نفحات عطرة .. واشراقات سيرة وفن وإبداع .. الشاعر الغنائي الكبير الراحل سالم احمد بامطرف (1-2)

[باشراحيل]

نفحات عطرة .. واشراقات سيرة وفن وإبداع ..

الشاعر الغنائي الكبير الراحل سالم احمد بامطرف (1-2)

رياض عوض باشراحيل

انتقل الشاعر الغنائي الكبير سالم احمد بامطرف الى رحاب ربه يوم الاربعاء 27/ فبراير/ 2013 م عن عمر ناهز (84) عاما، رحل بعد أن رفد الأغنية الحضرمية بروائعه الشعرية والغنائية الخالدة والتي لازالت ترددها الحناجر وتشدو بها القلوب وتغرد بها البلابل صباح مساء . وبرحيل شاعرنا فقدت الأغنية الحضرمية واحدا من كبار شعرائها الغنائيين الذين اثروا ساحة الغناء الحضرمي واليمني والعربي بأعذب الكلمات والأغنيات.

وقد نعى اتحاد الادباء والكتاب بحضرموت وفاة شاعرنا ومما جاء في النعي: (رحل الشاعر المبدع سالم احمد بامطرف بعد رحلة ابداعية مميزة اضاف فيها الى التراث الشعري والفني روائع دالة عليها . لقد عاش بامطرف كغيره من مبدعي حضرموت الحقيقيين بعيدا عن الاضواء او التكسب بفنه وإبداعه زاهدا في الحياة إلا ما كان من قيم الجمال والخير والإبداع، وبذلك نقش اسمه بحروف لن تمحى في سياق الاغنية الحضرمية المعاصرة او الاغنية على مستوى الجزيرة والخليج).

البيئة.. غيل باوزير

ومدينة غيل باوزير مسقط رأس الشاعر بما يغلي في بوتقتها عبر الزمن وحتى اليوم من نشاط تربوي وتعليمي عال، وحراك ثقافي وفكري وتاريخي مميز ساهم في صناعة الاعلام والقامات العالية من أبناء هذه المدينة في كافة ميادين الحياة ومنهم الشاعر الكبير الراحل سالم أحمد بامطرف – عليه رحمة الله- ، لقد ساهمت بيئته المحلية بغيل باوزير في اذكاء ثقافته وإغناء معارفه وتجاربه في الحياة التي انعكست في شعره وتجلت بوضوح في قوافيه وثرائه النغمي والموسيقي الذي اغنى به قصائده. فأستطاع بإبداعه ان يصنع تاريخه كأحد أعلام الاغنية الحضرمية، واستطاع التاريخ الفني ان يصون مكانة شاعرنا الراحل ويضعه في سياقه التاريخي اللائق به في تاريخ الشعر الغنائي الحضرمي المعاصر.

لقد ابدع شاعرنا خلال مسيرته الفنية العديد من الروائع الغنائية الخالدة والتي لازالت قلوب الجماهير وألسنتها تشدو بها وترددها وتستطيب سماعها والتغني بها الى اليوم، فهو صانع أغنيات شهيرة في ساحة الفن العربي منها: قالوا لي، في كل ليلة تخطر ببالي، الحب أسرار. حققت هذه الاعمال وغيرها كتيار متجانس من الاغنيات نجاحات برزت في اسلوبها المميز بالأصالة وعراقة التراث ورشاقة الفن المعبر عن روح العصر فعكست أصالة موهبة شاعرنا وصفا فطرته، وذكائه وثقافته ومهارته في إبداعه وأكدت حقيقة انه شاعر مطبوع لا مصنوع فتغلغلت تلك الاعمال الغنائية في المشاعر وسكنت الضمائر وساهمت في فتح آفاق غنائية جديدة كما ساهمت في رفع مستوى الذائقة الفنية للجمهور.

وخلال مراحل تطوره الفني ارتبط شاعرنا بالملحن محمد علي عبيّد في ثنائي غنائي ناجح ابدع أجمل الاعمال الغنائية ومنها: على مهلك وقد الحال، لاتأمن الخائن، سدها وأستريح، ماصبرت عانفسك، وغيرها. كما شكل أيضا مع نسيبه الملحن الشاعر جمعان أحمد بامطرف ثنائيا غنائيا متألقا انطلق في العام 1974م بأغنية "لا رعى الله من غراك" ثم تدفق النبع بأعمال غنائية نسج كلماتها شاعرنا الراحل وصاغ لها الألحان الرائعة جمعان بامطرف وكأنما القدر أراد من تلك اللحظة التاريخية الجميلة ان يجمع الشاعر بالملحن فنيا بعد أن جمعهما أسريا فتألقا معا في ابداع الروائع الغنائية المتعددة ومنها : الحب أسرار قال الصدق بومحضار، مايقول الأصيل إلا الصراحة، لم يزل طعم شهدي في فمك، ياصاحبي قل لكل سائق، وغيرها كما لحن له أيضا الفنان الاستاذ محمد أحمد باعباد أغنيات منها(غصبا ينال الحطب).

