ليست جريمة أن نرفض الوحدة بل الجريمة أن لا نرفضها ...!!!!

[أبوعوض الشبامي]

.




نعم ليست جريمة حين يرفض الجنوبيون الغيارى والاحرار من ابناءه وحدة الضم القسري ، بل الجريمة أن لا يرفض الوحدة ابناء الجنوب ... فالمأزق التاريخي الذي وضعه الرئيس الطالح
في مسيرة ابناء الجنوب شكل لهم تجربة قاسية ومريرة ، تلاشت معها الأماني الكاذبة والبراقة واكتشف الجنوبيون صدق المقولة التي تقول (( الشمال شمال ، والجنوب جنوب )) وأن الشمال
عبر تاريخه منذ عهود سبأ وهو مصدر الغزوات والفوضى والنهب والسلب للجنوب ، وأن الجنوب دائما ضحية الشمال المتخلف والقبلي الرجعي .

ولا شك أن تجربة الوحدة القسرية ستكون آخر التجارب في تاريخ شعبنا في الجنوب ، ولا أظن أن يكررها حتى يوم يبعث الله العباد من محشرهم .
أما لماذا؟
لأ ن سلوكيات الشماليين وتصرفاتهم الرعناء واسلوبهم في إدارة دولة تفتقر اساسا لبنية الدولة الحديثة يجعل الانسان الحضاري في الجنوب يشعر ببعد المسافات الحضارية بينه وبين الشمال المتخلف.
ويشعر أن دولة تفتقر لابسط مقومات الدولة لهو في غناء عنها .
وهذا الحراك الجنوبي يبشر بانتصار الصراع الحضاري لمصلحة ابناء الجنوب ، لأنه صراع وحرب بين عقليات قبلية وعسكرية متخلفة من جهة ، وبين عقليات حضارية مدنية من جهة أخرى.




...