المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


شــعــبـــــــــــــــــــان المــعــظـــــــــــــــــــم

سقيفة الحوار الإسلامي


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-20-2007, 03:33 PM   #1
عاشق القبه الخضراء
حال نشيط

Thumbs up شــعــبـــــــــــــــــــان المــعــظـــــــــــــــــــم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقلت لكم ما يطلب في شعبان المعظم
من كتاب ( كنز النجاح والسرور...في الأدعية التي تشرح الصدور )
لفضيلة العلامة ::
الشيخ عبدالحميد محمد علي قدس المدرس بالمسجد الحرام بمكة .


ما يطلب في شعبان المعظم

اعلم – أن شعبان المكرَّم من الأشهر المعظمة ، وهو شهر بركاته مشهورة، وخيراته موفورة، والتوبة فيه من أعظم الغنائم الصالحة، والطاعة فيه من أكثر المتاجر الرابحة، جعله الله تعالى مضمار الزمان، وضمن فيه للتائبين الأمان، من عوَّد نفسه فيه بالاجتهاد، فاز في رمضان بحسن الاعتياد، وهو شهر النبيَِّ صلى الله عليه وسلم، كما ذكرنا في الحديث بقوله: (( رجبٌ شهر الله وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي))، وشُقّ فيه القمر لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو شهر الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كما في تحفة الإخوان، فأكثروا من الصلاة عليه أيها الإخوان في كل الأزمان،خصوصاً في شهر نبيكم شعبان، وفي ليلة نصفه تقسّم آجال العباد، ويحكم فيها بالقرب والبعاد.

قال في تحفة الإخوان: روي عن عطاء بن يسار رضي الله تعالى عنه قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان نَسَخ مَلَك الموت عليه الصلاة والسلام كل من يموت من شعبان إلى شعبان، وإن الرجل ليَظلِم ويفجُر وينكِح النسوان ويغرس الأشجار وقد نُسِخَ اسمه من الأحياء إلى الأموات، وما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان. انتهى.

ثم اعلم أن أمر الله تعالى لا يبَّدل ولا يغيَّر بعد إبرازه للملائِكة عليهم الصلاة والسلام، بخلافه قبل إبرازه وهو في اللوح، فإن الله تعالى يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء، وقد رويت آثار وأحاديث أحادِية تفيد: أنه يقضي الله تعالى في تلك الليلة المباركة كلّ أجلٍ وعملٍ ورزقٍ إلى مثلها. وفي كثير من الأخبار الاقتصار على الآجال.

وحكمة تخصيص هذه الليلة بذلك النَّسخ هو الترغيب والترهيب، فيرغب المكلف قبل مجيئها في الخير، ويرهب من الشر، ويجتهد فيها بالطاعة عسى الله تعالى أن يكتب في تلك الليلة سعادته، وكذلك يكون حاله بعد مرورها خشية أن يكون كُتِبَ فيها من أموات تلك السنة فيستعدَّ للقاء الله تعالى، هذا شأن أولى التوفيق.

وقال في تحفة الإخوان: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إن الله يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو ساحر أو مشاحِن أو مُدمِن خمر أو عاقٍّ لوالديه)) ثم سرد نحو ذلك من الأحاديث إلى أن قال: وقد اجتمع منْ الروايات أن المحجوبين عن المغفرة والرحمة مشرِك ومشاحِن وعشَار، وقاتل نفس وقاطع رَحِم ، ومُسبِل الإزار وشارب وقتّات (1) ،ومصوِّر وعاقٌ ومضربٌ في التجارات(2)، ومبتدع ورافضي في قلبه شحناء للصحابة رضي الله تعالى عنهم، فمن تخّلق بشيء من هذه الذنوب فإنه الفوز بالغفران، في ليلة النصف من شعبان، إلا أن يتنصّل من ذنبه، ويتوب إلى ربه، ويُخلص توبته، ويغسل بماء الندم حوبته؛ فحينئذٍ يسلك الله به أقوم طريق، ويدخله في زمرة أولئك الرفيق،  وَمَن يُطِعِ اْللهَ وَرَسُولَهُ ..  الآية.

قال: ومن عادة الله تعالى في هذه الليلة: أن يزيد فيها ماء زمزم زيادة ظاهرة. انتهى.

ويُسن إحياء هذه الليلة؛ روى الأصفهاني في الترغيب عن معاذ ابن جبل قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (( من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان)).
قال بعضهم: فضل رجب في العشر الأُوَل؛ لأجل فضل أول ليله منه، وفضل شعبان في العشر الأواسط؛ لأجل ليلة النصف منه، وفضل رمضان في العشر الأخيرة منه؛ لأجل ليلة القدر.