ثروة الإبداع .. والإنتشار

وقد قدم الاغنيات الأصيلة لشاعرنا الكثير من المطربين من مختلف الاجيال الفنية وكذلك كبار المطربين من حضرموت وخارجها ومنهم : أبوبكر سالم بلفقيه (قالوا لي قلبه خالي ولا يريدك، وفي كل ليلة تخطر ببالي)، والفنان د.عبدالرب أدريس(غصبا ينال الحطب كل من بيده الفأس)، والفنان القطري فهد الكبيسي (الحب أسرار قال الصدق بومحضار) ، كرامة مرسال (ورى الدنيا لحد من حد) ، وعبدالله مخرج (من ساير السعداء يقولون أستعد) ، محفوظ بن بريك (فرسان الرياضة قد غزوا) ، عبدالرحمن الحداد ( مايقول الأصيل الا الصراحة) ، وبدوي زبير (سدها واستريح اذا مامنها ريح)، مفتاح كندارة (لاتأمن الخائن) ، سعيد نصيب (على مهلك وقد الحال)، وحسن باحشوان (ماصبرت عا نفسك فكيف الناس باتصبر عليك) كما غنى له المطربين الشباب كثير من أغنياته ومن هؤلاء :علي سالم بن بريك، عارف فرج سالم، سعيد برويشد، عيظة البرقي، أحمد جمعان بامطرف ، شادي بن همام وغيرهم .

محطات سيرته

وشاعرنا الراحل من مواليد مدينة غيل باوزير في العام 1920 ، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باشراحيل ، والمتوسط برباط "بن سلم" بالغيل، تلقى علوم اللغة العربية بفروعها المختلفة وعلوم الدين بالمدرسة ثم انكب لدراسة كتب الادب والشعر على مر العصور، هاجر مغتربا الى بعض دول الخليج ومنها السعودية والبحرين والكويت وكان يبعث بأشعاره في المهجر الى صحيفة الطليعة الحضرمية فيترقبها بشغف عشاقه في حضرموت ثم عاد الى الوطن اواخر الستينات ليستقر فيه . ارتبط بالعمل في التدريس ثم ببعض الدوائر الحكومية حتى احالته للمعاش عام 1991م، صدر له ديوان شعري بعنوان (موجة الليل) وكان شاعرنا قد بدأ ينظم الشعر الغنائي في سن مبكرة، وبذكائه الحاد وموهبته الشعرية الفذة وسعة اطلاعه وثقافته استطاع أن يتجاوز أقرانه من الشعراء وأن يكون له موقفا وطنيا شريفا يجسده في ابداعه عند كل ازمة يتعرض لها الوطن، كما كان لسان قومه وأهله في مسقط رأسه غيل باوزير يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وكافة مناسباتهم الخاصة والعامة ومنها مناسبة فوز فريق الأهلي الرياضي بالغيل بكأس البطولة الكروية فأنشد شاعرنا صادحا مترنما بنشوة الناجح المنتصر قائلا:

ياكأس مابا تستقر إلا مع الأهلي
لي شلك بتثبيت القدم والرأس
فرسان الرياضة قد غزوا ع الكاس

[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]ليس بوسعنا في هذه السطور أن نرصد مميزات شاعريته أو نحصي خصائصه الفنية فهذه تحتاج الى مقام غير هذا المقام . إلا أن شعره قد عكس بحق صدق معاناته ، وعمق إحساسه، وقدرته على استبطان وجدانه ، وشمول رؤيته ونظرته لقضايا الحياة، وبراعة تصويره الفني لأفكاره وأحاسيسه وبكل ذلك استطاع ان يرتفع بشعره الى مستوى الشعر الحق الحافل بالمشاعر العميقة والتصوير الفني الدقيق فتمكن من التأثير العميق في مشاعر الناس .
لقد عزف شاعرنا قصائده في ديار الاغتراب بأسى ولوعة وغرّد بها أغنيات جياشة بالشوق والحنين وكان سفيرا فنيا للوطن ووترا شجيا عبر عن مشاعر الشوق للأهل والحنين الى الوطن الذي حرك لواعجه فكتب أعذب القصائد في أحسن صورة وأجمل بيان.وبعد ان عاد الطائر الى العش واستقر بالوطن عبر بصدق عن أحوال مجتمعه وهمومه وآلامه وآماله في غد أفضل.

وقد هز خبر رحيل شاعرنا مشاعر جمهوره وعشاق فنه وزملائه من الشعراء والمبدعين عموما فكتب الشاعر صالح عبيد باظفاري في رثاء شاعرنا قصيدة أبدعها على وزن قصيدة (قالوا لي) التي تعد من أشهر قصائد شاعرنا الراحل وبمشاعر الأسى والحزن قال باظفاري:[/COLOR]

قالوا لي سالم احمد رحل غادر ** قالوا لي مابقى للغناء شاعر
قالوا لي رحمة الله عافراقه بدم تبكي الغيل
خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل

قالوا لي بشعره كنوز وجواهر ** قالوا لي في الأدب نجم له زاهر
قالوا لي ماسرى بعدهم عاشق ولا خاوي الليل
خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل

قالوا لي ضاع لحن الوفاء العامر ** قالوا لي بعدهم كل فن هاجر
قالوا لي مابقى لك بقية بالغناء والمواويل
خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل

قالوا لي انقطع نهرك السابر ** قالوا لي ساقي الموت سم قاهر
قالوا لي غصة الموت ماشي منها ياعرب ميل
خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل

وبرحيل شاعرنا الكبير سالم أحمد بامطرف فإن سيرته العطرة وبصمته الفنية في أشعاره وتراثه الخالد الذي يتضوع بعبق غيل باوزير وعطر حضرموت لن يرحل، وسيظل خالدا في أنصع صفحات تاريخ الشعر والأغنية الحضرمية.

[حمومي من النيد]

الله الله
الله يرحم الشاعر الكبير سالم احمد بامطرف ...

مشكور يا باشراحيل على هذة النبذة الجميله
لشاعر بمكانت بامطرف ...
وهذا ليس جديد عليكم يا ال باشراحيل فانتم
ناس طيبين وتعطوا كل حق حقه من ابداع
وسيره وسره جميله لكي يعرف بها الاخرين ...

مشكور والله يا باشراحيل على هذا المجهود
الملحوض في سرد هذة النبدة ...
بارك الله فيك ...

مع تقديري واحترامي للجميع ...

[بن احمد]

مرور اولي وتثبيت ولنا عوده ان احيانا الله يابومحمد

[ولد الاسلام]

رحمه الله رحمة الأبرار هكذا انت دوما تقدم دروساً في الوفاء!
شكرا باشراااحيل .

[الشبامي]

رحم الله الشاعر الكبير سالم احمد بامطرف رحمه واسعه !!
برحيله تختفي هامه اخرى من هامات الإبداع في سماء الشعر الحضرمي !!
شكرنا الموفور للأديب الوفي دائما رياض باشراحيل على هذه اللفته !!

[محمد سعيد بن مخاشن]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]

