المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


السحاب والمطر في الشعر الشعبي ( 2 ) ..!!

تاريخ وتراث


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-21-2004, 09:56 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي السحاب والمطر في الشعر الشعبي ( 2 ) ..!!

.
تناولنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع شعر الشيخ عبدالله بن معروف باجمال الشبامي وركزنا على القصائد التي تصف السحاب ونزول المطر وتدفق السيول ولحظة الفرح بسماع صوت المبشر الذي يزف خبر مجيء السيل ووصفه للآثار التي تخلفها السيول من اضرار ( مكسر ) .

وفي هذه الحلقة نتواصل مع رحلة السحاب والمطر والسيول في الشعر الشعبي الحضرمي على امتداد وادي حضرموت مع شاعر عاش متنقلاً في غرب وادي حضرموت متنقلا بين وديان - عمد ، ودوعن ، والعين - وكان لسان حاله يردد ماقاله الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص :

وبدّلت منهم وحوشًا= وغيّرت حالها الخطوب
أرض توراثها الجدود = فكل من حلها محروب
إمّا قتيلا وإما هلكًا = والشيب شين لمن يشيب
لايعظ الناس من لا يعظ = الدهر ولا ينفع التلبيب
ساعد بأرض تكون فيها = ولا تقل إنني غريب

إنه شاعرنا وعلامتنا وداعية الاصلاح الاجتماعي في حضرموت السيد علي بن حسن العطاس ( مؤسس المشهد ) والذي قضى حياته في وسط أرض توراثها الجدود ولكن كل من حلها كان وسط الخوف والحروب والنهب والفوضى ومصيره ( إما قتيلا وإما هلكًا ) إلا أن السيد علي بن حسن العطاس سعى جاهدًا الى الدعوة بالموعظة الحسنة والدعوة الى المساعدة والتكافل بين افراد ابناء المجتمع و تأمين مواضع المخافات الخطيرة في حضرموت و تعتبر المشهد إحدى هذه المخافات والمآوي للوحوش وقطاع الطرق من القتلة واللصوص فأنتقل بشجاعة الى هذه الأرض والتي كان كل من قدم إليها ( محروب أو منهوب أو قتيل ) وشرع في البدء بمساعدة الناس وجعلها حوطة آمنة مؤمنة وواحة يلجأ إليها الخائف ويلوذ نحوها الظمآن والجائع .
كانت بداية نواة هذا المشروع الاصلاحي الاجتماعي بدأت بفكرة حفر بئر و لحفر هذه البئر قصة طويلة جاءت في مذكرات السيد علي بن حسن الشخصية والتي تمثل في كتابه ( المقصد في شواهد المشهد ) كتبها أول بأول.
وعملية حفر البئر في تلك الناحية المقطوعة والمعزولة لم يكن مشروعا سهلا خاصة لو علمنا أن الماء يوجد بعمق يتراوح بين 120 و150 متر وكان الحفر يتم بوسائل بدائية وكثير ما تعترض الحفارين في الطبقات السفلى صخور صلبة تصمد ايام طوال حتى يتم تكسيرها وتجاوزها.
وقد لا قى مشروع حفر أول بئر في المشهد صعوبات كثيرة حتى كاد اليأس يدب في أنفس الجميع ولكن الله أراد أن يتم هذا المشروع الخيّر وحين فاضت البئر بالماء استبشر به السيد علي بن حسن العطاس وسمى تلك البئر ( بئر عطيه ) أو كما يحلوله ان يسميها عطيه الهنيه وامتدح السيد علي بن حسن العطاس هذه البئر بقصائد طنانة رنانة وبالغ في وصف وطعم مائها حتى جعل منه معتقدًا راسخًا بأنه علاجًا وترياقا للأنفس والأبدان المريضة وداع صيت وشأن هذه البئر ولا نبالغ إذا قلنا إنها غدت اشهر بئر في حضرموت في تلك الحقب الماضيةو تفوقت على نقيضتها ( بئر برهوت ) الشهيرة في شرق حضرموت والتي يسود الاعتقاد بأنها مأوى لأرواح الكفار كما يزعم الأخباريون ...
ومما قاله السيد علي بن حسن العطاس في وصف ماء بئر عطيّه أنه سليط في ملمسه وعسل في طعمه وشاف لمن شرب منه:

ماشي كما ماء عطيه في جميع المياه= سليط لمسه وتحسبه العسل في حلاه
ومن معه شك فيما قلت يدلي رشاه= يا خير مورد على مشهد عمر في فلاه
من فاز منها بشربه والله إنها شفاه= يازائر المشهد اضمر بالنيه ما تشاه

كانت فكرة قيام المشهد فكرة اصلاحية اجتماعية المراد منها ان تكون حوطة آمنة للمسافرين والعابرين ولولم يتم ظهور الماء في بئر عطية لماتت تلك الفكرة قبل أن تظهر ولم يكن لها أي وجود.
ان الماء ضرورة ملحة لمنظومة الحياة كلها وهم كبير خاصة إذا كان وجوده أو نزوله نادرا وما اكثر ندرة سقوط الأمطار في حضرموت وما اصعب وجوده في باطن الأرض في حضرموت الغربية .
لهذا كان السيد علي بن حسن العطاس يحمل همًا كبيرًا سمه الماء وكان يكمن في جنبات قلب يحس بمعاناة الناس إذا اجدبت عليهم الأرض وأشتدت المعاناة وكان كثير الإستسقاء وكثير الترحال والوقوف على أضرحة اولياء الله الصالحين في شرق حضرموت وغربها مستغيثا بالسلف الصالح ان يرحم الله الأمة ويزيل عنها الغمه ويغيث البلاد والعباد .
ويروى أنه عقد العزم على زيارة اضرحة اولياء الله الصالحين في تريم ومر بشبام وسأل البعض عن وجهته فأخبره بها وبما عقد عليه من نية الإستغاثه فقال احدهم:

- ياحبيب علي نحن إن مطرنا وإلاّ سنينا .

فرد عليه السيد علي بن حسن مازحًا :

- ونحن إن مطرنا وإلا بكينا


ويعود ذلك لصعوبة وجود الماء في اعماق الأرض في تلك النواحي من غرب حضرموت وهذا يجعل من عملية الزراعة بالسناوة امرًا صعبًا ومكلفًا.
والسيد علي بن حسن حين يستغيث بنزول المطر والدعاء للناس بالرحمة فإنه لا ينطلق من مشاطرة الشاعر ابالفراس الحمداني في رأيه الأناني ودعوته لتفضيل ( الأنا ) بقوله:


ولكنه يوافق الشاعر المعري الذي قال :



فعبارة ( عموم ياحولاه ) هي عبارة يرددها الناس ودعوة بأن يكون السيل سقياه عامًا ينتظم البلاد كلها ويعم بالخير على الجميع وهذا ايضًا ما يدعو به السيد علي بن حسن العطاس حين يقول:

يالله على أرض فيها أولادها شم حلول = ما بين سمعون والروضه وبنتي مثول
وخص من عين الى الريده إلى اما يثول = وخص عيبون وادينا عيال الرسول
يالله على الكسر والوديان ذي هي همول = شوحم ودوعن ووادي عمد مال السبول
عموم للخلق مره في الجبال والسهول = قريب يارب ما للبعد فينا مقدره وكهول

وإذا الحضارم لا ( يكهلون ) يحبون سنين الجذب والقحط فذلك يعود إلى إن العيشة في حضرموت عيشة ضنكة وصعبة وموجات الجفاف يعقبها موجات من المجاعات تضر بالناس بكل فئاتهم ومن خوف ذلك فهم في اصلاح بين انفسهم وخالقهم وتصحيح مسارالنفس من الزلات ولا بد من الإكثار من الاستغفار والدعاء بنزول الرحمة وهذا ما كانت تلهج به لسان السيد علي بن حسن دائمًا وعبرعنها بقوله:

ياغافر الزلاّت مسكينك دعاك= ياغافر الزلات يالله بالفكاك
أنزل لنا رحمه قريبه من سماك= بالغـفر بانـقـنع إذا فات السماك
مكاننا لك يامهيمن في رجاك = لا عندنا قوة ولا نلحق سواك

إن الدعوات والابتهالات الى الله في علياء سمواته بإغاثة الناس ونزول الرحمة مطلب يشترك فيه كل الناس عاميهم وشريفهم فقيرهم وغنيهم ودعوات العالم والفقيه أبلغ ثاثيرًا فهي تنبع من قلب يعرف المعاني الساميات بلجؤ العبد نحو الإستغاثه والدعاء وبقدرة الخالق الرازق والرحمن الرحيم على الاستجابة يقول السيد علي بن حسن:

رب يسر بتيسرك لنا كل ما أعتاق= وارحم الخلق يارحمن في كل الآفاق
وأرفع الجدب وأنزل غيث نشران غيداق= تنجلي غبرة المرعى وتخضر الأوراق

