سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   تاريخ وتراث (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=39)
-   -   الشاعر خميس سالم الكندي المرحلة الثانية ( الحبشة والصومال )...!! (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=85420)

أبوعوض الشبامي 04-19-2011 03:57 PM

الشاعر خميس سالم الكندي المرحلة الثانية ( الحبشة والصومال )...!!
 



في ربيع عام 1943م ميلادية ضاقت الارض بما رحبت ، ضاقت بشاعرنا خميس سالم كندي ، إذ لم تعد بضاعة الشعر ومدح بن عبدات تجد لها سوقا في مدينته - الغرفة - المحاصرة من جميع الجهات ، ناهيك ان أمانيه واحلامه بدأت تتبخر وتذهب أدراج الرياح ، ليكتشف أن بن عبدات كان يتشدق بشعارات الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، في حين كانت تصرفاته الحمقى وممارساته و سلوكه في ذلك الحين تدل على ان الصراع مجرد صراع عشائري بن الأفخذ المتناحرة في الأتحاد الشنفري ، وأن طموح بن عبدات يقتصر في أن يكون سلطانا ضمن حدود الغرفة ، كثرت تجاوزات بن عبدات في فترة المجاعة واطلق عبيده لينهبوا الناس ( ناهيك عن أعراض انتهكت داخل الغرفة وماحولها ) ويعلم ذلك أهل الغرفة....!!

قرر الشاعر خميس سالم الكندي الهجرة والهروب من داخل أسوار وتحصينات عبيد صالح بن عبدات ، وكان حينئذ لم يتجاوز التاسعة والعشرون عاما من عمره، توجه شاعرنا ( خميس كندي ) الى المكلا ومنها الى عدن ، وفي عدن التقى ببعض من معارفه واصدقاءه فعرضوا عليه العمل مع وكالة بازرعة وتعد هذه الوكالة التجارية من أقدم الوكالات في الجزيرة العربية وربما في الوطن العربي .


قابل شاعرنا خميس سالم كندي مدير الوكالة المسؤول من آل بازرعة ، وبعد أن عرف نفسه ومستواه التعليمي ، وبأنه شاعر معروف اختصر ( بازرعة ) المقابلة وقال لكندي ( نطلب في وكالتنا موظفين حضارم وليس شعراء إذا كان عندك استعداد تشتغل عندنا مندوب لنا في الحبشة في ( هرر ) لشراء البن من المزارع وتصديره الى عدن بإسمنا ) وعرض على كندي معاش مغري ومجزي ، وافق خميس سالم الكندي بالعرض واستعد للذهاب الى زيلع ومنها الى ( هرر ).

لم يكن شاعرنا خميس كندي يحمل أي وثيقة سفر ، وكان ( مجهول الهوية ) فأسر إلى صديقه باعطوة في عدن أن بصدد استخراج وثيقة سفر انجليزية خاصة برعايا دول المستعمرات ، فضحك صديقه باعطوة ضحكة عالية وقال له : (( منته إلا ياخميس ضد الاستعمار وضد انجرامز وعادك ليه تحمل باسبورت انجليزي ، خلك هوكذا )) .. فأسرها كندي في نفسه ، وقرر أن يتهرب عبر البحر الى ( زيلع ) الواقعة في اقصى الشمال من أرض الصومال على خليج عدن ، كان البريطانيون لا يسمحون لأي مسافر يركب البحر من ميناء عدن إلا إذا كان يحمل وثيقة سفر معترف بها ، لهذا سافر كندي عبر البر نحو محافظة لحج وركب السيارة ومر بالشيخ عثمان يوم الأحد ، وبعد ثلاث أيام تحرك نحو قرية عمران التابعة لمحافظة لحج وهي قرية تقع على مدخل باب المندب، ومن عمران تنطلق السنابيق الصغيرة نحو البر الشرقي لأفريقيا ( الحبشة والصومال ) تهريبا ، ومن المحطة الأولى عدن ، ينتقل كندي نحو محطته الثانية ( زيلع ) ومن ثم يتوجه الى ( ديردوا ) ومن محطته الثالثة ( ديردوا ) يتوجه الى المحطة الرابعة ( هرر ) .

لم ينس كندي أن يصور لنا رحلته من عدن الى ( دردوا ) عن طريق ( زيلع ) في قصيدة جميلة ورائعة ، وهي تعد وثيقة مهمة تصور ما كان يعانيه الحضارمة في دروب اسفارهم نحو الحبشة والصومال ، وقد جاءت هذه القصيدة في معانيها العفوية الصادقة محملة بصور من المعاناة والخوف من المجهول في خضم تلك الغربة وسط أقوام يرى نفسه كما رأى الشاعر المتنبي نفسه في أرض العجم :

ولكن الفتى العربي فيها= غريب الوجه واليد واللسان


تعد هذه القصيدة وثيقة العامية ، من وثائق هجرات الحضارم ليس بوصفها أنها أول قصيدة نظمها شاعرنا خميس كندي حين وطأت أقدامه البر الأفريقي ، وإنما لأنه استطاع أن يصور معانات الحضارم في الغربة ، وتعد ايضا نقلة مهمة في شعر خميس سالم كندي إذ أنها جاءت صادقة التعابير مفعمة بأحاسيس المرارة والألم ، وهي لوحة رائعة يتنقل فيها القارئ والسامع لها بين مربعات اليأس والرجاء ، والأمل للغد الحالم الجميل . في أرض الأغتراب الأفريقي ولأهميتها نضعها لقارئ السقيفة نصها كما كتبها الشاعر كندي بخط يده في ديوان ونستمع اليها بصوت الشاعر خميس سالم كندي وقد غير قليلا في بعض الأبيات وسيلاحظ ذلك القارئ المستمع للقصيدة:


يبدأ شاعرنا كعادة الشعراء الشعبيين قصيدته بالإستهلال التقليدي الذي عادة ما يتصدر قصائد الشعراء الشعبيين يقول كندي في استهلال قصيدته:

با سين بسم الله بسمك ياإلهي ياصمد= يامنزل الزخرف وسورة قل هو الله أحد
والفي صلاة الله على أحمد عد ما ساجد سجد= وعد ما بارق سرى يلمع وما راعد رعد

ثم يتخلص سريعا من الاستهلال ليدخل مباشرة في موضوع القصيدة و رسم خريطة تبين لنا خط سير رحلته من بندر عدن الى الشيخ ومن الشيخ الى عمران ومن عمران الى ( العارة ) ثم الإبحار نحو ( زيلع ) يقول :

ثم قال من صالى المصايب والشدايد والنكد=بشرح لكم حالي وما صالته نفسي من كبد
خرجت من بندر عدن للشيخ (1) في يوم الأحد=خذنا ثلاث أيام ما واحد على الثاني نشد
والعصر روحنا الى عمران(2) في زين الرود(3)= جينا الى الساحل لحقنا البحر ينقع بالزبد
دخل بنا الهوري (4)إلما غار ما يدخله حد= فيه الباحيشي (5) كلت لثياب من فوق الجسد
والعصر جاء سنبوق(6) عوده رام(7) واحباله قدد= طلَّع شراعه لا مشى يومين ثالث يوم رد
خذنا ثمان أيام ما واحد بدى ليله رقد=لاقوت يستاكل ولا ماء في حناجرنا ورد
ودخل بنا العاره (8) وقالوا كل شي فيها يجد=حصلتها بلده خبيثه نعنبوها من بلد
سكانها عجزان في العروش علل مثل القدد= بلاد للسرقان ما عوده ترد من كل ند
ذا لي معه تمباك والثاني من بلاده شرد=ودخل بنا المغرب الى زيلع ودبر وافتقد

بعد مشقة وعناء وغثاء ودوار البحر وتقلب الأنواء والرياح وصل ( السنبوق ) مغرب ذلك اليوم الى (زيلع ) الواقعة في البر الشمالي الصومالي والقريبة من حدود الحبشة الجنوبية الشرقية ، وعلى تخوم سواحل زيلع كعادة المهربين انزل ( ناخوذة ) المركب الشراعي ركابه سرا واحد تلو واحد بعيدا عن رقابة اعين شرطة الموانئ وكان ومن بينهم شاعرنا كندي ، الذي دخل زيلع خائفا متوجسا ( لا ياتلفت ولا تشوّف لحد ) يقول كندي:

وقال ذك زيلع وشف هاذي خشه(9) ياولد= جينا الى الساحل وكل واحد من الثاني بعد
صبحت لازيلع ولا لي من بلاء زيلع مصد= دخلتها مختاف لا اتلفت ولا تشوّف لحد

ويصف كندي زيلع كما شاهدها ونقلت ما قاله من ديوانه ( مع ملاحظة استعماله بعض الكلمات التي يشم منها القارئ تمييزا عنصريا ) ويبدو أن كندي حاول أن يصحح بعض من تعبيراته في القاءه الصوتي يقول كندي:

حصلتها بلده ملاها الله بالجنس السّود=بوليسها صومال والحكام عربي ما يجد
ما تسمع إلا ( هوي كالي )(10) في مطاريق البلد= دخلتها وانشد على بيت الأسد ابن الأسد

وكعادة الحضارمة في مهاجرهم يسخر الله من بينهم رجال كرماء فضلاء يرحبون بالقادم أيّا كان ، وفي زيلع واحد منهم اسمه ( حمد بن مبارك ) كما أشار اليه شاعرنا كندي ، وقد استقبل هذا الشهم الكريم ( كندي ) وأمنه وطمنه وأكرمه ولهذا لاغرابة أن يقول شاعرنا كندي في ذلك الرجل الذي ترك أثر طيبا في نفس كندي يقول :

من حين ما جيته سكن خوفي وحس جاشي برد=لله درّك ياعريق الأصل يالعربي حمد
من جملة أهل الصّدر لوّل يابن امبارك تعد=لقيت لك تاريخ ما باينتسي لمّا الأبد
تاريخ بايبقى مخلد لك على رغم الحسد= لولاك في زيلع حرم والله ما عربي ورد
إن كان هجروها وخلوها كما غار الأسد= كان اهلها بحره ويصطادون حيتان الثمد
إنت الذي عزيتها وألقيت الصومال حد= وعرفته إن عاد العروبه في بلد زيلع تجد

مقصد كندي كان الى المحطة القادمة مدينة ( دردوة ) الواقعة شرق بلاد الحبشة ، تحركت سيارة النقل الكبيرة والتي حدد لنا فيها كندي موديلها باللغة الايطالية ( 1934 ) حتى وصل ( طابية ) وهناك تعرض لابتزاز رجل الأمن حين علم ان شاعرنا كندي مجهول الهوية ولا يحمل أي وثيقة وطلب رشوة مائتين شلنغ ، دفع كندي مجبورا ما يرضي رجل الأمن وسمح له بمواصلة رحلته نحو ( دردوا ) وأخيرا يصل الى ( دردوا ) بعد الشدائد والنكد ، وفي دردوا يستقبله ( ولد أحمد ) ويحل عليه ضيفا قبل أن يواصل رحلة البحث عن ( البن ) في ( هرر ) يقول كندي :

والحاصل إن العزم لما ( دردوه ) يا اخوان جد= روحت في موتر ترنت كواترو(11) كلما بعد
من ( طابيه ) ميلين حط نحن وبنشرن الرود=لمان جينا طابيه في ملاعين الكبد
كلمه بالعربي قلب لونه عليّه وابتلد= وقال شي ميتين ما تنقص شلنغ في العدد
الحاصل إن ريقي ربع ساعه وسط حلقي جمد=وروّح الموتر ولكن صاحب الموتر قعد
دخلنا ( يشعه ) قريب الظهر والخاطر برد= وصلت لما ( دردوه ) بعد الشدايد والنكد
حصلت ولد احمد وقال آنستنا يا بن كند= شرحت له حالي جميع قال لاتحكي لحد
اصبر على ما بك ولا تنصر خصومك والحسد=مااليوم ماشي حال باينقص عليك إلا اشتد
حقه وحق أهله لهم تاريخ ظاهر في البلد=والسر بايسري من الآباء الى ظهر الولد
والفي صلاة الله على أحمد عد ما ساجد سجد= وعد ما بارق سرى يلمع وما راعد رعد



صوت كندي وهو يلقي القصيدة






.

--------------------------------------------------
(1) الشيخ : الشيخ عثمان .
(2)عمران من قرى لحج الوقعة على البحر.
(3) الرود : الاطارات.
(4) الهوري : القارب الصغير.
(5) الباحيشي : من سرطانيات ساحل البحر.
(6) سنبوق : مركب شراعي صغير.
(7) رام : قديم وبالي.
(8) رأس العارة : تطل على باب المندب
(9)خشة : عريش.
(10) هوي وكالي : كلمتان صوماليتنان ومعناها ( أنت تعال ).
(11) ترنت كواتر : كلمتان ايطاليتان وتعني رقم 34.



.

مسرور 04-20-2011 12:44 AM

أخي ابو عوض الشبامي



عظم الله أجرنا في الحلقة الأولى التي نقلتها إلى سقيفة التميّز قبل استيفاء حقها من النقاش وعلى ثلاث مراحل ( أو ثلاثة أشواط ) :FRlol:


الشاعر خميس سالم الكندي المرحلة الأولى ( الغرفة ) ...!! - سقيفة الشبامي




برغم بساطة التعليم الذي تلقاه الشاعر خميس سالم الكندي في بلاده إلا أنه ثقف نفسه تثقيفا ذاتيا أهله لإمتهان التدريس بالمدارس الحكومية في مهجره بالصومال وتحديدا مادة اللغة العربية ( إملاء / نحو / صرف ) وعرف عنه خطه الجميل وندرة وجود أخطاء إملائية في ما يخطه .



تشرفنا بالإطلاع على الصفحة الأولى لمخطوطة ديوان كندي والمقدمة التي كتبها صديقه أحمد عبود باحشوان كما تشرفنا بالإطلاع على مقدمة الشاعر الكندي لمخطوطة الديوان ( المرفقة صورتها تاليا ) :



http://www.mlfnt.com/lives4/13027686594.jpg



أولا :

تعليقي المقتضب على هذه المقدمة :

أولا :


أن من تصدى لتدريس اللغة العربية وتباهى بلسان الضاد لن يقع في أخطاء إملائية فادحة كالتي نلاحظها في المقدمة التي يختلف خطها عن خط التوقيع الذي ذيّلت به مما يوحي لنا بأن صاحب التوقيع ليس هو كاتب المقدمة .... مجرد ملاحظة أرجو وضعها محل إعتبار .

ثانيا :


ما تلى من قصائد صور وقصائد كتابة توثيقية لأشعار كندي وليس ديوانا .



كل تلك الملاحظات لم تعد مهمة ( بعد ما تقرص البر وسرى ) :) :) وما أوردناه لا يتجاوز التنبيه فقط على أننا نفحص ما يعرض علينا ونقر بالخطأ فيما لو برز منا خطأ ورجحت أدلة من يقف على النقيض منا
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 614780)




تعد هذه القصيدة وثيقة العامية ، من وثائق هجرات الحضارم ليس بوصفها أنها أول قصيدة نظمها شاعرنا خميس كندي حين وطأت أقدامه البر الأفريقي ، وإنما لأنه استطاع أن يصور معانات الحضارم في الغربة ، وتعد ايضا نقلة مهمة في شعر خميس سالم كندي إذ أنها جاءت صادقة التعابير مفعمة بأحاسيس المرارة والألم ، وهي لوحة رائعة يتنقل فيها القارئ والسامع لها بين مربعات اليأس والرجاء ، والأمل للغد الحالم الجميل . في أرض الأغتراب الأفريقي ولأهميتها نضعها لقارئ السقيفة نصها كما كتبها الشاعر كندي بخط يده في ديوان ونستمع اليها بصوت الشاعر خميس سالم كندي وقد غير قليلا في بعض الأبيات وسيلاحظ ذلك القارئ المستمع للقصيدة:.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 614780)



ويصف كندي زيلع كما شاهدها ونقلت ما قاله من ديوانه ( مع ملاحظة استعماله بعض الكلمات التي يشم منها القارئ تمييزا عنصريا ) ويبدو أن كندي حاول أن يصحح بعض من تعبيراته في القاءه الصوتي ) .




عزيزي ابوعوض



لو فرضنا أن كندي ( يرحمه الله ) اراد تصحيح بعض تعبيراته المكتوبة في الشريط الصوتي للتماشي مع طبيعة المرحلة التي سقط فيها التمايز العرقي فذلك حق مباح له بصفته صاحب النص الأصلي ( أيا كانت الألفاظ الواردة به ) فهو لم يعتد على حقوق غيره ولا تمانع دور النشر فيما لو صدر له ديوان ( علما بأن الديوان ليس منشورا ) من التصحيح والتنقيح والزيادة أيضا في طبعات لاحقة منه ولا أخال أنك لم ترصد طبعات لاحقة لكتب معيّنة تحوي إشارة إلى أن الطبعة الجديدة منقّحه ومصححة ومزيدة ... :) :)



كيف لنا التوفيق ياسيدي بين قولك أن قصيدة كندي تعد من وثائق هجرات الحضارم كونها حوت تصويرا لمعاناتهم في الغربة وتنكر عليه أن يقول عن زيلع سكّانها صومال/ بلده ملاها الله بالجنس الأسود :) في وصف لا يجافي الحقيقة ولا يحوي عنصرية :

للتوضيح فقط :




حصلتها بلده جميله حيها الله من بلد




سكانها صومال والحاكم العربي ما يجد



حصلتها بلده ملاها الله بالجنس السود


لو أثبتنا ما انتقدته في قولك أنه تمييز عنصري ، فالشاعر الكندي لم ينكر ما رآه رؤية العين فور إنتقاله من بلد إلى آخر وبدت إنعكاسات الهجرة عليه خوفا وقلقا ووحشة وهو يشاهد بيئة كل سكانها سود البشرة ، ولا يعد قوله عنصريا سواء تم تثبيته في أي ديوان سينشر لاحقا له أو فيما لو جرى إحلال البديل ( حيها الله من بلد )



اين هي المشكلة يا سيدي ؟ ولو نقضنا ذلك على إعتبار الرجل قد اعاد حساباته وكف عن التصنيف العنصري وأحلل بيتا محل آخر سابق له فمن سينقض التالي الذي جاء في قصيدة طويلة ( كتبها بعد عودته من الحبشة واستقراره في الصومال ) لاقت استحسانا في أوساط المهاجرين ولحنت كأغنية وشدى بها أكثر من فنان :


قالوا لنا في الحبش حركه
كل من طلع جاب له تركه
ودخلت في هذه الشبكه
حصلت فيها أمم غبران
اقوام ما تعرف لغتهم
مثل الشياطين شيمتهم :)
والله لوشفت صورتهم
باتقول حاشا على الرحمن
يخلق أوادم كما ذولا :)
عيونهم كلها حولا :)
سبحان في خلقة المولى
يخلق أوادم كما الثيران :)




هل يتوفر لديك ( أو وقع تحت يدك ) :) تسجيلا صوتيا لخميس سالم الكندي حوى تعديلا على هذه القصيدة حسب مقتضيات المرحلة ؟


الله يلعن شيطانك .... حمروين معدها حمروين ....


http://www.youtube.com/watch?v=1JpBNDNvWfw



http://www.alshibami.net/saqifa/uplo..._1238006884.ra


http://up.rabe7.com/get-9-2010-917bflg1.jpg

منظر جزئي من منطقة حمروين قلب العاصمة الصومالية مقديشو ... كان لها من إبداع خميس سالم الكندي نصيب ... ماذا كان سيقول عنها لو شاهد أطلالها بعد الحرب المدمّرة ؟

http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...lding203ap.jpg


لله في خلقه شؤون !!!!!


سلام .

أبوعوض الشبامي 04-20-2011 09:43 AM

.



لم يستقر شاعرنا خميس سالم كندي منذ أن وطأة قدميه البر الأفريقي في مكان واحد ، ولم يهنأ له بال ، فقد كان في كل لحظة وحين يذكر وطنه وأهله واصدقاءه ، ولم يجد سلوة تسليه وهو يتنقل وسط طبيعة تلك المدن الخلابة ( هرر - ديرد وة ا - جقجه ..الخ ) ، مدن تقع في الشرق الحبشي ، و كان يتنقل بينها للعمل مع وكالة بازرعة ( شراء الجلود والبن والسمسم ..الخ ) ويتم تحميله في السيارات إلى زيلع ومن ثم ينقل السنابيق التابعة لوكلة بازرعة إلى عدن ، كانت إقامة شاعرنا كندي الرسمية في مدينة ( هرر ) التي تبعد 360 كم جنوب غرب بربرا،وهي تقع في واحة جبلية خضراء ، وكانت هرر عاصمة لإمارة اسلامية قبل أن تضمها الحبشة إليها ، وقد ذكر المستشرق البريطاني ( ريتشارد بيرتون ) أحوال المدينة في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، وهو الأوروبي الوحيد الذي تمكن من زيارتها والعودة منها سالما ، ذكر في كتابه الذي حرره عنها والذي أسماه بـ ( اكتشاف هرر أو الخطوات الأولى في شرق أفريقيا ) ذكر فيه أنه عاش فيها عشرة أيام من يناير 1855م كانت أخطر ما تكون ، وأنه لو لم يتنكر وينتحل اسم الشيخ عبد الله لما عاد بسلام ولكان مصيره نفس مصير عدد من الأوروبيين قبله والذين لم ير لهم أثر ، وذلك لأن أهل هرر كانوا يعتقدون – من شدة بغضهم للكفار – أن أرضهم ستظل محمية ومزدهرة طالما لم يطأها كافر، ودراسة بيرتون لهرر هي التي مهدت للحملات الاستعمارية ، فقد أحاطت دراسته وصفا بموقع ( هرر ) وطرقها وسكانها وأهميتها ، ولاحظ كثرة مساجدها ومكانتها العلمية وتطبيق الشريعة فيها وجوانب أخرى دقيقة كل الدقة )) .


مدينة هرر





فمع ذلك لم يشفع لهذه المدينة الجميلة ( هرر ) موقعها الرائع وطبيعتها الساحرة وأهلها المسلمين الطيبين ، لم يشفع ذلك لهم من وجهة نظر الشاعر خميس سالم كندي ، والذي برزت عنصريته ( العرقية ) في تفاضل العرب على العجم ، وهي عقدة عربية قديمة تتسرب مع الأجيال تشتعل جذوتها حينا وتنطفئ حينا آخر ، لهذا نرى كيف وصف شاعرنا كندي أهل الحبشة بأنهم ( أمم غبران ، مثل الشياطين شيمتهم ، عيونهم كلهم حولا ، أوادم كما الثيران ، ...)) يدعي الشاعر خميس كندي أنه يحارب التمييز العنصري ، ولكنه في هذه القصيدة وقع تحت تأثير قسوة الغربة والحنين الى الوطن، وربما أن (( للقات الهرري )) مفعولا قويا أنسى كندي مبادئه وشعارته .

وهذه القصيدة هي الثانية التي قالها في الحبشة ، قالها بمناسبة وصول ( يسلم باعطوة ) المندوب المتنقل لوكالة بازرعة بين الحبشة وعدن وصل باعطوة الى ( هرر ) وسافر الى جقجقة بمعيته خميس كندي ، وفي ( جقجقة ) كتب هذه الابيات وارسلها مع ( عطوان ) الذي حمل الى كندي كثيرا من اخبار الوطن ، مما زاد عنده لوعة الحنين والشوق للوطن وأهله .
نظم شاعرنا هذه القصيدة وكلف ( عطوان ) بحملها وتسلميها الى علي بن صلاح القعيطي ، والقصيدة ( غنائية ) ويبدو لي أن كندي تغنى بها في وحشة غربته لعله يسلوا بها .

وما يهمنا في هذه القصيدة معرفة الحالة النفسية ووقع أثر الغربة على شاعرنا خميس كندي ، وكيف عبر عن حنينيه وشوقه الى وطنه ومرابع طفولته فتذكر ( بلاد الأحقاف ، التمدن والسلا ، ومرتع الغزلان ، وجلسات شاهي البكرة ، ..الخ ) يصف حاله في أرض الحبش ، قال في استهلال قصيدته :

يارب سالك بحق اسمك= تنظر بعين الرضا عبدك
ما مد كفه إلى غيرك= اعطف علي ياعظيم الشان
ضاقت على الناس بالمرّه=واليوم في غاية الزومره
في الأمر ذا مالهم قدره= دركاه دركاه يارحمان
والفي صلاة على الهادي=المصطفى خير لجوادي
عداد ما ترنم الحادي=تغشى محمد ولد عدنان

بعد الاستهلال التقليدي الذي عادة ما يميز بنية القصيدة العامية في حضرموت ينتقل الشاعر الى وصف معاناته عبر حوار مع ( هاجس شعره ) قال شاعرنا:

االبارحه هاجسي شوق= بحره في الشعر يتدفق
على فراق الوطن علّق= وأمسى يغطرف بصوت الدان
فقلت ياهاجسي مالك=إيش الذي حرك أشجانك
فقال ما سِمعت آذانك=لخبار لي جابها عطوان
حيوك يلي نشرت أخبار= يلي تحنكت من لسفار
عدّت على راسك الأخطار= في بحري قمري وفي سيلان
لسفار ما هي على بالي= أقدار ياخوي وآجالي
خطرت على قلبي السالي=واصبحت هايم من الأوطان

كانت من الاسباب الرئيسة لهجرة الحضارم الى شرق افريقيا أساب اقتصادية والبحث عن مصادر جديدة للرزق ، ايضا هناك جانب عقدي ثمثل في مساهمة الحضارمة في نشر العقيدة الاسلامية بين تلك الشعوب ، والتزاوج الحضاري بين حضارة الاسلام والحضارة المحلية في اطار العقيدة الاسلامية ، ولم يكن للقادمين الأوائل من ابناء حضرموت في تلك البلدان أي اطماع في ثروات البلاد وخيراتها ، ولم تقف خلفهم دول استعمارية تدعمهم ولم يكن ينظرون الى السكان المحليين نظرة استعلاء وتكبر ، بل عدوا أنفسهم جزءا من تلك المجتمعات المسلمة الجديدة ساهموا في انشائه بصرف النظر عن الانتماء العرقي بل انهم ساعدوا السكان المحليين على التحرر من سيطرة الاستعمار فنشأت بينهم وبين ابناء تلك الشعوب الافريقية علاقة حميمة وصلت الى حد التزاوج والاندماج .
إلا أن هجرة شاعرنا خميس كندي الى الحبشة ليست من باب الإقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين امرهم الرسول بالهجرة الى الحبشة بعد أن أشتد عليهم أذى قريش ، بل كانت ضربة من ضربات الزمن القته في ( هرر ) حين سمع أن في الحبشة ( حركة ) تجارية لهذا أراد أن يجرب حظه ويغنم بمغنم ( تركه ) وربما كان يمني نفسه أن يجمع ثروة كثروة عبيد صالح بن عبدات ويعود الى الغرفة ( سلطانا ) ...!!
قال كندي:
قالوا لنا في الحبش حركه= كل من طلع جاب له تركه
دخلت في هذه الشبكه= حصلت فيها أمم غبران
أقوام ما نعرف الغتهم= مثل الشياطين شيمتهم
من شاف ياخوي صورتهم= تقول حاشا على الرحمن
يخلق أوادم كما ذولا= عيونهم كلهم حولا
سبحان في خلقة المولى= يخلق أوادم كما الثيران
توكل من القات والسمسم = إلى أذن الظهر قالوا قم
هت لك عقاره وبيت زم= تمسي ممرقن كما السكران

يعبر شاعرنا كندي عن مدى درجات الطفش والهم الذي بلغ عنده اعلى حدود مستوياته ، ويحمل اليابانيين مسؤلية ماآلت عليه الأوضاع في حضرموت لقد كان في احتلال اليابان لجزر الأرخبيل الاندونيسي ومحاصرة اسطولها البحري لبحار الشرق أثر كبير على اقتصاديات الحضارمة واوضعهم الاجتماعية في حضرموت ، إذ أن معظم الأسر الحضرمية كانت على تواصل مع ابناءها المهاجرين ، فكانت تتلقى الأموال من المهجر لتلبية متطلبات الحياة .
مافي الحبش خير يايسلم= ما منها إلا الطفش والهم
شف بن كند جالها محتم=أصل المصيبه من اليابان
هو لي قطع مسلك الأمه= ما سك علينا طرق برمه
واصبحت انشد على جمه= فارقت الاهل والخلان

يتذكر شاعرنا كندي بلاده ويتغنى بها في غربته ووحدته ويعدد مآثرها التي تزيده افتتانا وعشقا بها فيقول:

بلادنا ما كماها قط= لحقاف ياخوي تنفرط
فيها السلا والتمدن حط= مذهبه في مرتع الغزلان
مثل السوانق يخايلهن=يتمايلن كغصون البان
لنته على شاهي البكره= من مشعبي ناصع الخمره
لا فار باتنشق الخمره= يكفيك منه ربع فنجان
بلادنا مانسيناها= في كل دقيقه بغيناها
ما هي بخيره هجرناها= بلادنا خيرة البلدان

وينتقل شاعرنا كندي الى صياغة محتوى الرسالة التي وجهها الى علي بن صلاح القعيطي ( الحليف السري) لإبن عبدات والحاكم في منطقة القطن ، حول شاعرنا كندي مرسوله الى علي بن صلاح ( معدن الجود والاحسان ) طمعا في هبة منه وعطية جزيلة يقول:

وبعد يا المعتني بوصيك= بعطيك خطي وباعنيك
البار بك باتكون إفتيك= من دردوه باتسير الآن
إحمل رسالتي وتوكل=امورخه نص ربيع أول
واعبر بها قطره هبرأول= لابربره شل معك ابان
نوّل بسنبوق بازرعه=لي بايوديك بالسرعه
الى عدن بلغ الرقعه=في البوصطه حط لها عنوان
ثمان وانته في البندر=بجوار يعقوب تتمخطر
والصبح نوّل في الموتر= يومين لاساعد الرحمن
وانته بحوطة ابو محسن= اعطه رسالتي وإستامن
وإن قالك جبتها من من= قله تفقد في العنوان
هاذي رساله من الكاتب=حوّل عليكم وهو غايب
ما باترد بن كند خايب=يامعدن الجود والاحسان
وان قالك كيف هو قله= في اثيوبيا منتشب دع له
غشوه لي سافروا قبله= يوم الطمع يقتل الانسان

ويختتم شاعرنا قصيدته أسوة بجميع شعراءنا الشعبيين يقول :

والفي صلاتي على الهادي= المصطفى خير لجوادي
عداد ما ترنم الحادي= تغشى محمد ولد عدنان

تسجيل القصيدة بصوت الشاعر خميس كندي






.





.

مسرور 04-20-2011 10:24 AM

الأخ أبو عوض الشبامي



قال الشاعر خميس سالم الكندي في التسجيل الصوتي :



من جقجقه باتسير الآن وليس درداوا ......





سلام .


أبوعوض الشبامي 04-20-2011 10:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور (المشاركة 615766)
الأخ أبو عوض الشبامي



قال الشاعر خميس سالم الكندي في التسجيل الصوتي :



من جقجقه باتسير الآن وليس درداوا ......



سلام .



كتبت بالنص ( وهذه القصيدة هي الثانية التي قالها في الحبشة ، قالها بمناسبة وصول ( يسلم باعطوة ) المندوب المتنقل لوكالة بازرعة بين الحبشة وعدن وصل باعطوة الى ( هرر ) وسافر الى جقجقة بمعيته خميس كندي ، وفي ( جقجقة ) كتب هذه الابيات وارسلها مع ( عطوان ) الذي حمل الى كندي كثيرا من اخبار الوطن ، مما زاد عنده لوعة الحنين والشوق للوطن وأهله . ))

وجاءت ذكر ( دردوا ) ضمن القصيدة في نسخة الديوان وفي النقل اعتمدت على نسخة ديوانه ..!!


.

أبوعوض الشبامي 04-20-2011 01:34 PM

.

كانت الحبشة والصومال ضمن المستعمرات الايطالية في شرق أفريقيا ، وقد دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية عام 1940م بعد تحالفها مع المانيا النازية ، وفي الثالث من سبتمبر سنة 1943م استسلمت ايطاليا واعدم موسوليني ، وضمت بريطانيا المستعمرات الايطالية في شرق افريقيا ( الحبشة والصومال ) تحت حكم التاج البريطاني .

وفي تلك الفترة التي شهدت استسلام وهزيمة ايطاليا كان شاعرنا خميس سالم كندي يقيم في (( هرر )) بالحبشة ، ونشير أن شاعرنا خميس سالم كندي سبق له حين كان في حضرموت ، أن وجه قصيدة الى علي بن صالح القعيطي مضمونها الحرب العالمية الثانية والتي بدأت عجلات رحاها تدور في الكون تحصد الأرواح وتنهار معها ممالك ودول ، ومن تلك القصيدة نختار لكم منها قوله :
يبكي على الدنيا وما لقوه فيها العاطلين= انجلوشكسون والفاشت هم والنازيين
بل والشيوعية عليهم لعنة الله أجمعين= هم عمروا الدنيا وهم في اخرابها متسببين
اهداف الباروت خلوها ونار البانزين= الحاصل ان الحرب رشنوها عسى ربي يعين
من آسيا الكبرى وعمت في الكرة لا الدردنين= ماليوم صبحت عالميه بعد واحد واربعين
نشروا دعاياتهم بان نحن دول متمدنين= شفنا فعايلهم وما يلقون في المستعمرين
شفنا الذي لقوه في أهل القدس والمفتي أمين= وعلى الجابر حلقوا بصطول جوي معلنين
الحرب تحسبهم قرانه للفذائف قادرين= وانظر فعايلهم في الغرفه وشف في بامتين
هذا الديمقراطي فعاله كيف فعل الباقيين= وايطاليا في المغرب ما لقت شوي في المؤمنين
استعمرت بلدانهم غصبا ولا هم راضيين= وشنت الغارات على البلدان والمستوطنين
وفي عمر المختار انظر كيق القى موسلين= الحاصل ان داعي مسيحي كل ابوهم خائنين

نستشف في هذه القصيدة دلالات مهمة تعبر عن الوعي السياسي المبكر عند شاعرنا خميس سالم كندي ، قال هذه القصيدة قبل أن يصل العقد الثالث من عمره ، ولكن ما جاء فيها يعبر على أنه متابع جيد ( عبر المذياع ) للأخبار العالمية وسير المعارك بين الحلفاء من جهة والمانيا وايطاليا واليابان من جهة أخرى . ويبدو أن شاعرنا كان يحز في نفسه استشهاد شيخ المجاهدين العرب عمر المختار والذي اعدمته ايطاليا شنقا . لهذا حين كان شاعرنا خميس سالم كندي مقيما في الحبشة ( هرر ) سمع في الأخبار باستسلام ايطاليا واعدام الدكتاتور الايطالي موسوليني فأبتهج كثيرا فقال هذه القصيدة التي ترجم فيها فرحته باستسلام وهزيمة ايطاليا .

ثم قال من بات ساهر يتبع المغنا= يبدع قوافي جميله ومنظومه
وزاد هاجسي نصف الليل ثورنا= وقال قم شف جيوش الظلم مهزومه
أخبار ما يستلمها العقل وصلتنا= من لندن في تلغرافات مرسومه
وصلت بلاغات رسميه تبشرنا= بايطاليا سلمت ( باري ) مع ( رومه )
ساعات كذب وساعه قول يتمعنى = كله يقع منهم ذي قوم مذمومه
والصبح من راديو ( باري) تحققنا= وتنسمت بالفرح كل نفس مكظومه

واثناء نشوة الفرحة والسعادة التي غمرت شاعرنا خميس سالم كندي نسي فيها مرارة الغربة ومشاقها في تلك الاصقاع الحبشية النائية ، وجه شاعرنا خميس كندي خطابه الى شيخ المجاهدين العرب عمر المختار واستنهض روحه من قبرها فقال :
قم ياعمر يا ابن المختار واسمعنا= وانظر بعينك ديار الظلم مهدومه
شف دولة ايطاليا هلكت عدوتنا =وتنازلت عن جميع الملك محتومه

يعد الاستعمار الايطالي من اسوأ قوى الإستعمار وكانت قوانينه تعبر عن الفكر الفاشستي المتعصب للعنصرية التي تعتمد الفصل العنصري بينه وبين شعوب مستعمراته على اساس اللون ( أسود وابيض ) ومسلم ومسيحي ، وكانت تفرض على جميع السكان في مستعمراتها الوقوف عند رفع العلم الايطالي وإداء التحية له . قال كندي:

رعاه الله أيام هي في الشرق تحكمنا= مااليوم هي وأرضها في الغرب محكومه
واسود وابيض ملقت في اراضينا= من دولة ايطاليا الاسلام مظلومه
ومع طلوع العلم نرفع آيادينا= نرفع ليادي جميع الناس ملزومه
شف موسليني طغى في الملك ما ثنا= ما قايس ان عاد ذي قوات مزمومه
مصانع الاحلاف فيها قلع تبنى= تقذف من أمات طن هدمت قلاع رومه




.

الشبامي 04-20-2011 05:36 PM

موضوع جميل وممتع ، نتابع مايُكتب هنا وما يجري من حوار مفيد ومثري لمن يبحث عن المعلومه الصحيحه !!
ملاحظتي الوحيده هي رجاء من أخي أبوعوض ان يرفع جميع ملفاته من صور وغيرها الى سيرفر الشبامي حتى لا تضيع مثل بعض المواضيع القديمه عندما تعود لها تجدها خاويه من جميع الصور ، لأن مراكز رفع الملفات المجانيه تمسح جميع الصور التي في سيرفراتها بمرور وقت محدد !!
أشكر الجميع ومتابعين !!

ابونورا 04-20-2011 05:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبامي (المشاركة 615858)
موضوع جميل وممتع ، نتابع مايُكتب هنا وما يجري من حوار مفيد ومثري لمن يبحث عن المعلومه الصحيحه !!
ملاحظتي الوحيده هي رجاء من أخي أبوعوض ان يرفع جميع ملفاته من صور وغيرها الى سيرفر الشبامي حتى لا تضيع مثل بعض المواضيع القديمه عندما تعود لها تجدها خاويه من جميع الصور ، لأن مراكز رفع الملفات المجانيه تمسح جميع الصور التي في سيرفراتها بمرور وقت محدد !!
أشكر الجميع ومتابعين !!

bism2
سيرفر الشبامي ياعقيل يرفض رفع اي ملف كم حاولت من قبل وفشلت :)
الا لو في شئ جديد لاندري عنه.
sallalah

مسرور 04-20-2011 10:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 615769)
كتبت بالنص ( وهذه القصيدة هي الثانية التي قالها في الحبشة ، قالها بمناسبة وصول ( يسلم باعطوة ) المندوب المتنقل لوكالة بازرعة بين الحبشة وعدن وصل باعطوة الى ( هرر ) وسافر الى جقجقة بمعيته خميس كندي ، وفي ( جقجقة ) كتب هذه الابيات وارسلها مع ( عطوان ) الذي حمل الى كندي كثيرا من اخبار الوطن ، مما زاد عنده لوعة الحنين والشوق للوطن وأهله . ))

وجاءت ذكر ( دردوا ) ضمن القصيدة في نسخة الديوان وفي النقل اعتمدت على نسخة ديوانه ..!!


.

الأخ ابو عوض الشبامي


علم يابوعوض ....

سلام .

أبوعوض الشبامي 04-21-2011 10:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور (المشاركة 615893)
الأخ ابو عوض الشبامي


علم يابوعوض ....


سلام .


لقد عرفت حضرموت الشاهي كمشروب شعبي في أواخر القرن التاسع عشر الميلاي ، بواسطة المغتربين العائدين من الشرق ، واتخذت الأسر الحضرمية في وادي حضرموت طقوسا تقليدية لجلسات الشاي ، وارتبطت هذه الطقوس بقاموس العشق وذكر الوصال بين المحبين فهذا هو شاعرنا خميس سالم كندي يقول :


يابوتي في غلب قبلي= سمعت حنات المعالق
في أمات حبه ريت كاسي يخلط الكاسات= والقلب روح ينضرب في الساعة اربع شفت شوف العام شفناه

وحنينه الى جلسة شاهي البكرة ماهو إلا ترجمة للحنين للمحب :

لنته على شاهي البكره= من مشعبي ناصع الخمره
لافار باتنشق الخمره= يكيفيك منه ربع فنجان

تلك الطقوس التقليدية لتحضير الشاي وجلساته ، لا شك أن شاعرنا خميس سالم كندي قد افتقدها في هجرته للحبشة ، إذ أن الحبشة تشتهر بإنتاج أجود أنواع ( البن ) هذا المحصول الذي يعد ضمن تجارة وكالة بازرعة التي يعمل فيها شاعرنا كندي كمندوب مشتروات ليصدر البن ضمن بقية السلع الأخرى الى عدن ، ومن وحي العشق للشاهي وطقوسه وارتباطه بصورة المحبوب النائي في وادي حضرموت ، وعشقه للقهوة مشروب محصول البن المعشوق الجديد الذي يذر على شاعرنا بالمال . كتب شاعرنا خميس كندي هذه المناظرة بين القهوة والشاي ، وموقف شاعرنا من الطرفين ( القهوة والشاي ) يقول كندي في ديوانه المخطوط : ( هذه الأبيات على دان حضرمي مكون من ثلاثة شطور وتخميس بعد الثالث وهي محاورة بين الشاهي والقهوة ) قال فيها:

نسنست مالشادليه باالغنا= قالت الشاهي علي شل العنا
لكن صحابي بجنبي واقفين= خلنا باشوف نفسي ياظنين
أول اللحقه وصل بري جفل= والمنيباري وصل هو ودلل
كلهم عالتيه وصلوا هاجمين= خلنا باشوف نفسي ياظنين
ليه يالشاهي كذا والزعقله= في بلدنا باتسوس ديوله
رح بلادك خلنا ساكنين= خلنا باشوف نفسي ياظنين


وللإستماع لهذه المحاورة الطريفة وموقف الشاعر كندي من هذه المناظرة بين القهوة والشاي نستمع إليها بصوت الشاعر خميس كندي .








.

أبوعوض الشبامي 04-21-2011 01:34 PM


في الحبشة كان لشاعرنا كندي علاقة مميزة وتواصل مع الشيخ نور حسين ( الأرتيري ) وهذا الشيخ الى جانب سعة ثقافته وعلمه ، كان تاجرا يتنقل بين مقديشو عاصمة الصومال و( هرر ) واستطاع هذا الشيخ أن يأثر على التحصيل الثقافي لشاعرنا خميس كندي ومنه أخذ دروسا في اللغة العربية والفقه والأدب العربي ، ولزم الشاعر خميس كندي الشيخ نور حسين ، وقرر ترك عمله في الحبشة والتوجه مع شيخه الى الصومال .

لم يحل عام 1945م إلا وشاعرنا خميس سالم كندي قد اتخذ من الصومال دار هجرة له ، وحط عصاة الترحال في مدينة مقديشوه وأقام في حي خاص للعرب يطلق عليه ( بلاجواعرب ). وكثيرا ما تغنى شاعرنا بذكر هذا الحي في أشعاره ، كان للشيخ نور حسين تجارة في مقديشوه بالحي التجاري ( حمروين ) كما كانت له الزعامة القبلية والعلمية بين الأرتريين في الصومال ، ويعد المرجعية الروحية لهم .

لم ينس شاعرنا خميس سالم كندي أفضال الشيخ نور حسين عليه ، لهذا خروجا عن المألوف بعد أن تعود يمدح الحكام المحليين والطامعين منهم في النفوذ والجاه ، فقد أختط لنفسه منحى جديدا وكتب قصيدة يمدح فيها عالما فقيها وفيسلوفا قاضيا ، كان له الفضل في تحسين ملكته الأدبية ولغته الشعرية وتوسع معرفته بالأدب العربي واللغة العربية ، هذا قبل أن يكون الشيخ نور تاجرا ميسورا وزعيما مأثرا بين قومه ، فقال في قصيدته فيه بعد الاستهلال التقليدي :

قال الفتى الشاعر زعل نومي وبيته سمير= البارح الهاجس ضوى فرحان يكتب في النظير
ابيات من ذات القريحة نظم ماهو مستعير= وابياته الغرا يقدمها الى الى الشيخ الكبير
شيخ البلد زين الخلايق صاحب الوجه النوير= الشيخ نور احسين في صوماليا ماله نظير
هو كوكب الأمة وخلق الله منه تستنير= ربي عطاه الخلق والأدب والعلم الغزير
في كل فن دارس فنون العلم جم ما يسير= في الفلسفة بل والثقافه عنده اعلوما كثير
وامّا علوم الفقه ماله شبه في الوقت الأخير= قاضي وبن قاضي وله تاريخ في المهجر كبير

ويختتم شاعرنا خميس سالم كندي قصيدته بقوله:

ذا لي حصل من نظم شاعر وصف بالنسبه حقير= في الشيخ لأن الشيخ فيه أوصاف محموده كثير
ابيات قصد الذكر والمذكور بالذكر جدير= والفي صلاتي تخص المصطفى طه البشير

مهما تكن نوايا ومقاصد شاعرنا خميس سالم الكندي حين نظم هذه القصيدة ، هل هي كانت من أجل إظهار وصف الممدوح وعلمه وفقه وطيبة سجاياه ، أو أنها رسالة عرفان وشكر لهذا الشيخ الجليل صاحب الأيادي البيضاء ، أو أن شاعرنا كان يروم عطية جزلة ، وهبة تكفيها نائبات الزمان . فالأهم أن القصيدة ابتعدت عن الخطاب الذي كان يمدح فيه شاعرنا اصحاب البطولات والعنتريات الحضرمية واظهارهم بأنهم ( يزوعون الجبالي .... وصلّب وشدّد .... ويعصب ويطلق .... مخلي كيرها رشان .... والقبولة .... ) وغيرها من صيغ الخطاب الشعري السائد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي .



.

.

أبوعوض الشبامي 04-21-2011 08:39 PM





تقع الصومال في القرن الأفريقي وقعت ضمن الاحتلال البريطاني ( الجزء الشمالي من الصومال ) المعروف حاليا بجمهورية أرض الصومال سنة 1884 م والتي استقلت في 27/6/1960 م ، فيما استقل الشطر الجنوبي المحتل من قبل إيطاليا منذ عام 1889 م في 1/7/1960 ، عاصمة الصومال مقديشوه ( مقاديش ) ... للحضارمة تواصل مع الصومال منذ عهد مبكر من التاريخ ، وكانت العلاقة بين حضرموت والصومال علاقة أخوة وتجارة وتجتمع ضمن الروابط الاسلامية ، وأزداد نفوذ الحضارمة تعمقا وتأثيرا في أوساط المجتع الصومالي حين تردد إلى الصومال أسر السادة العلوين فمنذ ما يناهز سبعة قرون ، عرف السادة العلويين طريقهم نحو شرق أفريقيا واستقرت بعض الأسر العلوية في الصومال وانتشروا في مدنه قبل ثلاثة قرون فقط ، فانتشروا في الحبشة والصومال وجزر القمر وبقية دول شرق أفريقيا ، ويخصص صاحب كتاب ( حاضر العالم الإسلامي ) فصلاً للبطون العلوية في إفريقيا الشرقية والجزائر القمرية ، فيقول ( أنهم 13 فخذا في الصفحتين 160 / 161 ج3 يرجع نسب أربعة بطون إلى ( آل عم الفقيه المقدم ) .

برز من وسط السادة العلويون علماء ساهموا في نشر الدعوة الإسلامية في تلك الأصقاع الأفريقية النائية ، وتبوأت أسر علوية محلا رفيعا في قلوب السكان المحليين ، فكان لهم التأثير الروحي والاجتماعي بين سكان الصومال ، ، وقد دخلت العجمه في أسماء بعض الأسر العلوية التي تنتمي إلى ( آل النضير) بمقدشوه حيث اعتاد الصوماليون تسمية أمثل ( حرمين نور ، سعاده ذو بني موجود منياً مبالي مقالوا ) .
وقد شكى بعض السادة العلويون على سفارة الجنوب بالصومال لعدم اعترافها بهم كحضارم مهاجرين ورفضت صرف وثائق سفر لهم ، وأرسلوا الى السادة العلويون في حضرموت صورا لهم أيضاً صورا من مشجرات أنسابهم منهم خطيب ( جامع شنقاني ) بمقدشو ( الشريف عبدالله حبيب ) و ( قلتين حبيب ) و ( عبدالقادر أبوبكر ) مع صورتين للحبيب علي أبوبكر النضيري وابنه عيدروس ، كما حرص السادة العلويين على إقامت احتفالاً عظيماً سنوياً بمناسبة مولد النبي محمدعليه الصلاة والسلام يطبعون في هذه المناسبة صورة المحمل بالأعلام والقصائد الشعرية لهذه المناسبة:

يا مولداً فاح في الأقطار ماطره= وفاض بين الورى باليمن ما طره


حرص السادة العلويون على طبع المحمل الشريف للمولد النبوي ، وكان أخر من قام بالتدريس في مدارسهم الأستاذ السيد أحمد زين بلفقيه ، والسيد طه أبوبكر السقاف ، والسيد محمد سالم الحامد ، والشيخ محمد بن علي بافضل وهو من أهالي القطن.

إلا أن رياح الحركة الإرشادية هبت على الساحل الشرقي الأفريقي وإن كانت وصلت متأخرة في العقد الرابع من القرن الماضي ،وإن بدت أقل حدة وضراوة على ما كانت عليه في الأرخبيل الإندونيسي ، فقد أنشق الشيخ محمد بن علي بافضل عن العلويين وهجر التدريس في مدارسهم ، وكان الشيخ بافضل حينها متأثرا ب ( الوهابية ) وافكار الحركة الإرشادية ، واختط مسجدا تحت إشرافه في حي ( بلاجوا عرب ) وتبعه خلق كثير ، واستطاع هذا الشيخ العالم والخطيب المفوه أن يأثر على أتباعه من عرب وصومال ، وساهم في تأسيس الجالية العربية بالصومال ، كهيئة من هيئات المؤسسات المدنية في الصومال الخاضعة تحت الحكم البريطاني بعد هزيمة ايطاليا واستسلامها ، في نفس الوقت تخضع حضرموت وبقية انحاء الجنوب العربي للحكم البريطاني ، وقد نشرت صحيفة ( فتاة الجزيرة العدنية ) عام 1947م خبر تأليف هيئة مسؤولة تشرف على الجالية العربية في الصومال ، تشكلت ( برئاسة الشيخ علي عبدالله مرجان ( رجل أعمال من أبناء البيضاء ) وكل من سليم بن سالم بن كوير ، وأبوبكر بن عوض ، وأحمد مدهش الخرباش ، وعبدالحميد سالم الشيباني ، وبلغت تبرعات تأسيس الجالية العربية بالصومال ( 17 ألف شلن ) ويعد هذا المبلغ حينها مبلغا كبيرا ، وكان من أهداف الجالية العربية بالصومال ، وجود كيان يضم العرب ليمارسون نشاطاهم الاجتماعي والثقافي والفني عبره ، وأنضم العرب في الصومال الى عضوية الجالية العربية وصرفت لهم بطاقات العضوية، وكان شاعرنا خميس سالم كندي من أوائل من أنضم وتمتع بعضوية الجالية ، وحرص على المشاركة في فعاليات ونشاطات الجالية حتى أطلق عليه ( شاعر الجالية ) .


ساهم الشيخ محمد بن علي بافضل في تأسيس ( مدرسة الفلاح الإسلامية ) ، واعاد هيكلة منهج هذه المدرسة ، فوجد شاعرنا خميس سالم كندي فرصته أن ينضم الى هيئة التدريس ، ويقوم بإدارة الطابور الصباحي للطلاب وقيادة الطلاب في إلقاء النشيد الصباحي ، وانصراف الطلاب للفصول ، اضافة الى تدريس الطلاب مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظهم الأناشيد المدرسية .

لمعرفة المزيد عن الشيخ محمد علي بافضل هذا الرابط المخصص بإسمه (( نبذة عن حياة الشيخ محمد بن علي بافضل ))

كان أول حفل أقيم لهذه المدرسة حفلا مشهودا فقد أختيرت صالة ( سينما بن كوير ) في بلاجوا عرب لتكون مقر الحفل الذي حضره مندوب صحيفة ( فتاة الجزيرة العدنية ) وكتب تقريرا مفصلا لوقائع الحفل .


تحول الصبي خميس سالم الكندي الذي نشأ يزاول مهنة الحياكة في قريته الغرفة المحاصرة منذ أن بدأ يعي في الحياة ، الى شاعر يحمل لقب ( شاعر بن عبدات ) ثم هرب وحمل لقب ( مندوب وكالة بازرعة في هرر ) ثم استقر في الصومال وحمل لقب ( شاعر الجالية ) ثم أخذ به الفخر والزهو أن حمل لقب ( الأستاذ خميس ) يشار إليه ضمن هيئة التدريس في مدرسة الفلاح الإسلامية .




.

من السادة 04-22-2011 07:16 AM

شكراً جزيلاً للأستاذ القدير أبوعوض الشبامي
الذي بوجودة [motr1]يحرك[/motr1] الجميع ويثري المنتدى بكل ماهو جديد
اكرر شكري واعجابي بقلمك السخي ياعمدة المنتدى0

أبوعوض الشبامي 04-22-2011 09:59 AM

.

تعد مدينة مقديشو من أجمل المدن الأفريقية لما ميزتها الطبيعة بجمال ومناخ ساحر ، وشاطئ نظيف يفضله المصطافون على المرتفعات ، وكان ( حمروين ) الحي التجاري يعج بحركة تجارية مزدهرة ، وكان للإيطاليين وجودا مأثرا في المدينة ، وقد طبعوا على تصميم شوارع المدينة الطابع العمراني الايطالي ، لهذا يتمتع الإيطاليون بمكانة مهمة بين السكان بوصفهم الاسياد المستعمرون ، وتقوم نخبة من رجال الأعمال الايطاليين بإدارة بعض مفاصل حركة الإقتصاد الصومالي ، كمصانع السكر وبعض المعلبات وصناعة الجلود وزراعة الموز وتصدير اللحوم والمنتجات الأخرى الى الأسواق الإيطالية والأوربية ، وكانت هناك جالية إيطالية في مقديشوه ، وكانت الفتيات الإيطاليات يتمخترن في شوارع الحي التجاري ( حمروين ) وبقية المدن الصومالية، ويفضلن السباحة على ساحل البحر وهن لابسات ( المايوهات ) ، ومن المعروف عن النساء الإيطاليات أنهن يتمتعن بالجمال الساحر.

كيف لايكن جميلات في عيني شاعرنا خميس كندي ، وهو الذي ألف من قبل على سحنة الحبشيات السمر ، ثم يرى تقاطيع اجسام الصوماليات ( المنبعجات كثيرا من الخلف ) ..!! .
شاهد شاعرنا جنسا مختلفا وجمالا يضرب به المثل . لهذا كم صبا قلبه بمفاتنهن وتولع بجمالهن ، وإن كان الوصال منهن بعيدا عنه وأبعد من لقاء ( الغول والعنقاء ) ، ومع ذلك فلابأس أن يعبر عن شعوره من خلال شعره ، فحين زار شاعرنا كندي مدينة ( مركه ) وهي تقع جنوب مقديشو رأى غانية ايطالية كانت آية في الجمال ، وكان جمالها يبهر من يراها ، ولم يستطع شاعرنا خميس كندي كبت مشاعره وشاعريته أمام هذا الجمال الرباني فقال في ديوانه (( هذه القصيدة القاها الشاعر في مركه عندما القا نظرة على احد الغواني الايطالية في سوق ( مركه ) في الساعة أربع مساءا وهي تمشي في الطريق الرسمية )) ، قال شاعرنا وهو مبهورا بجمالها الذي انساه قول الأستهلال أو المقدمة التقليدية في الشعر الشعبي :

يقول ود سالم نظرت الهلال=يضي على مركه عشيه
فقلت هاذي شمس أم ذا خيال=أم هي قمر أم هي صبيه
أو صاب عقلي ياصحابي خبال=إيش السبب إيش القضيه
قالوا تأمل في بديع الجمال=وإذا بها هيفاء رضيه
تمشي في الرصده(1) شبيه الغزال=دلا ..دلا بالهمزيه
ما تلبس إلا كل غالي وعال=تفصيل موضه باريسيه
في مدرسة رومه تعلّم كمال= واختم دروس المدنيّه
عنده شهاده من ملوك الجمال=بيده شهادات قويه
لو شافه القاضي مسى في ظلال= وأدخل معه في الجاهليه
والعاد باينشد حرام أوحلال=الحسن فتان البريه
فقلت ياسيد الغواني تعال= كلمه عربيه بتيه
نظر إلي نظرة استهزا وقال= من الذي يدعي عليّه
فقلت له عاشق يريد الوصال= حاسبه بايعطف عليه
فهم كلام بعد شدّه وقال= زلت لسانك في خطيّه
ياطامعا بالوصل مني محال=وش جاك تتكلم معيّه
ما بيننا من سمح خط اتصال= وإلا لغتنا مستويه
أنا مسيحي وانت مسلم محال= با يتفق طبعك معيّه
العفو منك يابعيدة المنال= قلدتها أبواب الهويه

أنصرف شاعرنا خميس سالم كندي الى بلاجوا عرب ، وهو يداعب خياله العاطفي ، وميقنا أن هناك حاجز ديني ، ولغوي ، وعرقي ، بينه وبين هذه الغانية الايطالية الحسناء. ولكنه لم ( يقلد ) يغلق باب الهوية أمام تلك الصبايا العربيات واللواتي كن يتمخطرن كل عشية في شوارع ( بلاجوا عرب ) يتزاورن لبعضهن البعض ، وربما لسان حاله يقول حينئذ كما قال الشاعر الكندي ابوالطيب المتنبي :


ذِكرُ الصِبا وَمَراتِعِ الآرامِ = جَلَبَت حِمامي قَبلَ وَقتِ حِمامي
دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمومُ عَلَيَّ في= عَرَصاتِها كَتَكاثُرِ اللُوّامِ

فذكر الصبا و مراتع الآرام العربيات في بلاجوا عرب ، وبين طرقات ( الحي العربي ) الترابية الغير معبدة ، وصف لنا شاعرنا خميس سالم كندي الصبايا العربيات بين تلك الطرقات الترابية ، فقال في ديوانه :
(( ( وهذه الأبيات في مقديشوه بلاجوا عرب غزلية يصف فيها هيامه وولعه كما يصف الطرقات التي لاتخلو في كل دقيقه من الجنس اللطيف والطرق هي ( ملايم ) أي مطالع قيزان في هذا الحي )).
قال كندي على صوت ( وسط بستان شفنا التين والرمان ):

خرج فصل والثاني نبا العود يسري=وكل سالي وذايق باه يسمع حنينه
ونغمات الوتر تصغا لها الآذان = وسط بستان شفنا التين والرمان
بلاجوا من دخلها يوم في العمر يكفي=وباينظر ماسر والكنوز الثمينه
تضاهي الخلد لي بوابها رضوان= وسط بستنان شفنا التين والرمان
( ملايمها )(2) ملانه بالذهب قال كندي=وفيها التبر يتحصل على كل عينه
وفيها الماس والياقوت والمرجان= وسط بستان شفنا التين والرمان
وسط سوق المحبه بعت روحي وعقلي=رهنته يوم لكنه غلق في الرهينه
بنات آدم تملكنه ونا فرحان=وسط بستان شفنا التين والرمان
خفاف الروح ياسالم تنوين قتلي=صديقك من محبتهن عسى الله يعينه
وإن مت اكتبونا ميت الغزلان= وسط بستان شفنا التين والرمان
وصاتي في ( الوليجه ) (3)أتلوها على أهلي= وخبروهم بأنا مت موته كنينه
قتيل البيض لي عذبن كل انسان= وسط بستان شفنا التين والرمان
كذب مجنون(4) ماوقع له كما ما وقع لي= شواهد ولد كندي مبينه
معذب في محبتهن الما الآن= وسط بستان شفت التين والرمان

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الرصدة : الطريق المعبد.
(2) ملايمها : جمع مليمه ، كثبان الرمال.
(3) الوليجه : الحقيبة.
(4) مجنون :يقصد به مجنون بني عامر قيس بن الملوح.


.

أبوعوض الشبامي 04-23-2011 01:47 PM

.

كان قدر شاعرنا خميس سالم كندي يترصد له في حله وترحاله ، قدر تبدو فيه مسببات الشر تتغلب على السكون والأمن وطمأنينة النفس التي كان ينشدها ، ابصر النور ونشأ وترعرع وشب اثناء حصار الغرفة ، وشاهد الطائرات وهي ترمي قنابلها على مدينته ، ثم إذ بالحرب العالمية الثانية تقوم وتتعرض حضرموت والجنوب الى حصار بحري ، فهرب شاعرنا كندي إلى الحبشة (( متهربا ومتخفيا )) وما أن وطأت أقدامه الحبشة حتى أنهارت ايطاليا واستسلمت وسلمت مستعمراتها ( الحبشة والصومال ) للبريطانيين ، ولم يمضي عامان من استقرار شاعرنا خميس سالم كندي في الصومال ، وإلا وتفجرت بين الصومال و العرب احداث دامية ومؤسفة.

هناك عدّة روايات حول اسباب الأحداث التي وقعت بين الصومال و العرب في مقديشو ، منها : من اتهم الانجليز بأن أياديهم الخفية لعبت دورا في تحريض ( قبائل الأبقال ) الصومالية ضد العرب ، وعن هذه القبيلة الصومالية ( أبقال ) رد شاعر حضرمي على منتقديه الذين اتهموه انه هرب من حضرموت بسبب عراك القبائل الحضرمية الى الصومال لينشد السلامة والأمن ، فرد عليهم بقوله : (( عمدت الصومال بين الأبقال القبايل الشداد )) .

ويعلل البعض أن سبب الاحداث تنامي نشاط الجالية العربية متمثلة في هيئتها التي استطاعت أن تضم مجاميع كبيرة من العرب فيهم الحضرمي ـ والعماني ، واليمني الشمالي ، وابناء الجنوب . واستطاعت بنشاطها الاجتماعي أن تفرض واقعا جديدا في نشاط المجتمع المدني في الصومال . وتسربت معلومات الى الاستخبارات البريطانية في الصومال بأن العرب يقومون باعمال تحريضية بين الصوماليين ضد الانجليز ويتهمون الانجليز بالقيام بحملات تبشيرية .

وفي نوفمبر سنة1947م ، أجبرت اجهزة الأمن الصومالية سكرتير الجالية العربية ( ابوبكر بن عوض بن مبارك ) الرحيل من الصومال الى ممباسا ، إثر مشادات وقعت بينه ومعه سيد من آل البيتي ، وبين بعضا من ابناء قبيلة الأبقال ، واحتج ابناء الجالية العربية على قرار ابعاد سكرتير الجالية والذي ينتمي الى قبيلة ( نوّح السيبانية الحضرمية ) ،

في المقابل لم تهدأ الأنفس وبقي الجو متوترا بين الصوماليين والعرب ، وصادفت تلك الأحداث أيام عيد الأضحى من سنة 1366هـ وفي اليوم الثاني من العيد اجتمع ابناء الجاليةالعربية بعد ان وصلت الاخبار بأن هناك حشودا من قبائل صومالية في ضواحي بلاجوا عرب مزودة بالسلاح الأبيض ( خناجر ، ورماح ، وسيوف ، ونبال ...الخ ) وعصي غليظة قادمة للانتقام ومهاجمة العرب ، الذين يخرجون في مظاهر احتفالية حاشدة يتوجهون فيها الى بيت رئيس الجالية العربية ( أحمد مدهش خرباش ) وهو من أهالي البيضاء ، وحين كان الحشد العرب متوجها الى مقر الجالية كان شاعرنا خميس سالم الكندي يتقدم الحشد بوصفه شاعر الجالية وكان ينشد بصوته الجهوري الأبيات الشعرية التي تبعث على الحماس والصمود ويرردد الجميع من بعده منها قوله :

يارجالا ..يارجالا= بالسيف والرماح والنصالا

وفي اثناء طريقهم الى مقر الجالية ، هاجمتهم القبائل الصومالية على حين غرّة ، وكان العرب عزلا من السلاح ، واشتبك الفريقان ، وانتقل المغيرون الى دكاكين العرب في ( حمروين ) فجطموها ونهبوها ، واستمرت الفوضى لمدة يومين ، واستطاعت الأسر العربية المقيمة في حمروين الهرب نحو ( بلاجوا عرب ) الحي العربي . وذكرت صحيفة ( صوماليا كوريير ) في عددها الصادر في 3 نوفمبر 1947م الأحصائيات الرسمية التالية:

(( الأموات من العرب 8 اشخاص ، ومن الصومال 1 ، المجاريح من العرب 26 ، ومن الصومال22 ، ومن الجندار مري 7 ، وقد خرج من مجاريح العرب 16 شخصا )) ..!!

واحتجب ابناء الجالية العربية في منازلهم ، وبعد ثلاثة ايام عاود الصوماليون الغارة على ( بلاجوا عرب ) من جهة الشمال ، وحين اقبلوا بسلاحهم الأبيض ، وعلى مقربة من البيوت ، اطلق فوق رؤوسهم النار أحد أبناء قبيلة نوّح فخاف الصوماليون وهربوا وظن بهم الشك بأن الانجليز كان يريد بهم الإيقاع والفتنة وانه سلح العرب باسلحة نارية ، في المقابل كانت لتلك الحوادث ردود أفعال سريعة فقد استنكر الاتحاد الاسلامي الصومالي في عدن تلك الحوادث واتهم الانجليز وراءها ، واستنكر الصوماليون المقيمون في عدن تلك الحوادث ضد أخوانهم العرب وأدانوها ، وأذاعت محطة مصر ، والشرق ، وإذاعة لندن أخبار تلك الحوادث ، وأبرق الحضارم للسلطان صالح بن غالب القعيطي وكبار أعيان الحضارم في عدن والسعودية وحضرموت ، شرحوا لهم ما تعرض له العرب في مقديشوه وطلبوا الوقوف معهم وحمايتهم ، وبعث رئيس الجالية العربية برقية الى ملك اليمن ، وإلى نادي الحزب الوطني في حضرموت ، وإلى قائد القوات العام في مكتب المستعمرات بعدن ، وإلى حكومات الجامعة العربية ، وأرسلت برقيات الى ولي عهد المملكة العربية السعودية ، وصحيفة ( أم القرى ) وإمام الحرم المكي .

صحيفة فتاة الجزيرة غطي مراسلها الصحفي وقائع الأحداث




وعلى إثر ذلك شكلت الحكومة في مقديشوه لجنة تحقيق لتقصي الحقائق ، مكونة من الميجر ( سيمور ر) ئيسا ، والكبتن ( كيك برايد )، ومن عضوية ( جامع موسى بغر) ، و ( إمام محمد أحمد) ، و( علي عبدالله مرجان) ، و ( الشريف مهدي ) .

من جهة أخرى شكل الصوماليون لجنة صلح وقدمت هذه اللجنة سبعة شروط للعرب منها :

( أن لايتدخل العرب في شئون الصومال ، وألا يجعلوا دكاين ومقاهي في ( بنديره ، وعر قاب ، وورودقله ، وشنغاني ) من الحجر إلا في حمروين وبلاجوا عرب ، ولا يجعلوا أيضا مركز للجالية ولا للمنتدى ولا للنهضة في حمروين ، ولا المحلات المشار إليها ، ولا يتجولوا في أفراحهم) ، وقد رفض العرب أغلب هذه الشروط ، وإن كانوا وافقوا على عدم التدخل في السياسة .

عاصر شاعرنا خميس سالم كندي تلك الأحداث التي جرت في الصومال ، ونظم عدة قصائد في تناول مسببات شرارة الحدث ، وذكر أن الثورة ( هكذا سماها ) كان سببها السادة آل البيتي وقبائلهم من نوّح من جهة وبين الصومال( الأبقال ) من جهة أخرى وقال في ديوانه


(( قصيدة بمناسبة الثورة في بلاجوا عرب بين الصومال الأبقال ، والعرب ، وأصل الثورة بين قبيلة نوّح والسادة آل البيتي وبين الصومال القا هذه القصيدة الى شائب نوّح وسيبان السيد حسن بن عمر المحتحت قال كندي :

بني مغراه قال الذي قد بات ساهر= عبّر ليله ولا غمضت بالنوم لعيان
و لابه هم دنيا ولا مسبور قاصر= ولا دعوى تهمه ولا من دين وحلان
سوى أخبار الفتن لي تنكد كل خاطر=ولا تفرح إلا سوى جهلاء وغشمان
ومن لاجا بجوده يجي مكسور خاطر= ومن يخرق بيده بايرقع بليمان
تنكد عالشيوبه ومن له عقل فاكر= تجيب الهم والغم والشغله والاحزان
ولكن ويش تلقي الى ثار ثاير= وقد ثارت حمية بني يعرب وقحطان
مع الساعه ثناعشر ونا في السوق عابر= سمعت الصيح مطرق ودكه بين شبان
بني هاشم وأبقال كلاً راح شاكر=وواحدهم بعشره رجال أجواد شجعان
وياكمين شاجع رجع مكسور خاطر= بلاجوا من دخلها بهمه راح فزعان
إذا صاح المصيح تجد كلين حاضر= ملانه بالقبايل بني نوّح وسيبان
عرب دارت علىرؤوسهم جميع الدواير= تربوا على المحن والفتن من سابق زمان
وشايبهم حسن بن عمر له صيط شاهر= ملقب بالمحتحت ونعمك عالي الشان
يحتحت عز وناموس لأصاحابه يكابر= واسلافه تحت منهم بركه وبرهان
وهو لله دره على اصحابه يخاطر= ويقبل ما يجي منهم راضي وفرحان
وهم محد مقصر معه باطن وظاهر= يلبون الطلب كلهم في شرب فنجان
وداعي نوحي ما يجي في شرع قاصر= كذب من قالك نوحي في الأرض يهتان
ونجم القبوله لم يزل سامر وزاهر= وتمت قبولتهم برونقها إلى الآن


.


عجيب في أمر هذا الشاعر ( خميس سالم كندي ) عدّ تمرد بن عبدات شرف قبلي تفاخر به وبمن قام به ، وعد تمرد بن عبدات على الانجليز ثورة ... بينما في الصومال عد ثورة الصومال ( الأبقال ) على العرب الذين كانوا يسيطرون على مفاصل الاقتصاد الصومالي ويزاحمون المواطنين على أرزاقهم ، ويتدخلون في الحياة السياسية والاجتماعية و العقدية لأبناء الصومال عد داخل ضربا من ضروب الصراع القبلي .

.

أبوعوض الشبامي 04-24-2011 08:52 AM


كانت لأصداء تلك الحوادث التي شهدتها الصومال في أواخر 1947م وقعا كبيرا أثر سلبا على العلاقات بين الصومال ابناء البلاد وبين المهاجرين من حضارم وعرب ، إلا أن لقاءا ضم رؤساء بعثات الحج وعلماء مسلمين في موسم عام 1366هـ في مكة المكرمة ، جمع بين وفود صومالية وشخصيات حضرمية ، استطاعت تحت الدعوة للأخوة الإسلامية أن تنزع فتيل التوتر وتهدئ بعضا من الخواطر .

عاد الحجاج الصوماليون الى بلادهم يدعون اخوانهم للتسامح وتعزيز علاقة الأخوة الاسلامية بين العرب والصومال ، خاصة في تلك الظرف التي كانت تحاك فيها للمسلمين المكايد والفتن ، وتشهد أوضاعا بالغة الخطورة تنادي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود .

في خضم تلك الأحداث والظروف العربية والاسلامية العصيبة أدرك شاعرنا خميس سالم كندي أهمية جهود صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود ، الذي كان حريصا على وحدة صف العرب و المسلمين وخدمتهم ، فكان شاعرنا يرى في شخص الملك عبدالعزيز رمزية الحاضر العربي ، والشخصية العربية الطموحة والتي تسعى لتحقيق الوحدة الإسلامية ، ويرى البون الشاسع بين حكام عشائريون في حضرموت ، ألف أن يشاهدهم ، وقد تخلوا عن مظاهر هيئتهم الحضرمية والعربية ، بينما هذا الملك العربي متمسك باصالته وعاداته وتقاليده ومظهر هيئته العربية .


يرى القارئ في هذه الصور للسلطان صالح بن غالب القعيطي وإبنه ولي العهد عوض بن صالح ، وهما في احتفال رسمي في ساحة قصرهما ، يظهران كعادتهم بالزي الهندي ( لباس مهراجات الهند ) ، بينما تبين لنا سخرية المواقف صورة المستشار انجرامز وقد بدا باللباس العربي التقليدي .. وفي الصورة الثانية يظهر علي بن صلاح القعيطي بلباس الملايو واضعا طربوشا على رأسه .









كتب شاعرنا خميس كندي في مخطوطة ديوانه قصيدة قال في مقدمتها : (( هذه القصيدة في صاحب الجلالة الملك المحبوب عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد وملحقاتها ، يصف عدله وكرمه وبطولته والحالة الاجتماعية في الحجاز ، كما يصف الوحدة العربية ويتمنى لها الفوز والظفر ..)) قال كندي :
أ - الفته أبيات امنتظمه= في الذي للشرع فاتح محكمه
في بلد مكه بلاد أمكرمه= الملك عبدالعزيز آل سعود
ب _ بربه معتمد ما هو بحد= من قتل قتلوه مثنات البلد
وإن سرق سارق يحصل قطع يد= في الحميديه يقيمون الحدود
ت - تسير الناس في أرضه مامنه= في طريق مكه وهي مستامنه
والعساكر في المراكز داهنه= في الخبوت الخاليه طارح جنود
ث - ثنـّه واثنه وكثر في الثنا=قيم بالتوحيد ما حط العنا
بايؤيده المهيمن ربنا= بايوسع له في الملك الحدود
ج - جاب العدل لمان البلاد=طهّر الأمه من أنواع الفساد
واصبح التوحيد سائد في العباد= وانتشر فيهم على رغم الحسود
ح - حكم نجد وأرض الحجاز = واصبحوا حلانها فيها عزاز
والحجاز اليوم عالأقطار فاز= عالأجانب بالتقدم بايسود
خ - خليفتنا أمير المؤمنين= لي حكم بالعدل بين المسلمين
لي نشر سيفه على المتفرعنين= ضاغط الظلمه وقيدهم قيود
د - دم في الملك ياعبدالعزيز= ضاهي امريكا وضاهي الانجليز
والشرف عندك وفي اولادك غريز= فاليعش فيصل فاليحيا سعود
ذ - ذقنا منك أثمار الشرف= كل عربي من ثمار عدلك قطف
كل مسلم في حمى مكه وقف= جاء وهو يشكر سلاطين النجود

ويشير شاعرنا كندي الى قضية فلسطين ومؤامرة التقسيم وموقف العرب من ذلك فيقول:

س - سان فرنسسكو تنادي للعرب= يافلسطين الفرج لش قد قرب
الملك فاروق في الأمر خطب= بايحررها على رغم اليهود
ش- شهروها رجال المؤتمر= عندها بايحن وإلا انكسر
با نحررها من افعال الغجر= لي خذوها عالاهالي بالنقود
ص - صولي يالجزيره وادّعي= تحت رايات العدو لاتخضعي
واطمعي في ملكهم ولا تقنعي= عاهديهم ووثقي منهم عهود
ضبطوها بجمعية دول= منهم سبعه يريدون العمل
خلوا العالم وما فيه ارتقل= باجتماعات الضراغيم الاسود

تأسست جامعة الدول العربية في 1945م من سبع دول هي : المملكة العربية السعودية ، ومصر العربية ، وسوريا , والعراق ، والأردن ، ولبنان ، واليمن ( المملكة اليمنية المتوكلية )
ومنذ تاسيسها والى اليوم لا زالت اجتماعات ( الضراغيم ) مستمرة دون إنجاز ملموس في تحقيق الوحدة العربية التي كان شاعرنا خميس كندي يحلم بها ، وربما أن وحدة المسلمين هي الاستراتيجية المهمة التي يصبو لها كل مسلم ، قال كندي:


ط - طمع الاسلام في وحده تكون= الجزيره واهلها يتساعدون
إن بغوا عاالناس باتسيطرون= مثل ما كانوا يلقون الجدود

لم يغفل شاعرنا كندي عن الاشارة الى انجازات الملك عبدالعزيز آل سعود ، والذي كان يعمل بهمة عالية من أجل إزدهار بلادة ورقي شعبه ، وتحويل بلاده من صحاري جرداء الى ورشة عمل كبيرة تسير فيها وتيرة التقدم والتنمية بصورة سريعة تجاري الامم والشعوب المتقدمة ، قال كندي:

ق - قام الفن فيها والادب= واصبحت فيها مناجم الذهب
بعدما كانت صحاري للمهب= انظروا الاحساء ملانه بالوفود
ك - مسبها وكسب أهلها= واصبحت الأمه غنيه كلها
والحجاز اليوم ماشي مثلها= من جبل لبنان لما قبر هود
ل - لازالت رياضك زاهره= بك وبأولادك دواماً عامره
يا الأسد لي ما تجي قاصره= كم مليت الارض من فضل وجود



.


أبو صلاح 04-25-2011 09:52 AM

موضوع رائع مثل صاحبه المتفرد بالروعة والمتميز دوماً
مزيداً من الإبداع نتابع ماتكتبه ياعمدة

أبوعوض الشبامي 04-25-2011 10:33 AM


لم تهدأ خواطر العرب في مقديشوه وهم يشاهدون ثكلاهم يبكين على الموتى ، وجرحاهم يأنون ألما من جراحاتهم ، وتجارهم يعضون اصابعهم قهرا وغيضا على أموالهم التي نهبت من قبل القبائل الصومالية ، أما شاعرنا خميس سالم كندي وهو الشاعر الذي عاصر الحدث ساعة بساعة وكان شاهدا على وقائع ( ثورة ) الصومال على المهاجرين العرب ، فما برحت وقائع تلك المعركة التي نشبت بين العرب والصومال في احياء بلاجوا عرب وحمروين ، إلا وتتراء لشاعرنا حين يتذكر بين لحظة وأخرى سقوط القتلى والجرحى من العرب الذين استماتوا في الدفاع عن انفسهم واعراضهم وبيوتهم ودكاكينهم ومحلاتهم الاخرى من هجمة الصوماليين .

كما أن وظيفة الشعر الشعبي في حضرموت مواكبة الأحداث وتسجيلها ، وتوثيقها ، فإن شاعرنا خميس سالم الكندي وثق لنا احداث نوفمبر 1947 م التي جرت وقائعها بين العرب والصومال ، جاء ذلك في قصيدة طويلة ظفرت عليها في ديوانه المخطوط ، ( وربما أن شاعرنا كندي قد نظر رؤية الكاشف من خلف الحجب واشار عبر الزمان بأن ( متنطعا جاهلا بشعره اسمه ( مسرور ) سيأتي يوما ما ويتقول عليه ما لالم يقله ، ويكتب في السقيفة يشكك في الصحف التي نقلت وقائع تلك الاحداث ويتهمها بالصحف الصفراء ) لذا نختار لكم من ابيات تلك القصيدة ما يؤكد صحة التقارير الصحفية للمراسلين.



وحول تلك الأحداث قال كندي بعد الاستهلال التقليدي:
قال الذي بات ساهر عالكبد حرقه= الناس ناموا وكندي على الوقا مالاق
من شي نظرته بعيني قد جرى حقه= لا من مجرد إذاعه راديو أوراق
بل انتشر في الجرايد وصف بالدقه= واتألم الكون باالفعل الشنيع الشاق
صادر من أمة خبيثه مالها شفقه= عملوا عمايل حرقت كبود العرب حراق
ليلة ثناعشرفي الحجه جرى حقه= من عشر ساعه ونص والحلو ما ينذاق
وأمست (حمروين) سوداء مظلمه عذقه= من لي جرى تلك الليله في المضياق
المنتدى والكلب دخلو في الحلقه= في (أفراردود) حضرو معشر العشاق
استعمل السيف والسكين والدرقه= يا كم من اشقر صبر عاالطعن من لذلاق
ما تسمع إلا ونين أنفس في الرقه= ضحوا بتسعه نفر في ذلك المطراق
تحت البنادير لا المغرب لقو دقه= دم العروبه حمي وتطاولت العناق
قسمو يمين الشرف لو باتقع سحقه= نفنى جميعا وهي تسلم من الدحاق
حاموا عا رمزنا الغالي من النذقه= حاموا على رمز وحدتنا من النذاق
أما العدو مستعد للصيح والصفقه= حاول وباذل جهوده كلها ماطاق
كل ما كسر فوج حلا وصلت اللحقه= والسبع ترسم قواس النصر في المطراق
وصلت ترفرف لمركزها بيد فرقه= رغم العدو لي حلف بالعهد والميثاق
أوهام وحلم جابت له السمقه= ما يحسب ان العروبه دمها دفاق
وهمه وحلمه دخل به في شي غمقه= والله لو ما العساكر نفخت الابواق
إن كان ماحد سلم من ذلك الحلقه= إلا ان سرح منها شارد يخب عالساق
الحاصل أنه درس من نفسه الحمقه= ان العرب باتضحي تضحية مشتاق
للموت والموت يسهل بل وله عشقه= في ذلك الموقف اللي يرضي الخلاق
آيس ودبر خطط للنهب والسرقه= بيت يعربد بقومه في وسط لسواق
عملوا اعمال الزنوج البربر الفسقه= في النهب والسلب والتكسير والحراق

بعد أن وصف شاعرنا خميس كندي وقائع تلك الاحداث المؤلمة بوصفه شاهد عليها وجه قصيدته الى رئيس الجالية العربية ( احمد مدهش خرباش ) يصف مواقف ذلك الرجل الذي نجهله ، مواقفه من تلك الاحداث وما بدله من مال من أجل العرب ، ووصف اتصالاته على المستوى العربي والدولي التي كان لها الأثر في وقف التعديات والتصفيات العرقية على المهاجرين العرب من قبل الصوماليين قال كندي:

وبعد قم ياالمعتني بلغ الورقه= لا ريس الجاليه باتلحقه مشتاق
(خرباش) لي يخدم الأمه بلا نقه= ما يجحد اعماله إلا كل عربي عاق
خائن لجنسه ويبغى للشرف دقه= حمار ما قاصر إلا حبل والسواق
خرباش ضحى بماله للعرب صدقه= من شان هاذي القضيه في عدن مالاق
أرسل بلاغات رسميه بكل دقه= للجامعه والدول في سائر الآفاق
يطلب من اقطابها النجدات واللحقه= ويحثهم قبل ما تتوسع الأشقاق
سبعه دول باتلبي للنداء حقه = وعبدالرحمن باشا بطلها العملاق

من خلال استقراءنا لشعر خميس سالم كندي في المرحلة الأولى ( مرحلة الغرفة ) قرأنا في شعره كيف كان مفهومه للوحدة ، مفهوما قرويا ضيقا ، تبنى في رؤيته ( وحدة القبائل الشنفرية لتناصر المتمرد بن عبدات ) لهذا ذهبت صيحاته أدراج الرياح حين كان ينادي على تلك القبائل ، إلا أن تتطور الوعي السياسي والوطني لشاعرنا خميس كندي ، جعله يدرك في ذلك الوقت المبكر مفهوم الوحدة بمعانيها الأستراتيجية ومفهومها القومي بوصفها صمام أمان العرب ، أدرك أهمية وحدة العرب من خلال وحدتهم في مهجرهم الصومالي حين تعرضوا للقتل والنهب ، فكانت وحدة ( عرب حضرموت ، مع الجنوبيون والشماليون ، والعمانيون ) أمام هجمات الصوماليون أكسبتهم قوة وصمودا وتكاتفا وتماسكا فيما بينهم البين ، لهذا يرى شاعرنا أنه إذا كانت وحدة عرب الصومال شكلت قوة لهم تحميهم من أعداءهم ، فالوحدة العربية تعد ضرورة للأمة العربية لتحمي الأمة من مكائد الأعداء ، خاصة في تلك السنة والتي بدت فيها قضية فلسطين قضية عربية محورية قاوم العرب فيها الاستيطان اليهودي والتقسيم من أجل إنشاء دولة يهودية في فلسطين . قال شاعرنا :

نهرو وايزمن واعونه الفسقه= لي صححوا له في المجلس ريا ونفاق
داخل فلسطين والله ما طرح دحقه= ما با يحصّل وطن قومي ركيك الساق
سبعه دول با تهد كلين من شقه= وبايقع في مطاريق المدن شقاق
ياويزمن باتراجع نفسك الحمقه= دخلت بأمتك في موقف حرج منضاق
أوهام وأحلام لي جابت لك السمقه= وصوروا لك في المجلس علم خفاق
قد وعد بلفور اصبح خبر في ورقه= ومجلس الأمن تقريره خبر في أوراق
القدس والنيل ومراكش مع برقه= حق أهلها لو تسيل دماهم للساق
ما باتودي لحد لو باتقع نبقه= تسعين مليون عربي طرحوا الميثاق

واصبحت اوهام اليهود حقيقة واصبح حلمهم بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين واقعا ملموسا واصبحت دولتهم من أقوى الدول في المنطقة يحسب لها العالم ألف حساب .
وبقيت قصيدة شاعرنا خميس كندي وثيقة من الشعر الشعبي تعبر عن الموقف السياسي للشاعر والذي يعكس فيه آراء بني قومه في المهجر الصومالي المضطرب.




.

مسرور 04-25-2011 02:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 618389)
( وربما أن شاعرنا كندي قد نظر رؤية الكاشف من خلف الحجب واشار عبر الزمان بأن ( متنطعا جاهلا بشعره اسمه ( مسرور ) سيأتي يوما ما ويتقول عليه ما لالم يقله ، ويكتب في السقيفة يشكك في الصحف التي نقلت وقائع تلك الاحداث ويتهمها بالصحف الصفراء )
.

:lol::lol::lol:



بما أنك اعتبرت نفسك وصيا وقيما ورأيك هو الرأي الصائب ومن لا يتناغم مع أحابيلك وأكاذيبك ولا يبصم عليها إقرارا بصحة مضمونها فهو متنطّع والمكان الطبيعي لمشاركاته سلة المهملات .... فقل ما تشاء .



سلام .

أبوعوض الشبامي 04-26-2011 09:43 AM

.

اصدرت الأمم المتحدة قرارها بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية ، الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 واستمر حتى مارس 1949.
شاركت في حرب فلسطين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ، ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من عصابات المتطوعين اليهود من خارج حدود فلسطين.

أثناء تلك الأحداث المفصلية في تاريخ الأمة العربية ، كان شاعرنا خميس سالم كندي يقيم بمهجره الصومالي ، يتابع الأخبار ساعة بساعة ويتفاعل مع الأحداث قلبا وقالبا ، شأنه شأن بقية أخوانه العرب على أمتداد الوطن العربي . الذين كانوا يضعون أياديهم على قلوبهم خشية من ضياع فلسطين وإكتمال حلقات المؤامرة على الأمة العربية . وفي خضم هذا الحدث القومي العربي تطور فيه الحس القومي عند شاعرنا ( كندي ) واصبح يدرك أن القضية ليست هي قضية دفاع عن حرب عشيرة أو قبيلة ضد أخرى من أجل الاستيلاء على بلدة نائية بوادي حضرموت اسمها ( الغرفة ) من أجل أن يحكم داخل اسوارها أمير فلاني ، أو السلطان العلاني .

بدأ مخاض الفكر والوعي السياسي يتبلور عند شاعرنا خميس كندي ويتوجه نحو الهم العروبي والقومي ، إذ لابد أن يصحح ذلك من خلال هذه القصيدة التي نظمها على وجه يشبه التضمين لقصيدة الشاعر ( ربيع سليم ) تلك القصيدة التي قالها يصف فيها الحرب العشائرية للإستيلاء على مدينة تريم بين يافع وآل كثير. ولمن أراد الإطلاع على قصيدة الشاعر ربيع سليم يجدها تحت هذا الرابط :


(( ( مختارات من الأدب العامي الحضرمي ) ..!! - الصفحة 2 - سقيفة الشبامي ))



وربما أن شاعرنا خميس كندي أراد حين أختار أول قصيدة له عن فلسطين ، تضمين قصيدته من قصيدة الشاعر ربيع سليم وأقتفاءه في إختيار القافية والبحر ، أراد أن ينأى بالقصيدة الحضرمية عن دائرة مدح القبلية والعشائرية ووصف حروبها البغيضة ونظرتها الضيقة وصراعها من أجل شهوة الاستيلاء على الحكم والتسلط على العباد والبلاد ،

وجه شاعرنا في هذه المرحلة نظم قصائده نحو القضايا العربية والقومية والوطنية ، وهذا يدل على تطور الوعي السياسي عند شاعرنا خميس كندي .

وربما قائل يقول عن قصيدة شاعرنا خميس كندي ، أن هذا لايعد أخذا من قصيدة الشاعر ( ربيع سليم ) وإنما هو من وضع الحافر على الحافر كما يقول العلامة ( إبن أبي الأصبع ) في كتابه في السرقات الشعرية .

وما يهم القارئ من قصيدة الشاعر خميس كندي أنها جاءت مع حدث كان ولازال يعد القضية المحورية للأمة العربية وهي قضية فلسطين ، وقد نظم شاعرنا قصيدته سنة 1948م وارسلها الى ( الجمعية الحضرمية بعدن ) وكان يطمح أن تنشر هذه القصيدة في صحيفة ( فتاة الجزيرة العدنية ) وقد استهل شاعرنا خميس سالم كندي قصيدة بمناسبة تقسيم فلسطين بقوله :


بروق الظفر والنصر في الأفق لملمت= وثجت على يافا خواصب مزونها
على ( ويزمان ) واعوانه الأرض زلزلت=وفشلت مساعيهم وخابت ظنونها
ودوله خياليه لديهم تأسست= أسسها جنيهات الذهب يبذلونها
وفي مجلس الأمن استطاعوا بمالهم= اصوات الدول في صفهم يجلبونها
من الأصفر الرنان أعمى عيونهم= وجهلوا مسائل بينه يعرفونها

للإستماع الى قصيدة الشاعر خميس كندي تسجيلا بصوته




قصيدة الشاعر ربيع بن سليم يلقيها الشاعر خميس كندي






.

أبوعوض الشبامي 04-28-2011 07:23 AM

.




عرف الشعر العربي المديح واتخذ منه بعض الشعراء وسيلة للتكسُّب ، ويمدح الشاعر الممدوح بذكر فضائله واشهارها ، كالشجاعة والبطولة ، والبأس والشدة ، والكرم ورفعة النسب والحلم والدهاء ورجاحة العقل ، وكل هذه الخصال ترسم الصورة المثلى للإنسان العربي في رؤيته للرجل ، كما كان يتخذ من المدح المبالغ فيه حافزًا للممدوح على المزيد من العطاء والهبات والتكسب ، وربما يتخذ بعض الشعراء المدح للتملق والبحث عن النفع، وإن كان يبدو المدح في بعض الأحيان تجسيدا للود الخالص والإعجاب العميق بين الشاعر والممدوح ، وشاعرنا خميس سالم كندي عرف في شعره المديح واتخذ منه وسيلة للتكسب ، وفي نفس الوقت يبدو أنه كان يقول المدح كتجسيدا للود والأعجاب بينه وبين من يمدحه .

إن الذين عدّوا حكم بن عبدات بأنه كان ( حكما عادلا ) وأشادوا به على أنه ( ثورة ) جاءت ( للقضاءه على طغيان الأقوياء على الضعفاء في الغرفة واقامة العدل بينهم ونشر الأمن وجعل الناس على مختلف طبقاتهم سواسية في الحقوق والواجبات )) فمثل هؤلاء كتبوا ذلك ليس من باب الباحث المنصف لتاريخ ( حركة تمرد بن عبدات ) بل أنهم كانوا يبحثون على خلق الثورات والثوريات ( الحضرمية ) في حقبة كانت حضرموت تبحث عن السلم الاجتماعي بين قبائلها المتناحرة بينها البين ، ويسعى المصلحون من دعاة حركة الاصلاح الحضرمي الى عقد الهدنة بين الحضارمة أنفسهم ، والتي ساهم فيها المستشار البريطاني بدور فعال فيما عرف باتفاقيات ( الصلح ) ...، ليس التاريخ شماعة لمثل هؤلاء يزايدون فيه بالثوريات ليجعلوا من حركة تمرد قبلي اقطاعي كحركة تمرد ابن عبدات جاءت في الزمان الخطأ والمكان الخطأ جعلوا منها ثورة شعبية جاءت لطرد الاستعمار من حضرموت .

وبما أن الشعر الشعبي الحضرمي يعتبر مرآه تنعكس عليه البيئة الحضرمية عاداتها وتقاليدها وحروبها وما برز فيها من صفات الشجاعة والجبن ، الكرم والبخل ، والحب والكره ...الخ فإن شاعرنا خميس سالم كندي كان إبن بيئته في الغرفة ، ثم كان إبن بيئته في مهجره الصومالي وابن بيئته العروبية . و أثناء ماكان في بلدته الغرفة أستخدم أدوات الشعر في مدح ابن عبدات حتى صور لنا الحياة السياسية في الغرفة على انها صراع بين قوى ثورية متمردة على تقاليد المجتمع تدعو الى الأفكار التي تنادي الى محاربة العنصرية والتمييز الطبقي كما قال في مدح ابن عبدات:

وإنكانها إلا شطارتكم علينا جم= مااليوم شو ربنا سهّل لنا سلطان
رد التميمي وبن طالب وبن كرتم= واليافعي والكثيري كلهم أخوان
ولعاد نسمع بذكر الثرث في العالم= ولعاد نسمع بعزوة نا فلان بن فلان
خلا العرب كلهم عينه عيال آدم= والظلم والبطل غلق ما كان شي كان
نحمده نشكره عالنعمه علينا انعم= فرج علينا من أهل الظلم والعدوان

لقد كان ( عبيد صالح بن عبدات ) يتوارى ( تقية ) خلف طرح شعارات المساواة بين الطبقات في حضرموت بغية أظهار نفسه على أنه ثائر على التمييز الطبقي العنصري في حضرموت ، ومن أجل تلك الشعارات والمبادئ التي تحلم بتحقيقها قطاعات واسعة من المجتمع الحضرمي ، دفع ابن عبدات بالعبيد ( الذين لم يحررهم سوى قرار من انجرامز ) دفع بعبيده الى نهب القوافل وممتلكات الناس ومحاصيل زراعتهم وانتاج نخيلهم .

وأمام هذا التناقض المخل بين المبادئ والسلوك ، رأى شاعرنا خميس كندي أن عليه الهروب من الغرفة والبحث في الآفاق عن بطل عربي يستحق المديح السياسي فكان مع القدر حين شاءت الأقدار بعد هزيمة ابن عبدات بسبع سنوات أن يظهر في مصر قائد عربي قاد ثورة غيرت مسار التاريخ المصري ومسار تاريخ العرب الحديث ذاك الآتي بالحلم العربي هو الرئيس جمال عبدالناصر وثورته ثورة 23 يوليو 1952م . الذي قال فيه شاعرنا خميس كندي كثير من قصائده السياسية ، ومثل تلك القصائد التي تأتي من باب المديح لجمال عبدالناصر هي ليست من باب التكسب والتملق ، وإنما كانت من باب المدح كتجسيدا للود والأعجاب بينه وبين من يمدحه . لذا لاعجب حين قال كندي :

الحاصل أن الظلم عالعامل وصل لامنتهاه=ماحد تنكف له ولاحد قال ليه الظلم لاه
صبروا على التمييز لكن صبرهم غلق مداه=مااليوم بوخالد عطاهم قسم وافر في الحياه
عطاهم السلطه وهم في مجلس الأمه ولاه=وحميد وامبيريك بايترشحوا رغم الوشاه

و( بوخالد ) هي كنية الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ، وفي قصيدة أخرى قالها شاعرنا خميس كندي سنة 1964م بعد هزيمة بن عبدات بعقدين نستشف فيها التطور السياسي والفكري عند شاعرنا خميس كندي ، حيث لم يعد الوطن محصورا كما كان بين ( أسوار الغرفة ) ولم تعد مصطلحات القبيلة لها وجودا في قاموس كندي الشعري ، بل كانت هناك إشاراته الى الرمز العربي القادم الذي سيحقق الحلم العربي هذا الرمز هو قائد تاريخي يرى فيه شاعرنا خميس كندي القائد والملهم ، ونستشف من قصيدة كندي المصطلحات السياسية التي كانت تمثل الاشتراكية ركيزة في سياسة ( جمال عبدالناصر ) ويرسم لنا كندي صورة الواقع العربي في الحقبة الناصرية ويقول :

هذه خطط ناصر رسمها هو ونائبه المشير=عبدالحكيم القائد العام المحنك والجدير
قائد لواء الثورة وقدم مصر في وقت يسير=لاشفتها بالأمس ثم اليوم عقلك بايحير
والإشتراكية رسمها كي يحافظ عالفقير=وهاهو الفلاح يتمتع بميزات الأمير
والعامل العادي تساوى في الشرف هو والمدير=وفوق هذا اصبح العامل في الدوله وزير
يحكم ويرسم بعدما قد كان في السابق حقير=هذه ثمار الإشتراكية شويه من كثير


.



عابرة سبيل 04-29-2011 08:08 AM

السلام عليكم

اولا اسمح لي ياسيدي بان اقف بكل تقدير واحترام لموضوعك الجميل والرائع
وما اكتبه ليس نكاية باحد ولا ضد اي احد والله يشهد على كل كلمة اكتبها
لكني لا استطيع ان انكر الجمال والحقائق حيثما وجدت ولا ان اذعن لها بكل تقدير واحترام

عندما انتهيت من موضوعك الجميل احسست بموجة حزن عميق وانخرطت في البكاء عميق جعلني احس باني غير قادره على ان افعل اي شئ
ولمدة يومين لم استطع ان ارد باي شئ على هذا الموضوع
لقد حملتني الى رحلة مشابهه ,,,رحلة عاصرت بعض فصولها وادمت قلبي ذكرياتها
تذكرت ابي ورحلة قدومه للسعوديه وما عاناه وما وجده ...وهو طفل لم يصل الى سن الشباب كشاعرك..لكن كان عمره حوالي 11-13 سنه غادر مرابع الصبا والعز والمقدار ليدخل السعوديه كمجرد متشرد يفتقد حتى لاوراق ثبوتيه ... وعبر صحراء الربع الخالي هو ورفاقه سيرا على الاقدام وباقل القليل من الزاد...ووصلوا الى جده بعد ثلاثة ايام وهم على مشارف الموت جوعا وعطشا
لقد تحطمت المركب اللتي كانت تقلهم من ميناء المكلا وغرق معظم من معه في الرحله وعادوا كجثامين ...عادوا امواتا ,,,ولكن الله انقذه وعندما عرضوا عليه العوده الى قريته
قال بكل انكسار:
ما بارجع امي جابت نولي دين
هل تعرف كم هي مؤلمه هذه الكلمه في نفسي
لقد رهنت حبابتي فضتها وانت تعلم والجميع يعلم بان القبيليه ما ترهن فضتها وحجولها حتى ولو ماتت جوعا لكنها رهنتها ليخرج ابي من قريتنا عله يجد مكانا افضل يرحب به ولكي يعيل اسرتنا اللتي رهن جدي ماله ووصل العوز بهم الى درجة ان حبابتي وعند زيارتها لاحد قريباتها اعطتها من مال الصدقه
اخذت مصراة حب ..وهي تعلم بانه صدقه
وعندما تحدثني حبابتي تقول باني وطوال الطريق وانا اعبر المسيال بين قعوضه وغنيمه ..
وانا ابكي,,,لم تظهر لقريبتها تلك انها تعرف بانه من مال الصدقه لكن انجرحت مشاعرها وهي الابيه الكريمه ,,اللتي عاشت بكل كرامة واعتزاز وكان جدي يقدرها ايما تقدير
وكان عمي المهاجر في اندونيسيا قد توقف عن مد جدي بالمال وذلك بسبب نكبة الحضارم في الارخبيل الاندونيسي ,,لكن حبابتي اعتقدت بانه فعل ذلك لان البعض حرضه ضد زوجة ابيه
وعمي الاخر قتله المستعمر الهولندي خلال بحثهم عن الثوار الاندونيسين

لا اود بان انحرف موضوعك عن مساره لكن اقول لك بان الموضوع فعلا جميل وليس هناك بيت حضرمي لم يكن لديه قصه او معاناه مشابهه
انها قصة الشعب وليست قصة فرد

عابرة سبيل 04-29-2011 08:09 AM

لقد اخذتنا في رحلة طويله حبسنا فيها انفاسنا ونحن نتنقل مع شاعرنا من لحظات الياس الى لحظات الامل ومن لحظات الفرح الى لحظات البؤس والشقاء
لقد انصفت هذا الشاعر بكل قوة واقتدار وقدمت لنا شخصيه جميله رائعه تعتبر صورة لما كابده ويكابده الحضرمي
كنت اعتقد بان خميس كندي مجرد شاعر شعبي يكتب ليمدح هذا او يطلب رضا ذاك ...فقدمت لنا شخصيه من اجمل الشخصيات اللتي يمكن للانسان ان يتعرف عليها

قدمت شخصيه تواقه للتطور والتقدم والحريه والانعتاق
شخصيه لم يقف ضد امالها وطموحاتها وذكائها الفطري اي عائق سوا الطبقه اللتي ينتمي اليها او الفقر او الجهل
لم تحاول ان تقدمه بطريقة مبالغه ولا بان تلمع صورته لكن قدمت لنا شخصيته بكل ما حوته من لحظات
وهذا للاسف ما نفتقده كثيرا في كتاباتنا وتقديمنا للشخصيات العامه
فنحن مازلنا نعاني من طفوله ثقافيه ونفسيه وعدم نضج وفهم للسيره الذاتيه او للكتابه عن الشخصيات العامه ,,نعتقد باننا اما بان نكتب عنه ونرفعه الى مصاف القديسين واولياء الله او بان ننزل به الى اسفل سافلين ونضعه مع زمرة الشياطين
وننسى باننا عندما نسجل اي كتبات عن شخصيه معينه لا بد ان نلتزم المصداقيه والحقائق لاننا نسجل تطور هذه الشخصيه

عابرة سبيل 04-29-2011 08:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 614780)
[COLOR="Blue"][SIZE="5"]

، ناهيك ان أمانيه واحلامه بدأت تتبخر وتذهب أدراج الرياح ، ليكتشف أن بن عبدات كان يتشدق بشعارات الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، في حين كانت تصرفاته الحمقى وممارساته و سلوكه في ذلك الحين تدل على ان الصراع مجرد صراع عشائري بن الأفخذ المتناحرة في الأتحاد الشنفري ، وأن طموح بن عبدات يقتصر في أن يكون سلطانا ضمن حدود الغرفة ، كثرت تجاوزات بن عبدات في فترة المجاعة واطلق عبيده لينهبوا الناس ( ناهيك عن أعراض انتهكت داخل الغرفة وماحولها ) ويعلم ذلك أهل الغرفة....!!

وهنا ثلاثة ارباع مصيبتنا كحضارم,,,باننا نتبع الشعارات والصور البراقه وننسى بان نسال عن الهدف والحقائق
هل ذلك لاننا شعب عاطفي,,,الحضارم شعب جدا عاطفي
والمشكله الاخرى العزله المفروضه عليه,,,فهو يعاني من عزله نفسيه وعزله جغرافيه تجعله لا يعرف بالكثير مما يدور حوله
اقتباس:

لم يكن شاعرنا خميس كندي يحمل أي وثيقة سفر ، وكان ( مجهول الهوية ) فأسر إلى صديقه باعطوة في عدن أن بصدد استخراج وثيقة سفر انجليزية خاصة برعايا دول المستعمرات ، فضحك صديقه باعطوة ضحكة عالية وقال له : (( منته إلا ياخميس ضد الاستعمار وضد انجرامز وعادك ليه تحمل باسبورت انجليزي ، خلك هوكذا )) .. فأسرها كندي في نفسه ، وقرر أن يتهرب عبر البحر الى ( زيلع ) الواقعة في اقصى الشمال من أرض الصومال على خليج عدن
اسلوب الربزه والتعيير والتذكير بمواقف سابقه اسلوب حضرمي بتميز
لقد اثرت هذه الكلمه في شاعرنا لانه كان مازال عظمه طري ولم يصل الى مرحلة الثقه بالنفس ,,

لا تعتقد بان خميس الكندي لوحده في ذلك
الكثير من الحضارم في جده رفضوا الجنسيه السعوديه عندما عرضت عليهم وكانت قيمتها ريال واحد
لانهم خافوا من بني جلدتهم ان يعيروهم بانهم باعوا اصلهم وبانه اصبحوا تابعين لبن سعود
بل سرت اشاعات بانه السعوديه بتجنسهم لكي يرسلهم الملك سعود الى حرب فلسطين

ومضت الايام وقويت شوكة السعوديه البلد الفقير اللذي تصل فيه نسبة الاميه الى 100%,,وتم اكتشاف البترول
ولكن للاسف كان القطار قد فات ومحاولاتهم لتصحيح ما حدث متاخره

اقتباس:

تعد هذه القصيدة وثيقة العامية ، من وثائق هجرات الحضارم ليس بوصفها أنها أول قصيدة نظمها شاعرنا خميس كندي حين وطأت أقدامه البر الأفريقي ، وإنما لأنه استطاع أن يصور معانات الحضارم في الغربة ، وتعد ايضا نقلة مهمة في شعر خميس سالم كندي إذ أنها جاءت صادقة التعابير مفعمة بأحاسيس المرارة والألم ، وهي لوحة رائعة يتنقل فيها القارئ والسامع لها بين مربعات اليأس والرجاء ، والأمل للغد الحالم الجميل . في أرض الأغتراب الأفريقي
لقد سجل شاعرنا صفحات جميله وتعتبر وثائق لما كابده الحضارم هناك

ولا يسعنا سوا ان نقف بكل تقدير واحترام لقلمه وفكره

اقتباس:

بعد مشقة وعناء وغثاء ودوار البحر وتقلب الأنواء والرياح وصل ( السنبوق ) مغرب ذلك اليوم الى (زيلع ) الواقعة في البر الشمالي الصومالي والقريبة من حدود الحبشة الجنوبية الشرقية ، وعلى تخوم سواحل زيلع كعادة المهربين انزل ( ناخوذة ) المركب الشراعي ركابه سرا واحد تلو واحد بعيدا عن رقابة اعين شرطة الموانئ وكان ومن بينهم شاعرنا كندي ، الذي دخل زيلع خائفا متوجسا ( لا ياتلفت ولا تشوّف لحد ) يقول كندي:
اقتباس:

ويصف كندي زيلع كما شاهدها ونقلت ما قاله من ديوانه ( مع ملاحظة استعماله بعض الكلمات التي يشم منها القارئ تمييزا عنصريا ) ويبدو أن كندي حاول أن يصحح بعض من تعبيراته في القاءه الصوتي يقول كندي:

حصلتها بلده ملاها الله بالجنس السّود=بوليسها صومال والحكام عربي ما يجد
ما تسمع إلا ( هوي كالي )(10) في مطاريق البلد= دخلتها وانشد على بيت الأسد ابن الأسد

انها ليست عنصريه لكن الاحساس بالصدمه
شئ اشبه بما شاهدته في زلزال اليابان المدمر...احساسك بانه هناك شئ لم ولن تصدق به
ليس لان شاعرنا عنصري لكن لانه لم يتوقع ما شاهده
لقد عاش بفكرة ان التفوق للجنس العربي وبانهم اسياد الارض وبان اي صاحب بشره سوداء هو عبد او جعيل
فكيف يفهم او يستوعب بان يكون هذا الشخص في موقع القياده والسلطه؟؟

انها اول اعراض الخروج من قوقعة العزله

اقتباس:

وكعادة الحضارمة في مهاجرهم يسخر الله من بينهم رجال كرماء فضلاء يرحبون بالقادم أيّا كان ، وفي زيلع واحد منهم اسمه ( حمد بن مبارك ) كما أشار اليه شاعرنا كندي ، وقد استقبل هذا الشهم الكريم ( كندي ) وأمنه وطمنه وأكرمه ولهذا لاغرابة أن يقول شاعرنا كندي في ذلك الرجل الذي ترك أثر طيبا في نفس كندي
بالذات في القرن الافريقي فانه من الواضح بانه يوجد بعض رجالات الحضارم ممن تعودوا احتضان ابناء جلدتهم القادمين ..وهذه صفحة مضيئه في تاريخ الهجره والاغتارب للحضارم

عابرة سبيل 04-29-2011 08:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 616185)


تحول الصبي خميس سالم الكندي الذي نشأ يزاول مهنة الحياكة في قريته الغرفة المحاصرة منذ أن بدأ يعي في الحياة ، الى شاعر يحمل لقب ( شاعر بن عبدات ) ثم هرب وحمل لقب ( مندوب وكالة بازرعة في هرر ) ثم استقر في الصومال وحمل لقب ( شاعر الجالية ) ثم أخذ به الفخر والزهو أن حمل لقب ( الأستاذ خميس ) يشار إليه ضمن هيئة التدريس في مدرسة الفلاح الإسلامية .

.

هذا من اجمل ما قراته لاي كاتب

لقد تقلب شاعرنا من اتجاه الى اتجاه.
فهل ذلك يقلل من قدره او من عمق تجربته
الم يسبقه الى ذلك كل الانبياء والرسل والعظماء وقادة التغيير

قال الله تعالى
((قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها))
فهل وجد شاعرنا القبلة اللتي يرضاها؟؟
مؤكد وجدها في االعلم والادب والتثقيف الذاتي

واعجبني اكثر ما اشرت اليه...لقد تحول من مجرد ابن حايك مسكين ليس له ذكر ولا خبر الى استاذ يقف الجميع له اجلال وتقديرا واحتراما
هل اعترض اي احد؟؟
هل رفض الطلبه وجوده؟؟
هل رفض الاهالي ان يفرض ابن الحيك اوامره على ابناء الساده والقبايل؟؟

هل وهل

كلا...لقد احترمه الجميع

انت يا سيدي اختصرت الصارع في حضرموت في اسطر معدوده
عندما سادت شريعة الغاب ,,كانت الغلبه للساح ولحملة السلاح
وعندما ساد العلم والعقل والمعرفه كانت الغلبه للشهاده وللمعرفه
هل عيره اي احد بكلمه مثل يا صبي او يا حيك
وحتى لو جاهل قذف هذه الكلمه,,ماذا تعني؟؟؟
تعني عجز هذا المتكبر عن التفق في ميدان التنافس وهو العلم

انت هنا وجهت رساله واضحه بان مشكلة حضرموت ليست الطبقيه لانها موجوده في كل مكان ,,,حتى في معاقل الحريه الغربيه موجوده وهناك انديه او مؤسسات يحظر دخولها سوا لابناء فئه معينه
وحضرموت رغم الطبقيه اللتي قسمتها لكنها كانت طبقيه نظيفه تحاول حماية افراد المجتمع لانه لم يكن هناك دوله ولا نظام ولا قانون

لكن عندما جاءت الدوله والنظام والقانون فان كل هذه الفوارق كانت ستذوب تدريجيا

لكن للاسف الحكومه اللتي قبضت بزمام الامور لم تعتني بالعلم والثقافه ولكن سعت لتدمير القيم الاجتماعيه فلم تفلح في تغيير المجتمع ولم تقدم بديلا يحل مشاكلنا

لقد حاربت طبقات معينه ,,,بدعوى الثوره والحقيقه ان السبب كان الاحقاد الشخصيه

بينما التجربه السعوديه كانت جميله سعت للتعليم ونشر الوعي والثقافه,.,,لم تحارب القبيله او الطبقيه لكنها حاربت الاعداء الحقيقين وهم الفقر والجهل والتخلف
وتدريجيا حصل التغيير وهو تغيير جذري وحقيقي
لقد اخذ وقتا طويلا لكنه اصبح حقيقه

وهذا الفرق بين من يريد الضجيج والبروباجندا الاعلاميه ومن يؤمن بحق التغيير ويدافع عنه
والان الشعب هو من يرفض هذه التفرقه ويعتبر الخضوع للتفوق في اي مجال من مجالاته

لذلك فان شاعرنا بعد ان تثقف وتفتحت افاقه ومداركه وقيض الله له اشخاصا اخذوا بيده وتبنوه روحيا وثقافيا وجد الطريق وعرف المسار اللذي يريد ان يسير فيه

ولذلك نجد تغيرا واضحا في مواقفه وتفكيره وردات فعله

عابرة سبيل 04-29-2011 08:46 AM

والله يا استاذنا لو نفند ما كتبته سطرا سطرا
ما وفيناك حقك ولا وفينا شارعنا حقه من الاعجاب والتقدير

فكل سطر يحتاج الى صفحات لكن اعذرنا للاطاله على متصفحك ...
وتقبل وجهات نظرنا بكل سعة صدر

واتمنى بصدق ان تكتب عن الشاعر فرج بن حريز وشاعرنا المحضار لتلقي الضوء على صفحات مجهوله او معلومات لم نطلع عليها

دمتم جميعا بكل الود والتقدير وجمعه مباركه للجميع

واللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن ذكرهم باحسان الى يوم الدين

أبوعوض الشبامي 04-30-2011 06:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابرة سبيل (المشاركة 619729)
هذا من اجمل ما قراته لاي كاتب

لقد تقلب شاعرنا من اتجاه الى اتجاه.
فهل ذلك يقلل من قدره او من عمق تجربته
الم يسبقه الى ذلك كل الانبياء والرسل والعظماء وقادة التغيير

قال الله تعالى
((قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها))
فهل وجد شاعرنا القبلة اللتي يرضاها؟؟
مؤكد وجدها في االعلم والادب والتثقيف الذاتي

واعجبني اكثر ما اشرت اليه...لقد تحول من مجرد ابن حايك مسكين ليس له ذكر ولا خبر الى استاذ يقف الجميع له اجلال وتقديرا واحتراما
هل اعترض اي احد؟؟
هل رفض الطلبه وجوده؟؟
هل رفض الاهالي ان يفرض ابن الحيك اوامره على ابناء الساده والقبايل؟؟

هل وهل

كلا...لقد احترمه الجميع

انت يا سيدي اختصرت الصارع في حضرموت في اسطر معدوده
عندما سادت شريعة الغاب ,,كانت الغلبه للساح ولحملة السلاح
وعندما ساد العلم والعقل والمعرفه كانت الغلبه للشهاده وللمعرفه
هل عيره اي احد بكلمه مثل يا صبي او يا حيك
وحتى لو جاهل قذف هذه الكلمه,,ماذا تعني؟؟؟
تعني عجز هذا المتكبر عن التفق في ميدان التنافس وهو العلم

انت هنا وجهت رساله واضحه بان مشكلة حضرموت ليست الطبقيه لانها موجوده في كل مكان ,,,حتى في معاقل الحريه الغربيه موجوده وهناك انديه او مؤسسات يحظر دخولها سوا لابناء فئه معينه
وحضرموت رغم الطبقيه اللتي قسمتها لكنها كانت طبقيه نظيفه تحاول حماية افراد المجتمع لانه لم يكن هناك دوله ولا نظام ولا قانون

لكن عندما جاءت الدوله والنظام والقانون فان كل هذه الفوارق كانت ستذوب تدريجيا

لكن للاسف الحكومه اللتي قبضت بزمام الامور لم تعتني بالعلم والثقافه ولكن سعت لتدمير القيم الاجتماعيه فلم تفلح في تغيير المجتمع ولم تقدم بديلا يحل مشاكلنا

لقد حاربت طبقات معينه ,,,بدعوى الثوره والحقيقه ان السبب كان الاحقاد الشخصيه

بينما التجربه السعوديه كانت جميله سعت للتعليم ونشر الوعي والثقافه,.,,لم تحارب القبيله او الطبقيه لكنها حاربت الاعداء الحقيقين وهم الفقر والجهل والتخلف
وتدريجيا حصل التغيير وهو تغيير جذري وحقيقي
لقد اخذ وقتا طويلا لكنه اصبح حقيقه

وهذا الفرق بين من يريد الضجيج والبروباجندا الاعلاميه ومن يؤمن بحق التغيير ويدافع عنه
والان الشعب هو من يرفض هذه التفرقه ويعتبر الخضوع للتفوق في اي مجال من مجالاته

لذلك فان شاعرنا بعد ان تثقف وتفتحت افاقه ومداركه وقيض الله له اشخاصا اخذوا بيده وتبنوه روحيا وثقافيا وجد الطريق وعرف المسار اللذي يريد ان يسير فيه

ولذلك نجد تغيرا واضحا في مواقفه وتفكيره وردات فعله


قال المتنبي :

ولو كان النساء كمن فقدنا = لفضلت النساء على الرجال


أما أنا اعتذر للمتنبي وأقول :


ولو كان النساء كمن ( كتبنا )= لفضلت النساء على الرجال


لابد من الوقوف هنيـّة في استراحة قصيرة لتسجيل الشكر للدكتورة ( عابرة سبيل ) التي أثرت الموضوع بمداخلات تعد ومضات تضئ جوانب مهمة فيه .

بعيدة عن ( النطنطة ) فوق حواجز الزمان والمكان والتكلف في ليّ القصائد لياً ، لتطويعها حسب الشعارات الثورية المرحلية البلهاء ( كما يفعل البعض ) .
أو اصابة الموضوع ( بالإسهال الكتابي ) ووضع بين كل تعقيب وتعقيب تعقيب ، في جمل قصيرة مرتبكة ومضطربة ومكررة ، ليس فيها سوى اعراض ( الإسهال الكتابي ) و ( النزيف اللغوي ) و ( الصداع المعلوماتي ) المفرغ من المعلومة المفيدة ، ( كما يفعل البعض ) في بعض السقائف .

لا شك أن ملاحظات الدكتورة مفيدة وعميقة تأتي ضمن سياق الموضوع . نشكرها كثيرا على سعة إدراكها وعمق تفكيرها وإلمامها بالجوانب المهمة حول هذه الشخصية التي نترجم لها من خلال شعرها .



.

أبوعوض الشبامي 05-02-2011 12:59 PM

.

المدح في شعر خميس سالم كندي



المدح غرضاً من اغراض الشعر منذ القدم سواءا في الشعر الفصيح أوالشعر الشعبي ، ولعله يكون في الشعر الشعبي أكثر لكونه ملتصقاً بالناس ، ويتخذ منه اغلب الشعراء وسيلة من وسائل التكسب عند الولاة والحكام أو عند أهل الجاه والمال ،إلا أني أرى أن هذا الشعر أصبح ممجوجاً فلايقرأ ولايحفظ ، خاصة حين يكون مديحا فارغا .

من الثابت والمعروف أن شعر خميس سالم كندي ليس كله موقفا وقضية ودفاعا عن المقهورين والمهمشين والمظلومين واستشراف عن حال الأمة ومستقبلها ، أو أنه وسيلة تنادي إلى الارتقاء بالمجتمع الحضرمي نحو غاياته الوطنية والقومية ، ليست كل قصائد خميس كندي مشحونة بنزعة من نزعات الثورية ، ( كما يحلو للبعض تسميتها )، بل هناك قصائد للشاعر خميس كندي فيها مديح فارغ ، واستجداء واضح وصريح في طلب العطايا والهبات شأنه شأن شعراء المديح في كل زمان ومكان .
ورب قائل يقول أن المدح من الأغراض المهمة في الشعر سواء الشعبي أوالفصيح ، نعم ربما ذلك ولا ضير من المدح، لكن الضرر يكمن في الممدوح أحيانا الذي لا يستحق هذا المدح، وهنا يخرج الشعرعن هدفه السامي ويتحول مدحه إلى أكذوبة ونفاق وغش من أجل العطايا والهدايا والهبات .

شاعرنا خميس سالم الكندي سلك بشعره في المديح مسلكا يطلب بواسطته عطية اوهبة اواعانة ، و قصيدته المثبوتة في مخطوطة الديوان والتي القاها كما يقول في ( الشهم النبيل قاسم عبدربه العزاني بمقديشوه بلاجوا عرب ) نستقرأ منها مدحا يروم الشاعر منه عطاءا ، قال كندي:

مقصدك لا بلاجوا عرب لا بيت ساكن فيه جيد= الشهم قاسم عبدربه في العرب ماله عنيد
ينادي الطارش بياحيّا وهو عاده بعيد= فاتح لهم برزه ويكرم في قريبه والبعيد
يكرم بلا منــّه وقال الله يفعل مايريد= الجود مايفقر بل ان مولاه دايم مستفيد
الجود من معدنه جاهم ورث ما هو من بعيد= حقه وحق اهله لهم تاريخ في العالم مجيد
نعمك بني عزان ما تلحق رجل فيهم بليد= صوماليا واحباطها باخبارهم ترعد رعيد

ويرتقي شاعرنا خميس كندي في مدحه والمبالغة في وصف المدوح من باب اظهار صفة كرمه ، لأن إظهار صفة الكرم تعد مفتاح العطاء والهبات المنتظرة . وهي ردة فعل تأتي من الممدوح من أجل إثبات هذه الصفة فيه،حتى ولو لم تكن من صفاته وسجاياه ، ولما لايكون كريما وشاعرنا ( كندي ) وصف كرمه بأنه يفوق صفة الكرم في حاتم الطائي . وجعل من شجاعته وعروبته ما تعادل شجاعة سيف الله المسلول ( خالد بن وليد ) وأنـّا لهذا العزاني من تلك الصفات ؟؟ ( إلا أن أعذبه أكذبه ) يقول كندي:


قل ما تشاء من وصف في قاسم رجل ماله عنيد= قلد كرم حاتم وهو يمكن على حاتم يزيد
وفي العروبه مثل الضرغام خالد بن وليد= ذا لي حصل من بعض وصفه والحقيقه باتزيد

بعد الإطناب في كيل المديح لرجل ربما يستحق ذلك ... أو ربما لايستحقه ..!!، يفصح شاعرنا كندي عن هدفه من وراء مدحه فهو يبين للمدوح أنه ( عازم للسفر ) ، ونعلم أن للسفر مصاريف وهدايا وعلى الممدوح أن يفهم الإشارة يقول كندي :


اعطه كتابي واستلم منه على ذلك رصيد= وانقالك شي علم قله ماحدث حادث جديد
غير الذي تسمعه في النشرات واسلاك الحديد= وخوك عازم للسفر ليام ذي ما هي بعيد


ليس هذا ( العزاني) وحده من الذين استأثروا بالمدح وإظهار تلك الصفات في شعر خميس كندي، فهذه قصيدة اخرى قالها ايضا في مدح رجل من اهل بيحان اسمه (حسين يحى البيحاني )يقول كندي في ديوانه ( هذه الأبيات في المفضال حسين يحيى البيحاني واولاده يصف في تجارتهم ومالهم من ايادي بيضاء بمقديشوه ) في هذه القصيدة يعزف شاعرنا ( كندي )على نفس الوتيرة و نغمة الكرم كصفة رئيسة تجمع بين ممدوحيه :


حسين يحيى يفرح إلا بالأوادم لي يجون= له وجه ما يغضب دوام الوقت من لي ينزلون
جميع ضيفانه على ملقاه فيهم يشكرون=يعامل الأمه ويعطيهم على مايشتهون
من حيث ما جيت لحقت الناس به يتخابرون= صوماليا واحباطها من فيض جوده يشربون
الحاصل ان بوحمد وصفه يحير يالذهون= اكبر غني بافريقيا والناس له بايشهدون
فاتح قراشه من دخل فيها تصيبه بالجنون= اربع مائه مسكين لي هم في سحابه يرعدون
فكيف با يهتان وآلاف الأوادم يوكلون= من شركة البيحاني احمد كلهم يتعشون
ذا لي حصل من نظم شاعر وانته أعرف بالرطون=عسى جوابي في عجل يالشهم منك بايكون
جواب لي يفرح الخاطر ويظهرن السنون=

كما ان العزاني ومن بعده البيحاني لهما نصيبا من مدح خميس سالم الكندي فإن رجلا آخر بيضاني اسمه ( علي عبدالله مرجان ) استأثر هو الآخر ومعه اهالي البيضاء بقصيدة مدح طويلة قالها شاعرنا كندي يصف ممدوحه ونشاطه التجاري واعانته للجميع ويقول كندي في ديوانه (( انشدت هذه الأبيات اعترافا مني بالجميل وان كانت الأبيات لاتضفي محاسنهم كلها فجعلتها موجز اوصاف فقط ، مع العلم ان عدد ابيات القصيدة 50 بيتا ارسلها الشاعر الى صحيفة ( فتاة الجزيرة ) العدنية ولطول القصيدة اختصرت الصحيفة القصيدة ونشرت البعض منها فمنها قوله:

هذه الزعامه وكل من قال باتزعم= أمّه يبرهن ويظهر حجة البرهان
كرمه ربي وهو عاالناس يتكرم= والبخل ما يبتني به مجد لأنسان
يكرم كرم حاتمي من غير حد يعلم= يسراه ما شاهدت ماتنفق اليمان


واستطرد شاعرنا خميس كندي في مدح الأثرياء من أهل البيضاء خاصة المقيمين منهم بالصومال وهم لايتجاوزون اصابع اليد في العدد، قال فيهم:

الحاصل ان خبرهم في القطر هذا عم= بنوا مساجد وعمروها بكل مكان
واحيوا رسوم العروبه وسط بر عجم= لولاهموا كان كل عربي نزل يهتان
قد كنت في اثيوبيا باخبارهم نعلم= ايضا وليس الخبر كشاهد لعيان

وفي الختام يوجه شاعرنا خميس كندي خطابه الى صاحب ورئيس تحرير صحيفة ( فتاة الجزيرة ) محمد علي لقمان ويقول له:

هاذي رسالة ابن الأحقاف وتتقدم= الى فتاة الجزيرة صدر القيفان
الى محمد علي لقمان مهتم= بأخبارها له مقاله تحت كل عنوان
شاعر مثقف محامي كل فن يفهم= نهضة عدن والسبب ابناء علي لقمان
لله دره ودر من مثله اتعلم= نفعوا بلدهم ونفعوا باقي البلدان

وبين عزان وبيحان والبيضاء لم يبرح شاعرنا خميس كندي عن مديحه لأهالي البيضاء فهذه قصيدة قالها في حفل كبير أقامه اهل البيضاء حين وصل صالح علوي القربي الى مقديشوه يقول شاعرنا في ممدوحه ( القربي )

يامقديشوه اهدي تحياتش الى الضيف الكريم= صالح ولد علوي اتى زاير وبايصبح مقيم
بالجود والاحسان والاخلاق والعقل الحليم= رجل مدبر بل وعنده قلب ما يغفل فهيم
ذا لي حصل من بعض وصفه والحقيقه جيم ميم= واسهن جوابي في عجل لي يشفي القلب السقيم
عسى الدواء للداء موافق وانته بالحاله عليم= وأدنا إشاره قال كندي كافيه عند الحليم

ليس الممدوح وحده الذي فطن إلى إشارة شاعرنا خميس سالم كندي و يقصده من مدحه ، فالجميع من القراء لا أشك بأنهم فطنوا إلى مغزى تلك الإشارة التي كان يعني بها شاعرنا خميس كندي .

ربما كان نصيب شاعرنا خميس سالم كندي من مدحه ( العزاني والبيحاني والبيضاني ..وغيرهم ) كنصيب الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى الذي مدح ( هرم بن سنان والحارث بن عوف ) فتلقى منهما هبات وعطايا أفناها الدهر، ولم يبق خالدا إلا ما قاله فيهما الشاعر( زهير ) يشيد بموقفهما النبيل في الاصلاح :

فاقسمت بالبيت الذي طاف حوله =رجال ُ بَنَوه من قريش و جُرهم
يميناً لنعم السيدان وجدتُما=على كل حال من سحيل و مبرم
تداركتما عبساً وذبيان بعدما =تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
فاصبحتما منها على خير موطنٍ =بعيدين فيها من عقوق ٍ ومأثم
عظيمين في عُليامعدًّ هديتما =ومن يستبح كنزاً من المجد يَعْظم


.




الحيدره 05-05-2011 03:54 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبوعوض الشبامي 05-05-2011 12:25 PM

.


الرثاء في شعر خميس سالم كندي


لم نظفر في ديوان الشاعر خميس سالم كندي بقصيدة يرثي فيها قتيلا من قتلى حركة تمرد ( بن عبدات ) وإن كانت إحصائيات سير عمليات حرب بن عبدات لم تشر الى عدد القتلى أثناء تلك الحملة التي يبالغ في وصفها المتحرشون بكتابة التراث والتاريخ ، والمتنطعون بالمزايدات الثورية ، ويصورون قصف الغرفة على انه : (( طلقات متتاية من الجو على أهل الأرض ومن يدري لعل بريطاني تجرب آخر صيحة من سلاحها في الوقتذاك )) انظر كتيب المتحرش سالم الجرو ( بلاد الاحقاف رموز كنوز ص 89 .
بينما العلامة بن عبيدالله يقول في بضائع التابوت :

(( واستمر القصف بعد ذلك عشرين يوماً، وعدد طلعاتها تقل يوما وتكثر يوماً آخر، وصل عددها في أحد الأيام تسعاً في الصباح تسعاً في المساء. إلا أنه ومع كثافة هذا القصف فإن الأضرار الناتجة عنه كانت طفيفة، ذلك أن معظم القنابل التي ألقيت لم تنفجر )).

و يعلل ابن عبيدالله ذلك قائلاً: أن الحكومة الانجليزية لم تكن جادة في رمي الغرفة إذ لم تخل من الرحمة مع تهيب العار في رميها إذ لا يبيحه قانونهم ولكنهم اضطروها إليه ففعلت وبالغت في كتم الأخبار حتى لم يظهر لها أثر في الخارج .
ويبدو أن الهدف هو إرهاب ابن عبدات وإجباره على الاستسلام بأقل ما يمكن من الضحايا المدنيين.

يعد البعض مواقف الشاعر خميس كندي لصالح بن عبدات وحركته الفاشلة ، ذلك من خلال تقييمهم لبضع قصائد لاتتعدى اصابع اليد في العدد ، نظمها شاعرنا كندي أثناء ذلك الحصار ، حين ساقته الأقدار أن يكون ضمن سكان تلك المدينة الصغيرة المحاصرة ، و ما يجب إليه التنويه أن شاعرنا خميس كندي مذ أن ترك بن عبدات محاصرا في ( غرفته ) ثم مستسلما ومنفيا الى إندونيسيا ليلقى المنية هناك سنة 1963م لم يرثي شاعرنا خميس كندي بن عبدات ، بل لم يشر إليه في أي قصيدة نظمها أثناء إقامته في المهجر الصومالي . وكأن بن عبدات وتمرده فجر كاذب لم يظهر بعده فجر صادق إلا بعد الاستقلال سنة 1967م .

لذا يجب الإشارة الى أن ديوان الشاعر خميس كندي لا توجد فيه سوى قصيدة واحدة يرثي فيها شخص واحد اسمه ( مبارك بن محمد بن كوير ) ربما كان هذا الشاب عزيزا عند شاعرنا ، وله مكانة خاصة ، فأستحق منه الرثاء لما له من أيادي بيضاء في مساعدة اليتامى والأرامل والمحتاجين ، وقبل وفاة هذا الشاب وعندما كان يعاني من مرض عضال أعيا الأطباء علاجه ، نظم شاعرنا كندي قصيدة قال عنها : ( هذه القصيدة يخاطب أهل الطب لما عجزوا عن معالجة الشاب النبيل مبارك بن محمد بن كوير ). وقد نحى شاعرنا في نظم قصيدته منحى شعر مشائخة العلم في حضرموت ، إذ يمزجون الشعر الفصيح بالعامي ، يقول في قصيدته :

أطباء السوء لماذا ما بذلتم= جهودكموا لمحمود الصفات
مبارك بن محمد بن كويرالذي= يشكو من اعضاء فاترات
إذا لم تستطيعوا معالجته= فلاحاجة لفتح القنواتي
دعوا ( اسبتالكم ) للدنس مسرح= وتسكنه البنات الراقصات
إلا ياليتني كنت طبيبا= لاكنت قد عملت الواجبات
وابذل ما استطعت من جهود= ولو في ذلك استعدم حياتي
وأعره كل عضو في صاح= وإن مت تهنيت ممات

أما لماذا هذا الإهتمام الذي حظي به هذا الشاب المريض ( مبارك محمد بن كوير ) من قبل شاعرنا خميس سالم كندي ، فإن الإجابة على هذا السؤال نستشف جزءا منها من ثنايا هذه الأبيات :

سلوا عنه اليتامى والأرامل=تجدهن في البيوت ثاكلات
فهو كهف لهن وأمان= من آفات السنين الغابرات

ربما تلك محمدة وأي محمدة تحتسب لهذا الشاب النبيل ( كما وصفه شاعرنا كندي )، فمن تلك سجاياه وحسن لخصاله واخلاقه يستحق المديح والثناء في حياته ، ويستحق المواساة عند مرضه وأحزانه ، ويستحق الرثاء بعد مماته، هذا ما فعله شاعرنا خميس سالم كندي حين عجل القدر بحياة هذا الشاب النبيل واختطفه من بين أهله وأحبابه واصدقاءه ، فقال كندي في مقدمة قصيدة الرثاء ( هذه القصيدة مرثاة في فقيد الشباب الشاب النبيل مبارك بن محمد بن كوير وهو من أعز أصدقاء الشاعر )) قال كندي في رثاءه :

ياراحلا بالعز والمجد إلى= دار البقاء في جنة الرضوان
واليت للفردوس يا ابن محمد= كي تلقي بالحور والولدان

ثم يصف شاعرنا خسارة فقدان هذا الصديق النبيل ،والضربة القاسية التي تعرض لها حين فاضت رواحه الى بارئها، فترك بعده الحزن والأسى على فراقه ، حزن عم بلاد الصومال والأحقاف ،و قضى على آمال وأماني شاعرنا كندي الذي قال :

خسر الشباب خسارة فادحة= هل يتعافى بذلك الخسران
فيالها من ضربة قاسية= قضت على الآمال والأماني
يا ايها الراحل قد فارقتنا= والكل منا ذاهل حيران
ياليت روحك شاهدت ما خلفته= من أسى بالصحب والأخوان
فاالكل باكون بزفرات وعبرات= ودمع جرح الأجفان
رحت وخلفت البلاد كافة= تشكوا الأسى في غاية الأحزان
خلفت حزنا للبلاد ما ثلا= حزن سيبقى دايم الأزمان
لا في مقاديش والاحقاف بل= حزن يعم سائر البلدان

ما لبث شاعرنا خميس كندي حينا من الدهر يستذكر صديقه ويكفكف دموع العبرات والزفرات، ويبث شكواه ونجواه وحزنه العميق على فقدان أعز اصدقائه فيقول:

يا خيرة الأصحاب قد تركتني= في هذه الدنيا سمير اشجان
ياليت أمّي لم تلدني بل ولا= ياراحلا ما شاهدت اعياني
يامقديشوه أبكي عليه واندبي= شاب نشأ في طاعة الرحمن
خدم البلاد بجهده حتى استوت= راجحة في كفة الميزان


للموضوع بقية مع الغزل والأخوانيات والسياسة في شعر خميس كندي.






.

قبع سكر 05-05-2011 11:39 PM

تسجيل حضور واعجاب بالموضوع وشكر خاص لمشرفنا أبو عوض الشبامي على المجهود .

أبوعوض الشبامي 05-06-2011 12:22 AM

.

الأخوانيات في شعر خميس كندي



شعر الأخوانيات شعر تعددت اغراضه ومراميه ، وله تعريفات كثيرة ولكن نكتفي بما قاله الدكتور يوسف خليف الذي يرى ان الأخوانيات استحدثت في العصر العباسي الأول فالشعراء المجان اصحاب المدرسة اللاهية هم أول من وضع الأساس لهذا اللون من الرسائل الشعرية التي عرفت فيما بعد بالأخوانيات.

أمابطرس البستاني المؤرخ والأديب المعروف قال : ( ان الأخوانيات كانت موجودة قبل العصر العباسي الثالث، ولكنها لم تتخذ شكل الاستقلال والتميز، إلا في القرن الرابع الهجري، حيث اصبحت باباً شعريا قائما بذاته )
وهو يرى ان الأخوانيات انفرد بها النثر قبل الشعر، حين كثر النظامون وتعاطى الشعر الوزراء وكتاب الدواوين واهل الفقه والقضاة ، واصبحوا يتراسلون بالشعر كما يتراسلون بالنثر، فأستعملوه في التعزية والتهنئة والشكر والعتاب ، وغير ذلك مما يدور بين الأصحاب من مراسلات وخصومات مؤقتة.‏

أي باختصار ان شعر الأخوانيات جذوره قديمة، ولكنها راجت في العصر العباسي الأول ،وهذا اللون الطريف من الشعر يصور العلاقات الاجتماعية بين هؤلاء الشعراء وبين اصدقائهم واحبائهم ، ففيه التعزية والشكوى والصداقة والود، وفيه أيضاً المداعبات والظرف والشعر الضاحك.

لقد كان لشعر الأخوانيات عند شاعرنا خميس سالم كندي نصيبا في ديوانه المخطوط ، وإن كان هذا الشعر أتى بصورة فنية دون المتوسط لم ترق للشاعر نفسه ، فلا غرابة أن يأتي في ذلك ، فشعر الاخوانيات عموما يأتي بصورة متوسطة الجودة لأنه يعتمد على العفوية والارتجال والبساطة . إلا أن شعر الأخوانيات عند شاعرنا خميس كندي يغلب عليه روح المرح الجاد ، فهو يكتب شعره الذي يضحك ويغنى و يلامس اعماق الوجدان دون حوجز وفواصل .

من ضمن شعر الأخوانيات في ديوان شاعرنا خميس سالم كندي نختار لكم هذه القصيدة التي روى لنا شاعرنا قصة نظها قال :

(( ابيات هزلية بمناسبة مندر مع شركة علي عبدالله مرجان والمندر في ( افقوي ) بلدة تبعد عن مقديشوه ثلاثين كيلومتر تقريبا وفيها بساتين جميلة كما أن فيها الشط الذي يأتي من أثيوبيا ويخترق صوماليا وعندما وصلنا على بعد 8 كيلومتر من مقديشوه عند مركز للبوليس كي يفتش السيارات المحملة الى الخارج ( مركه وكسمايو وبراوى ) وكثير من المدن الصغيرة فهذا المركز يعد الباب الوحيد لهذه النواحي قعندما وصلنا الى هذا المركز ونحن في طريقنا الى أفقوي لم يسعنا إلا ان نقف هناك حسب القانون المفروض وقفنا واتانا احد البوليس السواحلية وعليه درجة ( كابل ) وعثر في السيارة على شراع طربال كان معنا استعدينا به من مطر وشمس وقد نحتاجه كفراش لنا فلم يسع البوليس إلا أن طبل وزمر وكأنه ظفر بأكبر عدو للحكومة وربما ظن في نفسه بأنه بحصوله على هذا الشراع يتحصل على درجة ( سيجن ) أو هكذا فهمنا من وجهه فقدّم أوّل سؤال لرئيس المندر

- إلى أين تقصدوا ؟؟
- فأجابه الى أفقوي..!!
- إيش قصدكم في أفقوي؟
- قصدنا مندر في البستان ..!!
- وإيش معنى هذا المندر؟؟
- عادة نعتادها بعد مدّة من الزمان نخرج الى هذا المحل..!!
- الشراع هذا من أين دخل عليكم ؟؟
- دخل علينا إشتريناه وعندنا جمله من جنسه ..!!
- لا ..لا .. هذا الشراع منهوب من خزينة الحكومة أين أوراق الشراء ؟؟
- موجودة عند مدير الشركة وهو الآن بمقديشوه ..!!
- لماذا لايصاحبكم في السيارة؟؟
- لديه سيارة خاصة جيب وهو الآن مشغول وسيلحق بنا بعد قليل..!!
- لا .. لا لا .. أنتم كذابين ..؟؟
وعندما سمع الحاضرون كلمة كذابين وهم من وجهاء البلاد واعيانها اجابوه بلسان واحد وما المقصود من هذه الأسئلة الذي كنت تمليها علينا ؟؟ فقال هذا عملي ولي الحق أن أسألكم نظرنا الى الساعة وإذا بها اربع عربي عن عشر افرنجي فهمّ احدهم ان يرشوا هذا السواحلي بخمسة شلن حسب العادة الجارية بينه وبين الناس الذين يمرون يوميا من عنده ، فمسك يده رجلا آخر وقال لا تعطيه شيئا أبدا ، إما أن يسمح لنا بالمرور وإلا نرجع الى مركز البوليس بمقديشوه . فتكلم معه بشجاعة ماالذي تقصده منا ؟؟ إما تسمح لنا أو رجع نحن مقديشوه ؟؟ فأجابه البوليس أرجعكم وأنا أطلع معكم الى ( الإيستيشن ) وهناك تعرفونا وتعرفون أنفسكم .
طلع في ( البابور ) ووصلنا الإيستيشن ، دخل السواحلي الى عند ( السيجن ) وأخبره أنه تحصل على شراع مسروق على الحكومة وأنه القى القبض على السارق وأتى إليه .
فرح ( السيجن ) بهذا الخبر وأتى إلى السيارة ألقى نظرة على الذي بالسيارة وإذا بهم عرب من أشراف الناس ومن أعيان البلاد ووجهاءها ، فقال للعسكري ( الكابل ) أين السرق ؟؟ وأين الشراع ؟؟ فأشار بأصبعه عليهم . فغضب ( السيجن ) على ( الكابل ) وقال له : أما تعرف هؤلاء ؟؟ قال له لا لا أعرفهم ..!! فقال له هؤلاء هم السرق ياسارق . فأعتذر لهم ( السيجن ) عذرا يرضيهم عن هذا العسكري المغرور ، وسمح لهم بالرجوع الى حيث شاؤا ، ورجع العسكري الى مركزه يمشي على الأقدام يندب حظه التعيس ...!!
وفي الساعة الخامسة عربي ( أي الحادية عشر صباحا ) وصلنا الى البستان في أفقوي طاب المجلس ودار الحديث كله حول هذا العسكري السواحلي المغرور ، وقال الشاعر هذه الأبيات وإن كانت لاتستحق الذكر ولا نروها هنا في المقام ، لكي يعرف القارئ ما مر على الشاعر من مشقات ..... ))


قال شاعرنا يصف تلك الرحلة وقصتهم مع العسكري السواحلي :

في افقوي مندر مع الشركة= حصلت لغبر في السكه
سواحلي نزعة الشيطان= قصه ولا قصة السودان
قالوا له الناس بانجزع= ما طاع يسمع ولا يرجع
قال ( افرتو) عجلت السّكان= قصه ولا قصة السودان
واحد وعشرين حيرهم= ولا احترمهم وحشّمهم
لا هاب شيبه ولاشبان= قصه ولا قصة السودان
في البوسطه خنفره يدري= طوّس تقايسه منتجمري
في المعركه قد هزم للمان= قصه ولا قصة السودان
خذ لك شلنقين واتقهوى= واكف الخلايق من البلوى
زادته نخوه وبت فرحان= قصه ولاقصة السودان
خلوه يطلع في البنكه= في الزابطيه قعت ضحكه
سحنه يضحك وهو غضبان= قصه ولا قصة السودان
ويش بايحصل قليل الخير= ريته رضي له بدهن السير
حاز العيافه وبت طفران= قصه ولا قصة السودان
شلوه راكب رجع يمشي= أمر الحكومه على الخشي
ما هي كما دولة الطليان= قصه ولا قصة السودان
الحاصل المسائله راحت= فوقه ودعواه قد ضاعت
داهل يعربد على الغشمان= قصه ولا قصة السودان
في الساعه اربع ونص رحنا= لاافقوي ما حد تعرضنا
والخمس جينا الى البستان=قصه ولا قصة السودان
رحله جميله خفيفة دم= الشوش فيها انجلا والهم
ما حد رجع مننا غضبان= قصه ولاقصة السودان
مندر جميعه دمقراطي= ما فيه واحد استقراطي
فيه الأوادم تقول أخوان= قصه ولا قصة السودان


من خلال قراء أبيات هذهالقصيدة الأخوانية الطريفة لا بد من استقراء دلالتين مهمتين ، اشار اليهما الشاعر وجاءت ضمن ابيات القصيدة.
الأولى : أن المندر كان في عهد الحكم البريطاني للصومال ، إذ يشير الشاعر الى ذلك حين قال :


شلوه راكب رجع يمشي= أمر الحكومة على الخشي
ماهي كما دولة الطليان= قصه ولا قصة السودان

يبدو أن دولة ( الطليان ) حين كانت الصومال مستعمرة ضمن مستعمراتها تضفى الطابع العسكري الفاشتي على نظام الحكم ، حيث يهيمن العسكر على النظام الحاكم وتفرض ميولهم الاستبداية على السكان والمقيمين .

أما الملاحظة الثانية يشير الشاعر في هذه الإخوانية الطريفة الى الوضع الديمقراطي من خلال صورة من صور تلك الرحلة ( المندر ) والتي جاءت انعكاسا لروح النظام الحاكم إذ كانت الصومال حينها مستعمرة بريطانية ، قال الشاعر :


مندر جميعه دمقراطي= ما فيه واحد استقراطي
فيه الأوادم تقول أخوان= قصه ولا قصة السودان


الديمقراطية ... والمساواة الإجتماعية بين الناس...... ، تلك أمنية من أماني شاعرنا خميس سالم كندي مابرح أن يتغنى بها في جدِّ شعره وفي هزله ، عاش يحلم بتحقيقها ونادى بها شابا يافعا ،و رجلا ناضجا ، ثم حين بلغ من العمر شيخا حلب من الدهر تجاربه حتى وافته المنية بعيدا عن ديار كانت ولازالت تخلق الحواجز بين الطبقات . وتقسم الناس الى رتب اجتماعية ، وهذا ما نلتمسه في حلقات قادمة حين نأتي على شعره السياسي ( الوطني ) ...!!


.

عبود الرقش 05-06-2011 01:26 PM

لنا عوده للتعرف على الشاعر

أبوعوض الشبامي 05-07-2011 01:26 PM

.




رباعية الهموم ( الوطن والحب والحرية والمساواة في شعر خميس سالم الكندي



( الوطن والحب ، و الحرية ، والمساواة ) هذه الأبعاد الانسانية لا تقتصر على المجتمع الذي عاش فيه شاعرنا خميس سالم كندي ولكنها كانت هي الدافع الذي كان يكمن وراء عملية الإبداع عند شاعرنا ( كندي ) والذي استطاع ان يعبر عنها باستخدامه للشعره الشعبي كشكل من الأشكال المتعددة في التعبير عمّا يجول في نفسه وخلجاته شعوره ، وقد تماهى شاعرنا كندي مع مجتمعه الحضرمي تماهيا كاد ان يكون هو المجتمع الحضرمي الذي ينتمي إليه في معاناته ، والمجتمع الذي تنتمي جذوره كندي إليه ، هو كندي نفسه في جميع صور معاناته ، فالمعاناة التي كانت يكابدها كندي حاول تجسيدها في ابداعاته وتجاوز بها معاناته الخاصة في بلاد الغربة والشتات لتشمل معاناة المجتمع الحضرمي بكل تنوعاته المختلفة ، فحين يعبر عن شوقه للمحب فإن ذلك يعني ترجمة لشوقه للوطن وحين يحن ويشتاق لوطنه فذلك يعني أنه يحن شوقا وصبابة للمحب . وضمن نصوص قصائد شاعرنا خميس كندي رسائل مضمونها محدد يعبر فيه عن ما تعانيه نفس الحضرمي في المهجر من قسوة العذاب وويلات الفراق .

عندما تكون نفس شاعرنا كندي بعيدة عن الوطن حتى ولو كانت في ارض مفعمة بالخير والرفاهية فهي تظل تعاني من همومها الخاصة حين تذكر الأوطان والأهل والخلان قال :

ثم قال من بيت سمير الجاه في جنح العتيم=لاهم من دنيا ولا عالباب واقف لي غريم
في عاصمة صوماليا عايش دواما في نعيم=والرزق متسهل ومتوكل على الله الكريم
لكننا مشغول ببلادي وقومي جيم ميم=العالم اتطور وهم وبقيوا على العهد القديم
لاهم لهم غير البخاري والتغزل في الحريم=



ومهما توافرت اسباب الرزق وعاش شاعرنا كندي في عاصمة صوماليا في نعيم الا انه يكشف لنا حقيقة الاوضاع العامة التي يعيشها المهاجرون الحضارمة ويكشف لنا معاناة التي تثقل الكواهل كمغتربين ينتمون الى الوطن الحضرمي ومع هذا يظل كندي يحن ويتذكر الأهل والأحبة ويتذكر ارضه بتنوع بيئتها وما تمليه على المجتمع من عادات وتقاليد .
كم هو صبور هذا الانسان الحضرمي ، وبصبره يحاول أن يحقق اهدافه وطموحاته ...ّّ!!

والحضرمي مسكين عاده في بلاده ما استقر=من آسيا لا فريقيا عدت حياته في خطر
دائم وهو حامل جوازه والحقيبه للسفر=الى الكويت أو للسعوديه واما لا قطر
من حين مايسرح وهو تعبان صابر عالسهر=اما موظف أو على ظهره مشدة للمدر
والا على أبواب المتاجر يحرس أبواب التجر=صابر على الهسفه وعانهصه وليته معتبر
مسكين بوحضرم عبر وقته يصاليها قدر=ضاقت به الدنيا ولا يدري إلى اين المفر

. http://www.mlfnt.com/lives4/13047604652.jpg

يالروعة جمال هذا النص الذي لامس شغاف القلب وصور لنا معاناة الحضرمي في بلاد الشتات !!!
إن حرقة ولوعة ومعاناة الغربة التي لاتطاق والتي جربها كندي ونكتشف عن الآمال التي كانت يعلقها بالعودة الى وطنه وترجمها في هذه النصوص من مساجلات الدان قال فيها:

قال الفتى المشتاق شوقته وبا عوده إلما الوطن= كلما ذكرت أهلي وخلاني خوت بالدمع لعيان
هب يانسيم الصبح هات اخبار زينه تزيل الحزن= من سول قلبي لي دواما في وسط مهجتي حلان
وقلهم لليوم والليله وكندي منكم ما سكن= من حين فارقتكم وهو باقي على العهد الى الآن
لازالت الذكرى لها تأثير عندي وأنتم اهلا ومن= ينسى عرب تعرف قوانين المحبه والتفنان

ويستحضر شاعرنا كندي ذكرياته التي قضاها في شبابه حول سوح الطويلة وسواقي شيخان ، حيث مارتع الغزلان يسحبن ذيول التيه ويتمايلن كغصون البان ، ويأتي ذكر المحبوب مرتبطا بوجود الوطن ويأتي ذكر الوطن كمظاهر للطبيعة ومرتع من مراتع الحسان,

والله ثم والله ثم والله لو قالوا على الله تمن= ان قول با روحه عشيه في السواقي حول شيخان
باشوف يا كمين دقله في الطويله من نظرها افتن= تسحب ذيول التيه تتمايل تمثل غصن البان
ماباش ياالغربه ولا باالمال جلاب الشقا والمحن= باسرّح الغونه وضويها حوالي بن سليمان

لعل التكامل بين البيئة الحضرمية وثقافتها العامة من جهة وبين شاعرنا كندي من جهة اخرى ساهم في تشكيل ظاهرة شعرية وفنية متميزة خصوصا وان شاعرنا كندي كان من بيئة فنية إذ أن أخواله عائلة ( آل زربادي ) كانوا يقرضون الشعر ويلحنونه ومنهم أدرك اسرار مفاتيح العشق في الشعر الحضرمي وهام بالمحب حتى غدت حالته حكالة قيس ( المجدل ) من جنون حبه وافراطه في عشقه.

قال الفتى المشتاق قلبي تحمل= حملت قلبي في المحبه حبل
حالتي حالة قيس يصيح مجدل= كلفت نفسي حمل ما يحمله انسان
الشوق خل القلب يتبهدل= من بعد خلي ما استقل في محل
وامسي في الغربه بلا عقل مختل= خرعوب خذ عقلي ونا راضي فرحان


لغة الشعر عند خميس كندي لغة فنية مشرقة مقبولة من كل فئات المجتمع الحضرمي وبرغم وجوده في غربته بالصومال الا ان قصائده كانت بأسلوب رفيع يراعي فيه انتقاء الالفاظ وصياغة الكلام بشكل يترجم
معاناة الجميع ، فإن ناجى وطنه واحبه فهو يناجي بذكر الوطن الحبيب البعيد

نسيم الصبا بلّغ سلامي لخلاني= وطف عالديار الحضرمية بها أهل السلا حلان
فؤادي لهم مشحون حبا وايماني= واشهدكم الله انني في حبهم مخلص اليمان
سجع يارحيم الصوت نسم على احزاني= عمر شف لحونك حركت قلبي ونا عالوقا تعبان
ذكرت الطويله واهلها قرت اعياني= ذكرت الرّوَح في الستعه اربع في السواقي الى شيخان
هنيا لهم لي تقطف الحلو والقاني=شجار الهوى دنت لهم في كل شذب معشبه لغصان
وكندي معذب في بلاجا عرب ضاني= اذا تنفس الصعدا تجاوبه البراكات والقيزان
بلادي جميله ما كماها بلد ثاني= لقد كنت قبل اليوم ساخط فضلها جم على البلدان



.

مغذي ولذيذ 11-08-2011 12:15 PM

مشكوووووووور

ريبون 12-05-2011 01:58 PM

كنت اتشوق الى قراءة المزيد عن حياة هذا الشاعر الثائر والمهاجر خميس سالم كندي خاصة المرحلة الوطنية في شعره وغزلياته
ولكن كعادة الكاتب الشبامي يقطع سلسلة مواضيعه فجأة ويغيب ثم يعود بمواضيع جديدة.
لايسعني إلا أن اوجه النداء للكاتب الشبامي ( ابوعوض ) لاتحافنا بمثل هذه المواضيع ومواصلة العطاء حول تراثنا وهو خير من يكتب في هذا الباب ليس في السقيفة فقط . وانما على مستوى المنتديات الحضرمية عامة .

عصار 12-20-2011 01:41 PM

رحم الله الشاعر خميس الكندي عاش ثائرا مهاجرا فنانا عاشقا .

شكرا ياصاحب الموضوع على هذه المعلومات الجديدة عن حياة الشاعر خميس كندي ونطلب المزيد للفائدة

دراكولا 05-08-2013 10:13 PM

موضوع رائع رغم انه الأبيات الشعرية لا تظهر عندي ولا ادري ليش

دراكولا 05-08-2013 10:21 PM

كنا نسمع البعض من قصائد كندي و لم نكن نعلم الكثير عنه مشكوووور أخي الموضوع الاكثر من رائع

المنبعث 09-03-2013 11:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي (المشاركة 615803)
.

كانت الحبشة والصومال ضمن المستعمرات الايطالية في شرق أفريقيا ، وقد دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية عام 1940م بعد تحالفها مع المانيا النازية ، وفي الثالث من سبتمبر سنة 1943م استسلمت ايطاليا واعدم موسوليني ، وضمت بريطانيا المستعمرات الايطالية في شرق افريقيا ( الحبشة والصومال ) تحت حكم التاج البريطاني .

وفي تلك الفترة التي شهدت استسلام وهزيمة ايطاليا كان شاعرنا خميس سالم كندي يقيم في (( هرر )) بالحبشة ، ونشير أن شاعرنا خميس سالم كندي سبق له حين كان في حضرموت ، أن وجه قصيدة الى علي بن صالح القعيطي مضمونها الحرب العالمية الثانية والتي بدأت عجلات رحاها تدور في الكون تحصد الأرواح وتنهار معها ممالك ودول ، ومن تلك القصيدة نختار لكم منها قوله :
يبكي على الدنيا وما لقوه فيها العاطلين= انجلوشكسون والفاشت هم والنازيين
بل والشيوعية عليهم لعنة الله أجمعين= هم عمروا الدنيا وهم في اخرابها متسببين
اهداف الباروت خلوها ونار البانزين= الحاصل ان الحرب رشنوها عسى ربي يعين
من آسيا الكبرى وعمت في الكرة لا الدردنين= ماليوم صبحت عالميه بعد واحد واربعين
نشروا دعاياتهم بان نحن دول متمدنين= شفنا فعايلهم وما يلقون في المستعمرين
شفنا الذي لقوه في أهل القدس والمفتي أمين= وعلى الجابر حلقوا بصطول جوي معلنين
الحرب تحسبهم قرانه للفذائف قادرين= وانظر فعايلهم في الغرفه وشف في بامتين
هذا الديمقراطي فعاله كيف فعل الباقيين= وايطاليا في المغرب ما لقت شوي في المؤمنين
استعمرت بلدانهم غصبا ولا هم راضيين= وشنت الغارات على البلدان والمستوطنين
وفي عمر المختار انظر كيق القى موسلين= الحاصل ان داعي مسيحي كل ابوهم خائنين

نستشف في هذه القصيدة دلالات مهمة تعبر عن الوعي السياسي المبكر عند شاعرنا خميس سالم كندي ، قال هذه القصيدة قبل أن يصل العقد الثالث من عمره ، ولكن ما جاء فيها يعبر على أنه متابع جيد ( عبر المذياع ) للأخبار العالمية وسير المعارك بين الحلفاء من جهة والمانيا وايطاليا واليابان من جهة أخرى . ويبدو أن شاعرنا كان يحز في نفسه استشهاد شيخ المجاهدين العرب عمر المختار والذي اعدمته ايطاليا شنقا . لهذا حين كان شاعرنا خميس سالم كندي مقيما في الحبشة ( هرر ) سمع في الأخبار باستسلام ايطاليا واعدام الدكتاتور الايطالي موسوليني فأبتهج كثيرا فقال هذه القصيدة التي ترجم فيها فرحته باستسلام وهزيمة ايطاليا .

ثم قال من بات ساهر يتبع المغنا= يبدع قوافي جميله ومنظومه
وزاد هاجسي نصف الليل ثورنا= وقال قم شف جيوش الظلم مهزومه
أخبار ما يستلمها العقل وصلتنا= من لندن في تلغرافات مرسومه
وصلت بلاغات رسميه تبشرنا= بايطاليا سلمت ( باري ) مع ( رومه )
ساعات كذب وساعه قول يتمعنى = كله يقع منهم ذي قوم مذمومه
والصبح من راديو ( باري) تحققنا= وتنسمت بالفرح كل نفس مكظومه

واثناء نشوة الفرحة والسعادة التي غمرت شاعرنا خميس سالم كندي نسي فيها مرارة الغربة ومشاقها في تلك الاصقاع الحبشية النائية ، وجه شاعرنا خميس كندي خطابه الى شيخ المجاهدين العرب عمر المختار واستنهض روحه من قبرها فقال :
قم ياعمر يا ابن المختار واسمعنا= وانظر بعينك ديار الظلم مهدومه
شف دولة ايطاليا هلكت عدوتنا =وتنازلت عن جميع الملك محتومه

يعد الاستعمار الايطالي من اسوأ قوى الإستعمار وكانت قوانينه تعبر عن الفكر الفاشستي المتعصب للعنصرية التي تعتمد الفصل العنصري بينه وبين شعوب مستعمراته على اساس اللون ( أسود وابيض ) ومسلم ومسيحي ، وكانت تفرض على جميع السكان في مستعمراتها الوقوف عند رفع العلم الايطالي وإداء التحية له . قال كندي:

رعاه الله أيام هي في الشرق تحكمنا= مااليوم هي وأرضها في الغرب محكومه
واسود وابيض ملقت في اراضينا= من دولة ايطاليا الاسلام مظلومه
ومع طلوع العلم نرفع آيادينا= نرفع ليادي جميع الناس ملزومه
شف موسليني طغى في الملك ما ثنا= ما قايس ان عاد ذي قوات مزمومه
مصانع الاحلاف فيها قلع تبنى= تقذف من أمات طن هدمت قلاع رومه




.

شكرا على هذا الجهد المبذول في اعداد وتوثيق قصايد الشاعر خميس بن سالم بن عبود الكثيري المكنى(كندي) وكذلك تميز الشاعر بالتويق بذكر التواريخ عبر ابيات القصيده وبالذات في قصيدته التي وصف فيها الحرب العالميه الثانيه التي وردت بعض ابياتها وهناك تصحيح بسيط فقد ورد ذكر السلطان (علي بن صالح القعيطي) ومن قصده كندي هو (علي بن صلاح القعيطي )في القطن لانه صديق وحليف بن عبدات.وعلى العموم ان جهدكم شي عظيم لا يقل عن من قال القصيده فانتم حفظتوها وشكرا لكم .


الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas