مـــاذا أنت فـاعــل؟

[سالم علي الجرو]

ماذا أنت فاعل عندما يكون العدو من خلفك ومن أمامك ومن فوقك ومن تحت رجليك؟

عداوة من جهتين:
الأولى:
العدو التاريخي ، وهو الإستعمار المستعين بالحملة الصليبية والغزو الفكري .
هنا نواجه هجوم من عدّة جهات وغزو مباشر وغير مباشر من أجل تثبيت السيطرة والإحتكار.
الثانية:
عداوتنا لأنفسنا ، فمنا من وقف في خندق العدو التاريخي ومنا من سلبنا حقوقنا وأضعف قوانا وهو يناضل أو يدعي أنه يناضل ضد العدو التاريخي.
هنا نواجه اقتصاد ضعيف ولا قوام لأمة بدون اقتصاد قوي.
لعل الصورة وضحت قليلا ولنتوغل قليلا:
نحن الآن نقف هنا:
بين تبعية مطلقة لقوى الإستعمار ، نقتات على الفتات بشروط ، وبين استقلالية لا تقوم على دعائم ، فالجبهة الداخلية مفككة والإقتصاد خدماتي يقوم على الإعانة المشروطة في ظل غيبوبة ونسيان ، لا بل وجهل.
غيبوبة تامّة عن ما يحدث في الدقيقة والساعة واليوم والشهر في عالم سريع الإيقاع في التدمير وفي البناء.
نسيان واجب ديني وقومي وإنساني وأخلاقي
جهل تام بكل نظرية وقاعدة وتطبيق في سياق التنمية العامة ، عدا ثرثرة وصراخ يبلغ حدود الشتائم أحيانا.
نقف هنا:
قيادات وتركز على الأجهزة الأمنية:
1- نفقات عسكرية عالية
2- تدريب وتخريج دفعات منظورة في مهرجانات وغير منظورة في صالات مغلقة
3- عيون ساهرة وآذان صاغية
4- إعلام موجّه
نقف هنا:
1- زراعة بدائية
2- للزراعة صلة بالتصنيع ونظرا لغياب الأول غاب الثاني
3- صناعات خفيفة لا ترفد الإقتصاد الوطني
نقف هنا:
1- طوائف ومذاهب دينية
2- طوائف ومذاهب سياسية
عدوّ من خلفنا ومن أمامنا ومن فوقنا ومن تحت أرجلنا ومن داخلنا ، فأين المفر؟
المفر في الوحدة الوطنية ، وفي اللحمة ، وفي التوافق القائمة على مبدأ التسامح والثقة المتبادلة.
بغير هذا فلينعق البوم

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

ماذا أنت فاعل عندما يكون العدو من خلفك ومن أمامك ومن فوقك ومن تحت رجليك؟

اقتباس :

عداوة من جهتين:

اقتباس :

العدو التاريخي ، وهو الإستعمار المستعين بالحملة الصليبية والغزو الفكري .

غضب واستجابة

غضب المستعمر ، المحتل الغاصب من وصفنا له بالعدو في خطابنا الدّائم نحوه في سياق الصراع الأزلي بعناوينه العريضة:
1- إحتلال
2- غزو
3- إغتصاب
4- قتل وتدمير
5- نهب للثروات
لذلك لم نسمع في الإعلام العربي لفظ: ( العدو الإسرائيلي ) منذ زمن إلا في قنوات إعلامية قليلة ، مغضوب عليها . هذه شطبت ، وماله فلنشطبها ونستعيض بكلمة: ( المصالح ). ويقال أن النية متجهة نحو اجتثاث ألفاظ وجمل الكراهية من الموروثات العربية ، والله أعلم.

المصالح

1- للدول الكبرى مصالح يدّعون أنها لشعوبهم ، وهذا من حقهم وليس من حق أحد الاعتراض إلا إذا استخدمت السلاح الفتّاك وأهلكت الحرث والنسل لفرض باطل تسميه مصالح . هنا لا يبرز اعتراض لفظي فحسب بل مقاومة مسلحة مشروعة. لكنهما سؤالان يحتاجان إلى إجابة:
السؤال الأول: لماذا البعض يعترض على مصالح أمريكا والغرب في ديارنا؟
السؤال الثاني: لماذا تعترض أمريكا والغرب على حق المقاومة عندما يحتلون هم أرضا ويهلكون الحرث والنسل؟.
لا يحق للمعترضين على المصالح الغربية في ديارنا أن يوصموا إخواننا في الإنسانية ، صفر الوجوه بالأعداء ، فهم أصحاب مصالح مشروعة.
كذلك لا يحق لإخواننا في الإنسانية أن يوصموا مقاومي الإحتلال بالإرهابيين.
معادلة واضحة:
أ ) مصالح تقابلها مصالح . ( لا توجد عداوة )
ب ) إحتلال تقابله مقاومة . ( لا يوجد إرهاب )

2- للحكام في العالم الثالث مصالح ، فهل هي في صالح شعوبهم؟

الشعوب

في النتيجة وصلنا إلى مصالح الشعوب ولم يكن لدينا شك في أنها قد تحققت لشعوب الغرب وهذا من حظّهم ، والسؤال:

أين مصالح شعوب الشرق؟

النتيجة
إمّا وأن يكون توازن وتكافؤ في عالم بدون تشنّجات وحروب ، وإما أن تكون قوة تفرض الهيمنة دون حسابات للتوازن والتكافؤ في عالم متوتر.

في المحصلة النهائية:
1- من المتسبب في النزاعات وفي الحروب؟
2- من المتسبب في الإرهاب؟
3- من المتسبب في عالم متوتّر؟

أفلا يعقلـــون؟

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

عداوتنا لأنفسنا

يكون المرء عدو نفسه عندما يضر بنفسه وهو يدري أو لايدري ، فالطالب الذي يقرر عدم مواصلة الدراسة بعد سنين مضنية من التعليم والمثابرة هو عدو نفسه ، والذي يسعى إلى انفصام وحدة وطنية تحققت بعد سنين من الكفاح المضني ومن التضحيات الجسيمة ، ليس عدو نفسه فحسب بل عدو أمّته وثقافته إن لم يكن عدو لهويته.
عدو نفسه من يسعى إلى تأجيج الفتنة والترويج لانشقاق الأمّة تحت مسمّيات مذهبية وطائفيّة .
من يردد قول الله تعالى:
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .... الآية ) ، ثم في التطبيق يفرق الأمّة ليس عدو نفسه فحسب ، بل عدو الله وعدو الأمّة والناس أجمعين.

من يقول بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة ، ثم يعتلي المنابر ليشتم هذا الفئة ويقذف في الأخرى هو عدوّ خطير.
من يشفط أموال الأمة ويذهب بها إلى بعيد ثم ترتد إلينا ، إلى جماجم ونحور وأجسام الأمة في شكل رصاص وطعنات ونار هو عدو بامتيــاز.

[سالم علي الجرو]

بعد هذا الإستعراض المسهب ، ماذا أنت فاعل؟

[سالم علي الجرو]

صورة من صور الجهاد النافع

أن نبرز محاسن أقوالنا ومحاسن أفعالنا ، كما فعل الصالحون من أسلافنا
لا ، بل علينا أن نطمئن الآخر بصدق نوايانا
ولدنا لنتعايش ، كبشر ، مع وجود صراعات وهذه سنة الله في الأرض ، نتصارع لنبقى جميعا في الأرض لا أن يطالب طرف بإلغاء وإقصاء طرفا آخر ، فالأرض لله ، ولئن وقع ظلم على طرف فمن حقه الدفاع ، وليس من العقل إهلاك نفسه.

نحن وإسرائيل

إسرائيل وليدة سياسة ومخطط صهيوني ، فكيف نعادي اليهود؟
اغلبنا لا يربط فلسطين بالصهيونية بل يربطها باليهودية ، والعدالة الأرضية لا تطالب اليهود بشيء ، وعليها أن تطالب الصهيونية الدولية وفروعها بأشياء.
ملأنا الأرض بخطابات تدعو إلى إقصاء اليهود فتعاطف معهم الرأي العالمي ، واستغلّت الصهيونية هذا التعاطف وراحت تقصف وتقتل وتحرق وتنسف عرى الوحدة من الداخل خلال عقود ستة ، وكما نرى النتائج.

نحن والغرب الاستعماري

عرفه الثوار في القرن العشرين بذاك الجاثم فوق الأرض بعسكره ودباباته فقاتلوه في العراق وفي الشام وفي الجزائر وفي اليمن وفي كل مكان حتى تحقق الاستقلال الذي فرح به الأحياء وراحوا يمجدون الشهداء ، فأين حق الأحياء في الأرض؟ وأين حق الشهداء؟ . كان جاثم على الأرض ، فمن لنا بتصوير الاستعمار اليوم في ديارنا:
أهو على الأرض بدباباته أم بعسكرنا؟

نحن وأنفسنــا

كم فرقة؟ كم طائفة؟ كم مذهب؟
بعد كلّ هذا ، مــاذا أنت فاعل؟

[سالم علي الجرو]

مفترق الغضب

واقفون في العراق على مفترق طرق
في لبنان واقفون على مفترق طرق
وفي السودان أيضـا
أما في الصّومال فتجري عملية اغتصاب

اليمن الميمون

مهيّأ الآن لاحتمالين اثنين ما لم تحدث معجزة:
1- عدّة عواصم
2- صوملة

المثل الأعلى

لنا في لبنان المثل الأعلى:
1- كم طبخت أفسدوها بقوة التلاحم الداخلي؟
2- الوفاق دائما هو سيّد الموقف.

في جميع الأحوال يجب التصالح مع الذّاكرة بشطب صور العداء ومفردات الخصام ، وإن وجدت فتحلّ بالطرق السلمية ، وعلى الرافض الباغي أو المتعنت تحمّل المسئولية.

في جميع الأحوال يلزمنا الخروج من ردود الأفعال إلى الأفعال
في جميع الأحوال ينبغي أن لا نقدم أوطاننا ومصالح شعوبنا كأوراق بين اللاعبين الكبار ، مجانا .....

[سالم علي الجرو]

يقولون في نشرات الأخبار:
الحزب الحاكـم
يقول من لا يرضى:
الحزب الذي وصل إلى السلطة في مطلع العام الأول و....
والقادم
ويقول من يرضى:
الحزب المنتخب الحاكم
وبعد مسيرات احتجاج ، يقول برلماني من الحزب الحاكم
ألقي القبض على نفر من المشاغبين ...
سيحاكمون في مطلع الأسبوع القادم

فماذا أنت فاعل؟

[ابن ال علي]

شكرا استاذنا الجليل سالم علي الجرو
فعلت خيراً بتقديمك للموضوع بكل بساطه المهم في الموضوع هل الحكومة اليمنية وحكام اليمن لديهم الشجاعة والجرأه والقبول بأن اليمن يمر بمرحلة خطيره و بمشاكل واخطار لاتقل شاناً عن مشاكل تلك الدول التي ذكرتها وهي ( لبنان والعراق والصومال والسودان ) المرض يحتاج اولاً الى تشخيص ومن ثم تبداء في العلاج واعتقد ان هذا غير موجود على الساحة اليمنية فالحكومة غير قادره على فعل شي ونحن غير قادرون على ان نفعل شي نترك الامور للمستقبل وان يتولانا الله برحمته 000 تحياتي

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

المرض يحتاج اولاً الى تشخيص ومن ثم تبداء في العلاج واعتقد ان هذا غير موجود على الساحة اليمنية فالحكومة غير قادره على فعل شي ونحن غير قادرون على ان نفعل شي نترك الامور للمستقبل وان يتولانا الله برحمته 000 تحياتي

ايّ تشخيص يا أخي الكريم ونحن أمام نتائج جهود قوى استعمارية خلال عقود من الزمن:
ألم نقل بأن الإستعمار إذا خرج من الباب عاد من الشّبّاك؟ .. هاهو بين ظهرانينا بفضل جهوده ومثابرته
ألم نقل بأن سياسة الإستعمار تقوم على قاعدة: ( فرّق تسد )؟ ها هي النتيجة بفضل جهوده ومثابرته
ألم نقل: نحن قوم إذا كثروا جاعوا ، وإن قلّوا ضاعوا؟ أنظر حولك؟

بعد هذا أتطلب تشخيص؟!!!!
سيّدي الفاضل:
نحن لا نعوّل على الحكومات في لمّ الشّمل ، نعم نحتاج إليها في استتاب الأمن . على النخب أن تلعب دورها بنزاهة في لمّ الشمل ووحدة الصّف لا لمقارعة أحد بل للوقوف ضد العواصف متحدين ، متكاتفين ، متوافقين.

شكرا جزيلا

[فائز باكتيفة]

يجب علينا التمسك بديننا وتطبيق ماجاء في القران الكريم إتباع سنة الرسول صلى الله عاليه وعلى اله