نفحات عطرة .. واشراقات سيرة وفن وإبداع .. الشاعر الغنائي الكبير الراحل سالم احمد بامطرف (1-2) رياض عوض باشراحيل انتقل الشاعر الغنائي الكبير سالم احمد بامطرف الى رحاب ربه يوم الاربعاء 27/ فبراير/ 2013 م عن عمر ناهز (84) عاما، رحل بعد أن رفد الأغنية الحضرمية بروائعه الشعرية والغنائية الخالدة والتي لازالت ترددها الحناجر وتشدو بها القلوب وتغرد بها البلابل صباح مساء . وبرحيل شاعرنا فقدت الأغنية الحضرمية واحدا من كبار شعرائها الغنائيين الذين اثروا ساحة الغناء الحضرمي واليمني والعربي بأعذب الكلمات والأغنيات. وقد نعى اتحاد الادباء والكتاب بحضرموت وفاة شاعرنا ومما جاء في النعي: (رحل الشاعر المبدع سالم احمد بامطرف بعد رحلة ابداعية مميزة اضاف فيها الى التراث الشعري والفني روائع دالة عليها . لقد عاش بامطرف كغيره من مبدعي حضرموت الحقيقيين بعيدا عن الاضواء او التكسب بفنه وإبداعه زاهدا في الحياة إلا ما كان من قيم الجمال والخير والإبداع، وبذلك نقش اسمه بحروف لن تمحى في سياق الاغنية الحضرمية المعاصرة او الاغنية على مستوى الجزيرة والخليج). البيئة.. غيل باوزير ومدينة غيل باوزير مسقط رأس الشاعر بما يغلي في بوتقتها عبر الزمن وحتى اليوم من نشاط تربوي وتعليمي عال، وحراك ثقافي وفكري وتاريخي مميز ساهم في صناعة الاعلام والقامات العالية من أبناء هذه المدينة في كافة ميادين الحياة ومنهم الشاعر الكبير الراحل سالم أحمد بامطرف – عليه رحمة الله- ، لقد ساهمت بيئته المحلية بغيل باوزير في اذكاء ثقافته وإغناء معارفه وتجاربه في الحياة التي انعكست في شعره وتجلت بوضوح في قوافيه وثرائه النغمي والموسيقي الذي اغنى به قصائده. فأستطاع بإبداعه ان يصنع تاريخه كأحد أعلام الاغنية الحضرمية، واستطاع التاريخ الفني ان يصون مكانة شاعرنا الراحل ويضعه في سياقه التاريخي اللائق به في تاريخ الشعر الغنائي الحضرمي المعاصر. لقد ابدع شاعرنا خلال مسيرته الفنية العديد من الروائع الغنائية الخالدة والتي لازالت قلوب الجماهير وألسنتها تشدو بها وترددها وتستطيب سماعها والتغني بها الى اليوم، فهو صانع أغنيات شهيرة في ساحة الفن العربي منها: قالوا لي، في كل ليلة تخطر ببالي، الحب أسرار. حققت هذه الاعمال وغيرها كتيار متجانس من الاغنيات نجاحات برزت في اسلوبها المميز بالأصالة وعراقة التراث ورشاقة الفن المعبر عن روح العصر فعكست أصالة موهبة شاعرنا وصفا فطرته، وذكائه وثقافته ومهارته في إبداعه وأكدت حقيقة انه شاعر مطبوع لا مصنوع فتغلغلت تلك الاعمال الغنائية في المشاعر وسكنت الضمائر وساهمت في فتح آفاق غنائية جديدة كما ساهمت في رفع مستوى الذائقة الفنية للجمهور. وخلال مراحل تطوره الفني ارتبط شاعرنا بالملحن محمد علي عبيّد في ثنائي غنائي ناجح ابدع أجمل الاعمال الغنائية ومنها: على مهلك وقد الحال، لاتأمن الخائن، سدها وأستريح، ماصبرت عانفسك، وغيرها. كما شكل أيضا مع نسيبه الملحن الشاعر جمعان أحمد بامطرف ثنائيا غنائيا متألقا انطلق في العام 1974م بأغنية "لا رعى الله من غراك" ثم تدفق النبع بأعمال غنائية نسج كلماتها شاعرنا الراحل وصاغ لها الألحان الرائعة جمعان بامطرف وكأنما القدر أراد من تلك اللحظة التاريخية الجميلة ان يجمع الشاعر بالملحن فنيا بعد أن جمعهما أسريا فتألقا معا في ابداع الروائع الغنائية المتعددة ومنها : الحب أسرار قال الصدق بومحضار، مايقول الأصيل إلا الصراحة، لم يزل طعم شهدي في فمك، ياصاحبي قل لكل سائق، وغيرها كما لحن له أيضا الفنان الاستاذ محمد أحمد باعباد أغنيات منها(غصبا ينال الحطب). ثروة الإبداع .. والإنتشار وقد قدم الاغنيات الأصيلة لشاعرنا الكثير من المطربين من مختلف الاجيال الفنية وكذلك كبار المطربين من حضرموت وخارجها ومنهم : أبوبكر سالم بلفقيه (قالوا لي قلبه خالي ولا يريدك، وفي كل ليلة تخطر ببالي)، والفنان د.عبدالرب أدريس(غصبا ينال الحطب كل من بيده الفأس)، والفنان القطري فهد الكبيسي (الحب أسرار قال الصدق بومحضار) ، كرامة مرسال (ورى الدنيا لحد من حد) ، وعبدالله مخرج (من ساير السعداء يقولون أستعد) ، محفوظ بن بريك (فرسان الرياضة قد غزوا) ، عبدالرحمن الحداد ( مايقول الأصيل الا الصراحة) ، وبدوي زبير (سدها واستريح اذا مامنها ريح)، مفتاح كندارة (لاتأمن الخائن) ، سعيد نصيب (على مهلك وقد الحال)، وحسن باحشوان (ماصبرت عا نفسك فكيف الناس باتصبر عليك) كما غنى له المطربين الشباب كثير من أغنياته ومن هؤلاء :علي سالم بن بريك، عارف فرج سالم، سعيد برويشد، عيظة البرقي، أحمد جمعان بامطرف ، شادي بن همام وغيرهم . محطات سيرته وشاعرنا الراحل من مواليد مدينة غيل باوزير في العام 1920 ، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باشراحيل ، والمتوسط برباط "بن سلم" بالغيل، تلقى علوم اللغة العربية بفروعها المختلفة وعلوم الدين بالمدرسة ثم انكب لدراسة كتب الادب والشعر على مر العصور، هاجر مغتربا الى بعض دول الخليج ومنها السعودية والبحرين والكويت وكان يبعث بأشعاره في المهجر الى صحيفة الطليعة الحضرمية فيترقبها بشغف عشاقه في حضرموت ثم عاد الى الوطن اواخر الستينات ليستقر فيه . ارتبط بالعمل في التدريس ثم ببعض الدوائر الحكومية حتى احالته للمعاش عام 1991م، صدر له ديوان شعري بعنوان (موجة الليل) وكان شاعرنا قد بدأ ينظم الشعر الغنائي في سن مبكرة، وبذكائه الحاد وموهبته الشعرية الفذة وسعة اطلاعه وثقافته استطاع أن يتجاوز أقرانه من الشعراء وأن يكون له موقفا وطنيا شريفا يجسده في ابداعه عند كل ازمة يتعرض لها الوطن، كما كان لسان قومه وأهله في مسقط رأسه غيل باوزير يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وكافة مناسباتهم الخاصة والعامة ومنها مناسبة فوز فريق الأهلي الرياضي بالغيل بكأس البطولة الكروية فأنشد شاعرنا صادحا مترنما بنشوة الناجح المنتصر قائلا: ياكأس مابا تستقر إلا مع الأهلي لي شلك بتثبيت القدم والرأس فرسان الرياضة قد غزوا ع الكاس [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]ليس بوسعنا في هذه السطور أن نرصد مميزات شاعريته أو نحصي خصائصه الفنية فهذه تحتاج الى مقام غير هذا المقام . إلا أن شعره قد عكس بحق صدق معاناته ، وعمق إحساسه، وقدرته على استبطان وجدانه ، وشمول رؤيته ونظرته لقضايا الحياة، وبراعة تصويره الفني لأفكاره وأحاسيسه وبكل ذلك استطاع ان يرتفع بشعره الى مستوى الشعر الحق الحافل بالمشاعر العميقة والتصوير الفني الدقيق فتمكن من التأثير العميق في مشاعر الناس . لقد عزف شاعرنا قصائده في ديار الاغتراب بأسى ولوعة وغرّد بها أغنيات جياشة بالشوق والحنين وكان سفيرا فنيا للوطن ووترا شجيا عبر عن مشاعر الشوق للأهل والحنين الى الوطن الذي حرك لواعجه فكتب أعذب القصائد في أحسن صورة وأجمل بيان.وبعد ان عاد الطائر الى العش واستقر بالوطن عبر بصدق عن أحوال مجتمعه وهمومه وآلامه وآماله في غد أفضل. وقد هز خبر رحيل شاعرنا مشاعر جمهوره وعشاق فنه وزملائه من الشعراء والمبدعين عموما فكتب الشاعر صالح عبيد باظفاري في رثاء شاعرنا قصيدة أبدعها على وزن قصيدة (قالوا لي) التي تعد من أشهر قصائد شاعرنا الراحل وبمشاعر الأسى والحزن قال باظفاري:[/COLOR] قالوا لي سالم احمد رحل غادر ** قالوا لي مابقى للغناء شاعر قالوا لي رحمة الله عافراقه بدم تبكي الغيل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي بشعره كنوز وجواهر ** قالوا لي في الأدب نجم له زاهر قالوا لي ماسرى بعدهم عاشق ولا خاوي الليل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي ضاع لحن الوفاء العامر ** قالوا لي بعدهم كل فن هاجر قالوا لي مابقى لك بقية بالغناء والمواويل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي انقطع نهرك السابر ** قالوا لي ساقي الموت سم قاهر قالوا لي غصة الموت ماشي منها ياعرب ميل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل وبرحيل شاعرنا الكبير سالم أحمد بامطرف فإن سيرته العطرة وبصمته الفنية في أشعاره وتراثه الخالد الذي يتضوع بعبق غيل باوزير وعطر حضرموت لن يرحل، وسيظل خالدا في أنصع صفحات تاريخ الشعر والأغنية الحضرمية.

كل الشكر والتقدير للأخ رياض باشراحيل على هذه المقالة وأمثالها التي تحفظ التراث والموروث الحضرمي من الإندثار؛ هذا أولا.

أما ثانيا فقد كنا ندرس في غيل باوزير ولم نسمع بهذه الهامة فربما كان آنذاك لا زال في المهجر أو أنه في بدايات تكوين نجوميته.

أما ثالثا ( وهو الأهم ) فغيل باوزير كان لها الفضل على كل حضرموت ولم يقتصر فضلها على أبناء الغيل فقط. ولستُ في مجال تعداد من تخرّجوا من متوسّطة غيل باوزير ( التي كان إسمها يقترن بأداة التعريف ال ) ولكن أذكر من أبناء الشحر كمثال فقط باصالح ووحدين ومن أبناء البادية أحمد باصريح وباتيس ومن أبناء السادة غازي علي بلفقيه ( سيئون ) وغيرهم كثير.

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمومي من النيد [ مشاهدة المشاركة ]

الله الله الله يرحم الشاعر الكبير سالم احمد بامطرف ... مشكور يا باشراحيل على هذة النبذة الجميله لشاعر بمكانت بامطرف ... وهذا ليس جديد عليكم يا ال باشراحيل فانتم ناس طيبين وتعطوا كل حق حقه من ابداع وسيره وسره جميله لكي يعرف بها الاخرين ... مشكور والله يا باشراحيل على هذا المجهود الملحوض في سرد هذة النبدة ... بارك الله فيك ... مع تقديري واحترامي للجميع ...

شكرا لك أخي الحبيب "حمومي من النيد" ..

على هذه المداخلة الجميلة وهذا الموضوع هو جهد المقل تجاه الهامات الابداعية الحضرمية الكبيرة أمثال شاعرنا بامطرف ..

تقبل تحياتي .

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن احمد [ مشاهدة المشاركة ]

مرور اولي وتثبيت ولنا عوده ان احيانا الله يابومحمد

شكرا لك على المرور والمشاركة في الموضوع أخي المشرف الشاعر "بن احمد" ..

وتقبل تحياتي .

[ابوفضل سالم]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]

نفحات عطرة .. واشراقات سيرة وفن وإبداع .. الشاعر الغنائي الكبير الراحل سالم احمد بامطرف (1-2) رياض عوض باشراحيل انتقل الشاعر الغنائي الكبير سالم احمد بامطرف الى رحاب ربه يوم الاربعاء 27/ فبراير/ 2013 م عن عمر ناهز (84) عاما، رحل بعد أن رفد الأغنية الحضرمية بروائعه الشعرية والغنائية الخالدة والتي لازالت ترددها الحناجر وتشدو بها القلوب وتغرد بها البلابل صباح مساء . وبرحيل شاعرنا فقدت الأغنية الحضرمية واحدا من كبار شعرائها الغنائيين الذين اثروا ساحة الغناء الحضرمي واليمني والعربي بأعذب الكلمات والأغنيات. وقد نعى اتحاد الادباء والكتاب بحضرموت وفاة شاعرنا ومما جاء في النعي: (رحل الشاعر المبدع سالم احمد بامطرف بعد رحلة ابداعية مميزة اضاف فيها الى التراث الشعري والفني روائع دالة عليها . لقد عاش بامطرف كغيره من مبدعي حضرموت الحقيقيين بعيدا عن الاضواء او التكسب بفنه وإبداعه زاهدا في الحياة إلا ما كان من قيم الجمال والخير والإبداع، وبذلك نقش اسمه بحروف لن تمحى في سياق الاغنية الحضرمية المعاصرة او الاغنية على مستوى الجزيرة والخليج). البيئة.. غيل باوزير ومدينة غيل باوزير مسقط رأس الشاعر بما يغلي في بوتقتها عبر الزمن وحتى اليوم من نشاط تربوي وتعليمي عال، وحراك ثقافي وفكري وتاريخي مميز ساهم في صناعة الاعلام والقامات العالية من أبناء هذه المدينة في كافة ميادين الحياة ومنهم الشاعر الكبير الراحل سالم أحمد بامطرف – عليه رحمة الله- ، لقد ساهمت بيئته المحلية بغيل باوزير في اذكاء ثقافته وإغناء معارفه وتجاربه في الحياة التي انعكست في شعره وتجلت بوضوح في قوافيه وثرائه النغمي والموسيقي الذي اغنى به قصائده. فأستطاع بإبداعه ان يصنع تاريخه كأحد أعلام الاغنية الحضرمية، واستطاع التاريخ الفني ان يصون مكانة شاعرنا الراحل ويضعه في سياقه التاريخي اللائق به في تاريخ الشعر الغنائي الحضرمي المعاصر. لقد ابدع شاعرنا خلال مسيرته الفنية العديد من الروائع الغنائية الخالدة والتي لازالت قلوب الجماهير وألسنتها تشدو بها وترددها وتستطيب سماعها والتغني بها الى اليوم، فهو صانع أغنيات شهيرة في ساحة الفن العربي منها: قالوا لي، في كل ليلة تخطر ببالي، الحب أسرار. حققت هذه الاعمال وغيرها كتيار متجانس من الاغنيات نجاحات برزت في اسلوبها المميز بالأصالة وعراقة التراث ورشاقة الفن المعبر عن روح العصر فعكست أصالة موهبة شاعرنا وصفا فطرته، وذكائه وثقافته ومهارته في إبداعه وأكدت حقيقة انه شاعر مطبوع لا مصنوع فتغلغلت تلك الاعمال الغنائية في المشاعر وسكنت الضمائر وساهمت في فتح آفاق غنائية جديدة كما ساهمت في رفع مستوى الذائقة الفنية للجمهور. وخلال مراحل تطوره الفني ارتبط شاعرنا بالملحن محمد علي عبيّد في ثنائي غنائي ناجح ابدع أجمل الاعمال الغنائية ومنها: على مهلك وقد الحال، لاتأمن الخائن، سدها وأستريح، ماصبرت عانفسك، وغيرها. كما شكل أيضا مع نسيبه الملحن الشاعر جمعان أحمد بامطرف ثنائيا غنائيا متألقا انطلق في العام 1974م بأغنية "لا رعى الله من غراك" ثم تدفق النبع بأعمال غنائية نسج كلماتها شاعرنا الراحل وصاغ لها الألحان الرائعة جمعان بامطرف وكأنما القدر أراد من تلك اللحظة التاريخية الجميلة ان يجمع الشاعر بالملحن فنيا بعد أن جمعهما أسريا فتألقا معا في ابداع الروائع الغنائية المتعددة ومنها : الحب أسرار قال الصدق بومحضار، مايقول الأصيل إلا الصراحة، لم يزل طعم شهدي في فمك، ياصاحبي قل لكل سائق، وغيرها كما لحن له أيضا الفنان الاستاذ محمد أحمد باعباد أغنيات منها(غصبا ينال الحطب). ثروة الإبداع .. والإنتشار وقد قدم الاغنيات الأصيلة لشاعرنا الكثير من المطربين من مختلف الاجيال الفنية وكذلك كبار المطربين من حضرموت وخارجها ومنهم : أبوبكر سالم بلفقيه (قالوا لي قلبه خالي ولا يريدك، وفي كل ليلة تخطر ببالي)، والفنان د.عبدالرب أدريس(غصبا ينال الحطب كل من بيده الفأس)، والفنان القطري فهد الكبيسي (الحب أسرار قال الصدق بومحضار) ، كرامة مرسال (ورى الدنيا لحد من حد) ، وعبدالله مخرج (من ساير السعداء يقولون أستعد) ، محفوظ بن بريك (فرسان الرياضة قد غزوا) ، عبدالرحمن الحداد ( مايقول الأصيل الا الصراحة) ، وبدوي زبير (سدها واستريح اذا مامنها ريح)، مفتاح كندارة (لاتأمن الخائن) ، سعيد نصيب (على مهلك وقد الحال)، وحسن باحشوان (ماصبرت عا نفسك فكيف الناس باتصبر عليك) كما غنى له المطربين الشباب كثير من أغنياته ومن هؤلاء :علي سالم بن بريك، عارف فرج سالم، سعيد برويشد، عيظة البرقي، أحمد جمعان بامطرف ، شادي بن همام وغيرهم . محطات سيرته وشاعرنا الراحل من مواليد مدينة غيل باوزير في العام 1920 ، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باشراحيل ، والمتوسط برباط "بن سلم" بالغيل، تلقى علوم اللغة العربية بفروعها المختلفة وعلوم الدين بالمدرسة ثم انكب لدراسة كتب الادب والشعر على مر العصور، هاجر مغتربا الى بعض دول الخليج ومنها السعودية والبحرين والكويت وكان يبعث بأشعاره في المهجر الى صحيفة الطليعة الحضرمية فيترقبها بشغف عشاقه في حضرموت ثم عاد الى الوطن اواخر الستينات ليستقر فيه . ارتبط بالعمل في التدريس ثم ببعض الدوائر الحكومية حتى احالته للمعاش عام 1991م، صدر له ديوان شعري بعنوان (موجة الليل) وكان شاعرنا قد بدأ ينظم الشعر الغنائي في سن مبكرة، وبذكائه الحاد وموهبته الشعرية الفذة وسعة اطلاعه وثقافته استطاع أن يتجاوز أقرانه من الشعراء وأن يكون له موقفا وطنيا شريفا يجسده في ابداعه عند كل ازمة يتعرض لها الوطن، كما كان لسان قومه وأهله في مسقط رأسه غيل باوزير يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وكافة مناسباتهم الخاصة والعامة ومنها مناسبة فوز فريق الأهلي الرياضي بالغيل بكأس البطولة الكروية فأنشد شاعرنا صادحا مترنما بنشوة الناجح المنتصر قائلا: ياكأس مابا تستقر إلا مع الأهلي لي شلك بتثبيت القدم والرأس فرسان الرياضة قد غزوا ع الكاس [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]ليس بوسعنا في هذه السطور أن نرصد مميزات شاعريته أو نحصي خصائصه الفنية فهذه تحتاج الى مقام غير هذا المقام . إلا أن شعره قد عكس بحق صدق معاناته ، وعمق إحساسه، وقدرته على استبطان وجدانه ، وشمول رؤيته ونظرته لقضايا الحياة، وبراعة تصويره الفني لأفكاره وأحاسيسه وبكل ذلك استطاع ان يرتفع بشعره الى مستوى الشعر الحق الحافل بالمشاعر العميقة والتصوير الفني الدقيق فتمكن من التأثير العميق في مشاعر الناس . لقد عزف شاعرنا قصائده في ديار الاغتراب بأسى ولوعة وغرّد بها أغنيات جياشة بالشوق والحنين وكان سفيرا فنيا للوطن ووترا شجيا عبر عن مشاعر الشوق للأهل والحنين الى الوطن الذي حرك لواعجه فكتب أعذب القصائد في أحسن صورة وأجمل بيان.وبعد ان عاد الطائر الى العش واستقر بالوطن عبر بصدق عن أحوال مجتمعه وهمومه وآلامه وآماله في غد أفضل. وقد هز خبر رحيل شاعرنا مشاعر جمهوره وعشاق فنه وزملائه من الشعراء والمبدعين عموما فكتب الشاعر صالح عبيد باظفاري في رثاء شاعرنا قصيدة أبدعها على وزن قصيدة (قالوا لي) التي تعد من أشهر قصائد شاعرنا الراحل وبمشاعر الأسى والحزن قال باظفاري:[/COLOR] قالوا لي سالم احمد رحل غادر ** قالوا لي مابقى للغناء شاعر قالوا لي رحمة الله عافراقه بدم تبكي الغيل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي بشعره كنوز وجواهر ** قالوا لي في الأدب نجم له زاهر قالوا لي ماسرى بعدهم عاشق ولا خاوي الليل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي ضاع لحن الوفاء العامر ** قالوا لي بعدهم كل فن هاجر قالوا لي مابقى لك بقية بالغناء والمواويل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل قالوا لي انقطع نهرك السابر ** قالوا لي ساقي الموت سم قاهر قالوا لي غصة الموت ماشي منها ياعرب ميل خسارة من بكائي عيوني دمعها سيل وبرحيل شاعرنا الكبير سالم أحمد بامطرف فإن سيرته العطرة وبصمته الفنية في أشعاره وتراثه الخالد الذي يتضوع بعبق غيل باوزير وعطر حضرموت لن يرحل، وسيظل خالدا في أنصع صفحات تاريخ الشعر والأغنية الحضرمية.

رحم الله الشاعر الغنائي الكبير الراحل سالم احمد بامطرف واسكنه فسيح جناته فأشعاره واغانيه قد شاعت وذاعت شهرتها وتهافت عليها المعجبون في حضرموت الساحل والوادي ،
لك الشكر والتقدير يابومحمد على هذه الالتفاته والوقوف عند اشعار اغانيه ، ان هذه الكلمه القويه على مافيها من ايجاز أقدر على التعبير من فرشاة الرسام مهما كان علو كعبه في فنه ،
رياض باشراحيل بهذه الكلمه يعني مايقول ، ولذا فأنه حينما يصف احد من الشعراء فإنه إنما يصفه عن درايه لا عن روايه ، ولا غرو في ذلك لأن مدينة الشحر معلم من معالم وجودة الشخصي والفني وقد كان قلبه ولا يزال الى اليوم قريب من قلوب اهل الشعر والفن ونحن البسطاء نتعلق بما يكتبه قلمه النابض بالكلمه الصادقه نسأل الله ان يطول في عمره ويعطية الصحة والعافية .

[مبارك بوشندل]

لو سمحت نريد نماذج من شعره مع الشكر والتقدير.