المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الشاعر خميس سالم كندي مرحلة ( الشعر الوطني ) ...!!

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-2011, 01:26 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي الشاعر خميس سالم كندي مرحلة ( الشعر الوطني ) ...!!

.


تأتي المرحلة الثالثة من مراحل حياة شاعرنا الشعبي خميس سالم كندي ( مرحلة الشعر الوطني الذي نشر في صحيفة الطليعة ) ضمن الحراك السياسي الذي شهدته حضرموت في الستينيات من القرن الماضي ، ويسجل لنا تاريخ الحركة الوطنية في حضرموت صوت الشاعر خميس سالم الكندي وهو ينطلق بقصائده التحريضية المجلجلة من مهجره بالصومال ، ليعبر عن آراءه السياسية الجريئة بكل شجاعة ووضوح ، ويعد خميس كندي ضمن قلة قليلة لايتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة من الذين كانوا لهم فعاليات ضمن الحراك السياسي والثقافي المناهض للإستعمار ورموزه الحاكمة .

من الظواهر الغربية التي نلاحظها في تاريخ الحركات السياسية والوطنية في حضرموت بأن الشعراء المناهضين لأي نظام حاكم قائم ، تنتمي غالبيتهم العظمى إلى الطبقات التي تأتي في أدنى السلم الإجتماعي .
حيث تصمت ألسن شعراء الطبقات الأخرىو التي تحتل مكانة في أعلى في السلم الإجتماعي ، وتغض النظر عما يدور من حولها ، إما جبنا أو نفاقا ، هذا إذا لم يتحول هؤلاء الشعراء من ابناء تلك الطبقات إلى أبواق مدح وارتزاق في التمجيد بحمد الحاكم وشكره .

مضت مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي وشاعرنا خميس سالم كندي في عاصمة صوماليا ( مقديشوه ) يترفل في نعيم الحياة يهنأ بالهدوء والسكينة ينظم اشعار الغزل والمديح ويعبر عن هزلياته وأخوانياته مع أصدقاءه بالصومال ، إلا أنه كشاعر كان بين جنباته قلب يخفق بحب بلاده ، فإذا مرطيف ذكراها بباله أوسمع أخبار من نحوها أنشغل فكره ( جيم ميم ) جم . واعتصرته لوعة المشتاق وآلام المحب المفارق . فلم يجد حينئذ وسيلة إعلامية تبلغ بني قومه صوته وآراءه ومواقفه . إلا في مطلع الستينيات من القرن الماضي حين انطلق بقصائده الشعبية التي كانت تلامس وجدان وقضايا شعبه المصيرية ، قصائد أكتملت فيها دورة النضج والوعي السياسي عند شاعرنا ( كندي ) ، إذ أدرك أن الوطن ليس كما كان يتصوره ، وطن حجمه كبير ليست مساحة صغيرة ضمن ( سور الغرفة ) وأدرك أن قضية وطنه هي قضية الجميع ، وليست ( قضية بير عسيله وما أدراك ما بير ) وأن استنهاض الشعب هو من مقومات نجاح الثورة والتغيير ( وليس استنهاض بن عبدات للدفاع عن حصن الغبي ومثوى بامتين ) . فالقضية قضية تحرر شعب وانتشال أمة من براثن التخلف والتمزق والتشرذم وتحقيق الأماني في الحرية والتقدم والوحدة والمساواة الاجتماعية .

في تلك المرحلة عرفت قصائد كندي طريقها للتواصل بين أبناء الداخل الحضرمي والخارج ، وهيأت صحيفة ( الطليعة ) التي كانت تصدر اسبوعيا من المكلا سبل نشرها ، فرحب رئيس تحريرها ( الأستاذ أحمد عوض باوزير ) بهذا الشر القادم من ذلك المهاجر بأرض الصومال ، لم تكن شخصية هذا الشاعر شخصية مجهولة عند عشاق الشعر الشعبي الحضرمي ، إنها شخصية الشاعر خميس سالم بن عبود كندي ، إذ أنه أشهر من نار على علم . ومن ذا الذي لم يسمع عن الشاعر ( كندي ) ؟؟ فقصائده ومساجلاته تتميز بالجرأة والشجاعة في المواقف ، عرف عنه عزفه عن الشعر الذي يتوارى قائله خلف الرموز والإيماءات ، كان كندي يسمي الأشياء بمسمياتها ، ويفصح عن الحقائق بعللها وعلاتها ، ويقسو في نقده حتى يصل الى مفاصل المجتمع دون خوف أو وجل من أحد.، و ضمن هذه الرؤى الاساسية التي انتهجها نقرأ له في صحيفة الطليعة هذه القصيدة :


ثم قال من بيت سمير الجاه في جنح العتيم =لاهم من دنيا ولا عالباب واقف لي غريم
في عاصمة صوماليا عايش دواما في نعيم =والرزق متسهل ومتوكل على الله الكريـم
لكننا مشغول ببلادي وقومـي جيـم ميـم =العالم اتطور وهم وبقيوا على العهد القديم
لاهم لهم غير البخاري والتغزل في الحريم= عشرات تتنعم وآلاف الحضارم في جحيم
حد يوكل الرشوة وحد مستولي أموال اليتيم=وحد على أبواب المحاكم يشبه إبليس الرجيم
يبحث على دعوى ولو تزوير كي يظفر بصيم=من مال غيره والمحامي هو وياالقاضي قسيم


وللإستماع لهذه القصيدة كاملة نستمع إلى الشاعر محمد أحمد بن هاوي باوزير الملقب ( بوسراجين ) وهو يلقي القصيدة ( مع ملاحظة لهجته الغيلية ) .








>
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-09-2011 الساعة 03:07 PM
  رد مع اقتباس
قديم 05-09-2011, 02:44 PM   #2
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.



جمع ابن عبدات ثروات كبيرة في سنغفورة ، ودفعه طمعه أن يكرر ما قاما به كل من غالب بن محسن الكثيري، وعمر بن عوض القعيطي في النصف الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي ، حين استطاعا بثروتهما تأسيس كيانين سياسيين في حضرموت ( السلطنة الكثيرية والسلطنة القعيطية ) ، جاء بن عبدات بعد الحرب العالمية الأولى في وقت قد تشكلت فيه الخريطة الجيوسياسية لحضرموت ، وسعى لتأسيس حكما مستقلا له في الغرفة ، مستغلا حينها الأوضاع السائدة المضطربة ، واختار ( الغرفة ) لتكون مقرا لحكمه ، وهي نظرة مناطقية ضيقة تدل على غباء بن عبدات السياسي ، وضيق أفقه في نظرة استراتجية بعيدة تتعدى حدود اسوار بلدته الغرفة ، إذ ليس لديه برنامج سياسي وطني واضح . وتوصف حركة تمرده بأنها حركة عناد موجهة في الأساس للفصيل الآخر من فيخذته ، ومن ثم موجهة للكثيري والقعيطي ، هذا ما اشار إليه شاعرنا خميس سالم كندي حين وصف حال الغرفة وهي تتعرض للحصار قال:


بن صالح امبارك لقالش رسم لي قاوم قرانه=

تلاشت آمال شاعرنا خميس كندي وخاب ظنه حين أدرك أن بن عبدات لم يكن ثائرا وطنيا كما يظن البعض ، إذ كشف له أن علاقاته عبر مراسلة المستشار البريطاني انجرامس فيها من التودد والاسترحام ولغة الديبلماسية النعاعة والمغرية ، وكان يعرض على الانجليز قبوله بوجودهم وويطلب أن يعين له مستشارا انجليزيا في الغرفة مع التزامه بدفع مرتب شهري مغري وتوفير سكن مناسب للمستشار المعين .

ومما زاد من يأس وخيبة شاعرنا كندي في بن عبدات ، تلك الأخبار التي كان يسمعها والشكاوي التي علم بها عن غارات النهب والسلب لأموال المواطنين ، وإنتهاك الأعراض من قبل العبيد ورجال القبائل الموالين لبن عبدات .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هاجر كندي وترك من وراءه الغرفة وهي تأن تحت وطأة الحصار ، ترك من خلفه أهله وأصدقاءه ، ومن ضمن هؤلاء الأصدقاء الذين ظل يعتز بصداقتهم الشيخ عمر سالم باعباد.

