لماذا تُحارب الصوفية وجماعات التكفير ؟؟؟

[الكاشف]

من خلال متابعتي لما يتم طرحه تحديدا المواضيع الدينية . فقد لاحظت
افتعال الاثارة وتعمد شن الحرب على الصوفية . وذلك بعدة وسائل وتحت مسميات شتى . فتارة ترى كاتبا يكتب عنها ويشن هجومه تحت مسمى محدد . وتراه نفسه يكتب تحت مسمى اخر تارة اخرى .
الحرب على الصوفية ليست وليدة اليوم ولكنها من ازمنة غابره ومن جهات ترى ان فيها خطورة على مراكزها واستمرارها ولكنها في الحقيقة ليست حربا على التصوّف فقط بقدر ماهي حربا على ( اهل البيت ) تحت مسمى الحرب على الصوفية .
ورغم انني لست محسوبا على ( اهل البيت ) رضوان الله عليهم ( نسبا ) ولكني ازعم انني محسوبا عليهم ( محبةً ) !!
الا اني ارى ان جل المواضيع عن الصوفية والتي تطرح هنا بقصد الاساءة لهم . ذلك ان من يطرح هنا جلهم لايفقهون الصوفية الحقة .
وجهلهم التام او التعامي عن حقيقة ظاهرة وجليّه . ان التصوف لم يختص بأهل البيت فقط وانما الكثير من الناس في حضرموت على وجه التحديد كانوا من اعلام التصوف .
ومنهم مشائخ تريم وسيؤن وشبام ودوعن وغيرهم كثيرا . فهناك الشيخ
العمودي وعمر بامخرمه وآل خطيب وآل بافضل وآل باجمال وكثيرا لاداعي للاطالة في ذكرهم .
ولكن هؤلاء استقصدوا ( اهل البيت ) في ذلك ولم يتعرضوا لغيرهم هنا وفي منتديات اخرى .
حقيقة الحرب على الصوفية هي انها تشكل خطرا حقيقيا على من هم يريدون المتاجرة بالدين وبيع مواقفهم لصالح جهات يعرفونها ومرتبطين بها واسكات صوت الامة بالحجج الواهية كي يبلغون مراداتهم الدنيوية .
وممارسة التدليس واستمالة ( العوام ) للاصطفاف خلفهم لمواجهة ( الصوفيين )...
فالتصوّف يحارب الاثراء على حساب الدين . رغم ان هناك من هو كان ثريا جدا من ائمة التصوّف ( كبشر الحافي ) وانفق كل ثروته في الصدقات
ومساعدة المحتاجين واما البعض ممن يخالفونهم فكانوا فقراء فقرا مدقعا
وعندما انتهجوا منهج الحرب ومصادمة غيرهم والتواطئ في امور الدين لاسكات العامة والتدليس عليهم لصالح البعض اصبحوا اغنياء واثرياء ثراء فاحش . فالتصوّف يحث ويرغّب في ( الزهد ) واماتة النفس وتهذيبها وتواضعها لله جل شأنه ولخلقه ولكن البعض لايريد الا ان يمتلك الثروات الهائلة فوجد في ذلك اقصر سبيلا . فانتهج نهج الحرب وان لم يكن مقتنعا بها اصلا . ويرى ان من يُنسب اليهم مجحفين . بل وربما يخرجون
المسلمين من الملة .
اذا كانت هناك اقوال قد دست على ائمة التصوّف زورا وبهتانا . فقد نسب الي المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) واحاديثه ماليس له ولم يقله . ولكن هؤلاء المخالفين للتصوّف قصدا. لايظهرون الا مادُس على ائمة التصوف
واذا كان هناك من هم ينسبون انفسهم الي الصوفية واساءوا لها بجهلهم .
فهناك جماعات التكفير في بعض الطوائف ويجسبون انفسهم على من يسمون انفسهم ( اهل السنة والجماعة ) وينزّهون انفسهم ومراجعهم
ولايعتدون الا باقوالهم .

وهناك ممن هم يُحسبون على الصوفية والصوفية منهم براء . فتراهم يلبسون العمائم
ويتمايلون . ويقولون اقوالا لايقبلها عقلا راجحا . ولافطرة سليمة .
يحاولون ايهام السذج . بأنهم ممن يحبون الخمول . ويستترون وانهم من ذوي الاحوال العظيمة . وتراهم يهبون في قيامهم لبعض زعاماتهم . وكأنه نبي مرسل ويقبلون اكفه ويتلقون بعضا من ( ريقه ) بداعي التبرك .

يؤمنون بالخرافات والخزعبلات . ويحاولون اختلاق القصص والكرامات وينسبونها
لمراجعهم وزعاماتهم .

كلها أقوال ينسبونها لزعاماتهم رغم ان كثيرا من زعاماتهم ومراجعهم منها براء.

هؤلاء ومن هم على شاكلتهم هم سببا مباشرة في الاساءة للصوفية الصحيحة .
فهم الوجه الآخر للتخلف والتقوقع والتحجر كمخالفيهم ...

الامة بحاجة الي نماذج مضيئة ومتنورة ليست مسفة كالمحسوبين على التصوف
وليست كجماعة التكفير المحسوبين على أهل السنة والجماعة .

الامة بحاجة الي دعاه متمكنين يؤمنون بالعلم والانفتاح وتقبل الحوار وطرح الاخر
وينبذون الخزعبلات والتشدد والتعصب والاتكالية .
عندها ستنهض هذه الامة من كبوتها . ويكون لها شأنها وتستعيد دورها الريادي المفقود . ولها في اسلافها قدوة حسنة !!!!