إن الدعاء والإبتهال بنزول الرحمة سمة مميزة في شعر السيد علي بن حسن كما يلاحظها المطلع على ديوانه فكثرة الدعاء لا بد من ان تعقبها الإستجابه وكما قال تعالى ( وقال ربكم أدعوني استجب لكم ) وإن الرحمه ( المطر ) هي في ذاتها أمان للخائف من عواقب الزمان وسنين القحط والفاقة والجوع والجدب وهي الوصفة الربانية المنزلة للأمة وهي الدواء الشافي والذي يطفي الله به القلوب المشتعلة شوقـًا فالدعوة بأن يأمر الله موكل الأرزاق ميكائيل أن يكيل منها ما شاء منها ومتى شاء للناس أجمعين:

يالله على ميخ لا عدت صياقه تسيل= وروس عيبون وشعاب الغبروالسفيل
تمسي خضاري بساحات الصفا حنظليل= ورحمة الله تشفي كل من هو عليل
وتأمن الخائف المرهوب ذي هو معيل= وينشرح صاحب القوه ومن هو زعيل
ولادوانا سوى الرحمه وطفى الشعيل= عليك بك قل لميكائيل منها يكيل

وتتنقل صور الإستغاثات والابتهال بالدعوات في شعر السيد علي بن حسن في كل جوانب ديوانه وهذه الاستغاثات يدعمها الاعتقاد الشعبي بأن دعوة اولياء الله الصالحين والعلماء والصالحين من ابناء الأمة ولا بد أن تنفتح لها ابواب السماء بالإستجابة وتكررت الدعوات بالاستغاثه في إذكار وأوراد السيد علي بن حسن والذي حمل همًا اسمه ( الماء ) طيلة حياته سوى كان هذا الماء في باطن الأرض أو في أرحام السحب التي تشاهد وهي تقبل تتهادى بأغداقها ثم تتوارى مسرعة من فوق سماء وادي حضرموت إلا أن الأمل في الله دائما ما يكون بمثابة شعلة تضيء في جنبات قلوب الأتقياء من عباده وهذا هو نور من قبس من تلك المشكاة والتي تستلهم نورها من ذلك النور الأعظم.

ونختتم رحلتنا مع الشاعر والعلامة والاصلاحي الكبير السيد علي بن حسن العطاس ببعض من هذه القصيدة الاستغاثية والتي يقول فيها:

سلك يامستغيث المستغيثين ترحم= ارحم الخلق واكشف عنهم الهم والغم
والصلاة على من هو الى الخير سلم= احمد اللي عليه الله صلى وسلم
رب سالك بحق السر في الاسم الأعظم= الذي هوعلى خلقك في أسماك مبهم
والذي مايقع في وهم من قد توهم= والذي من كشف له نال ماراد واعظم
سلك به سلك به ذاك الجمال المكتم= ان تفرج على خلقك وتسليهم الهم
وانزل الغيث يارحمن من فضلك الجم= غيث عاجل يزيل القحط والقطر يعتم
في مناشي تمد اعناقها ثم ديم= وارخت امزانه الغدقه ورعده تحطرم
يقبض الروس ما بين الخميله وشوحم= يسقي الكسر ذي ماله الطول المدارم
فإنها ياحكم ضاقت بهم والبلا اقتم= من جميع الجوانب ما بقي قط منسم
غير عفوك عن الزلات يا من هو أرحم= بالمساكين ممن فيه رأفه ومغنم
يا سريع الدرك عجل بغاره لذا الغم= تنجلي في عجل عنا وفي الحال يهزم
فإن فضلك وجودك للجراحات مرهم= يطفي اللاهبه ذي العرب ذي توهجم
بالسنين العجاف القاطعه نشفت الدم= وابترى اللحم عن الأعضا وصارت تهشم

ولنا لقاء مع شاعر آخر...


.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 04-21-2004 الساعة 10:31 PM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعر مايغني عن الشرب والقوت=لكن كلام الشعر له طعم ثاني بن قطمان سقيفة عذب القوافي 20 10-14-2011 08:24 AM
اعلان الفائزين بمسابقة شاعر المليون في الشعر الحضرمي للفصل الثاني ( ابريل- مايو- يونيو ) لعام 2011م باشراحيل سقيفة المسابقات الشعريه 23 10-03-2011 12:03 PM
حليلة الشعر بين الخيال والواقع ابوشيخ الشبامي سقيفة عذب القوافي 1 08-06-2011 01:13 PM
اعلان الفائزين بمسابقة شاعر المليون في الشعر الحضرمي للفصل الأول لعام 2011م باشراحيل سقيفة المسابقات الشعريه 70 05-11-2011 07:25 PM
الشعر المعبّر خلال عهد تولّى سالم علي الجرو سقيفة عذب القوافي 18 01-09-2011 03:27 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas