حمارنا المتميز

[احمد العطاس]

لااعتقد إن احداً يخالفني الرأي عندما أجزم إن التميُّز صفة موجودة حتى عند الحمير ولذلك فالتمايز بين الأفراد أيٍّ كانوا وارد سواء كانوا بشراً أو حيوانات أو جمادا ، فحمار السادة يختلف تماما عن حمار ( ال000) لأن حمار السادة على الأقل سيحمل على ظهره ذاكراً لله أو كتباً أو على الأقل ثوباً نظيفاً ابيض يفوح عطراً وعوداً وهذا هو التميّز فالمكان بالمكين ولذلك قيل قديماً( حوات التمر تمر) والعكس منه حمار (ال00 ) لايمكن إلا أن يحمل جِبلاً مليئاً بالأوساخ من فضلات الحمامات ـ اكرمكم الله ـ أو دماناً أو قمامة وفي أحسن أحواله رجلاً وسخاً بثوب وسخ شبه عار لايستر إلا نصفه الأسفل بالكاد وهذا هو أثر البيئة أو مثلما يصفونه بعض المفكرين الظروف الموضوعية المحيطة ،وهنا يختلف الأمر لذلك حُقَّ للشعراء من السادة التخاطب مع حميرهم ورثاؤها لأن هذا الحمار بحكم التصاقه بهم ومداومته على خدمتهم أكتسب آداباً بحكم تأثير البيئة لاتجد عند مالك حمار (ال00) وعندها يصبح هذا الحمار قد تفوق وتميّز علىبعض البشر0
ولو عدنا قليلاً لرأينا إن تميّز البشر عن غيرهم من المخلوقات في انهم عقلاء مدركون خلقهم الله بالفطرة ثم بحكم اكتسابهم لمهارات وخبرات يومية من الحياة الإجتماعية نُمِّي هذا العقل فأصبح راقياً حذقاً وماهراً ولاننكر إن طرائق نموه وتنميته اختلفت من شخص الى آخر ولهذا وجدت الفوارق الفردية بين الأشخاص مثلما عرّفوها علماء التربية ولذلك نلحظ إن البعض من البشر لاينمَي ملكاته ولا فطرة عقله فتبقى جامدة والعكس ونتيجة لتأهيل وتدريب بعض الحيوانات ومنها الحمير أصبحت تمتلك قدرات وخبرات ومهارات وبذلك تفوقت في نموها العقلي على بعض البشر0
الملاحظ أيضا إن الطيور على أشكالها تقع فالذي لم يشدّه في دواوين وأشعار بعض السادة العلويين والتي يتكون بعضها من عدة أجزاء سوى رثاء ومخاطبة حميرهم فذلك بدافع غريزة وصلة القربى فهو عندما فتح تلك الدواوين أول ماشدّ انتباهه الأشعار الخاصة ببني قومه فسرّ بذلك كثيرا وأراد أن ينشر صفات ومميزات أخوانه وكيف إن علماء كبار من السادة العلويين قد أشادوا بهم ومع ذلك فهذه عنصرية وتعصب وأراد أن يظهرهم بمظهر جميل بشهادة هؤلاء العلماء، بينما هناك من الفوائد والفرائد والعلوم العظيمة في الدواوين المذكورة لهؤلاء الشعراء مالا يحد ولا يحصر ولكنها لاتهم ذلك ( ال00) لأنه لايفهمها ولم يشد انتباهه سوى وصف أخوانه والشئ من معدنه لا يُستغرب 00!0