض عمل ومازال يعمل نفس فعل التتر او اكثر فقد افسد ونكل باهل الجنوب ونهب ويحاول ان يطمس كل معالم وتاريخ امه وانسان هذا المحتل يحاول بكل مااوتي من قوة اليوم ان يمحي امال شعب في الحياة واسترداد الكرامه والهوية ولكن هيهات ياصالح فقد حان ان ترقص رقصة الوداع على اسوار ارض الجنوب وترحل انت وجيشك الى غير رجعة.

نعم يا صالح اقولها لك لقد ذهبت كل محاولاتك ادراج الرياح لارضاخ الجنوب ارضا وشعب فاليوم انت تواجة شعب بأسره يطالب بالاستقلال والحرية واعادة الدوله المغتصبة من قبل نظامك المستعمر لارضنا .

في الاونه الاخيرة لاحظنا كثرة الاخطاء التي يقوم بها نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعدم الاتزان السياسي او الحبكة الاعلامية في محاولاته اليائسة للتظليل عن حقيقة القضية الجنوبية فتاره نرى الرئيس اليمني يخاطب الشعب بنبرة هستيرية وترهيبيه يستطيع المواطن البسيط ان يلمح ذلك من خلال اسلوبة الركيك والمهزوز في الخطابة فعندما يقول رئيس نظام صنعاء ان الحرب ستكون من طاقة الى اخرى هو لم ياخذ بالحسبان رائي المجتمع الدولي على ذلك فالحرب من طاقة الى اخرى تدل على ضعف نظامه الامني وهشاشته و ذلك سيودي الى عدم ثقة العالم فيه بانه غير قادر على خلق حاله من الاستقرار السياسي والاقتصادي والتنموي , فانه هنا يثبت للعالم بانه ليس موضع ثقة لمحاربة الارهاب على عكس ذلك فانه قد اثبت انه راعي ومؤيد للارهاب

وتاره اخرى عندما ينادي بضرورة الحوار بعيدا عن صوت المدافع والرشاشات في حين ان مجنزرات جيشة تقصف اهلنا في ردفان الابية الصامدة , فما هذه الازدواجية في خطابه وافعاله.

فانت بهذا الخطاب تقول للمجتمع الدولي ان لم تكونو معي فسأهد المعبد على الجميع بهذا ستكون رجلا غير امين على مصالح الغرب وامن المنطقة في نظر المجتمع الدولي.
الشئ الاخر في تخبطك الاعلامي الا وهو بانك تحاول ان توهم شعبك في الداخل بان اي اتصالات من روساء الدول العظمى هي تأييد لك وللوحدة وتنشر في كل المواقع الالكترونية والصحف التابعة للنظامك هذا الاكاذيب , فعلى سبيل المثال الاتصال الذي اجراه الرئيس الامريكي بارك اوباما مع سيادتكم فقد حاول مطبخك الاعلامي استثمارة بان الرئيس الامريكي مع الوحدة ,, ويساندها ,, وان الوحدة هي منجز ,, واستقرار اليمن في وحدته ,, ولم يبقى الا ان تقول ان الرئيس الامريكي قال ان الوحدة تعتبر من الثوابت الوطنية للشعب الامريكي واليمني ,,

فقد تناسى المطبخ الاعلامي لنظامك بان مثل هذه الدول العظمى تتعامل بشفافيه مع الصحف والمواقع الرسمية لها فقد تبين من خلال ما نشرته الاسوشيتد برس بان الاتصال كان لمدة خمس وعشرون دقيقة وكان بخصوص المعتقلين اليمنيين في جوانتنامو وبأن الولايات المتحدة ستسلم هولاء المعتقلين الى المملكه العربية السعودية ولن يتم تسليمهم الى الحكومه اليمنية والاسباب هي بان اليمن اصبحت مرتع للارهاب في ظل هذا النظام الفاسد و عدم ثقتهم فية
الشئ الاخر الذي اريد ان الفت نظر الشعب في الجنوب وشعب الشمال بان محاوله نظام هتلر العصر (صالح) في محاولته استخدام علماء الدين في خطابتهم التحريضية ضد الجنوب مثل ماعمل في حرب صيف 1994م ,, ومحاولته الصاق تهمة الارهاب على الحراك الجنوبي من خلال جعل بعض الارهابين المساندين للنظامة باعطاء تصريحات على بعض القنوات الفضائيه بانهم مناصرين للقضية الجنوبية وهنا نجد بان المطبخ الاعلامي لهذا النظام يواجة عدم اتزان في محاولته اليائسة .