ينتمي عمر سالم باعباد الى أسرة المشائخ آل باعباد ، وقد أختلفت مصادر المرويات التاريخية حول أصول هذه الأسرة فقائل يقول (( أن آل باعباد من موالي بني أمية )) وآخر يقول (( آل باعباد بني أمية )) انظر كتيب (( أنساب الأسر الحضرمية في كتاب السفينة المجموعة في نسبة بعض القاطنين في وادي حضرموت المبارك ومساكنهم ) تأليف العلامة أحمد بن حسن العطاس )) .

وبعيدا عن دائرة الانساب ومتاهاتها ، فمن الثابت أن لآل باعباد في الغرفة مآثر وصدقات جارية وأوقاف ولهم بين السكان أمتيازات طبقية وسلطة روحية ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ، ولهم جهودهم الخيرة في فصل الدعاوى وحل المشاكل بين الناس ، إلا ان تلك السلطة تلاشت حين دب الضعف فيهم وكثرت اختلافاتهم وانشقاقهم فأستطاع السادة آل أحمد بن زين الحبشي مد نفوذهم وملأ المكانة الروحية عوضا عن آل باعباد .

وفي تلك الأجواء المشحونة التي كانت تحيط بالغرفة بين صراع الوجاهات الروحية بين الطبقة التي تحتل قمة السلم الإجتماعي ( السادة آل الحبشي )) من جهة ، وبين الطبقة التي تليها في السلم الإجتماعي ( المشائخ آل باعباد ) من جهة أخرى . ظهرت شخصية من أوساط الطبقة التي تحتل المرتبة التي تلي طبقة المشائخ في السلم الاجتماعي الحضرمي ( القبائل ). شخصية صالح عبيد إبن عبدات.

أعدّ صالح عبيد بن عبدات عدّته لاحتلال الغرفة ونادى بنفسه أميرا عليها، وكان يفصل ويحكم بين المتخاصمين من الغرفيين وضرب النقود باسمه وقويت شوكته وهابه الغرفيون ، وقضى على النفوذ الروحي لكل من السادة آل الحبشي والمشائخ آل باعباد . وفي ظل تلك الأوضاع السياسية والاجتماعية المتشرذمة كان ميلاد الأستاذ عمر سالم باعباد في الغرفة سنة 1919م . نشأ فيها وترعرع وتلقى تحصيله العلمي وسجل نشاطا إجتماعيا ورياضيا بارزا حين بادر في عام 1938م في تأسيس أول مؤسسة ثقافية ورياضية ( نادي السلام ) بالغرفة، وكان أول ناد ثقافي رياضي، ومن ضمن أعضاء النادي آنذاك الشاعر خميس سالم كندي وغيره من ابناء جيله سواء المقيمين أو الوافدين للزيارة من جاوة وغيرها من دول المهجر .

في سنة 1943م هاجر الشاعر خميس كندي الى الحبشة ومن ثم الى الصومال ، ولحقه الأستاذ عمر سالم باعباد في هجرته الى الحبشة حيث استقر في العاصمة ( أديس أبابا ) وفيها ساهم في إنشاء الجالية العربية باديس ابابا وعين سكرتيرا دائماً لها خلال الفترة 1944م - 1946م .

بعد استسلام عبيد صالح بن عبدات في 7 مارس 1945م انهارت مع استسلامه صراع سلطنات العشائر وانهار حلم بن عبدات بإقامة ( السلطنة العبداتية ) ضمن أسوار الغرفة ، وفي ظل فراغ سياسي كان يهيمن عليه في السابق ( بن عبدات ) تحرك الأستاذ عمر سالم باعباد ضمن نشاط آخر ليس نشاطا روحيا يعيد ما كانت عليه طبقة المشائخ من نفوذ على الغرفة والغرفيين ، ، نشاط أنطلق من وعي وإدراك وطني ونضج سياسي مبكر ، حيث بادر إلى تأسيس أول تنظيم سياسي في حضرموت باسم ( جمعية الغرفة التعاونية ) عام 1947م. وقد ضمت هذه الجمعية أطياف متعددة من أبناء المجتمع .

توسعت مدارك الأستاذ عمر سالم باعباد وتعمق في نضجه الفكري والسياسي في القضايا التي تهم بلاده وأمته ، فأسس في 25 ابريل 1963م ( المؤتمر الشعبي بحضرموت ) وتولى رئاسته ، برز نشاط هذه المؤسسة السياسية على المستوى الإقليمي والدولي ، وضم اعضاء المؤتمر نخب مثقفة ووطنية من أبناء حضرموت منهم : عبدالقادر محمد الصبان ، وأحمد عبدالقادر باكثير ، وجعفر محمد السقاف ، وعمر عبود الدقيل ، وعمر عبدالرحمن السقاف ، وعلي عبدالله التوي ، وعبدالرحمن هاشم الحبشي ، ومحمد صالح الجرو ، وعلي منصور بن مرعي، ومحمد سالم باجري ، وعمر سالم دومان، وعبدالله صالح عايض العامري ، وسعيد ناصر بن عبدالعزيز وصالح سعيد باعطوة ، وغيرهم من مناطق حضرموت المختلفة، وقد تبنى المؤتمر ميثاقاً قام الاستاذ عمر باعباد بنفسه و رفع شعار تحرير حضرموت من التبعية البريطانية ووحدة حضرموت، حيث أصدر بياناً أكد فيه وحدة المنطقة بأكملها وأن وحدة حضرموت تعتبر دعامة من دعائم الوحدة العربية الشاملة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بعد ان مضت عشرا وثمان من السنين من سقوط نظام حكم بن عبدات العشائري داخل اسوار بلدة الغرفة ، برز الاستاذ عمر سالم باعباد يحمل قيما وطنية جديدة ومفاهيم سياسية واعية بأبعاد وطنية وقومية تدل على المستوى الذي وصلت اليه الحركة الوطنية في حضرموت ، فقام في 25 ابريل 1963م بوضع الميثاق الشعبي الذي يتكون من 23 بابا يقول في الباب التاسع :

-(( عزل المدن عن مجالها الحيوي :

لقد كان من جراء التوجيه الضار والتخطيط المدمر أن اصبح الوطن عدة مدن وقرى وضعت في اطار ضيق محيط بها كمجال حيوي لانتعاشها بينما الوطن بمساحته الشاسعة وهو المجال الحيوي لشعبنا ظل معزولا مما جعله مجالا للتنازع والتفرقة حتى لا يستفيد منه شعبنا وجماهيرنا وتبقى السيطرة للقوى الأجنبية على الوطن بكامله عدا المدن والقرى التي ينحصر نشاطها الحياتي في مجال ضيق ))

في 31 اغسطس سنة 1964م اعتقل الاستاذ عمر سالم باعباد وأودع سجن حصن الحوارث في سيئون وعرض على نيابة الدولة الكثيرية في 1 سبتمبر 1964م وعقدت عدة جلسات للتحقيق معه وجهة عدة تهم له من ضمنها نشر بيانا عاما للجماهير في 28 اغسطس 1964م ملأه بالتشهير بالحكومة والتهجم على الدولة ويقتضي التحريض على الفتنة بين الحكومة والشعب واتهامه اجهزة الأمن والنظام بأنها أكثر بريطانية من البريطانيين .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نشرت صحيفة ( الطليعة ) خبر عتقال الأستاذ عمر سالم باعباد وتقديمه للمحاكمة فتفاعل شعراء حضرموت مع الحدث الوطني منهم الشاعر خميس سالم كندي الذي أرسل قصيدته الوطنية على جناح السرعة ونشرتها ( الطليعة ) قال فيها :

السجن والتعذيب من أجل الوطن فخرا يعد= السجن عار إلا على السارق ومن فسد
مسجون والله من بلا عزة على الكرسي قعد= مهما حكم محسوب عند الناس خائن للبلد
ويعيش حي ميت كأن أمُّه عقيمه لم تلد=حد مثل باعباد لي ضحى بنفسه واستعد
للسجن والتعذيب والتنكيل ماعوّل بحد=دخل إلى سجنه وهو يضحك ويزأر كالأسد
عش ياعمر في السجن شف نجمك في القمه صعد=قد عاش عارف ياعمر قبلك وبن بله حمد
وأدخلت في التاريخ مع لبطال رغم أنف الحسد=كل الحضارم ياعمر عليك إلا اشتد
واصل كفاحك واستمر شف كل من جد وجد=الحق بايعلو وباطلهم سيذهب كالزبد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

( للإستماع للقصيدة كاملة بصوت الشاعر محمد بن أحمد بن هاوي باوزير ( بوسراجين )



تفاعل الشعراء الوطنيين مع قضية الأستاذ عمر سالم باعباد فما كان من الشاعر عيدروس علي الحامد من سيئون إلا وبعث قصيدة جواب على كندي ويعلن تضامنه مع باعباد قال الحامد

قال الذي بات طول الليل ليله ما رقد= ابيات من كندي لباعباد قوله والقصيد
تحيا الطليعة نشرت الابيات بخصوص العدد= ويعيش باعباد والغرفه وتحيا به الوحيد
يحيا عمر سالم وكل من سار عادربه وجد= هذا العمل سبل طعامه قد قرب وقت الحصيد
السجن شفه منزلة اليه يوسف قد ورد= من بعدها ملك الخزائن عاش في عصره سعيد
العسر بعده يسر مهما قد قرب وإلا بعد= يا ابن سالم لاتخاف العارضه لي عالوريد
من لاسهر ليله وكابدها المصائب والشدد= ولا تغرك ذي المداره والمغاني والنشيد
وراك أو قبلك جبل شمسان لي عليه العند= اجبال هذي الشامخه ما شي مثلها او عنيد

لم يتوانى الشاعر محمد بن عامر بن طالب عن نظم قصيدة وطنية جوابا على قصيدة الشاعر كندي وقد ارسل قصيدته من باتوما لانغ بإندونيسيا قال فيها :

بيد الحياء نرسل اليكم هذه الأبيات رد= ركة في التعبير ارجو من سماحة بن كند
يعفي ويتجاوز عن الهفوات في قولي ورد= مريض لكن قولك المعسول ثوّر ما جمد
عسى تعافينا بقولك في الطليعة كل حد= ولسان حالك مثل ما عندي وفي جوفي وقد
والشهم باعباد من لبطال في القمه يعد= جاهد على ارضه وقد ضحى وانجز ما وعد
يالحضرمي قد صرت عبد العبد وانت ابن البلد= ترضي تقع مملوك للكافر وحارس عالسدد


شعراء تفاعلوا مع الحدث وأعلنوا موقفا وطنيا واحدا تضامنا مع الأستاذ عمر باعباد، فالقضية ليست قضية اعتقال باعباد أومحاكمته وسجنه ، إن القضية هي قضية وطنية يتعرض لها الوطن حين تقمع اصوات المعارضة ويزج الوطنيون في السجون ..

ونسجل ملاحظة أن الشاعر الأول خميس سالم كندي بعث قصيدته من شرق أفريقيا ( الصومال ) وتفاعل معه الشاعر الثاني السيد عيدروس علي الحامد ( من سيئون ) أما الشاعر الثالث محمد بن عامر بن طالب ارسل قصيدته من أقصى المهجر الشرقي للحضارم من( باتوما لانغ ).

