صنعاء: من تغذى بكذ بة ما تعشى بها:"حبل الكذب في بلادنا لا يبدو قصيرا"ًبل طويلاً

[حد من الوادي]

لعبة قاضية

بقلم/ جمال أنعم

كما لو أننا أغرار يسهل التلاعب بهم..هكذا نبدو في هذا الملعب الكبير المحكوم بلاعب وحيد، هو الأكثر غشا والأوفر حظاً على الدوام. لم يعد الغش خفياً على أحد،صار غشاً "عالمكشوف"، لعبة غشاشين مسيطرين على الأرض،متحكمين بأصول اللعب،فارضين أنفسهم وشروطهم بقوة. هم الحاكم والحكم، والشطار الفائزون،ونحن البلهاء الخاسرون، المنذورون أبداً للخسران والهزيمة والفرجة البائسة. "المشي وراء الكذاب " نصيحة سيئة ما زالت تحكم سيرنا كله، ولا منتهى أو باب. لا شيء غير الأكاذيب. واستمرار الخبط خلف الأكذوبة. "حبل الكذب في بلادنا لا يبدو قصيرا"ًبل طويلاً آخذا في الطول طال واستطال ملتفاً على كل شيء منذ أفلته الصدق وتقاصر الصادقون عن القطع واعلان القطيعة. "من تغدى بكذبة ما تعشى بها"نحن نفعل ونزيد والأفظع أنها تتغدى بنا وتتعشى وتصطبح ، تأكلنا عقداً بعد عقد،ونحن نحدق. "نحن مطالبون بأن نتجاوز عجزنا أمام كل ما يصيبنا بالدوخة"عبارة للروائي المغربي محمد شكري أمسك بها في لحظة دوار عاصف تضغط فيه على الروح موبقات هذا الوضع المقيت الذي نرضخ له بإذعان يزيد فوضاه الحاكمة ثباتاً وطغياناً وجنوناً. محاكمة الزميل عبدالكريم الخيواني منذ البدء لعبة حاكم في مجتمع دائخ ،مطعونة عدالته مشكوك في تطلابه العدل بحق وصدق وشرف .


سار الجميع وراء الكذاب من الحكم الاول إلى الثاني،من سنة سجن إلى ست،من تلفيق إلى افتئات من زور إلى بهتان،من جور إلى عدوان،من قضية إلى خلية،من جرم إلى جريمة. الخيواني بريء مذ شرع الحاكم في لعبته غير البريئة،بريء شهدت ببراءته إجراءات تناقضات حكم الامس وتشهد على براءته تواطؤات جور اليوم .كنا ندرك ما أريد بالزميل الخيواني ومع ذاك سرنا وراء الكذب حتى محكمة أمن الدولة مخاتلين رعبنا وشكنا من من مشروعيتها، ذهابنا هذا إلى بيت الخوف بحثا عن العدالة سلوك معبر عن مواطنة صالحة،كان ينبغي على القاضي علوان أخذه بعين الاعتبار في حكمه الاعتباطي الفاضح الذي قضى به على غير هدى ولا حيثيات موجبة.ملحقاً بسمعة القضاء-سيء الصيت-ماهوأكثرسوء اوفضاعة.الخيواني بريء تشهد بذاك فضيحة الفقرة المضافة إلى الحكم الفقير إلى العدل والرشد، الفقرة رقم(71) وتنص على شمولية الحكم بالنفاذ المعجل،مخالفة وعلى نحو سافر حقيقة منطوق الحكم المثبت والمسجل لدى وسائل اعلام عديدة داخلية وخارجية،والأكثر فضحاً للنوايا المبيتة لاستهداف الخيواني وسجنه صدور حكم بإعدام أحد افراد المجموعة التي شملها منطوق الحكم وهو ما يعني تنفيذ الحكم قبل الاستئناف. مرعب ان تصبح المحاكم ساحة مراهقين يلعبون بفجاجة وصلف من غير احتراف وذكاء يراعي على الأقل هيبة القضاء ووقار القاضي ،وصرامة القانون،


استخدام المحكمة لتصفية الحسابات مع الخصوم يستدعي الحكمة والحصافة والرهافة في تمرير المخالفات والتجاوزات ولفلفة الأحكام .على القضاة مسئولية حماية أنفسهم من هذا اللعب الفاضح الذي يقضي عليهم بأكثر مما يقضون . فهد القرني يواجه منذ البدء حملة سلطوية شرسة اتخذت من المحاكم أداة للانتقام منه وبصورة مقززة وصلت حد محاكمته غيابياً في صنعاء كفار من العدالة في حين يقبع سجينا في مركزي تعز حيث يحاكم منذ شهور ثلاثة في محكمة التعزية على ذات الافتراءات . ياقوم احسنوا التمثيل احسنوا الاعداد والاخراج ..فضحتونا . لعبة سلطوية قذرة سائرة على قدم وساق وخاسرين قليلو الحماسة يلعبون دائما في الوقت الضائع يبحثون عن الحقوق حين تعي المطالب يتفرجون على الحاكم وهو يمرر فساده ،أوزاره ، تجاوزاته ،حروبه ،جرائمه بخلو بال ومن غير اكتراث. لعبة قذرة و حين يشترك فيها القضاء بهذا السفور فتلك هي القاضية.

====

* عن صحيفة الصحوة