بدون عنــــــــوان

[سالم علي الجرو]

بدون عنوان
1
نعاني من أم المشاكل والأزمات ونتوقع تداولها كأسباب ومسببات وتشخيص وتقييم والبحث عن علاج من واقع تدفقاتها التاريخية والآنية ومصادرها ومن خلفها ويديرها ومن تروق له ومن لا تروق له؟ , وماهي أبعادها الاستراتيجية وما أسباب تضخمها واتساعها ومن المستفيد الأول ومن الخاسر الأول ومن ضحاياها؟ , مستندين إلى معلومات ومعطيات وتحليلات دقيقة وعميقة , غير أن التناول أخذ منحى السطحية والبساطة والعفوية وعشوائية الانتقاء والأخذ بالظن والفرضية والتوهم والحكم المسبق واعتماد مراجع وهمية زائفة أساسها الفبركة والتزييف تصدرها مكنة اعلام المستفيد من فوضى عمت معظم الساحة العربية .
2
الانسان والمكان المستهدفان تاريخيا
الانسان ويسكن الشرق الأوسط بمسماه " العربي , الاسلامي " , والمكان: الشرق الأوسط .
إنها الساحة الملتهبة ولا تزال منذ أمد وستبقى حتى تعتدل شوكة الميزان ولعل من الأهمية الاشارة إلى قضية العرب والمسلمين المركزية ( فلسطين المغتصبة ) , فهي عصب العلاقات التاريخية المتأزمة بين أمم الشرق والغرب لما تحمله من رمزية دينية وثقافية لأمة الشرق .
الثانية: موقع الأرض وثرواتها .
الثالثة: صراع الأقطاب الدولية حول تقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على أهم المواقع والمعابر البحرية والبرية والجوية .
3
وهذه الأقطاب بعيدة عن الساحة جغرافيا فكان لزاما أن تقيم علاقات صداقة وشراكات مع قيادات محلية تعمل لحسابات المصالح والمنافع الخاصة وتلعب دور الوكيل المؤتمن , لا تمت بصلات لا إلى أوطان ولا إلى شعوب ومن يرفض منهم ويقدس وطن ومواطن فإن الهلاك من نصيبة ولو كان حبل مشنقة بعد فترة حصار وتجويع وتنكيل بأهل الأرض .
تشكلت حكومات وجيوش لخدمة الأغراض الشيطانية وكانت النتيجة: شعوب فقيرة تفصلها عن بعضها حدود جغرافية يحرسها سلاح حدود أشداء لا يعرفون الله ولا حقوق وطن ومواطن فولي النعمة القائد العام للقوات المسلحة وحكومته الرشيدة , وبذا تشردت الملايين ومزقهم اعلام وحشد تثقيفي يبعد الأخ عن أخيه ويغرقه في أتون مشاكل المعيشة الضنكة وثقافة اللهو والتخدير في جزء منها كراهية وعداء شيء تحت يافطة المذهب وشيء تحت يافطة العرق والطائفة والتيارات الأيديولوجية.
4
عود على بدء
كنا نتوقع تداول أم المشاكل والمعضلات التي تعصف بنا وتزلزل الكيان كأسباب ومسببات وتشخيص وتقييم والبحث عن علاج ... الخ , من واقع الماهية والمعطيات التاريخية , فإذا بنا نتحدث عن أشخاص وافراد دون التعمق فيمن خلف الأشخاص والأفراد من انتداب ووصاية ومن ذوي الآلة والهيمنة الاقتصادية والبطش ورسم الاستراتيجيات الاستعمارية البعيدة فضلا عن استهداف ثقافة الأمة وهويتها .

[سالم علي الجرو]

جسم الانسان يرفض الجسم الغريب وكذلك البشرية ترفض الخارج عن فطرتها