الثورة الجنوبية بحاجة الى رئيس واحد وعلي ناصر محمد ونعم الرئيس

[ابوحضرموت الكثيري]

أعتقد بل أكاد أجزم بأن الرئيس الجنوبي الأسبق على ناصر محمد مع فك الأرتباط وليس التحرير وهو يتعامل مع الموقف الجنوبي من هذا المنطلق على إعتبار أن علي سالم البيض والحزب الاشتراكي هم من يتحملون المسؤلية الرسمية عن تحرير الجنوب كونهم هم من أقدموا على إقحامه في الوحدة وتعريضة للإحتلال ...والرئيس علي سالم البيض أقر بتلك المسؤلية وأعلن تبنية وقيادته للثورة الجنوبية حتى التحريرأما الحزب الإشتراكي فلاخيرمرجوا فيه كما هو من سابق عهده وزمامة وتوجيه قراراته بيد اليمنيين منذ ان كانوا مستوطنين في عدن والى اليوم وكل يوم .وبهذا فإن موقف علي ناصر ينطلق من أن الجنوب العربي وثورته المباركة بحاجة الى رئيس واحد ولو أن الرئيس علي سالم البيض كان قد أمتنع عن قيادتها . ولوتخلف الرئيس علي ناصر محمد عن تلبية النداءآت لقيادة الثورة الجنوبية بعد إمتناع البيض لقلنا أن الرئيس علي ناصر قد خذل الجنوب وخذل حقه في التحرير .
والدليل على ذلك أن الرئيس علي ناصر محمد كان في مقدمة من نادوا بالقضية الجنوبية ودعوا للتصالح والتسامح وحتى من قبل ان يخرج الرئيس البيض عن صمته الذي كان يعده البعض حينها صمتاً مريباً .والرئيس علي ناصر محمد هوأول من وجه أنصارة والمواليين له الى الحراك والخروج الميداني وإشعال زخم الثورة الجنوبية . وكلنا يتذكر ويعرف أن الكثير من القادة الميدانيين كانوا من المحسوبين إليه .. وكان ذلك بمثابة تعويض غياب التشكيل التنظيمي الذي خلفة تخلي الحزب الإشتراكي عن مهامه ومسؤلياته للجنوب .حتى أن الجميع كانوا يجزمون على ان من يقف وراء الحراك الجنوبي ويوجهه هوالرئيس علي ناصر محمد .
حتى أن الخطاب الشهير لرئيس نظام الإحتلال اليمني الذي وجهه من أمام الجماهير في الملعب الرياضي بمدينة عدن الذي أعلن خلاله إطلاق سراح جميع المعتقلين الجنوبيين وهم باعوم والنوبه وبن فريد والآخرين وتوجه في ذلك بدعوته (المهرجانية طبعاً) للحوارمع جميع قيادات الخارج عدا واحد منهم فقط ولم يسميه ... ويومها أختلفت التفسيرات وتضاربت التكهنات بشأنه ، وأذكر أن عدد من المراقبين وصحيفة الأيام رجحت ان يكون ذلك الواحد المستثنى هو الرئيس علي ناصر محمد وقد نسبت ترجيحها الى تصريح لمصدر مسؤل أحتفظت بأسمه. كما أن صحيفة أخرى وأعتقد انها صحيفة الشارع ان لم تخنني الذاكرة رجحت أن يكون المستثنى في الخطاب هو الرئيس علي سالم البيض بررت ترجيحها الى كون البيض سبق وأن أعلن وقاد إنفصال الجنوب.
هذا فيما كان اغلب التوقعات تميل الى ترجيح كفة صحيفة الأيام لاسيما بعد الإعلان عن تعرض الرئيس علي ناصر محمد لمحاولات إغتيال تقف خلفها جهات معلومة لم يكشف عنها في النظام اليمني، هذا علاوة على ان حاجز الصمت حول الحق الجنوبي الذي أعقب الحرب في العام 94 م لم يكن يُخدش الا ببعض التصريحات من الرئيس علي ناصر محمد ومسدوس ومظاهرات حسن باعوم في الوقت الذي كان الجميع يتسابقون على إقتسام بعض الفتات مع نظام الإحتلال اليمني ،والرئيس علي سالم البيض ملازماً للصمت والإعتكاف في سلطنة عمان الشقيقة بعد أن أعلن إعتزالة عن السياسة ذلك الصمت الذي كان يعده البعض حينها الصمت المريب ، حتى جاء الوقت المناسب وخرج الرئيس علي سالم البيض عن صمته معتلياً صهوة جواده في قيادته وتمثيل الثورة الجنوبية المباركة رافعاً راية التحريروفك الإرتباط عن تلك الوحدة المغدورة ، وكلنا يعرف أن خروج الرئيس علي سالم البيض عن صمته وعودته الى الواجهة تكمن أهميتها إقليمياً ودولياً أكثر منها محلياً وذلك بحكم أنه كان آخررئيس لدولة الجنوب ولاتزال هناك بعض الإمكانية لدى المجتمع الدولي لإعتباره يحمل الصفة التمثيلية لدولة الجنوب التي تعرضت للإحتلال والسقوط إثر الإجتياح العسكري اليمني الغاشم في العام 94 م ويمكن مع ماتبقى له من هذه الصفة قبولة ممثلاً شرعياً للثورة الجنوبية المباركة. أما جل الأهمية التي تحملها عودة الرئيس علي ناصر محمد الى الواجهة تكمن بشكل أساسي فيما لها من مكانة وقيمة جماهيرية عريضة على مستوى الداخل الجنوبي وهذه القيمة كثيراً ما يحرص الرئيس علي ناصر محمد على أن لايحرم الجنوب من زخمها وفي حرصة الدؤوب في إعلان مباركته للحراك الجنوبي بل وشجبه وتنديدة لما تقوم به سلطان الإحتلال من قمع وإعتقال وتنكيل في مواجهة فعاليات الحراك الجنوبي . وختاماً دعونا نتساءل ما الذي سيضيفة إعلان الرئيس علي ناصر محمد وتبنية صراحة الدعوة الى فك الإرتباط ؟؟ وقبل أن تبرز الحاجة الى التساءل المقابل الذي سيتبادر الى ذهن البعض الا وهو ما الذي يدعوا الرئيس علي ناصرمحمد للتريث والإمتناع عن إعلان وتبني الدعوة الى فك الإرتباط ؟؟ والجواب رغبته في الإحتفاظ للجنوب بوجه آخرستتوجه اليه اي مبادرات يمنية وغير يمنية وكذا اي مؤامرات حكومية ليتولى هو دحظها وإفشالها، ولن يكون الرئيس علي ناصر محمد للجنوب الا الحصن المنيع الذي لايُخترق أمام تلك المبادرات أو التآمرات بدلاً من أن تأخذ لها وجهة جنوبية أخرى يسهل كسرها اوالإلتفاف عليها بمصلحة ضيقة او لضعف وقلة خبرة وحنكة سياسية .. أفلاتستحق هذه المهمة وإن كانت إحترازية التريث عن الإعلان عن موقفة الداعم لفك الإرتباط ؟؟ لاسيما وأن إعلانة عن هذا الموقف ووقوفة الى جانب الرئيس علي سالم البيض لن يكون غير تكرار ليس إلا.

ابوحضرموت الكثيري 07/أكتوبر/2009م