((يا شاربين المسكرة))
هذا المثل يضرب الان لوصف تحركات الشاذين من ذوي الطيش والاستهتار والاباحية ، فإذا حدثت حادثه منكره وكان القائمون بها من هذا الوصف من البشر قال الناس واصفي اصحابها ..وصلوا ((يا شاربين المسكره )) بمعنى ان ما يجرونه من تصرف او ما تنتظر ان يقوموا به هو فعل السكارى. والاصل في المثل يرجع الى ظروف عام 926هـ ـ 1519م عندما اتصل السلطان بدر بن عبدالله جعفر الكثيري المشهور بابي طويرق بالدولة العثمانية طالباً نجدتها في مواجهة الغزو البرتغالي للسواحل الحضرمية.. ، فوصلت قوه من الاتراك بقيادة الضابط رجب التركي ، وسماهم اهل حضرموت ((الروم)) وكان هؤلاء الاتراك ذوي شوارب طويله ووجوه غليظة واجسام ضخمه وطباع جافيه يحملون بنادق تظهر لأول مره في حضرموت ، هذا الى ما اشيع عنهم – صدقاً او كذباً – من شربهم للخمرة. وهكذا كان لما حدث منهم بالطبيعة من تصرفات طائشة واستهتار بالعادات العربية التي تمثلت بسرعة الغضب والتصلب في الرأي ومحاولات العبث الاخرى ان اطلق عليهم المثل ((يا شاربين المسكره )) ثم عمم كالعادة على من يماثل سلوكهم وتصرفاتهم. |
اقتباس:
|
((قبل بن سلعان)) ((القبل)) بضم القاف وفتح الباء في عامية حضرموت هو عود الخشب من الاعواد الخاصة بسقوف المنازل . واما بن سلعان فهو شخص بعينه ينتسب الى قبيلة آل جابر سكان ((رسب)) و((ساه)) في هضبة وادي عدم . ويقال المثل للشخص الذي اتخذ من القيام بعمل قيم لشخص او اختار له بضاعه جيده ذريعة للدالة والمن عليه ، فيأخذ في التردد عليه ، ويمدح أمامه وأمام الناس ما قام به من اجله .وهذا المثل قيل في بدوي جمال من آل بن سلعان يدخل صباح كل جمعه الى سوق ((تريم)) لبيع بضاعته من اعواد الخشب ((القبال)) ثم يقفل راجعاً في العصر الى باديته . وصدف كما روي ..والعهدة على الراوي – ان الداعية العلامة أحمد بن محمد الكاف المتوفي سنة 1300هـ ، خرج الى السوق يوم الجمعة فاشترى عوداً واحداً وطلب من بائعه بن سلعان حمله على جمله الى منزله . وهكذا عرف البدوي طريق المنزل ، وكان فخوراً في نفسه بمعرفة هذا الداعية واهمية هذه الصفقة ، فلما كان يوم الجمعة التالي ذهب بن سلعان الى منزل الكاف وناداه طالباً منه مشاهدة موضع العود ((القبل)) في السقف فرحب به هذا وقدم له القهوة ومكنه من مشاهدة ((القبل)) فأخذ البدوي يشيد بالعود وأثره في تقوية السقف بل الدار كله . وودعه صاحب الدار ذاهباً . فلما كان يوم الجمعة التالي اذا بابن سلعان ينادي من تحت المنزل سائلاً عن العود واحواله ومدى قوته ومتانته ووضعه المؤثر في السقف ، وكان العلامة الكاف يجيبه بما يراه وما تستوجبه اللباقة ومقتضيات المراعاة لعقله . وحان يوم الجمعة في الاسبوع الثالث فاذا ببن سلعان وتكرر مجيئه وكثر سؤاله عن ((قبله)) واثره في متانة السقف وقوة المنزل كله ، وضاق به الداعية العالم الحليم المتزن ذرعاً رغم شدة إحتماله له ، بل شاركه في هذا الانزعاج الجيران ، وقر رأيه مع جيرانه على ان يخلع ((القبل)) من مكانه ويضع عوداً آخر بدلاً منه ويعيد المسبب في المجيء والرواح والصياح لصاحبه بن سلعان ، فلما وصل بن سلعان حسب توقيته يوم الجمعة وأخذ في المناداة، أطل عليه صاحب المنزل من النافذة وقال له: ان ((القبل)) قدامك مسنداً الى الحائط خذه وامش ! وهكذا سار المثل للدال والممتن بعمل قام به لا يستحق ان يذكر استغلالاً في غير محله كما سبق وان اشرنا وربما تكون هذه القصة سبب في المثل الشعبي الآخر (ماحد يروي البدوي طريق بيته)...معنى (يروي) بالحضرمي الدارج( يدل ). |
شيء جميل مشاركتنا هالأمثال
كل الشكر للجميع |
الساعة الآن 05:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir