الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل ..... (الموت والهلاك لأبناء اليمن!!!)

[هدير الرعد]

هذه هي حقيقة المشروع الذي يحمله الحوثي في اليمن، فتحت هذا الشعار الزائف تم تعطيل التنمية في محافظة صعدة وتشريد معظم سكانها، وتحولت مدارسها إلى ثكنات عسكرية لتدريب الخارجين على الدولة، وتم الاستيلاء على مقرات السلطة في أكثر من مديرية وطرد واعتقال وقتل موظفيها، وقطع الطرقات وتهديد حياة سالكيها، وتعطيل مصالح الناس، وممارسة أعمال التخريب والقتل في كل مكان في تلك المحافظة.. وكل هذا في نظرهم ((جهاد في سبيل الله ضد أمريكا وإسرائيل!!))...

لو أن الحوثي الآن كان اليوم معتقلاً في أحد سجون السلطة بسبب رأيه السياسي أو مذهبه الديني أو لأي قضية وطنية كانت، لكان أشرف له ألف مرة من التسبب في إشعال حروب أزهقت آلاف من أبناء هذا الشعب المسلم، وإهدار مليارات الدولارات من قوت المساكين والفقراء من أبناءه........

لو فعل الحوثي ذلك لأصبح رمزاً من رموز النضال الوطني ضد الظلم، ولربما اعتبره البعض كـ سعيد ابن جبير، لكنه ويا للأسف شق طريقاً آخر، فظلم الناس بتصرفاته أكثر مما ظلمته السلطة بمئات وربما آلاف المرات، فكم بقي له من أعذار يمكن أن يلتمسها المرء له اليوم؟، وكم من دماء اليمنيين يحتاج حتى يُنهي أمريكا من الوجود حسب ما يدعي في شعاره؟ وحتى يحرر فلسطين المحتلة من بين أيدي إسرائيل اللعينة؟. وكم من المليارات ينبغي إحراقها بحجة أن مناطق صعدة بحاجة إليها لإعمارها؟!!!.

كان هناك في السابق من كان يعتقد أن الحوثيين بالفعل يدافعون عن أنفسهم، وبأنهم قد وجدوا السلطة تهاجمهم في صعدة، فاضطروا للدفاع عن أنفسهم ضد هجوم السلطة عليهم... ذلك بالرغم من أن جميعنا يعرف أن الحوثيين كانوا معتمدين على السلطة في إعانتهم مالياً على تدبير شؤونهم، ولم تكن السلطة على الإطلاق في وارد الاعتداء عليهم أو تنغيص معيشتهم، بل أنها ساعدتهم بالمال مثلهم مثل غيرهم من طوائف وشرائح المجتمع التي تتلقى الدعم الحكومي بحق وبدون حق.... وأن أحد أبرز زعمائهم (يحي الحوثي) كان أحد أعضاء الحزب الحاكم ونائباً في البرلمان، وعندما أنهت الحكومة تمردهم الأول عام 2004 كان معظم المقاتلين المتواجدين اليوم في الميدان في قبضة السلطة، ويقبعون في سجونها، بمن فيهم عبد الملك الحوثي الذي يقود التمرد اليوم بشحمه ولحمه، لكن السطلة بادرت حينذاك بإخراجهم من سجونها وإعفاءهم من الجرائم التي ارتكبوها، بل وزادة بمنحهم تعويضات مالية سخية من باب لعل وعسى يشعرون أن حكومتهم ليست هي إسرائيل أو أمريكا، وأنها أحن عليهم من الحوثي نفسه....

لكن بعد أن لاحظ الجميع ما قام به الحوثيون في عمران وفي بعض مديريات ذمار، ومؤخراً في الجوف، ومستقبلاً حسب ما تذهب إليه بعض الآراء في أبين! فإنه يمكن التأكيد على أن الحوثي له مشروعه الخاص....... مشروع سياسي وعقائدي يتعدى المظالم التي يتحجج بها أمام الناس، وأن مشروعه ونضاله هذا لا يحمل في حقيقته سوى الشر لهذا المجتمع، فمثل تلك الأفعال لا تدل إلا على رغبة توسعية مبنية على مخططات بعيدة المدى للقضاء على أحلام هذا الشعب وأمنه واستقراره..... كل هذا وما زالوا يتذرعون بالمطالب والمظالم!! فصدق فيهم قول الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف ((كلمة حق يراد بها باطل)).

بعد هذا كله:
إلى متى ستظل أخطاء السلطة شماعة وذريعة لمثل هذه المشاريع؟؟
لماذا لا نحترم ثوابتنا الوطنية مواطنين وأحزاب ومنظمات وندير خلافاتنا مع السلطة فيما دون تجاوز ذلك السقف؟؟
هل أن مشروع الحوثي أو مشروع الفضلي أو مشروع تاج أو غيرها من المشاريع هي التي ستلبي طموحات هذا الشعب وتحقق أمنه ورخاءه وتأمين مستقبل أبناءه؟؟