معرض عدن الدولي الثاني للكتاب والحضور السلفي الوهابي

[حامد الصافي]

حضور سلفي وهابي واضح وكتب صفراء تباع بسعر التكلفة احتلت ما نسبته 90% من مساحة المعرض .

يلاحظ ولأول حضور مذهبي زيدي فعّال رافقه عزوف عن الإطلاع على المعروض من كتب الزيدية إما بسبب الخشية من التطاول السلفي الذي لا يخفي اتباعه النقد اللاذع الصريح والواضح لمن يسمونهم بالرافضة أو تحاشيا لإتهامات حكومية بالحوثية قد توجه لمن يتردد على الجناح الزيدي .

ارتفع نعيق أصحاب الميكرفونات والسماعات بحيث غدى المعرض أشبه بسوق يعرض بضاعة واحدة طاغية على ما سواها الا وهي الكتب الصفراء التي تحوي الفكر التكفيري .

لا يحق لك النقد أو التصريح بمكونات نفسك ليس خوفا من الحكومة التي لا وجود لها وإنما خوفا من ردة الفعل التي سيتخذها ضدك الشباب السلفيون الذين يعج بهم المعرض بصورة تكاد تكون يومية ويشترون بسخاء قل نظيره ما يعرض من كتب التراث الإسلامي السلفي ذو الإتجاه الآحادي الذي يرفض وجود النقيض أو صاحب الفكر ولمنظور المغاير .


افتتح المعرض في 22 مارس وسيغلق أبوابه في 2 أبريل 2010 وسينتج عنه تعبئة فعّالة لأتباع التيار السلفي وتجنيد كم كبير من المرتادين الذين تعرض عليهم الكتب التكفيرية مجانا أو بأسعار زهيدة .

شكى بعض المشاركين في المعرض من ضعف الإقبال على الكتب التي لا تحمل البصمة السلفية الوهابية الدينية وما يثير الإستغراب كثيرا أن التواجد الحزبي والحكومي يكاد يكون معدوما إلا في ركن بسيط لدائرة التوجيه المعنوي يسوق لشعارات ثورية زائفة وخطب منبرية للزعيم علي عبد الله صالح وركن آخر لوزاة الثقافة تسوق فيههي الأخرى ما بقى بحوزتها من كتب لا زالت مخزونة لديها منذ عام 2004 حين تم اعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية .


هناك جهة فاعلة ما تلعب دورا مكشوفا في تسويق الفكر الوهابي السلفي في المجتمع المدني اليمني وعلى عينك ياتاجر وعلى مرأى ومسمع من الحكوومة اليمنية التي لا حول لها ولا طول للتدخل وفتح جبهة ثانية تقارع فيها القاعدة ممثلة في الفكر الوهابي الدخيل والذي يوزع بأزهد الأثمان في المعروضات الهائلة من الكتب السلفية التكفيرية فمن صاحب المصلحة ياترى في تحويل بلادنا إلى بؤرة من بؤر التناحر الطائفي وجعلها حديقة خلفية للمد السلفي الوهابي القادم من خارج الحدود ومن إحدى دول الجوار تحديدا ؟


يشاع أن جميع الكتب الصفراء المعروضة مدفوعة الثمن والتكاليف سواء تلك التي نقلت من مصر أو السعودية وأنه قد تم توزيع قوائم بأسماء الجهات التي ستوزع عليها ولن يعاد تصديرها إلى مصدرها أو بيعها في الأسواق اليمنية .


بلادنا مستهدفة بتأثيرات السلفية الوهابية فلماذا هذا الصمت الحكومي وهل كانت الحكومة تعلم عليم اليقين بأسماء دور النشر والمكتبات التي ستشارك في المعرض ؟

لديها علم بكل تأكيد وهي بمما رستها تلك تلعب لعبة البيضة والحجر مع التيارات السلفية التي تقمعها في شخوص أعضاء تنظيم القاعدة وتفتح الباب على مصراعيه لبروز نتوآت قاعدية سلفية جديدة ستحمل الراية لصالح السعودية والقاعدة ومن يدور في فلكهم والمتشددين الإسلاميين في النظام اليمني .


لم تقم أي محاضرات أو لقاءت فكرية ولن تقام على هامش المعرض لأن الهدف من اقامته معروف سلفا والثمن مقبوض من أجل تعميم الفكر الوهابي ملقارعة الصوفية والزيدية والتيارات الشيعية الأخرى الناشئة .


كل معرض كتاب في عدن ونحن بخير

ومزيد من الخزي والعار والذل والشنار للحكومة اليمنية التي تعد غائبة غيابا فعليا عن المعرض الذي تديره التيارات السلفية من داخل وخارج الحدود كما تشاء وكيفما تشاء .


شكرا لكم جميعا .