09-09-2012, 02:02 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
"كتيبة السلام" تشتري سفارة لدولة الجنوب في بيروت
"كتيبة السلام" تشتري سفارة لدولة الجنوب في بيروت 9/8/2012 المكلا اليوم / بيروت: أحمد الربيزي قبل فترة وجيزة كان العميد ناصر أحمد حويدر يتجول في بيروت، هذه المدينة التي عرفها جيداً حين كان ضابطاً صغيراً في الكتيبة الجنوبية التابعة لقوات "الردع العربي" في بيروت، أربعة وثلاثين عاما منذ غادر بيروت في النصف الأول من عام 1978م بعد أن أنهت كتيبته مهمتها هنا. على الرغم من طول الفترة الزمنية على أحداث عاشها العميد حويدر أثناء تأديته لواجبه القومي العربي في بيروت، إلا أن الذكريات ظلت راسخة في رأسه، وتحمل في عمقها الكثير من الشجون والحنين إلى الدور العربي الذي كانت تقوم به دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في كل قضايا الأمة. ولأن كثير من أحاديثنا مع بعض اللبنانيين الكبار الذين نقابلهم كانوا يحدثونا عن السمعة الطيبة التي خلفها ضباط وأفراد الكتيبة الجنوبية التي كانت ضمن قوات الردع العربي في بيروت، ولعل هذا الحضور الطيب قد حفز العميد حويدر ليقوم بزيارة لأحد أصدقاءه البيروتيين القدماء، وكانت حرارة اللقاء أبلغ دليل على السمعة الطيبة التي اكتسبوها الجنوبيين أثناء وجودهم في بيروت، فقد كانت الدموع تخنق الكلام وكان "الختيار" - الرجل الكبير - يتذكر أيامه الحزينة مع صديقه الضابط الجنوبي، خصوصاً وأنه قد فقد كثير من أهله في هذه الحرب الظالمة التي حصدت أكثر من "200 ألف" قتيل. لقد شارك "جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" بكتيبة مشاة في قوات الردع العربية لحفظ السلام في لبنان، والتي أنشئت بقرار من الجامعة العربية في اجتماع وزراء الخارجية 8-10 يونيو 1976م في القاهرة، إلى جانب كل من سوريا والمملكة السعودية والأمارات والسودان. أدت "كتيبة السلام" الجنوبية مهامها بقيادة النقيب حينها الشهيد محمد عبدالله الزربة وعبد الرحيم عتيق على أكمل وجه، فقد انتشرت في عدة أحياء في بيروت وكانت تتمركز في حي الشياح كمقر رئيسي، وفي خطوط التماس بين المتناحرين في "الأشرفية" بين المسيحيين والشيعة وفي صبرا بالقرب من السفارة الكويتية وفي الضاحية في منطقة صفير، وكان الجنود الجنوبيين يحظوا باحترام الجميع لسبب عدم تدخلهم مع طرف ضد طرف آخر، وكانوا مصدر ثقة الجميع من خلال فضهم لكثير من الاشتباكات بين الأطراف المتناحرة، وتحتكم لهم في كثير من المنازعات على خلاف القوات السورية التي تتهمها بعض الأطراف بعدم الحيادية. وفي ما كانت الكتيبة "اليمنية الجنوبية" تؤدي واجبها القومي في بيروت فإن واجبها الوطني كان يتجسد في ما قام به ضباطها وأفرادها الذي يصل عددهم الى قرابة الـ700 فرد بتبرعهم بـ500 دولار من الراتب الشهري لكل فرد طوال مدة تواجدهم، وذلك لشراء مبنى ومقر لسفارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في بيروت، ولعل الكثير لا يعلم بهذه المعلومة فمن خلال تبرعاتهم الشهرية استطاع جنود وضباط "كتيبة السلام" التابعة لجيش "ج ي د ش" في لبنان من شراء فلله واسعة في منطقة بئر الحسن لتكون سفارة دولة الجنوب "ج ي د ش" في لبنان، لا زالت سلطات الاحتلال اليمني تستخدمها كسفارة لها في بيروت حتى الآن. اغلب قيادات الكتيبة الجنوبية التي كانت في بيروت أصبح لها شان في قيادة جيش الجنوب في الفترات اللاحقة، ولأن ضباطها وجنودها منتقين من أفضل القيادات العسكرية الشابة من مختلف ألوية الجنوب واغلبهم من "لواء الشهيد باصهيب" فلذا صاروا قيادات كبيرة في مفاصل الجيش الجنوبي فيما بعد ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر سالم علي قطن، سالم محمد الجعري، محمد أحمد العمري "القذافي"، ناصر أحمد حويدر، عبدالرحيم عتيق، ناصر المسيبلي، محمد مانع، فضل مدنع، أحمد عبدالله باصهيب، محمد عبدالله الجعري، فضل الرباب، والقائمة طويلة جدا "أعتذر عن عدم ذكر الكثير من الضباط لنقص المعلومات عندي". لا شك أن في جعبة كل من شاركوا في هذه المهمة القومية الكثير من الذكريات والقصص الطريفة ومنها التي يجب أن تحفظ ومن المؤسف جدا أن يتم إهمالها من قبلهم نتمنى أن نرى في قادم الأيام من يكتب على هذه المهمة العروبية لـ"كتيبة السلام الجنوبية" في بيروت. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|