المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


اليمن"المودع يوجه رسالة مطولة لصالح: لو كانت الرجولة هي القتال حتى آخر نفس فإن زياد بري هو الأكثر رج

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-14-2011, 01:20 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن"المودع يوجه رسالة مطولة لصالح: لو كانت الرجولة هي القتال حتى آخر نفس فإن زياد بري هو الأكثر رج


المودع يوجه رسالة مطولة لصالح: لو كانت الرجولة هي القتال حتى آخر نفس فإن زياد بري هو الأكثر رجولة حيث لم يخرج من السلطة إلا بعد تدمير مقديشو

المصدر أونلاين ـ خاص: عبدالناصر المودع



فخامة الرئيس علي عبدالله صالح .... الأكرم

وبــعد


لقد وصلتكم عشرات وربما مئات الرسائل السرية والعلنية خلال الفترة الماضية تُشير عليكم بما يتوجب عليكم فعله لمواجهة الاحتجاجات المطالبة برحيلكم. وأنا لا أتوهم أن هذه الرسالة ستكون استثناء للرسائل السابقة أو اللاحقة، فالشعور الذي يراودني أنكم لا تهتمون للمشورة التي تعارض رغبتكم في الخلود في السلطة، كما أنني شبه متيقن أنكم لن تطلعوا على هذه الرسالة، ومع ذلك آثرت أن أكتب هذا المقال وفق هذه الصيغة ظناً مني أنها ستؤصّل الفكرة المراد عرضها بشكل أفضل. ورغم طول هذه الرسالة إلا أني قد بذلت جهدي كي أبتعد عن العبارات الإنشائية والحشو غير الضروري.


فكرة هذه الرسالة يمكن تلخيصها في أن الأوضاع في اليمن وصلت إلى درجة عالية من الخطورة، تتطلب من فخامتكم اتخاذ قرارات مصيريه أحلاها مر، فزمن الخيارات الجيدة والسيئة قد ولى، فالزمن الحالي هو زمن الخيارات السيئة والأكثر سوءاً. فالخيارات السيئة هي الخروج من السلطة بشكل آمن ومشرف، أما الأكثر سوءاً فيتمثل في خروج غير مشرف ومدمر لكم ولعائلتكم وربما لليمن أيضاً. ولكون الأمر على ما ذكرنا، فإن الظروف تتجه نحو أمرين: إما أن تقرروا مصيركم بأنفسكم من خلال وضع خطة حقيقية وفق جدول زمني واضح لخروج مشرف وآمن من السلطة. وهو ما يعني أنكم أنتم وليس خصومكم أو العالم الخارجي من يقرر كيفية الخروج من السلطة، وإما أن تستسلم لوهم الخلود وتقرر الاستمرار في سلوك البقاء عبر التكتيكات والخطط التي تبرع فيها. وفي هذه الحالة فإن كل المؤشرات تؤكد أنكم تعرضون أنفسكم وأسرتكم وأنصاركم وكذلك الدولة لمخاطر جسيمة، وستتضاءل قدرتكم على التأثير فيها يوماً بعد آخر، فيما ستتزايد قدرات الآخرين، من خصومك والعالم الخارجي، ليقرروا مصيركم ومصير الدولة. وأجدني شبه متأكد أن هذا الخيار لن يكون في صالحكم في كل الأحوال.


فخامة الرئيس دعني أبدأ معك فيما هو أثير على نفسك وتحب سماعه وترديده:

1- لقد برعت في البقاء في الحكم من حيث لم يقدر عليه غيرك، واستطعت بذكاء وشطارة أن تتجاوز كثيراً من التحديات بنجاح. وقد منحك هذا الأمر الثقة بأنك قادر على تجاوز هذه الظروف والخروج منها سالماً غانماً. وهذا يفسر جزئياً سلوككم في التعامل مع الأحداث التي تواجهونها. غير أن الجميع متفق على أن هذه الظروف لا تشبه ما قبلها.


2- لازال لديك شعبية كبيرة ودعم من قبل فئات واسعة من الشعب اليمني، فرغم الفساد وسوء الإدارة الذي اتصف به حكمكم المديد، إلا أن الحق يقال إنك لم تتعمد إيذاء شعبك، فكثير من مواطنيك - على عكس الحكام العرب الذي قامت عليهم الثورات - لم يمسّهم الضر والإهانة المباشرة من حكمكم. فضعف السلطة وفسادها جعل معظم السكان بعيدين عن قمع السلطة وجبروتها، ويمكن القول إن معاناة الناس في ظل حكمكم ناتج أكثرها من غياب السلطة وليس من حضورها. وفي الإجمال يمكن القول إنكم تجنبتم قدر الإمكان إذلال شعبكم. فمعظم اليمنيين خلال حكمكم حافظوا على كرامتهم من إذلال السلطة بشكل من الأشكال.


3- كثيرون يدينون لكم فيما يعتبرونه الأمن النسبي الذي تمتعوا به خلال حكمكم، وحريٌ بكم أن لا تختموا حكمكم بخوف ودمار ينسف كل ذلك الدين.

4- لقد شعر كثيرون أنه حدث تحسن نسبي في مستوى معيشتهم خلال فترة حكمكم، وهم بذلك ممتنون لكم ولازالوا مستعدين لدعمكم والصفح عن أخطائكم في حال تأكدوا أنكم حريصون على عدم الإضرار بمصالحهم.