ثم إن لليلة النصف من شعبان أسماء كثيرة، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى؛ ذكر الفشني في التحفة معظمها، وذكر عند كل اسم حكمة تسميتها بذلك الاسم، وأعقبه بحديث أو أثر أو نحو ذلك، فأنظرها تَرَ العجب العُجَاب. فمما ذكره من أسمائها: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة القسمة والتقدير، وليلة الإجابة، قال: لِمَا روي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: خمسُ ليالٍ لا يردّ فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين – انتهى.
ويؤيدّه الحديث الذي أخرجه السيوطي المذكور فيما تقدم فيما يطلب في رجب؛ فيستحب الدعاء ليلتها بالأمور المهمة الدنيوية والأخروية، وأهمها المغفرة وسؤال العافية خصوصاً بالأدعية النبوية، قال العلامة السيد الونائي رحمه الله تعالى فيما يتعلق بليلة النصف من شعبان وغيرها كرمضان: مِنْ أَوْلَى ما يدعى به هذه الليلة:

(اللَّهُمَّ إنك عفوٌّ كريمٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي، اللَّهُمَّ إني أسألك العفوَ والعافِيةَ والمعَافَاةَ الدَّائمةََ في الدِّينِ وَالدُّنيَا والآخرةِ)؛ لورود ذلك في ليلة القدر، وهذه أفضل الليالي بعدها.

ومن أوْلى ما يُدعى به أيضاً ما رواه جمعٌ بسندٍ لا بأس به عن أبي بَرْزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما هَبَط آدم إلى الأرض طاف بالبيت أسبوعاً وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللَّهُمَّ إنكَ تعلمُ سرِّي وعلاَنِيتي فَاقْبَلْ معذِرَتي، وتعلم حَاجتي فَأعطني سُؤْلي، وتعلمُ مَا في نفسي فَاغفرْ لي ذَنبي، اللَّهُمَّ إني أسألك إيمَاناً يبَاشِرُ قلبِي، ويقيناَ صَادِقاًََ حَتَّى أَعلمَ أَنهُ لا يصيبني إلاّ ما كتبتَ لي، وَرَضِّني بقضَائِكَ. فأوْحَى الله إليهِ: يَا آدَمُ، إنكَ دَعْوتني بدُعاَءٍ فَاستجبتُ لكَ فيهِ، ولن يدْعوَني بِه أَحدٌ منْ ذُرّيتكَ منْ بعدِكَ إلاّ استجبتُ لهُ ، وغفْرتُ لهُ ذَنْبَهُ، وَفرَّجتُ همَّهُ وغمّه، واْتـَّجرْت لهُ منْ وَرَاءِ كلِّ تاجرٍ، وأَََتتـْْهُ الدُنيَا رَاغِمَة وإنْ كَانَ لا يريدُهَا)). انتهى.

قلت: وقد جُمع دعاء مأثور مناسب للحال خاصٌ بليلة النصف من شعبان مشهور، يقرؤه المسلمون تلك الليلة الميمونة فرادى وجمعاً في جوامعهم وغيرها، يلقِّنهم أحدهم ذلك الدعاء ، أو يدعو وهم يؤمِّنون، كما هو معلوم.
وكيفيته: تقرأ أولاً قبل ذلك الدعاء بعد صلاة المغرب (سورة يس) (ثلاثاً)، الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلاء، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس، وكلما تقرأ السورة مرة تقرأ بعدها الدعاء مرة. وهذا هو الدعاء المبارك:

(بسم الله الرحمن الرحيم، وَصلّى اللهُ عَلَى سيدِنَا محمدٍ وَعَلَى آلهِ وصحبِه وسلّم، اللَّهُمَّ يَا ذَا المنّ ولاَ يُمَنُّ عليهِ، يَا ذا الجلال ِالإكرامِ، يَا ذا الطّوْلِ والإنعَامِ، لاَ إلهَ إلا أنتَ ظهرَ الـَّلاجينَ، وجَارَ المُستَجِيرِينَ، ومأْمنَ الخَائفينَ. اللَّهُمَّ إن كنتَ كَتَبتنِي عندَكَ في أُمِّ الكتَابِ شقيِّاً أوْ محرُوماً أوْ مطرُوداً أوْ مقتَّراً عليَّ في الرّزْقِ فَاْمحُ اللَّهُمَّ بفضلكَ شقاوَتي وحرماني وَطرْدِي وإقْتَارَ رِزْقِي، وأثبتني عندَك في أُمِّ الكتَابِ سعيداً مرْزوقاً موفقاً للخيرَاتِ؛ فإنّكَ قلتَ وقوْلُكَ الحق في كتابك المنزلِ، على لسَانِِ نبيّكَ المرْسلِ:  يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ، إلهي بالتَّجلي الأعظم، في ليلةِ النصف منْ شعبانَ المكرَّمِ ، التي يفرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم ويُبرَمْ، أسألك أنْ تكشفَ عنَّا منَ البَلاءِ مَا نعلمُ وما لا نعلم ، ومَا أنتَ بهِ أعلمُ ، إنكَ أنتَ الأعزُّ الأكرَمُ ، وصلّى اللهُ تعالَى على سيدِنا محمدٍ وعَلَى آلهِ وصحبهِ وَسلَّم). انتهى.

وذكر هذا الدعاء العلامة الشَّرجي رحمه الله تعالى في فوائده، وجعله دعائين؛ فأنظره إن شئت. وقال العلامة الدّيربي في مجرباته: ومن خواص سورة يس كما قال بعضهم أن تقرأها ليلة النصف من شعبان (ثلاث مرات)، الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلاء، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس، ثم تدعو بهذا الدعاء (عشر مرات) يحصل المراد إن شاء الله تعالى، وهو:

(إلهي جُودُكَ دَلّني عليكَ، وإحسانُك قََرَّبني إليكَ، أَشكو إِليك مَا لاَ يخفَى عليكَ، وأَسأَلكَ مَا لاَ يعسرُ عليكَ؛ إذْ عِلْمكَ بحالي يكفي عن سؤَالي، يا مفرِّج كرْب المكرُوبينَ، فرِّجْ عنِّي مَا أَنا فيهِ، لاَ إلهَ إلاَ أنتَ سبحانكَ إنِّي كنتُ منَ الظَّالمينَ، فاستجبنا له وَنجّيناهُ منَ الغِّم وَكذلكَ نُنْجِي المؤْمنينَ. اللَّهُمَّ يا ذَا المنِّ وَلا يُمَنُّ عليهِ، يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكرَامِ، يَا ذَا الطَّولِ وَالإِنعَامِ، لاَ إلهَ إلاّ أنتَ ظَهَرَ اللاجِينَ، وَجَارَ المُستَجِيرِينَ، وَمَأْمنَ الخائفينَ، وَكنزَ الطّّالبينَ. اللَّهُمَّ إن كنت كتبتني عندَكَ في أُمِّ الكتابِ شقياَ أوْ محرُوماً أوْ مطرُوداً، أوْ مقتَّراً عليَّ في الرِّزْقِ؛ فاْمحُ اللَّهُمَّ بِفَضلكَ شقاوَتِي وحِرْمَاني وَطَرْدِي وَإقتارَ رِزقي، وَأثبتني عندَكَ في أُمِّ الكتابِ سعيداً مرْزُوقاً موفقاً للخيرَاتِ، فإِنكَ قلتَ وَقوْلكَ الحقُّ في كتابِكَ المنزلِ، عَلَى لسانِ نبيِّكَ المرْسلِ:  يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ . أَسألكَ اللَّهُمَّ بحقِّ التَّجلّي الأعظم، في ليلة النصْفِ منْ شهر شعبانَ المكرَّم، التي يُفْرَق فيها كلُّ أمرٍ وَيُبرَمَ، أن تكشفَ عّنا منَ البلاءِ ما نعلم وما لا نعلم، ومَا أنتَ بهِ أعلمُ، إنكَ أنتَ الأعزُّ الأكرمُ، وَصلى اللهُ تعالَى عَلَى سيدِنَا محمدٍ وَعَلَى آله وَصحبهِ وسلمَ).

وذكر في سفينة العلوم دعاء نصف شعبان للقطب الرباني، سيدي عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سره، ولعله مذكور في غير السفينة من مؤلفاته، وهو:

(اللَّهُمَّ إذ أطْلَعْتَ ليلةَ النصف منْ شعبان علَى خلقكَ، فَعُدْ علينَا بمنِّكَ وَعتقكَ، وقدِّر لنا منْ فضلكَ واسعَ رزْقكَ، واجعلنَا ممنْ يقومُ لكَ فيهَا ببعضِ حقّكَ. اللَّهُمَّ مَنْ قضيتَ فيهَا بوَفَاتِه فَاقضِ معَ ذَلكَ له رَحمتَكَ، ومنْ قدَّرْتَ طولَ حياتهِ فاْجعلْ له معَ ذَلكَ نعمتكَ، وبلِّغنا مَالاَ تبلُغ الآمالُ إليهِ، يا خيرَ منْ وَقفتِ الأقدَامُ بينَ يدَيهِ يَا ربَّ العَالمينَ، برَحمتكَ يَا أرْحم الرَّاحمِينَ، وَصلّى اللهُ تعالَى عَلَى سيدِنا محمدٍ خيرِ خلقهِ وَعَلَى آَلهِ وَصحبهِ أَجْمَعِينَ).

ونقل سيدي العلامة السيد حسن الحداد المذكور، في رسالة له دعائين لليلة النصف من شعبان، أحدهما هذا الدعاء المذكور، وزاد عليه بأدعية نفيسة مأثورة، وثانيهما دعاء آخر مطوَّل نفيس جداً، مشتمل على أدعية نبوية، ومناجاة جُنيدية، قال صاحب الرسالة المذكور: دعاء شعبان المشهور، هو دعاء عظيم النفع، فيه فوائد عظيمة وأدعية جليلة، وبعضه قد ورد عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو يُقرأ ليلة النصف من شعبان، وقَريب المغرب أحسنُ وأوْلى، جمعه سيدنا بركة الوجود، وعمدة المحققين، وحاوي أسرار آبائه الصالحين، العارف بالله، قطب الزمان، السيد الشريف بدر الدين، الشيخ الحسن بن القطب عبد الله بن علوي الحداد، نفع به وبعلومه آمين.

وهذه طريقته تقرأ أوله (سورة يس (ثلاث مرات)، الأولى بنية طول العمر مع التوفيق للطاعة، الثانية بنية العصمة من الآفات والعاهات ونية سِعَة الرزق، الثالثة لغنى القلب وحُسن الخاتمة. ثم تقرأ الدعاء، وهو هذا:

(بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم، اللَّهُمَّ يا ذا المَنّ ولا يُمَنُّ عليكَ، يا ذَا الجَلال والإِكرَام، يا ذَا الطَّولِ والإنعام، لا إلهَ إلاّ أنتَ ظَهَرَ اللاجينَ، وجَارَ المستجيرينَ، ومأمنَ الخائفين. اللَّهُمَّ إنْ كنتَ كتبتنِي عندَكَ في أُمِّ الكتابِ شقيّاً أوْ محروماً أوْ مقتَّراً عَلَيَّ في الرِّزْقِ فامح منْ أُمِّ الكتابِ شقاوتي وحرْماني وتقتير رِزْقي، وأثبتني عندَكَ سعيداً مرْزُوقاً موفقاً للخيرَاتِ، فإنكَ قلتَ وقوْلكَ الحقُّ في كِتابكَ المنزَل، عَلَى نبيكَ المرْسلِ  يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ، إلهي بالتجلِّي الأعظم، في ليلةِ النصفِ من شَعْبَانَ المُكَرَّمِ؛ الَّتي يُفَرقُ فِيهَا كل أمرٍ حَكيمٍ ويُبرَمُ، اكشفْ عني مِنَ البلاءِ مَا أعلمُ ومَا لاَ أعلمُ، واغفرْ لي مَا أنتَ بِهِ أعلمُ. اللَّهُمَّ اجعلني منْ أعظم عبَادكَ حظّاً ونصيباً في كلِّ شَيْءٍ قسمْتَهُ في هذِهِ الليلةِ منْ نورٍ تَهدي بِه، أوْ رَحمةٍ تنشرُها، أو رِزْقٍ تبسطُه، أوْ فضلٍ تقَسمه عَلَى عبَادكَ المؤمنينَ، يَا اللهُ، يا اللهُ، لاَ إلهَ إلاّ أنتَ. اللَّهُمَّ هَبْ لي قلباً تَقيَّاً نَقِيّاً، منَ الشرْكِ برِياً، لاَ كَافراً ولا شقيّاً، وقلباً سليماً خَاشعاً ضَارعاً. اللَّهُمَّ أملأ قلبِي بنورِكَ وأنوَارِ مشاهدَتكَ، وجمالكَ وكمالكَ ومحبتكَ، وعصمتكَ وقدْرتكَ وعلمِك، يَا أرْحمَ الراحمينَ، وصلى الله تعَالَى عَلى سيدِنا محمدٍ وعلَى آلهِ وصحبهِ وسلمَ)، هذَا أقلّهُ.

وأكملُهُ: (إلهي) تعرَّض إليك في هذِهِ الليلةِ المتعرِّضون، وقصدَك وأمَّلَ معرُوفكَ وفضلكَ الطالبون، ورَغِبَ إلىَ جُودِكَ وكَرَمكَ الرَّاغبونَ، ولكَ في هذِهِ الليلةِ نفحاتٌ، وعطَايا وجوائز ومَواهبُ وهباتٌ، تَمُنُّ بها على منْ تشاءُ منْ عبَادِكَ، وتخصُّ بها منْ أحببتَه من خلقكَ، وتمنع وتحرِمُ منْ لمْ تسبقْ لهُ العنَايةُ منكَ؛ فأسألك يا اللهُ بأَحبِّ الأسماءِ إليكَ، وأكرم الأنبياءِ عليكَ، أن تجعلني ممنْ سبقتْ لهُ منكَ العنايةُ، واجعلني منْ أوفرِ عبادِكَ، وأجزَل خلقكَ حَّظاً ونصيباً وقِسْماً وهِبَةً وعطيةً، في كلِّ خير تقسمهُ في هذِهِ الليلةِ أوْ فيما بعدَهَا، من نور تهدِي به؛ أوْ رحمةٍ تنشرهَا، أو رزْقٍ تبسُطه، أو ضُرٍّ تكشِفُه، أوْ ذَنبٍ تغفرُهُ، أوْ شدَّةٍ تدفعها، أو فتنةٍ تصرفها، أوْ بلاءٍ ترْفعهُ، أو معافاةٍ تَمُنُّ بها، أو عدُوٍّ تكفيهِ، فاكفني كلَّ شرٍّ، ووفقني اللَّهُمَّ لمكَارم الأخلاقِ، وارْزُقني العافيةََ والبركةَ والسَّعةَ في الأرزاقِ، وسلِّمني من الرِّجزِ والشرك والنفاق، (اللَّهُمَّ) إنَّ لك نَسَماتِ لطفٍ إذَا هبَّت على مرِيضِ غفلةٍ شَفَتْه؛ وإنِّ لكَ نفحاتِ عطفٍ إذَا توجَّهَتْ إلى أسيرِ هوىً أطلقتهُ، وإنَّ لكَ عناياتٍ إذَا لاحَظَتْ غريقاً في بحرِ ضلالَةٍ أنقذَتهُ، وإنَّ لَكَ سعاداتٍ إذا أخذَتْ بيدِ شقيٍّ أسعدَتهُ، وإن لكَ لطائفُ كَرَمٍ إذا ضاقتِ الحيلةُ لمذْنبٍ وسِعَته، وإنَّ لكَ فضائل ونعم إذا تحوّلت إلى فاسدٍ أصلَحَته، وإن لك نظراتِ رحمةٍٍ إذا نظرتَ بها إلى غافلٍ أيقظته، فَهَبْ لي اللَّهُمَّ منْ لطفك الخفي نسمةً تشفي مَرَضَ غفلتي، واْنفحني منْ عطفكَ الوفيّ نفحةً طيبةً تُطلق بها أسري منْ وَثاقِ شهوَتي، واْلحظني واحفظني بعين عنايتك ملاحظةً تُنقِذُني بها وتنجني بها منْ بحرِ الضَلالةِ، وآتِني منْ لدُنْكَ رَحمةً في الدُّنْيَا والآخرَةِ، تبدّلُني بهَا سعَادَةً منْ شقَاوةٍ، واْسمعْ دُعائي، وعجّلْ إجَابتي، واْقضِ حَاجتي وعَافني، وهَبْ لي منْ كرَمكَ وجُودِكَ الواسِع مَا ترْزُقني بِهِ الإِنَابَةَ إليك مَع صدْقِ اللّجَاءِ وقبولِ الدُّعَاءِ، وأهِّلني لقرْعِ بَابكَ للدُّعَاءِ يَا جَوادُ؛ حتى يتصلَ قلبي بمَا عندَكَ، وتُبَلّغني بها إلى قَصْدك يا خيرَ مقصود، وأكْرَمَ معْبود. ابْتهالِي وتضرُّعي في طَلبِ معُونتكَ(2)، وأتَّخِذُكَ يَا إلهي مفزَعاً وملجأً، أَرْفعُ إليكَ حَاجتِي ومطالبي وشكوَاي، وأُبدِي إليكَ ضُرِّي، وأُفوّضُ إليكَ أمرِي ومناجَاتي، واْعتمدُ عليكَ في جميعِ أُمورِي وحَالاَتي. (اللَّهُمَّ) إني وهذِهِ الليلَة خلقٌ منْ خلقكَ فَلا تُبلِني فيها ولاَ بَعدَها بسوءٍ ولاَ مكرُوه، ولاَ تقِّدر عَلَيَّ فيهَا معصيةًً ولاَ زَلةً، ولا تُثْْبِتْ عَلَيَّ فيهَا ذَنباً، ولا تُبْلِني فيهَا إلاّ بالتي هيَ أحسنُ، ولاَ تُزَيِّنْ لي جرَاءَةً على محَارِمكَ، ولا ركوناً إلى معصيتكَ، ولا ميلاً إلى مخَالفتكَ، ولا تَرْكاً لطاعتكَ، ولا اْستخفَافاً بحقكَ، ولا شكّاً في رزْقكَ؛ فأَسألكَ (اللَّهُمَّ) نظرَةً منْ نظرَاتكَ ورَحمةً من رَحَماتكَ، وعطيةً منْ عطِيَّاتكَ اللطيفةِ، وارْزُقني منْ فضلكَ، واكفني شرَّ خلقكَ، وأحفظْ عليَّ دِينَ الإسلامِ، وانظرْ إلينا بعينكَ التي لا تنامُ، وآتنا في الدُّنيَا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذَابَ النار (ثلاثاً)، (إلهي) بالتَّجلِّي الأعظم، في ليلةِ النصفِ من شعبانَ الشهرِ الأكرَم، التي يُفـْْرَقُ فيهَا كل أمرٍ حكيمٍ ويُبرَمُ، اكشفْ عنا منَ البلاءِ ما نَعلم ومَا لاَ نعلمُ، واغفرْ لنا مَا أنت بهِ أعلمُ (ثلاثاً)، (اللَّهُمَّ).0 إني أَسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأستغفرُكَ منْ كلِّ مَا تعلمُ؛ إنكَ أَنتَ عَّلامُ الغيوبِ، (اللَّهُمَّ) إني أسأَلكَ منْ خيرِ مَا تعلم وما لا أعلمُ، وأستغفرُكَ لِمَا أعلمُ ومَا لا أعلم، (اللَّهُمَّ) إنَّ العلمَ عندَكَ وهوَ عنا محجوبٌ، ولاَ نعلمُ أمراً نختارُهُ لأنفسِنا، وقدْ فوَّضنا إليكَ أُمورَنا، ورَفعنا إليكَ حَاجاتنا، ورَجوناكَ لفاقاتنا وفقرِنا، فأرْشدْنا يَا اللهُ، وثَبِّتنا ووفقنا إلىَ أحبّ الأُمورِ إليكَ، وأحمَدِها لدَيكَ، فإنَّك تحكم بما تشاء وتفعلُ مَا ترِيدُ، وأنتَ علَى كلِّ شَيْءٍ قديرٌ، ولا حَوْلَ ولاَ قوَّةَ إلاّ باللهِ العليِّ العظيم، سبحانَ رَبكَ رَبِّ العزَّةِ عما يصفون، وسَلامٌ عَلَى المرْسلين، والحمدُ للهِ رَب العَالمين، وصلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَى سيدِنَا محمدٍ وعَلَى آلهِ وصحبهِ وسلمَ. انتهى دعاء شعبان
.

=====================
(1) القتات: النمام.
(2) كذا في الأصل.



فائدة


ذكر بعض الصالحين: أن من قرأ  لَّا إلَهَ إِلَّآ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ليلة النصف من شعبان بعدد حروفها بحساب الجُمّل وهو عدد (2375) خمسة وسبعون وثلاثمائة وألفان؛ فإن تلاوة هذه الآية في هذه الليلة بالعدد المذكور تكون أماناً في ذلك العام من البلايا والأوهام.
قلت: كيف لا تكون أماناً وقد روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((لقد كان دعاء أخي يونس عجيباً، أوله تهليل، وأوسطه تسبيح، وآخره إقرار بالذنب ((لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) ما دعا به مهموم ولا مغموم ولا مكروب ولا مديون في يوم (ثلاث مرات) إلا استُجِيبَ له)) إلى غير ذلك من الأحاديث المجموعة في "خزينة الأسرار" وغيرها.



--------------------------------------------------------------------------------


فائدة أخرى


قال الشَّرجي رحمه الله تعالى في فوائده: من قرأ أول سورة الدخان إلى قوله تعالى: اْلْأَوَّلِينَ في أول ليلة من شعبان خمس عشرة مرة إلى ليلة الخامس عشر؛ ويقرؤها ثلاثين مرة، ثم يذكر الله تعالى ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ويدعو بما أحب فإنه يرى تعجيل الإجابة فيها إن شاء الله تعالى.


--------------------------------------------------------------------------------


تنبيه!!

يحصل الإحياء والقيام الواردان في الأحاديث بمعظم الليل، وقيل بساعة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: بصلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح في جماعة؛ كما قالوه في ليلة العيدين...، والأولى للإنسان أن يصلي في هذه الليلة صلاة التسابيح التي علَّمها النبي صلى الله عليه وسلم لعمّه العباس رضي الله تعالى عنه ، ولغيره من أقاربه صلى الله تعالى عليه وسلم، وصفتها مذكورة في كتب الفقه فاطلبها، وبالله التوفيق.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 08-20-2007, 03:45 PM   #2
عاشق القبه الخضراء
حال نشيط

Thumbs up

منزلة شهر شعبان ومايسن عمله فيه:

من المقرر عند أهل العلم أن الزمان يتشرف بمايقع فيه من الحوادث وبمقدارها يكون مقداره وبفضلها يكون فضله وكلما أرتبط الناس بالحادثه وثأثروا بها كلما ارتبطوا بالزمن الذي وقع فيه.

ففي شهر شعبان من الحوادث الهامه التي يستحق الإهتمام بها وهي:
1) تحويل القبله من بيت المقدس إلى الكعبه المشرفه فقد صلى النبي عليه السلام في المدينه ستة عشر شهراً أو سبعه وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى الكعبه وكان يقوم كل يوم مقلباً وجهه في السماء ينتظر أمر الله حتى أقر الله عينه ونزل أمر تحويل القبله وقد صلى النبي عليه السلام والمسلمون معه ركعتين من صلاة الظهر نحو بيت المقدس فإستداروا إلى الكعبه فسمي المسجد الذي نزل فيه الأمر مسجد القبلتين ـ وسمي المسجد الأقصى أولى القبلتين. فقدكان أهل مكه في الجاهليه يعظمون البيت الحرام لا لأنه بيت الله. بل عنوان مجدهم وسبب تحصيلهم المنافع والأرباح فلما دخلوا في الإسلام أراد الله استخلاص القلوب له وتجريدها من التعلق بغيره فأختار لهم المسجد الأقصى مدة من الزمن ليخلص نفوسهم من يتبع الرسول اتباعا مجرداً يحمل معنى الطاعة.
تحويلهاإلى بيت الله الأول الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام وليكون تراثاً للأمه المسلمة التي نشأت تلبيه لدعاء إبراهيم عليه السلام، وبحادثة تحويل القبله تم ربط الفرع بالأصل فارتبط المسجد الأقصى قبلة اليهود والنصارى بالمسجد الحرام وفي هذا إشارة إلى وحدة الأديان وانتمائها جميعاً إلى أصل واحد.
فإن المسجد الأقصى مقدس في سائر الأديان وله شأن عظيم فهو أولى القبلتين وأحد المساجد الثلاثه التي تشد إليها الرحال. وهو المسجد الذي بارك الله حوله وأسري برسول الله عليه السلام إليه وهذا يدعو المسلمين يهتموا به.

2) حادثة انشقاق القمر فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن أهل مكه سألوا رسول الله أن يريهم آيه. فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما.وقد أنزل الله قوله تعالى:{اقتربت الساعه وانشق القمر..}

3) قيل نزول قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يآيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}

4) نزول فرضية الزكاة والصيام.

5) أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى.
فعن أسامه بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله ! لم أرك تصوم شهراً من الشهور ماتصوم من شعبان ؟ قال : "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" وهو الرفع السنوي. وقد جاء في الحديث أن الأعمال ترفع في يوم الإثنين والخميس وهو الرفع الأسبوعي، وجاء أيضا أنها ترفع كل يوم وهذا رفع يومي.
والله سبحانه وتعالى غني عن هذا كله عالم الغيب والشهاده، وقد أتى ابن عباس رضي الله عنهما رجل فقال: ياأباالعباس! أرأيت قول الله تعالى: {فمابكت عليهم السماءوالأرض وماكانوا منظرين} فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
فقال رضي الله عنه: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماءمنه يتنزل رزقه وفيه يصعد عمله وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه ففقده بكى عليه، وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه.

6) أن شهر شعبان تقدر فيه الأعمار ـ وفي الحديث عن عائشه رضي الله عنها قالت:قلت: يارسول الله! أحد الشهور إليك أن تصومه شعبان ؟
قال:"إن الله يكتب على كل نفس منية تلك السنه فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم"

7) قيل أنه شهر تقدر فيه الأرزاق والرزق عام وخاص ظاهري وباطن وقد كان رسول الله عليه السلام يقول:"اللهم أجعل أوسع رزفك عليٌ عند كبر سني وانقطاع عمري"

8) أن فيه ليله عظيمه مباركه هي ليلة النصف من شعبان، وإن لهذا الشهر العظيم منزله بين أشهر العام كله وقد كان رسول الله الكريم يكثر الصيام فيه.
تقول عائشه رضي الله عنها "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لايفطر، ويفطر حتى نقول لايصوم، فما رأيت رسول الله عليه السلام استكمل صيام شهر إلارمضان ،ومارأيته أكثر صياما منه في شعبان"
وفي روايه أخرى فالت رضي الله عنها"كان أحب الشهور إلى رسول الله عليه السلام أن يصومه شعبان، بل يصله برمضان" وعن عائشه رضي الله عنها قالت:‘شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطَهٍر، ورمضان المكفر" يستحب للمسلم في هذا الشهر الإنابه إلى الله والإكثار من العباده والصيام وإغتنام أوقاته المباركه بالذكر والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ففي حديث أبي هريره أن رسول الله عليه السلام قال: "من صلى عليٌ واحدة صلى الله عليه عشراً"
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحده،صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة.
والصلاة من الله رحمه ومن المؤمنين دعاء وثناء ومن الملائكه شفاعه واستغفار .
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: أن رسول الله عليه السلام قال "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال: "الصلاة عليٌ نور على الصراط"
وعن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على محمد وقال: (اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامه وجبت له شفاعتي)"
وقال بعض الحكماء: سلامة الجسد في قلة الطعام وسلامة الروح في قلة الآثام وسلامة الدين في الصلاة على خير الآنام، فليكثر المرء في هذا الشهر من الصلاة على النبي عليه السلام لتكون له نوراً وأماناً في الدنيا والآخره.



--------------------------------------------------------------------------------


فضل ليلة النصف من شعبان ومايستحب عمله فيها وفي يومها:

هذه الليله يحصل فيها التجلي الأعظم من الله سبحانه وتعالى والمغفره الكبرى.
عن عائشه رضي الله عنها قالت:فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع -رافع رأسه إلى السماء-. فقال:" ياعائشه أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟". قالت: قد قلت:ومابي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال:"إن الله تعالى ينزل ليلةالنصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".

وعنها أيضا قالت: ’قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال:" ياعائشه! أوياحميراء ! أوظننتِ أن النبي قد خاس بك؟". قلت: لاوالله يارسول الله، ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك. فقال:"أتدرين أي ليلة هذه؟". قلت: الله ورسوله أعلم. قال:"هذه ليلة النصف من شعبان،إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ، ويؤخر أهل الحِقدِ كما هم".

وعنهاأيضاًرضي الله عنهاقالت:’يَسُح الله عز وجل من الخير في أربع ليالٍ سحاً: ليلة الأضحى، والفطر، وليلة النصف من شعبان، ينسخ فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحج وفي ليلة عرفة الى الأذان".
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء في سجوده ليلة النصف من شعبان, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي وكان رسول عندي ثم عاد ساجداُ فقال: "أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك . وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وفي رواية أخرى أنه عليه السلام قال في سجوده: "سجد لك خيالي وسوادي, وآمن بك فؤادي, فهذه يدي, وما جنيت بها على نفسي, ياعظيم يرجى لكل عظيم, اغفر لي الذنب العظيم".
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إحياء ليلة النصف وصيام يومها فعن علي رضي لله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له ألامسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه؟ ألاكذا ألاكذا؟ حتى يطلع الفجر"


ومن هنا يستحب في هذه الليله المباركه الإكثار من العباده وخاصه الصلاه والدعاء
قال عطاء ابن يسار رحمه الله :"مابعد ليلة القدر ليله أفضل من ليلة النصف من شعبان وهي من الليالي التي يستجاب فيها الدعاء ".
وقد قيل: إن للملائكه في السماء ليلتي عيد كما أن للمسلمين في الأرض يومي عيد فعيد الملائكه ليلة البراءه، وهي ليلة النصف من شعبان ،وليلة القدر، وعيد المؤمنين يوم الفطر ويوم الأضحى فلذا سميت ليلةالنصف من شعبان ليلة عيد الملائكه.

وذكر السبكى في تفسيره أن ليلة النصف من شعبان تكفر ذنوب السنه وليلة الجمعه تكفر ذنوب الأسبوع وليلة القدر تكفر ذنوب العمر-أي إحياء هذه الليالي سبب لتكفير الذنوب فتسمى ليلة التكفير .

وتسمى أيضا ليلة القسمه والتقدير قال عطاء بن يسار " إذا كانت ليلة النصف من شعبان نسخ ملك الموت كل من يموت من شعبان إلى شعبان وإن العبد ليفرس الفرس وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن إسمه قد نسخ في الموتى وماينتظر به ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه"


وفي هذه الليله المباركه ينصح الصالحون والعارفون بقراءة سورة .يــس. بين المغرب والعشاء (ثلاث مرات) وكلما قرأ هذه السوره مره دعا بدعاء ليلة النصف من شعبان وهو:
((اللهم ياذا المن ولايمن عليه ياذا الجلال والإكرام وياذا الطول والإنعام لاإله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين اللهم ..................... إنك أنت الأعز الأكرم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)).
فما أحوجنا في مثل هذه اليله المباركه إلى أن نفئ إلى الله عز وجل ونرجع إلى الحق ونطهر قلوبنا وأرواحنا وناسب نفوسنا على مافرطت في جنب الله تعالى ، والشقي من حرم بركة ونفحات هذه الليله.
وفي الحديث عن عائشه رضي الله عنها قالت: قال النبي عليه السلام "أتاني جبريل فقال: هذه الليله ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب و لاينظر الله فيها إالى مشرك ، ولا إلى مشاحن و لاإلى قاطع رحم ولا إلى مسبل و لاإلى عاق لوالديه ولاإلى مدمن خمر".

وتفـــصــيلـــــها :

الشرك فذنب عظيم لا يغفر قال تعالى: "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار".

وأما المشاحنة فتؤدي إلى التباغض وإفساد ذات البين التي وصفها النبي عليه السلام بأنها الحالقة.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن النبي عليه السلام قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
قال أبوعيسى: ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين".

وأما الخمر فهي أم الكبائر
وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال: من شرب خمراً خرج نور الإيمان من جوفه" لأنه لايجتمع الخمر والإيمان في جوف واحد.

وأما قطع الرحم فهو من جملة الإفساد في الأرض الذي نهى الله عنه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام الفائز بك من القطيعة. قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟. قالت: بلى يارب قال: فهو لك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فقرؤوا إن شئتم{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.


أما سبل الإزار فهو إشاره إلى الكبر والخيلاء قال تعالى:{إن الله لايحب كل مختال فخور}.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لايدخل الجنه رجل في قلبه مثقال ذرة من كبر".

وأما العقوق فيأتي في طليعة الكبائر وقد أوجب الإسلام طاعة الوالدين وبرهما وجوبا مؤكدا وحذر في تشديد بالغ من مقارنة أي لون من ألوان العقوق مهما قل أو إستهان به إلى الدرجه التي يشدد فيها القرآن كلمه ,أف, وهي أدنى وأهون مايقوله إنسان لآخر،والآيه{وقضى ربك........}.الإسراء
والملاحظ في هذا العصر أن العقوق منتشراً إنتشارا سريعا وقد يكون السبب امتناع الوالدات عن إرضاع أولادهن، وفقد ماينشأ عن الإرضاع الطبيعي من روابط وأواصر.
قال تبارك وتعالى:{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم} فأمرها بإرضاعه قبل إلقائه حتى يعرفها وتكون له صله بها.



--------------------------------------------------------------------------------

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونسأله أن يبارك لنا في شعبان وأن يبلغنا رمضان ويجعلنا من المقبولين ويكتب لنا فيها ماكتبه لعباده الصالحين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




منقول بتصريف :: طالب دعواتكم
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas