كلمات في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين 31 مايو

[الدكتور أحمد باذيب]

رغم ان 60 ملغ من النيكوتين تكفي لقتل إنسان بالغ عن طريق شل تنفسه، وان السيجارة الواحدة تحتوي على 1 ملغ من النيكوتين، ومع ذلك مازال معظمنا يمسك بسيجارته التي لا تسبب له الضرر لوحده، وانما لمن حوله من أفراد أسرته، وأصدقائه وزملائه في العمل وغيرهم.

ووفقاً لما تشير إليه الدراسات فإن من يدخن خمس سيجارات في اليوم يتعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف مقارنة مع غير المدخنين.

وفي دراسة على تأثير السجائر ذات الفلتر وعديمة الفلتر كانت النتائج مخيبة للآمال، إذ لم ينقص معدل الخطورة للإصابة بمرض القلب الإكليلي سواء دخن الشخص سيجارة ذات فلتر أو من دونه.

وفي دراسة مماثلة على السجائر ذات النيكوتين القليل لم تكن النتائج متوافقة مع الرغبات، لذلك نقول انه لا توجد سجائر آمنة على الإطلاق، فالسيجارة مهما كان نوعها ومصدرها تحتوي على 4000 مادة كيماوية، تسبب الاضطرابات العديدة في الجسم وتؤدي لحدوث الوفاة قبل الأوان.

لهذا كله ينبغي علينا جميعاً أياً كان موقعنا أن نساهم في التوصل إلى مجتمع صحي خالٍ من المدخنين ومن المهم جداً أن تضع الهيئات الصحية برامج فعالة من أجل مكافحة التدخين، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، إذ لا يكفي إطلاق الشعارات أو تنظيم بعض الفعاليات البسيطة في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين الذي يصادف 31 مايو من كل عام.

لأن مثل هذه الفعاليات سرعان ما يخبو تأثيرها مثل نور الشمعة التي لا تستطيع الصمود أمام نسمة هواء خفيفة، خصوصاً أن الشركات المنتجة للتبغ تسخر إمكانياتها المعنوية والمادية من أجل إطلاق حملاتها الترويجية التي تستهدف الصغار والإناث بشكل خاص، وتحقق بذلك أرباحاً مادية طائلة ولو على حساب المرضى الذين لا يدري بآلامهم ومعاناتهم من التدخين إلا الأعين الدامعة عليهم.

فهل نعمل جميعا على تحقيق الهدف المتمثل في بيئة صحية خالية من التدخين في البيت ومكان العمل والأماكن العامة،إنها دعوة للتمتع بالصحة بعيداً عن التدخين وأضراره الجسدية والمادية والنفسية.
منقول

[الدكتور أحمد باذيب]

اختلفت الأشكال وتنوعت الثقافات لكن الشيء الوحيد الذي اجتمع عليه أغلب دول العالم هو مكافحة التدخين في اليوم العالمي لمحاربته الذي وافق أمس الأربعاء.

ففي كوريا الشمالية اهتدت الجامعات الى فكرة جهنمية هي ربط القبول بها بالإقلاع عن التدخين وهي الخطوة التي تجبر جميع المنتسبين لجامعات كوريا الشمالية على التخلي عن التدخين كشرط للقبول في الجامعة وتأتي كجزء من برنامج الدولة لمحاربة التدخين حيث يعتبر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج التدخين بالإضافة الى الموسيقا والكمبيوتر من الاختراعات الأكثر جنوناً وحماقة في القرن الماضي.

وقد تراجع معدل التدخين في كوريا الشمالية بالفعل بنسبة 15% عن معدله عام 2000 وتطمح الدولة الى خفضه بنسبة 30% عام 2010 طبقاً لنائب وزير الصحة العامة الكوري شو شانج سيك.

والواقع أن ما فعلته كوريا مبرر إذا ما عرفنا أن 8% من الأطفال الجزائريين تحت سنة ال 12 سنة من المدخنين، وأن 60% من أطفال الأردن مدخنون سلبيون.

وذكر تقرير جزائري أن البيئة التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال المدخنون تشير الى أن 15% من آبائهم عاطلون عن العمل و85% من أمهاتهم يمكثن في البيت، وأن 21% من أولياء أمور هؤلاء التلاميذ أميّون و35% منهم ينحدرون من عائلات فيها الكثير من الأطفال.

وقال التقرير إن المدخنين الصغار أقروا بأن 70% منهم يحصلون يومياً على مصروفهم اليومي من آبائهم، وأن 13% يتدبرون أمرهم، مشيراً إلى أن 15% منهم لا يعلمون شيئا عن علاقة التدخين بالمخدرات.

من ناحية أخرى، انتهت اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ من إعداد خطة لمكافحته على مستوى دول التعاون.

وقال د. عبدالله البداح عضو اللجنة: “ان الخطة الخليجية لمكافحة التبغ تتضمن أربع مراحل: الاولى المرحلة التنظيمية والادارية فيما تخضع المرحلة الثانية من الخطة للتدريب وتجهيز المواد والكوادر العاملة وتشمل المرحلتان الثالثة والرابعة تنفيذ النشاطات والتنسيق مع الجهات المختلفة والتقييم المستمر للخطة وكيفية سيرها في الميدان الى جانب دراسة تأثيرها على معدلات انتشار التدخين من خلال دراسات ميدانية للمعارف والاتجاهات ومواقف السكان فيما يتعلق بالتدخين واضراره وتقييم ايجابيات وسلبيات الحملة الاعلامية والاجراءات التي تتخذ لتلافي السلبيات وتعزيز الايجابيات.

وفي نيوزيلندا شن سياسي من طائفة الماوري أمس حملة بهدف فرض حظر شامل على التدخين المسؤول عن ثلث عدد الوفيات بين السكان الاصليين.

واستهل هوني هارايويرا اليوم العالمي بلا تدخين بإعلان أنه يجهز وثيقة لجعل إنتاج وتصنيع وبيع منتجات التبغ غير مشروعة وكذا طرح عريضة في جميع أنحاء البلاد تحث على تبني مشروع الوثيقة.

ويدخن حوالي ربع عدد البالغين في نيوزيلندا فيما تشكل طائفة الماوري القسم الاكبر منهم. وقال هارايويرا إن نساء الماوري لديهم أعلى نسبة إصابة من سرطان الرئة في العالم وإن التدخين يقتل 4700 نيوزيلندي سنويا.