سيادة رئيس الجمهورية العربية اليمنية ان مطبخك الاعلامي جعل منك اضحوكه امام المجتمع الدولي فبكل بساطة كيف يكون ائمه المساجد التابعين لنظامك محرضين على شعب الجنوب ,, وبالمقابل الارهابيين يدعمون الحراك الجنوبي ,, هل يمكن الاجابة سيادة الرئيس اليمني كيف يكون ذلك وكيف يكون الارهاب مساندا للحراك الجنوبي واخاك على محسن الاحمر هو من يغذي الجماعات الارهابية وهو يعتبر الرجل الثاني في نظامك ؟؟؟؟؟؟ .

وهناك ايضا جانب اخر من التخبط السياسي والاعلامي لهذا النظام الا وهو نشر بعض الشائعات بهدف زعزعه الاصطفاف الجنوبي ومنها اخبار عن لقاءات بين قيادات جنوبية في الخارج و معارضين شماليين و ممثلين لنظام صنعاء , ولكن هذه الاشاعات تعاملت معها قيادات الجنوب في الخارج بشكل موفق من خلال تصريحاتهم ونفيهم لمثل هذا الاخبار الملفقة وهنا ننوة ونلفت نظر ابناء الجنوب في الداخل والخارج وخصوصا القيادات في الداخل لعدم الالتفات لمثل هذا التسريبات المشبوهه والغرض منها افقادنا الثقة ببعض وشق الصف الجنوبي .

ولابد من ان يعلم شعبنا الجنوبي في الداخل بان ابناء الجنوب اليوم صف واحدا ومنها القيادات الجنوبية في الخارج ففرقاء الامس اصبحوا اخوه اليوم فالجنوب وطن للجميع ولا يوجد بيننا زمرة او طغمه فالضالع تنادي بعلي ناصر وأبين تنادي بالعطاس والبيض هنا ارفع القبعة لهذا الشعب احتراما واجلالا ,,, كم انت عظيم ياشعب الجنوب تعلم سائر الاوطان كيف نجعل من حب الوطن ايمان.

اليوم وبعد 15 عاما من الاحتلال نقول لك شكرا يافخامة الرئيس اليمني على صالح فبغطرستك وحماقاتك وحقدك على الجنوب واحتلالك له ونهب مقدراته جعلت من الشعب الجنوبي يدا واحده متناسين اخطاء الماضي ومتصالحين وفاتحين صفحة الحب والوفاء لهذا الوطن الجنوبي المعطاء.
اقول لك ياهولاكو الجزيرة العربية اليوم كلي ثقة وايمان بان رقصة وداعك قد باتت قريبة فكن جاهزا ,, فهذة الرقصة لم ترقص مثلها من قبل ,, ولن ترقص بعدها فانت القائل (الحكم كالرقص على روس الثعابين ) فانت لم ترقص على روس الثعابين في الجنوب بل على جثث الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ والشباب ولكن اليوم اما ان ترقص رقصة الوداع على اسوار الجنوب واما ترقص رقصة الموت ولك في صدام عبرة فاختار اي الرقصتين تناسبك.

اخيرا اقول وبكل بصدق بان القضية الجنوبية اصبحت قاب قوسين او ادنى من تدوليها فخروج القيادات الجنوبية من البيض الى العطاس ,, وعلى ناصر محمد في الطريق لامحاله ,, ومن قبلهم محمد على احمد والحسني (مع حفظ الالقاب الرسمية) وهنا نشير بان ثبات الابطال في الداخل هو العامل الرئيسي لخروجهم وانظمامهم الى قافله الاستقلال الجنوبي .

تحية الى كل الابطال في الداخل تحية الى شعبنا الجنوبي تحية الى كل من يعمل بصمت تحية الى كل جنوبي يعمل لاجل الجنوب ويغلب الجنوب فوق المصالح والخلافات الشخصية ونصرا موزرا باذن الله .
ودوله الظلم ساعة ودوله العدل الى قيام الساعة .

[حد من الوادي]

مصير الجمهورية (اليمنية) المتحدة.. ساعة الحقيقة ( بقلم : داود البصري )

التاريخ: الجمعة 15 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


لندن " عدن برس " – نقلا عن " إيلاف " : 15 – 5 – 2009

تطورات أوضاع الحراك السياسي و الجماهيري في عموم اليمن يوحي بكل تأكيد بأن تلك البلاد التي عاشت في خضم أزمات متتالية منذ أربعينيات القرن الماضي ستشهد أوضاعا حركية متغيرة قد تقلب الصورة السياسية العامة في جنوب الجزيرة العربية!، فاستمرار الأوضاع المضطربة فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الشعبية الجنوبية سابقا، و استمرار تدهور الأوضاع العامة في شمال اليمن بعد عودة النزاع بأقصى مدياته مع جماعة ( الحوثيين ) التي بدأت تحركا إعلاميا و سياسيا مكثفا يوحي للمراقب و بما لا يدع مجالا للشك بسيناريوهات حركية شديدة التحول قد تحدث في أي لحظة! .

وقد جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليمني السابق السيد حيدر أبو بكر العطاس وهو أحد قياديي جمهورية اليمن الجنوبية السابقة من الذين قدر لهم النجاة من مجزرة الرفاق الاشتراكيين في 13 يناير 1986 و تأكيداته الجازمة على ضرورة الانفصال و إنهاء عقد الوحدة بين الشمال و الجنوب اليمني و العودة بالأوضاع لما قبل يوم 22 مايو 1990 ( إعلان الوحدة اليمنية ) لتضيف للمشهد السياسي و الاجتماعي و العسكري في اليمن رتوشا تجميلية هي أقرب للرعب منها لأي أشياء أخرى، فطريقة الإنفصال الودي التي تحدث عنها العطاس لا يمكن أن تتم أبدا وفقا للصيغة التي إقترحها أي عودة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض لسدة الرئاسة في ( عدن ) و إنكفاء الرئيس علي عبد الله صالح في قصره الرئاسي في ( صنعاء )!!

و كأن أحداث السنوات التسعة عشر الماضيات من عمر الوحدة اليمنية مجرد ( حلم ليلة صيف )!! أو مجرد مرحلة عابرة في تاريخ بلد و شعب مر بمختلف المحن و التحولات و المتغيرات و الإنقلابات بعد أن دخل التاريخ الحديث في مرحلة متأخرة نسبيا بعد إلغاء نظام الإمامة المنتمي للعصور الوسطى عام 1962!!، و الجميع يعلم بأن التاريخ البشري المتطور لا يمكن إرجاع عقارب ساعته للخلف مهما بدت الظواهر عكس ذلك، نعم لقد فشلت قيادة دولة الوحدة اليمنية التي دخلت في أبشع إختبار دموي عام 1994 في تلك الحرب المؤسفة أن تحقق آمال الشعب اليمني التي كان يعلقها على الوحدة، و لكن هذا الفشل لم يكن أبدا بسبب الوحدة و لم الشمل بل كان بسبب التسرع في إتخاذ قرار الوحدة الستراتيجي و بسبب عدم وجود الضمانات الحقيقية لنقل التجربة الوحدوية لمستوى الشارع و ليس على مستوى تحكم الكبير بالغير أو القوي بالضعيف أو إنتهاج سياسات قبلية و عشائرية و عائلية

ليست الوحدة سببا لها بل أنها ضحية من ضحاياها، فتدهور الأوضاع العامة في اليمن و تفاقم الأزمات الحياتية و الفشل الذريع في إدارة و توزيع الثروة الوطنية، و التقصير الكبير في خطة التنمية الفاشلة أصلا، و غياب الدماء الشابة الجديدة التي بإمكانها دعم قضية و ملف الوحدة بطاقات و أفكار و تصورات ودماء جديدة، إضافة لأزمة السلطة و سياسة التوريث الرئاسية التي أضحت سنة من سنن الأنظمة الجمهورية العربية العجيبة جميعها أسباب و ظواهر و دلالات لتدهور كان لا بد أن يحدث و أن يترك مؤثراته على الأوضاع العامة، فالفشل الإجتماعي و الإقتصادي، و الفشل الذريع في إدارة الصراع السياسي و إنتهاج السياسات العدمية غير المسؤولة قد حول اليمن للأسف لمرتع للجماعات الظلامية و الأصولية و التكفيرية،

و أفرز واقعا عدميا باتت تتحكم به الجماعات المتطرفة التي أضحى لها وجود فاعل في جنوب الجزيرة العربية مستغلة التداخلات القبلية و فساد السلطة و إنعدام البرامج التحديثية الحقيقية و الإهمال المتعمد لتوسيع المشاركة السياسية لتشمل الفئات البعيدة عن قمة الهرم السلطوي التي بقيت ساخطة بين التحسر على الماضي ( الإشتراكي ) الذي ذهب مع الرياح الوحدوية و على تشتت الثروة الوطنية و على التخبط العام في إدارة السلطة في اليمن الموحد الذي إرتفعت فيه شكاوي الجنوبيين من هيمنة شمالية واضحة تعبر عن أزمة السلطة و النظام و لا تعبر أبدا عن بشاعة الوحدة، لقد إنتهت أول و آخر وحدة إندماجية في تاريخ العرب الحديث بين مصر و سوريا في خريف 1961 ( 28 سبتمبر ) بمأساة إنقلاب عسكري في دمشق أطاح بقيادة المرحوم المشير عبد الحكيم عامر المترهلة و طبقة الضباط الفاسدة التي أحاطت به و أرسلته مخفورا للقاهرة لتنتهي تلك الوحدة اليتيمة التي لم يحقق العرب بعدها أي وحدة إندماجية حقيقية بإستثناء الوحدات التلفزيونية التي كان نظام معمر القذافي في ليبيا مولعا بها و التي ينفرط عقدها بعد خمسة دقائق من إلتئامها!! حتى تحول موضوع الوحدة العربية لتهريج حقيقي، فقبل و بعد وحدة شطري اليمن لم تنجح أية تجربة وحدوية عربية بل أن موضوع الوحدة بحد ذاته قد تحول لحلم طوباوي في العصر الراهن بعد نمو التيارات الطائفية و الدينية التي تتراوح بين إقامة الكيانات الطائفية الضيقة أو بين تحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة!!


رغم البون الشاسع في مساحات التفكير و التصرف بين التيارين، من الواضح اليوم أن الوحدة اليمنية تعيش في خطر حقيقي ربما سينتهي في النهاية بتكريس واقع انفصالي جديد تداخلت في خطوطه تيارات لم تكن موجودة أوائل تسعينيات القرن الماضي و أعني بها التيارات الدينية الأصولية المتوحشة التي باتت تستفيد من حزام الأزمات المستفحل في العالم العربي.. إنفصال اليمن و إعلان الطلاق البائن هو اليوم أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، فلن تكون هنالك حرب بين الجيوش كما حصل عام 1994، و لكن ستشتعل لا محالة إن لم تكن قد اشتعلت فعلا سلسلة من الحرائق الصغيرة التي ستوسع مساحات الثقوب في الثوب الوحدوي المهلهل.. سيناريو الانفصال لا يحتاج سوى لإعلان قيادة ميدانية ربما هي اليوم في طور التكوين و البروز و لا تنتظر سوى أوامر التحرك...!، فالوحدة تعيش آخر لحظاتها، وهنالك تحت رماد اليمن السعيد أكثر من وميض لنيران مشتعلة ستعيد رسم الخارطة السياسية في جنوب الجزيرة العربية... إنه سيناريو التغييرات غير المتوقعة وقد بدأ برسم خطوطه الأولى... فرحمة الله على الوحدة و الوحدويين!!... تلك هي الحقيقة العارية لا محالة!!.


[email protected]