5- فخامة الرئيس: لا زلتم تمتلكون قدرات عسكرية ضاربة وعدد كبير من الموالين والأنصار، إلا أن كل هذه الإمكانيات لن يكون بإمكانها تثبيت حكمكم وإعادة الحياة لنظامكم المزعزع، وما تقدر على عمله هو خلق مزيد من الانقسام في المجتمع، ونشر الخراب والدمار على أوسع نطاق، وهو ما يجعلها إمكانات هائلة للانتحار الجماعي أكثر من كونها أدوات للبقاء. ولتوضيح ذلك يمكن الإشارة إلى طبيعة مؤيديك وما يمكن أن يقدموه لكم، فمؤيدوكم يمكن تقسيمهم إلى فئتين:

أ‌- الفئة الأولى المرتبط مصيرها بمصيرك، وهؤلاء قلة صغيرة جداً من السكان، يأتي في مقدمتهم أقرباؤك وبعض موظفي الدولة، الذين يشعرون أنهم معرضون للعزل وربما للعقاب في حال خروجكم من السلطة، هؤلاء لا تستمع لنصيحتهم لأنهم يفكرون حسب ما يتمنون ولا يقدرون على إسداء النصيحة النافعة، حتى وإن رغبوا، فوضعهم يجعلهم مستسلمين للوهم أكثر من رؤية الحقيقة. جزء من هذه الفئة مستعد للقتال معك حتى النهاية، فيما الجزء الآخر مستعد أن يتخلى عنك في حال ضمن استمرار مصالحه مع خصومك.


ب‌- أما الفئة الثانية فهم الذين يشعرون أنك لم تضرهم ويخافون من المجهول ومن وصول خصومك إلى السلطة، لا يمكن تحديد حجمهم ولكن الانطباع الشخصي يشير إلى أنهم قد يكونون كثيرين، ويمكن أن يشكلوا أغلبية في بعض المناطق اليمنية (غير الجنوب وصعدة). معظم هذه الفئة غير مُسيّس ( بمعنى أنه غير فاعل) والمُسيّس منهم ينتمي لحزب المؤتمر. لا تتوقع الكثير من هذه الفئة للقتال معك، وإن كان هناك جزء منهم مستعداً للقتال معك حتى النهاية، إلا أن الغالبية منهم إما ستبقى سلبية في أي حرب قادمة أو أن بعضهم سينقلب عليك في حال شعر أن سياساتك ألحقت الضرر بمصالحه.


ت‌- هؤلاء الأنصار والقوة المسلحة لن يكون بإمكانهم تثبيت حكمك في حال استخدمتهم ضد خصومك، فمن المستحيل أن تقضي على خصومك بالقوة المسلحة، فالقوة المسلحة في الوضع الحالي تزعزع سلطتك ولا تثبّتها، غير أنها تعجل بتدمير الدولة وسقوطها في مستنقع العنف والفوضى.


6- أستطيع التخمين أنك لو خلوت إلى نفسك بصدق، لأدركت أن ما تمر به هو أسوأ لحظات حياتك. فالحصار حولك يشتد من الداخل والخارج. وفي حال اقتنعت بأن كلفة البقاء في السلطة أكبر من كلفة الخروج، فإن هذه القناعة تعني بأنك قد بدأت التحرك في الاتجاه الصحيح، وتبعاً لذلك فإن بإمكانك أن تتولى زمام المبادرة، وتسحب كثيراً من الأوراق على خصومك، وإفشال كثير من خططهم، من خلال وضع خطة للخروج من السلطة وتفكيك نظامك والمساهمة في بناء نظام جديد.


وقبل البدء بذكر آلية الخروج من السلطة لا بد من ذكر بعض الحقائق التي تؤكد ضرورة الخروج من السلطة، وسوف أذكرها في النقاط التالية:

1- ألا تلاحظ معي أن قدراتك في التأثير على الأحداث تتراجع يوماً بعد آخر منذ اندلاع الأحداث وحتى الآن؟ ففي البداية كنت تمتلك أوراقاً كثيرة لو استخدمتها بشكل أفضل لما وصلت إلى هذا الحال، ومع استمرار الأحداث تراجعت قدراتك بشكل متواصل، ومن الملفت للانتباه أن قدراتك كانت تتراجع مع كل استخدام للقوة، فبعد «جمعة الكرامة» تراجعت سلطاتك بشكل واضح، كما أنها تراجعت بعد حرق ساحة الحرية بتعز، وينطبق الشيء نفسه على استخدامك القوة ضد أولاد الشيخ عبدالله الأحمر، ولا أنسى هنا حادثة الجامع وسفرك للسعودية، وكل ذلك يعني أن قدراتك في تقرير مصيرك في تراجع. ومن المؤكد أنك ستفقدها بشكل كبير في حال تطورت الأحداث إلى مواجهات مسلحة واسعة. وكأن القاعدة تقول إن العنف يزعزع سلطتك ولا يثبّتها. ففرصة الخروج الآمن والمشرف تتضاءل مع كل قطرة دم تسفك.


لقد تميز حكمكم بالحذر من استخدام القوة، وأنتم أكثر من يدرك عدم جدواها، فالقوة في اليمن دورها محدود جداً، فهي مجدية للردع وليس للفعل. ولهذا فإن استخدامكم العنف في الفترة الأخيرة يشير إلى تخليكم عن هذا الحذر أو أنكم لم تعودوا تمتلكون القرار بشكل كامل.


2- عليك أن تقتنع وأن تقنع أفراد أسرتك أن زمنكم في السلطة قد انتهى، ولا مجال لأي شكل من أشكال البقاء، وأن الاستمرار هو أشبه بحالة انتحار. ومن يرغب من أفراد أسرتك في الممارسة السياسية فعليه أن ينتظر فترة من الزمن، ويدخل المجال السياسي بطريقة جديدة ومختلفة. وستكون حظوظهم مرتفعة في حال ساهمت وساهموا بوضع اليمن في الطريق الصحيح، من خلال نقل السلطة بشكلٍ سلس وآمن. أما في حال كان دوركم ودورهم سلبياً فإن حظوظهم في دخول المجال السياسي اليمني مستقبلاً أقل وربما معدوم. فاليمن المستقر والمزدهر سيوفر للجميع، بمن فيهم أقاربك، فرصة الانخراط في السياسة. أما اليمن المدمر فلن تكون فيه فرصة لا لك ولا لغيرك ليمارسوا السياسة أو حتى العيش الطبيعي.


3- إن مساهمتكم في استقرار اليمن وانتقاله إلى دولة حديثة سيسهّل عليكم التجول والتحرك في جميع دول العالم بحرية وأمان، أما دوركم في جر اليمن للحرب والفوضى، فإنه سيضيّق عليكم الخناق في الدول الأخرى، لأنكم ستتحملون مسؤولية تدمير اليمن، بحقٍ أو باطل، وهو ما سيجعل الدول الأخرى ترفض استقبالكم، كما أن أموالكم ستكون عرضة للملاحقة والحجز. وستكون ملاحقتكم أنتم وأفراد أسرتكم على رأس أولويات السلطات القادمة في اليمن.


4- هناك من يتمنى من فريقكم أن تدمر اليمن بعد خروجكم لكي يبرهنوا لمن طالب بخروجكم أنه كان على خطأ، ومن أجل أن يترحّموا على نظامكم كما يردد أنصار الحكام السابقين، وكما ذكرتم أكثر من مرة أن زمن صدام كان أفضل للعراقيين من العهد الذي أتى بعده، وزمن زياد بري للصوماليين كان أفضل مما بعده. وأحب أن أذكركم أنه ورغم كل ما يقال عن نظامي صدام وزياد بري من أنصارهما، إلا أن التاريخ يقول إن هؤلاء أو أقربائهم لا يمكنهم أن يعودوا للسلطة. فهم كانوا السبب فيما وصلت إليه بلدانهم. وفي حال تدهورت الأوضاع في اليمن بعد خروجكم من السلطة، فلا تحلموا أن الناس سيردونكم إليها، والعكس هو الصحيح، فالتاريخ سيذكر أنكم كنتم المسؤولين عن هذا الخراب. لهذا فإن من مصلحتكم المساهمة في استقرار اليمن وازدهاره بعد خروجكم بدلاً من المساهمة في خرابه.


5- أجد في تصريحاتكم قناعة أن ما يحدث ليس سوى حركة احتجاج ينظمها حميد الأحمر وعلي محسن وحزب الإصلاح، وأحزاب المعارضة. وقد تبدو الصورة على هذا النحو في حال تم النظر إليها من زاوية ضيقة. فهؤلاء فعلاً هم من يتصدرون الحركة المطالبة برحيلك، إلا أن الحقيقة التي تكمل المشهد، والتي لا تحب أن تنظر إليها، تتمثل في طبيعة نظامك، فالفساد وسوء الإدارة هي صفة حقيقية لنظامك، وليست تهمة مختلقة من هؤلاء. كما أن تناقض نظامك مع الأسس التي يدعي أنه يقوم عليها قد جعل من أمر تغيير النظام مقبولاً وشرعياً لدى فئة فاعلة داخل اليمن وخارجه. فنظامك يعتمد على الجمهورية والديمقراطية والوحدة، وكل هذه القضايا لا يمثلها في المجمل. فنظام حكمك أصبح شبيهاً بالنظم الملكية، ولا ينقصه غير التسمية والتاج. أما الديمقراطية فليس لها أي تطبيق فعلي على الأرض، باستثناء بعض الرتوش الخفيفة كالحرية النسبية في إبداء الرأي والانتخابات التي يتم تكييفها لتعيد إنتاج نظامك. والوحدة التي تتناقض مع حالة التمييز الصارخ في الحقوق والواجبات بين المواطنين. إلى جانب ذلك هناك فشل واضح لنظامك في حل جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وكل ذلك يعني أن المشكلة ليست في معارضيك وإنما في نظامك، فلو كان نظامك يمتلك الحد الأدنى من الكفاءة والشرعية، لما تأثر بما يقوم به خصومك، مهما بلغ حجمهم وقوتهم، فقوة خصومك في قوة الحجج التي يطلقونها وليس في أنصارهم وعسكرهم. ولهذا لا تظن بأن هزيمتهم أو التخلص منهم – كما يزينه لكم البعض – سيثبت حكمك وينهي الاحتجاجات، فالعكس هو الصحيح، إذ أن التخلص منهم أو من بعضهم سيجرّ عليك وعلى أفراد أسرتك مشاكل جديدة تضاف إلى المشاكل الحالية، أقلها أنك وأولادك وربما أحفادك ستبقون عرضة للثار من هؤلاء وغيرهم.


6- أشعر برغبتك أن لا تسلم الدولة لخصومك ممن تعتقد أنهم خانوك، وأعتقد أن كثيرين يشاركونك هذا الرأي، فليس من حق خصومك أن يتسلّموا السلطة بدون انتخابات وتفويض شعبي. وأفضل طريقة للنيل من خصومك أن تسلم الدولة لأشخاص أكفاء قادرين على إضعافهم في ميدان السياسة وهزيمتهم في الانتخابات. أما الحرب فإنها قد تسهل وصولهم للسلطة أو ما سيتبقى منها.


7- إن تسليم السلطة لأشخاص شرفاء وأكفاء سيجنبكم الوقوع تحت رحمة خصوم لا يرحمونكم ويبحثون عن إذلالكم والانتقام منك ومن أسرتك.


8- ستقول إنني سأبذل أفضل ما عندي في المرحلة القادمة، والحق أقول لكم إن أفضل ما لديكم لم يعد كافياً ولا مفيداً في هذه المرحلة، فلم يعد في جعبتكم ما يفيد.


9- ستقول إن من يطالب بخروجي هم أقلية من الشعب اليمني، وقد يكون كلامك صحيحاً، فمن يخرج يتظاهر ضدك هم فعلاً أقلية بالمعنى العددي، إلا أن هذه الأقلية، مهما قل عددها، هي أقلية فاعلة قادرة على منعكم من الاستمرار في الحكم. وفي أحسن الأحوال تحويل حكمكم إلى حالة من الجحيم والخوف والقلق. أما أغلبية السكان فإنهم سلبيون ليسوا معك ولا ضدك ولا أحد يراهن عليهم.


10- بعد سقوط مبارك وبن علي والقذافي، فيما يسمى بـ «الربيع العربي»، وجد مناخ جديد، في المنطقة والعالم، يرفض بقاء نظامك بأي شكل من الأشكال. فسقف مطالب المعارضين ارتفع، فلم يعودوا يقبلون بأقل من التغيير الكامل والجذري لنظامك. ولهذا لا تتوهم أنك ستستمر في الحكم من خلال الوسائل السابقة كاستخدام القوة، أو الدخول في صفقات سياسية مع المعارضين لاقتسام السلطة والثروة. فكثير من هذه الأدوات والحيل لم تعد ممكنه أو فقدت كثيراً من الصلاحية. فخصومك، إلى جانب أنهم يشعرون أنهم قاب قوسين أو أدنى من إخراجك من السلطة، لا يطمئنون لأي اتفاق معك، فقرار الإطاحة بك أصبح نهائياً ووحيداً بالنسبة لهم. أما العالم الخارجي، أو لنقل جزءاً كبيراً منه، فإنه قد أصبح على قناعة أن نظامك يجب أن يتغير وأنك شخصياً أصبحت من الماضي ولا يمكن أن تكون جزءاً من أي حل مستقبلي. لهذا فإن الدعوة للحوار أو الانتخابات المبكرة، بنظرهم، ليست سوى حيل لإطالة عمر نظامك.


11- لقد أكثرتم من تخويف العالم من مخاطر خروجكم من السلطة، ويأتي هذا التخويف من حقيقة غياب مؤسسات الدولة التي لم تبنوها خلال حكمكم المديد، ولا تتوقعوا أن العالم سيعطيكم مزيداً من الوقت لتبنوا مؤسسات فشلتم في بنائها خلال 33 عاماً، وكنتم في ظروف أفضل من هذه الظروف.


12- لقد أثبتت حادثة الجامع أنكم أنتم وأقاربكم في مرمى النيران، فحتى لو ألقيتم القبض على الجاني، فإن الخطر سيبقى مسلطاً عليكم، ففي الصراعات المسلحة التي تنوون السير فيها، يصبح القادة وأسرهم من أكثر الأهداف شيوعاً، ولتنظروا إلى جميع الحروب الأهلية التي دارت في أكثر من دولة، وستجدون أن معظم القادة في جميع هذه الحروب تم اغتيالهم أو نفيهم في أحسن الأحوال.


- العالم الخارجي- وتحديداً الدول الغربية- قد يتحركون عسكرياً للإطاحة بك في حال أدت الفوضى إلى أي تهديد لأمنهم، فأمن اليمن أصبح من أمنهم، والفوضى في اليمن هي تهديد مباشر لأمن كثيرين وتحديداً أمريكا والسعودية، وهؤلاء لن يسمحوا لك أو لغيرك بأن يعبث بأمنهم. فأي عنف أو فوضى في اليمن ستتحملون مسؤوليتها من الجميع (الداخل والخارج). فبغض النظر عن تفاصيل الأحداث، فإنه سيتم تحميلكم المسؤولية السياسية والجنائية عن كل دم ودمار حاق باليمن وسيحيق به، ففشلكم في بناء دولة حديثة، أو لنقل تعمدكم بناء النظام على هذا النحو، منح التبرير الشرعي لمن طالب بالتغيير، وهذه هي المسؤولية السياسية. أما المسؤولية الجنائية فتتمثل في إصراركم وتمسككم بالسلطة منذ بدء الاحتجاجات، ودفعكم الأمور نحو الحرب والفوضى، وهي مسؤولية مباشرة لن يكون بإمكانكم إقناع العالم بغيرها.


13- قديماً قيل إن القائد الناجح هو من يملك خطة للانسحاب في الوقت المناسب، فالقادة الحمقى هم من يستمرون في معركة خاسرة، بعد أن بانت ملامح الهزيمة، فيرمون أنفسهم وجيشهم للهلاك. واحسب أن خبرتك وذكاءك لن يجعلاك من هؤلاء.


14- ستسمع من يقول لك: ليس من الرجولة الخروج من السلطة دون القتال حتى آخر رجل وآخر رصاصة، والصحيح أن الرجولة هي اتخاذ القرار السليم والتضحية والتنازل من أجل هدف أسمى، فلو كانت الرجولة القتال حتى آخر نفس فإن زياد بري سيعتبر الأكثر رجولة حين لم يخرج من السلطة إلا بعد أن تأكد أنه لم يعد هناك مبنى سليم في مقديشو.


15- إن أي حرب في اليمن ستكون حرباً بينكم وبين الآخرين ونتيجتها الحتمية، وإن طال الزمن، ستكون نهاية نظامكم، فالحرب لن تكون طائفية أو دينية أو عرقية أو عقائدية، ولكنها حرب بين نظام يرفض الخروج من السلطة وعلى رأسه أنت وأسرتك، وخصوم كثر سيتزايدون مع استمرار المعارك. والنتيجة الحتمية سقوط نظامك في النهاية. وهذا يعني أن مسيرة الحرب ستكون عبارة عن خصم متواصل من حجم سلطاتك - وهذا لا يعني بالضرورة إضافة لرصيد خصومك – فقد يستفيد منها أطراف جديدة، أو لصالح الفوضى، كما هو متوقع.


16- ستقول إنك لن تسلم السلطة قبل أن يتم معرفة من قام بتفجير جامع دار الرئاسة ومعاقبته، إحقاقاً للحق، وقد يبدو هذا الأمر معقولاً وعادلاً. إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك، فإن كان من قام بهذا العمل طرف سياسي، فإن قانون العفو العام، المؤمل إقراره، سيشمل- فيمن يشمل- الطرف السياسي المسؤول عن حادثة الجامع. وفي هذه الحالة فإن عليكم أن تقبلوا بأن يفلت الجناة من العقاب بالكيفية نفسها التي يتطلب بها من ضحاياكم أن يقبلوا بقانون العفو العام الذي يعفي نظامكم من أي جرائم ارتكبت بحقهم. إلى جانب ذلك ستكون نتائج التحقيق موضع شك من قبل خصومكم مهما امتلكتم من الأدلة والبراهين التي تثبت تورطهم في الحادث. أما إن كان الحادث من تدبير إحدى الجماعات الإرهابية فإن النظام القادم كفيل بملاحقتهم ومعاقبتهم.


ملامح الخروج الآمن:

فخامة الرئيس: منذ بداية الاحتجاجات المطالبة برحيلك وأنت تردد بأنك غير طامع في السلطة وأنك مستعد أن تتركها لأيدٍ أمينه، ومع ذلك فإن قلة قليلة تصدق ما تقول، خاصة خصومك ومن يعنيهم الأمر، فهؤلاء لا يثقون فيما تقول ويشعرون أن لا نية حقيقية لديك للتخلي عن الحكم، ويعزز حكمهم هذا أنك لم تبادر إلى إجراء أي تغيير حقيقي في طريقة حكمك، وتراجعك أكثر من مرة عن توقيع المبادرة الخليجية.


والآن وبعد حادثة جامع الرئاسة والمصادمات المسلحة في أكثر من مكان، ودخول اليمن في نفق مظلم، فإن الأمر متروك لك بأن تستمر في السير على الطريق نفسه الذي مشيت فيه منذ بداية الأحداث وحتى الآن، وهو طريق اتضحت معالمه لكم في حادثة الجامع، وما بعدها، أو أن تنهج طريقاًَ مختلفاً تماماً تستعيد من خلاله زمام المبادرة، عن طريق الشروع في اتخاذ خطوات فعلية لتسليم السلطة بشكل كامل ونهائي لإخراج اليمن من المأزق الذي يعيشه ويهدد وجوده.


فخامة الرئيس: لست بحاجة لأي مبادرة، أكانت خليجية أو من الأمم المتحدة أو من غيرها، إذا قررت أنت بأن تفكك نظامك وتنقل السلطة بشكل فعلي وحقيقي. وستجد العالم الخارجي وجزءاً كبيراً من شعبك بما في ذلك بعض معارضيك، يساندونك ويدعمون توجهك. فالعالم الخارجي، وجزء كبير من النخبة في اليمن، يدركون صعوبة التغيير في اليمن على الطريقة المصرية وكلفتها على الطريقة الليبية ولهذا فإنهم مستعدون لدعم فكرة أن تقوم بمبادرة للتغيير تكون منطقية وتخدم مصلحة اليمن. فكونك الأكثر دراية بالنظام الذي بنيته فإنك، إن أردت، ستكون الأكثر دراية وقدرة أيضاً بكيفية تفكيكه بأقل قدر من الخسائر والأضرار. وأهم معالم هذه الخطة ما يلي:


أ‌- الاقتناع الحقيقي بترك السلطة من قبلكم وأفراد أسرتكم، بشكل كامل، ويتضمن ذلك التخلي عن المناصب القيادية في الجيش والأمن وكذلك حزب المؤتمر الشعبي.

ب‌- الاختيار بين تسليم السلطة لخليفة من ضمن حزبكم يتم نقل السلطة له بشكل كامل وسريع، أو تسليم السلطة لمجلس رئاسي من عدد من الأشخاص. وفي كلا الحالتين فإنه لابد في من يستلم السلطة، أكان شخصاً أو مجلساً، أن يكون مقبولاً من معظم الأطراف الفاعلة والعالم الخارجي. فلا تفكروا بأن تنقلوا السلطة لشخصية من الأقارب. فهذا الأمر سيكون مرفوضاً تماماً، حيث سيبدو الأمر وكأنه حيلة للبقاء.


ت‌- في حال قررتم أن تسلموا السلطة لشخص فإن اختيار هذا الشخص سيكون بمثابة حجر الزاوية لنجاح عملية انتقال السلطة. ولسوء الحظ فإن النائب الحالي لا يبدو أنه رجل المرحلة، فعلى الرغم من تمتعه بكثير من الصفات الطيبة إلا أنه ليس منها ما يؤهله لحكم اليمن في هذه الظروف. فمؤهله الرئيسي أن يكون نائباً لعلي عبدالله صالح وليس خليفةً له. فمثلما اجتهدتم في اختيار صفات النائب، اجتهدوا في اختيار الخليفة. فالمرحلة الراهنة تحتاج إلى صفات رجل دولة بمواصفات استثنائية، قادر على إخراج اليمن من هذه المرحلة الخطرة. ولن تعدموا الأشخاص المؤهلين لهذا المنصب من داخل حزبكم. فحسن اختياركم سيوفر عليكم وعلى الدولة كثيراً من المخاطر، والجميع على ثقة أنكم الأكثر دراية بالشخص المؤهل لهذه المرحلة.


ث‌- في حال قررتم تسليم السلطة لمجلس، فإن المجلس المثالي يجب أن يضم أشخاصاً يمثلون جميع الأطراف، ومن الشخصيات التي لها قبول عام وتحظى بمصداقية، ويفضل أن لا يكون لديهم طموح سياسي بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.


ج‌- من المقبول والمنطقي أن يترافق مع خروج أقاربك من مؤسسات الدولة، خروج مماثل لخصومكم من مؤسسات الدولة الأخرى خاصة المؤسسة العسكرية. عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص للجميع. فمثلما لا يصح أن يسخر حزب المؤتمر إمكانات الدولة (العسكرية والمالية والإدارية) لصالحه، فإنه بالمقابل لا يصح أن تسخر المعارضة إمكانات الدولة لصالحها عبر وجود الفرقة الأولى أو غيرها، فالقوات المسلحة وكل أجهزة الدولة يجب أن تبقى على الحياد. ولهذا فإن تسليم كل مؤسسات الدولة لأفراد محترفين ومحايدين ينبغي أن يكون جزءاً من عملية انتقال السلطة.

ح‌- تعيين قادة عسكريين أكفاء وغير منتميين سياسياً لتولي قيادة الأجهزة العسكرية والأمنية التي يشغلها أقاربك، والقادة المحسوبون على المعارضة. وأن يتم ذلك بالتشاور مع الجهة التي ستستلم السلطة شخصاً أم مجلس رئاسة.


خ‌- التشاور مع العالم الخارجي وتحديداً السعودية وأمريكا في الخطوات التي تنوون عملها، من أجل الحصول على دعم خارجي لعملية انتقال السلطة ولتعزيز السلطة القادمة.
د‌- اشتراط أن لا تقل الفترة الانتقالية للرئيس المؤقت، أو مجلس الرئاسة عن عامين، وهي فترة معقولة لإدارة حوار مع أطراف العمل السياسي من أجل الخروج باتفاقات تهيئ الدولة لانتخابات تشريعية ورئاسية ذات مصداقية.


ذ‌- من الأفضل لأقاربك أن يتركوا جميع الوظائف الرسمية والحزبية، لأنك إن قررت أن تبقيهم في هذه المناصب بالسلطات نفسها التي يتمتعون بها الآن، فهذا يعني أنك غير جاد في نقل السلطة، إما إذا قررت أن تبقيهم في مناصبهم بسلطات عادية فإنك تعرضهم لمصير سيئ، لأنهم سيصبحون عرضة للانتقام وفتح ملفات الفساد وسوء استخدام السلطة، وهي قضايا يسهل فتحها حين يصبحون موظفين عاديين.


ر‌- اشتراط أن تشكل الحكومة القادمة من قبل السلطة القادمة - رئيس أو مجلس - دون شرط تشكيلها من جميع الأطراف. فترك تشكيل الحكومة للسلطة القادمة يمنحها مرونة عالية لإدارة الدولة بفاعلية. ففكرة الحكومة الوطنية في هذا الظرف غير عملية، وستدخل الدولة في متاهات الاتفاق على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية وغيرها من القضايا التي ستعمل على تمديد الأزمة واستمرار تدهور الأوضاع.


ز‌- الإصرار على مسألة العفو العام عن جميع المسؤولين خلال المرحلة السابقة - فترة حكمك وما قبلها - من أجل فتح صفحة جديدة بدلاً من الدخول في تصفية حسابات مدمرة، تحت حجة العدالة، فاليمن بحاجة إلى الاستقرار والأمن، وهذا الأمر لن يتحقق من خلال المحاكمات مهما تكن حياديتها ونزاهة قضاتها. وفي هذا الشأن لا تصدقوا من يقول لكم إنكم لا تحتاجون للعفو لأنكم لم ترتكبوا أي جرم. ففي حال أراد خصومكم أن يحاكموكم فلن تعجزهم الأسباب، فهاهو بن علي يحاكم بعشرات القضايا من بينها حيازة بضعة بنادق وأسلحة شخصية، وهي تهمة تبدو مضحكة، إلا أن سقوط أي نظام يفتح الباب لمئات التهم السخيفة منها والجادة.


س‌- أن تترافق هذه المبادرة مع خطوات عملية تظهرون من خلالها صدق نواياكم.

ش‌- الاقتناع التام بفكرة التقاعد السياسي فلا تفكروا بالبقاء زعيماً للحزب أو أي منصب آخر لأن أي منصب من هذا القبيل سيظهر أنكم تريدون الحكم من وراء الستار. وفي هذا الشأن فإن من مصلحتكم وأفراد أسرتكم الذهاب للعيش خارج اليمن والتوقف بشكل كامل عن ممارسة أي نشاط سياسي على الأقل خلال الفترة الانتقالية، فهذا الأمر يجنبكم التهم بتخريب الوضع القادم وإدارة ثورة مضادة.

ص‌- منح الرئيس أو المجلس القادم كل السلطات الفعلية للرئيس، وحث جميع أنصاركم على تأييده والوقوف معه، وتركه يحكم دون تدخل من قبلكم.


فخامة الرئيس: هاهي اليمن بعد أكثر من ثمانية أشهر على بداية الاحتجاجات المطالبة بتغييرك، تعيش وضعاً كارثياً، فهناك دماء تسفك وشعب يزداد خوفاً وفقراً، ودولة على شفا الانهيار، وتستطيع أن تقول إن من قام بالثورة يتحمل المسؤولية، غير أن الواقع والتاريخ سيحملك أنت المسؤولية الكبرى عن كل ما حدث وسيحدث، فلقد كان بإمكانك أن تتفادى كثيراً مما جرى لو تصرفت بشكل مختلف وتخليت عن وهم الخلود، وأقلعت عن إدمان السلطة وسلكت سلوك رجال الدولة الحقيقيين.


فخامة الرئيس: دعني أصدقك القول في نهاية هذه الرسالة الطويلة بأنك أشبه بمن يتحرك في رمال متحركة كلما تقدمت خطوة أملاً في الخروج انغمست أكثر وأكثر حتى يطمرك الرمل، فالوقت ليس في صالحك، وقدرتك على التأثير في الأحداث في تناقص مستمر. فساعة الحقيقة قد دنت، وسنة الحياة ستمر عليك كما مرّت على غيرك. فخلال هذا العام فقط عشت وعايشت مآلات زين العابدين بن علي وحسني مبارك ولوران قباقبو رئيس ساحل العاج المخلوع، والقذافي ورأيت أنهم حصلوا في فتراتٍ ما على فرصة أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، إلا أنهم أبوا واستنكروا، فضاعت منهم تلك الفرص فقرر الآخرون مصيرهم. فهل ستعتبر مما صاروا إليه؟ أم أنك ستنخدع بوهم أنك مختلف عنهم، فتجد نفسك وقد أصبحت واحداً منهم. إن مساهمتك في وضع اليمن في بداية طريق صحيحة، وتجنيبها الحرب والدمار، ستقدم أفضل هدية للشعب اليمني وهو ما سيجعله يغفر لك عن كثير من الأخطاء.


* المودع، كاتب ومحلل سياسي يمني.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 10-15-2011, 01:07 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أصحاب المصالح لماذا يستميتون على صالح؟؟؟

2011/10/14 الساعة 19:04:44

د.عبد الملك أحمد الضرعي

من الأسئلة التي تدور في إذهان الكثير منا ، لماذا يستميت بعض الناس دفاعاً عن الرئيس علي عبد الله صالح وسلطته ، فقد تجد فقيهاً ماهراً في الخطابة ، وآخر يدعي الثقافة والفكر ، وثالث يدعي المنطق وو...الخ، وعندما تناقش أحد هؤلاء حول الفساد والظلم والقهر الذي عم ، والذي يشكو منه كل أفراد المجتمع منذ سنوات ، سيوافقك في كل ما تقول ، وبعد ذلك تقول له إذن فرحيل صالح وحزبه الحاكم ضرورة حتى تزول كل تل المفاسد ، سنلاحظ أن الحوار سيتحول من حوار هادئ إلى صيحات ونواح و...الخ ، وسيتحول الخطيب الطيب إلى مكفرٍ ولعَّان والمثقف إلى جاهل وسيخرج الحوار من أدب الحوار ربما الى تحد وخصام واشتباك بالأيادي وربما طعن بالجنابي .

إذا ما تتبعت قصة مثل هؤلاء ولماذا يستميتون على سلطة صالح هل حباً في علي عبدالله صالح وأسرته أم حباً في حزب المؤتمر الشعبي العام ، أم حباً في الأمن والإستقرار ، وقد تقول ربما حباً في الوطن أو حباً في الدين لأن علي عبدالله صالح ولي أمر أم لأسباب أخرى ، ستجد في الغالب أن تلك القيم والمثل لامكان لها في قاموس هؤلاء ، بل المصالح التي منحها لهم حكم صالح هي محركهم الأول. إن غالبية هؤلاء يرون في زوال حكم صالح زوال لمصالحهم مهما صغرت ، ويرون أن دولة حديثة عادلة ستقضي على تلك المصالح ، وتلك المصالح أغلبها مرتبطة بشبكة الفساد التي نسجتها سلطة صالح خلال ثلاثة عقود ، ومن أبسط تلك النماذخ مئات الألاف من حالات الضمان الاجتماعي الغير قانونية ، فهذه الأعداد الغفيرة من السكان تعلم أنها تتسلم رواتب بغير وجه حق ومع بساطة هذه المبالغ ، إلاَّ أنها تمثل لهؤلاء مغنم لايجب التفريط فيه ، وهؤلاء يشكلون زخماً مهماً في حشود الرئيس صالح ومؤيديه ،لأنهم يتعرضون من عقال الحارات والمشائخ ومسئولي الرعاية الاجتماعية للترهيب بأن مستحقاتهم سوف تسقط اذا ظهرت دولة جديدة وفي نفس الوقت الترغيب بالوعود بأن المخصصات ستزيد إذا استمر الرئيس صالح وحزبه في الحكم ، ويضاف إلى هؤلاء عشرات الألاف من حالات الإزدواج الوظيفي أو تعدد رواتب التقاعد والوفاة وهؤلاء يرون في ذهاب حكم صالح ضياع لفرصتهم في نهب المال العام لأنه لاتوجد دولة في العالم يعمل فيها الموظف في عدة جهات بدون دوام أو يتسلم عدة رواتب تقاعد أو وفاة!!!

ومن الأصناف الأخرى عشرات الألاف من العسكرين الوهميين(عسكري منازل) فهؤلاء مسجلين في وحدات عسكرية وأمنية والحقيقة أنهم لايعرفون منها سوى أمناء الصناديق أو شباك البريد بل أن بعضهم أطفال يتولى أولياء امورهم مهمة استلام رواتبهم ومتابعة ترقياتهم ، وذلك معيب لأنه لايعقل بأي دولة تحترم نفسها أن يكون لها جيش في الكشوفات وليس في المعسكرات ، وصنف آخر يحتلون مناصباً مرموقة لايستحقونها وتدرعليهم ملايين الريالات وربما الدولارات وإن تغيرت السلطة قد يتحولون إلى فقراء في يوم وليلة ، وآخرون قد تكون مصالحهم محصورة بطائفة أو مذهب ويرتبط نفوذه ببقاء حكم صالح ، وهناك تاجر أو مقاول أو مستثمر تحول من محتاج وفقير إلى ملياردير عبر شراكة أو توصية أوحتى زواج من مسئول نافذ ،

وهناك نماذج لاحصر لها يرتبط وجودها ومصالحها ببقاء السلطة الحالية في الحكم ، وبالتالي فهؤلاء لو يعلموا أن مصالحهم لن تتضرر لرأيتهم في مقدم المسيرات ينادون الشعب يريد إسقاط النظام ، ولكنهم يعلمون أن شباب الثورة يسعون إلى يمن جديد يسوده النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ، فتلك الطموحات الشبابية إن نفذت في اليمن الجديد فإن هؤلاء حتماً سوف تتضرر مصالحهم وطموحاتهم المستقبلية ، لذلك كله فهم يستميتون دفاعاً عن بقاء صالح ، ولكنهم لو علموا أن أوراق صالح ومناوراته إنتهت ، و تأكدوا أن ثورة الشباب ماضية فإن لسان حالهم سيقول كما قال أحدهم وهوعباس المساوى مع بداية الثورة الشبابية(ليذهب صالح وأولاده إلى الجحيم) ، وسوف يهرولون إلى ساحات التغيير والحرية حتى لا يقال لهم من أين لك هذا ، لذلك فغالبية من يستميت على بقاء صالح ليس حباً فيه ، والرئيس صالح وأفراد أسرته يعلمون ذلك بشكل يقيني.

أخيراً نقول لهؤلاء وهم كالذباب على موائد اللئام ، إعلموا أن إرادة الشعوب لاتقهر ، وأنكم مهما تمترستم بترسانة صالح العسكرية ، فإن شباباً لم تعرفوا مثلهم سلميون وأصحاب إرادة فولاذية ، بصدورهم العارية سيصهرون قذائفكم ، وبدمائهم النازفة سيكتبون تأريخ اليمن الجديد ، إنه جيل عجيب ليس من أصحاب المصالح الصالحية ، فهوا يقدم حياته ليحيا إخوته وإبناء قومه حياة كريمة عادلة ، منهم شباب الجامعة وأبطال الرياضة وقادة الفكر ورواد الحرية ، هؤلاء تصغر أمامهم مصالح الدنيا لأن كرامتهم ووطنهم أغلى ، هؤلاء شباب وإن رأيت فيهم كبار السن أو الأطفال ، فهم جميعاً في حقيقتهم شباب وشابات بما يحملونه من روح ثورية وثَّابة وأمل في مستقبل الوطن المنشود الذي يحكمه الشرع لا الهوى والعصبية والنفوذ ، وطن تسمو فيه قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ، لأجل ذلك تساقط الشباب شهداء ، ولإجل ذلك سيستمر نضال الشعب اليمني حتى نجاح ثورته كاملة غير منقوصة ، ندعوه تعالى أن يعيد البغاة وأصحاب المصالح إلى رشدهم إنه على ما يشاء قدير.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas