الـــــزنـــــــادقـــه ( 2 )

[جمال العطاس]

نواصل حديتنا عن الزنادقة إكمالا لماسبق . وهو ان ذات مرة كان
سليمان بن أبي جعفر ( من جلساء الامين ) قال عن أبي نواس
في حضرة الامين : أنه ثنوي . فسأل الخليفة . أيشهد أحد بهذا ؟
فأستشهد سليمان بجماعة من الحضور . قالوا أن أبا نواس وضع
قدحاً في يوم مطير فسقط فيه مطر كثير .
ثم شربه أبو نواس وقال :
يزعمون أن مع كل قطرة مطر ملكاً . فكم تراني شربت من الملائكة؟؟
فحكم عليه الامين بالحبس مع الزنادقة . فقال في سجنه ابياتاً منها :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لا العذر يقبل لي فتُقبَل توبتي = فيهم ولايرضون حلف يميني
أما الامين فلست أرجوا دفعه = عني . فمن لي اليوم بالمأمون
[/poet]

فبلغت أبياته المأمون. فقال : والله لئن لحقته لأغنينه غنىً لايؤمله .
لكن يروى أن السبب الحقيقي في غضب الامين على أبي نواس
قوله :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ولو لم أنل فضلا لكانت صيانتي = فمي عن جميع الناس حسبي من الفخر
فلايطمعن في ذاك مني طامع = ولا صاحب التاج المحجب في القصر
[/poet]

وكان الزنادقة يدينون بما اعتنقوه من أفكار. فأفكارهم عندهم عقيدة ودين. من أجل هذا كانوا يعترفون بها إذا سُئلوا عنها . وان كان في ذلك الاعتراف
نكالهم وحتفهم . ولقد قُدم للمهدي يوماً زنديقاً فسأله المهدي فأعترف .

فأستتابه فأبى أن يتوب فضرب عنقه وأمر بصلبه .
لكن في زماننا هذا غيّر الزنادقة من هذه الثوابت عندهم كثيرا. وفضّلوا
عدم الاعتراف بما تكنه عقيدتهم وفكرهم . ولعلنا نرى منهم نماذج كثيرة
ونلمس ذلك في مايقولون ومايكتبون . فتجدهم يخلطون الافكار خلطا عجيبا
ويقولبونها . ونرى بعضا منهم كان يؤمن بفكر ويعتقده أو يعجب بِعَلم أو رمز أو شاعر. وتجده ينقلب عن كل هذا وينسلخ بين عشية وضحاها .
وهذا ماهو مخالف لاوَل الزنادقة ومنافياً لعقيدتهم ولكن ربما تستدعي الظروف الحالية ذلك.

يقول الجهشياري * إن ممن يعتقد الزندقة قوما يرون ان جحد مايؤمنون به وانكاره محظور . وأن التقية غير جائزة . وقد أُتهم يزبد بن الفيض
( كاتب المنصور ) بالزندقة في عهد المهدي فلما سُئل أقر بالزندقة فحبس
وهرب من الحبس .

وسنستكمل لاحقا حديثنا عنهم ..!!

* الوزراء والكتّاب : ص 153

[ابن سيؤن]

الله يعطيك العافيه اخي جمال العطاس على هذا الموضوع الشَيِقٌ والمفيد ونحن بحاجه الى ان نتعرف على هذه الفرق الضاله والمنحرفه خاصة وأن الكثير من هذه الفرق لاتزال موجوده الى الان 0


بس عندي سؤال ايش علاقة هذا الموضوع بسقيفة المحضار وبدوي زبير؟

[جمال العطاس]

أشكرك اخوي ابن سيؤن
الموضوع وضعته في سقيفة المحضار وبدوي مع العلم اني كنت سأضعه
في العامة . ولكن الزنادقة لهم أيدولوجيا وهم اهل فكر منحرف .
وسقيفة المحضار ليس للشعر فقط وانما لكل موضوع يندرج تحت مظلة الادب والفكر .
وإذا تريد نقل الموضوع ياأبن سيؤن سأنقله الان أنت تأمر أمر
ولايهمك يالغالي ..