ثلاثة شعراء يتدرجون في تقسيم السلم الطبقي في حضرموت الأعلى ثم الأدنى ثم الذي أدنى منه ، ( السيد - القبيلي - الضعيف ) يهبون للدفاع عن من يأتي في المستوى الثاني في التقسيم الطبقي ( الشيخ باعباد ) . ولكن عندما تكون القضية قضية وطنية ومن أجل نيل الحرية ومحاربة الاستعمار وأعوانه ، فإن التقسيم الطبقي يتلاشى ، وتختفي النعراث والعصبيات ، ذلك ما قرأناه من شعر كندي الذي أخذ بزمام المبادرة في التعبير عن الموقف الوطني ، وكان موقف الشعر والشعراء تدرج من الأدنى ثم الأعلى ثم الذي أعلى منه ... وكان جواب كلا من ( السيد ) الحامد و( القبيلي ) بن طالب نصرة ( للشيخ باعباد )

هنا تتجلى لنا صورة من صور الكفاح الوطني ، تمثلت في شخصية ( عمر باعباد ) كان ميلادها ونشأتها داخل أسوار مدينة الغرفة أثناء الحصار ، ولكن حين نضج الوعي السياسي عند الأستاذ عمر باعباد كان موقفه الوطني أبعد من نطاق القروية الضيقة أ والطموح العشائري الاقطاعي المتعطش للحكم .
[COLOR="Red"]






.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-18-2011 الساعة 07:22 AM
  رد مع اقتباس
قديم 05-10-2011, 02:01 AM   #3
خالد بن مهنا
مشرف سقيفة الأدب والفن

افتراضي

انت يابوعوض كنز ..الله يعطيك العافيه..دمت كما انت ..شامخ بشموخ قلمك


اخوك:خالد بن مهناِ
التوقيع :
((سريرة المرء تبدو من خلال أفعاله))
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2011, 08:32 PM   #4
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن مهنا [ مشاهدة المشاركة ]
انت يابوعوض كنز ..الله يعطيك العافيه..دمت كما انت ..شامخ بشموخ قلمك


اخوك:خالد بن مهناِ

شكرا على المرور ولنا عودة نواصل حلقات الشاعر خميس سالم كندي ...!!



.
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2011, 10:12 PM   #5
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

الشاعر خميس سالم كندي من الشعراء الذين ترقبوا فجر الثورة الشعبية وتنبؤوا بانتصارها وتحقيق الدولة الجنوبية الواحدة ، بل كان من الذين لهم الدور الأكبر في التحريض على المقاومة ، وكان أول شاعر من ابناء الجنوب عبر عن سخطه وغضبه من الوجود الأجنبي ، ولا شك ان قصائدة الشعبية التي كانت تنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم قد خرجت عن إطار اغاني أصوات الدان والتخاطب الإيماء والرموز والاشارات ، الى قصائد مسرحات طوال تتسم ببنية موضوعية صريحة في الخطاب الشعري موجه الى القطاعات الشعبية ، وقد صبت كل اتجاهها نحو الثورة والوحدة الوطنية وكشف المؤامرات التي كانت تحاك حينئذ .

ومهما نأت بشاعرنا خميس كندي الغربة في مهجره بمقديشوه إلا ان الاعلام العربي خاصة إذاعة صوت العرب كانت من أهم المصادر التي كان يتلقف منها الأخبار والتحليلات السياسية أبان المد القومي العربي في مطلع الستينيات من القرن الماضي ، وكان يتابع أخبار الثورة التي انطلقت من جبال ردفان لمقاومة المستعمر البريطاني ، وإن كان شاعرنا كندي يعش في صوماليا مواطنا مكرما ، إلا أن قلبه كان شغله الشاغل الإهتمام بأخبار الوطن وقضاياه المصيرية ، ولعله في هذه القصيدة باح بمكنون شعوره الوطنية ، وقد سارع بإرسالها الى صحيفة ( الطليعة ) قال في قصيدته:

وعيش في عاصمة صوماليا مكرم=واصبحت فيها مواطن من أهاليها
لكن قلبي مكانه بالوطن مهتم=رغم النعم والترف لي ما أقدر احصيها
بيت وظلي وفكّر في بلادي جم=مهما ابتعدته روحي دائما فيها
وابغيتها تلتحق بالركب في العالم=تنفض غبار الحماية عن اراضيها
وتعيش حره باستقلال تتنعم = كما أستقلت دول عده حواليها

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رأينا كيف كان شاعرنا خميس كندي يحمل هم وطن وهو بعيا عنه . ولم يكتف ببث تلك اللواعج والآشجان والهموم الوطنية الصادقة في مرة عابرة ، بل تواصلت صرخاته التي يطلقها مدوية في قوافي مجلجلة تعبر عن الحدث والرؤى الوطنية وكانت صحيفة الطليعة تتلقفها وتنشرها لقراءه فمنهم معجب ومندهش لجرأة هذا الشاعر وروحه الوطنية وشجاعته في التعبير عن افكاره السياسية المناوئة للإستعمار ، وتحريضه لأبناء شعبه على الثورة المسلحة وإعلان التمرد والعصيان . ومنهم من يشفق عليه لأنه يطلق صرخاته في واد سحيق لامستجيب له .

وقصيدته التي نشرها في الطليعة تحت عنوان( شو حضرموت اليوم في حاجه لكل شاجع غيور ) تعد من قصائده التحريضة والمناوئة ضد الاستعمار البريطاني ، وتدعو حملة السلاح من ابناء قبائل حضرموت الى الثورة ، فالقضية الجنوبية قد خرجت عن نطاقها الداخلي وأخذت بعدا أقليميا ودوليا ، بينما ابناء شعبه في حضرموت منصرفين الى جلسات الشاي التقليدية تدور بينهم كاسات ( أمات حبه ) يتلهون بالحديث عن الغواني والتغزل فيهن ، ودعاهم أن يكون رجال المقامة في ردفان ( الذئاب الحمر ) قدوة لهم في الثورة والنضال ، وضرب لهم مثلا في شجاعة إمرأة عربية جزائرية ( جميله بوحريد ) وقفت تجاهد مع ابناء شعبها وتعرضت للسجن والتعذيب ويستصرخ شاعرنا كندي أبناء حضرموت قائلا لهم :

خرجتم قضيتم من الداخل الى عبر البحور=لازم تحلوها بأنفسكم ويكفي من فتور
إما نجحتم أو رسبتم أو نتيجتكم صفور=سلوا الذئاب الحمر في ردفان عن سير الأمور
وإلا جميله بوحريد إن شئتم الحل الفخور=عيشوا كما عاشت وإلا استضعفوا كل الدهور
عودوا الى الراحات والقنات في أطوال القصور=قنـّه وبنـّه في الفوالق والبخاري بايفور
فوق المفارش والقطف وأمات حبه باتدور=واتحدثوا في الغانيات البيض حلوات الثغور
وإن حد معه كزمور ما اتسجل يبيعه لأهل صور=وانه مسجل يقنص به الوبران وإلا الطيور




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تسجيل القصيدة بصوت الشاعر خميس سالم كندي





.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-17-2011 الساعة 10:18 PM
  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2011, 09:57 AM   #6
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

لهذه المرحلة من شعر خميس سالم كندي بقية سنأتي عليها حين تصلني قصائده الوطنية التي قالها في فترة الستينيات من القرن الماضي ...!!




.
  رد مع اقتباس
قديم 05-14-2012, 01:43 PM   #7
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

ما أشبه اليوم بالبارحة ،استنطقت بعضاً من الظروف التي نمر بها اليوم،ولك أن تتصور أن بو عوض الشبامي خيل لي أنه يقول : أن الشاعر خميس سالم كندي قد ظهر في " الغرفة "فأولت ذلك أنه :حاضر روحاً ومضموناً ومجازاً في شعر الكثير من الشعراء المشاهير اليوم الذين يلهبون حماس الجماهير بشعرهم ،ويقودونهم نحو خيال كندي في الستينات من القرن الماضي 0
الكثير ممن لم تتاح لهم الفرصة من الوقوف على رائعة من روائع ابو عوض الشبامي في التراث الحضرمي سيجدون المتعة والفائدة في شعر فحل من فحول الشعراء العظام في الموقف ،والثورية والجرأة في قول الحق والتعبير عن ضمير الجماهير 0
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas