اليمن بين علو بلفقيه ودونية باحارثه

[صالح بن مهنا]

يحتل الشعر الشعبي في حضرموت مكانة خاصه وتقام له المهرجانات التي يتناظر فيها الشعرافي مواضيع حيه تجد فيها ضالتك كالزامل والشبواني وجلسات الدان الحضرمي علي اختلاف الحانه والوانه وقد اشتهر عدد من الشعرا قديما وحديثا في المشاركه الفاعله في تلك المهرجانات وتميزوا بالمكانة ودقة التصوير والغزارة في المعنى الذى يعكس الثراء الفكري وسعة الاطلاع والمستوى الحضارى الذي كانوا عليه الاجداد ويتالق في حلبات الشبواني في حضرموت كوكبة من الشعراء تميزوا بقوة الحضور وامتلاك ناصية التفوق في هذا الميدان الابداعي الهام. بيد ان التفوق الابداعي في ساحات شعر الارتجال ليس بالضرورة ان يصحبه التفوةق في ساحات الشعر الغنائي.
الفضائيه اليمنيه قدمت جلسة غنائيه للمطرب حسن سري قدم خلا لها اغنية من كلمات الشاعر حسن باحارثه يقول مطلعها ( افتخر واعتز اذا نادى المنادي قال لي يابو يمن ... الخ )نعم نفتخر ونعتز ونتباهى بانتمائنا وحبنا لليمن وهذا لاجدال فيه ولكن يبدو ان الشاعر باحارثه لم يدرك المقصود الحقيقي من لفظة ( ابو يمن) فهي تطلق من الاخرين كما هو معروف في مواضع التحقير وللسخريه والاستهزاء والتصغير مثلما تحرف الاسماء وتصغر عند القبائل العربيه فلماذا لايقال (( يابن اليمن ) ايهما اقوى لفظا ودلالة فالناس عندما تفاخر بالسوداني يقال له ( يابن النيل) وللمصرى ( يابن الكنانه ) ولماذا لايقال يابن السعيده وهوالاسم الذى عرفت به اليمن في الحضارات القديمه كاليونانيه وغيرها . فاليمن ليس لها ابا ففي هذه القصيده تتجلى دونية باحارثه وخطفه لبعض الالفاظ واستخدامها دون تمحيص او تدقيق مما ادى الى تدني صياغته الشعريه ومكانته واساءته للشعر الغنائى وفحوله الذين استطا عوا ايصاله الى اصقاع العالم وتجاوزوا به الحدود
واذا قار نا بين اغنية امي اليمن للفنان الكبير ابوبكر سالم بالفقيه بعلوها وشموخها وبعدها التاريخي الذى يهز المشاعر ويوقض النخوة حين قال في احد الابيات ( يارض قحطان يا نسل عدنان وتعمق في التاريخ الى عهد بلقيس والعظيمة سبا )) وهنا فان الشاعر لايؤمن بالجغرفه فاليمن بحق وحقيقه اماً لكل العرب وهذا هو التاريخ الحقيقي والعلو والهيبة وليس الدونية والتصغير وليحترم كل شاعر مكانته وعلى المختصين اضاءة السراج الاحمر امام هذه المجاميع الشعرية الهزيلة