04-01-2010, 12:14 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
اليمن في جيوبنا !! ... فؤاد النهاري
اليمن في جيوبنا !! ... فؤاد النهاري الأربعاء , 31 مارس 2010 م لا يختلف اثنان على أن حبَّ الوطن من الإيمان، وأن الوطن فوق كل اعتبار، وحماية أمنه واستقراره، والعمل من أجل رفاه وعزة وتقدم أبنائه تقع مسؤوليتها على كل مواطن... لكن أن يتحول هذا الوطن إلى ورقة توت يتاجر بها ضعاف النفوس للتكسب باسمه، والمزايدة علينا بوطننا، وتوزيع صكوك الوطنية على من يريدون، وسحب هذه الصكوك أيضاً على من يريدون.. شيء عجيب، ربما لا يحدث في أي بلد سوى بلدنا... فلطالما رفعت شعارات "اليمن أولاً، وحب الوطن من الإيمان، واليمن في قلوبنا....إلخ تلك المقولات... وكم من لوحات عملاقة نصبت في الشوارع والساحات العامة... وكم من حملات إعلامية وتوعوية وكلها في حب الوطن. يا سادة يا كرام: من غير المنطقي أن تدعونا إلى حب وطننا، ونحن نرى هذا التدهور المريع، والانطلاق الكبير نحو شفير الهاوية.. والشعب يزداد فقراً، وجماعات الحكم تزداد ثراءً، فئات تتضور جوعاً وتموت عطشاً، وأخرى في بحبوحة من العيش الباذخ.. ومن غير المنطقي أن توجه الحملات التوعوية بحب الوطن، نحو المهمشين والفقراء والمعدمين، وتتجاهلون أولئك الذين يتربعون على الكراسي، وفي أيديهم موارد البلاد.. الذي يفترض أن توجه لهم كل الرسائل الإعلامية التوعوية، الداعية إلى حب الوطن والحفاظ عليه، وعلى موارده وثرواته بدلاً من تبديدها، وكأنها ملكاً لهم، لا شريك لهم، ولا حق ليمني في محاسبتهم، وكأنهم هم الأوصياء على هذا الوطن وأبنائه وأمواله وثرواته. يا هؤلاء كفوا عن المزايدة باسم الوطن، وأعلموا أن ملايين الريالات أو الدولارات التي تهدروها باسم تعميق الولاء الوطني يجب أن توجه في مشاريع التنمية لكي يتعمق هذا الولاء. فالمواطن البسيط معني بالدرجة الأولى بما يتحقق له على صعيد الواقع من تحسن في مستواه الاقتصادي وسهولة الحصول على الخدمات العامة، وكل ما يتصل به من مأكل ومشرب ومسكن وأمن وتعليم وصحة....إلخ، ولا تؤثر فيه مثل هذه الإعلانات والحملات، وإنما تزيد من سخطه وامتعاضه من هكذا حملات لا تسمن ولا تغني من جوع. ورغم إيماني الكبير بأهمية غرس حب الوطن وتعميق الولاء الوطني، إلا أنني أعتقد أن التوقيت في الأغلب، غير موفق، حيث اضطراب الوضع العام في الشمال والجنوب، وتدهور الحالة المعيشية للمواطن. علينا أن نعترف بدون مكابرة أن مثل هكذا حملات تؤدي إلى رد فعل عكسي، ومن الواجب جداً أن تتجه جهود الإصلاح السياسي والاجتماعي وتعميق الولاء الوطني نحو عناصر النظام الحاكم الذين يديرون البلد، ويعبثون أيما عبث بموارده وخيراته، ويشوهون سمعته، ويبددون ثرواته... هم الأبعد عن الشعور بالمسؤولية ـ مع احترامي لقلة قليلة ـ والواقع يشهد بذلك. والله يهدينا إلى ما فيه خير وطننا وأبنائه.. [email protected] نقلا عن (رأي) |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|