المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ماذا تعرف عن الأسطورة الأدبية العربية الحضرمية / علي أحمد باكثير

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-15-2016, 01:26 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

ماذا تعرف عن الأسطورة الأدبية العربية الحضرمية / علي أحمد باكثير


ماذا تعرف عن الأسطورة الأدبية العربية الحضرمية / علي أحمد باكثير



الأديب علي أحمد باكثير وإبداعه الأدبي (1910م – 1969م)
مقالات
العدد 34

علي أحمد باكثير (1910م – 1969م) رجل عظيم، بعلمه ملأ الدنيا شعرًا، وشغل الناس بفنه وأدبه، اتَّصف (رحمه الله) بعدَّة صِفات جعلَتْ منه رائدًا للرواية التاريخيَّة الإسلاميَّة بحقٍّ؛ فهو أديبٌ ملتزم، مُتعدِّد المواهب؛ فقد كان شاعرًا ومسرحيًّا وروائيًّا، وكاتبًا مفكرًا، وباحثًا ومترجمًا، غزير الإنتاج؛ فقد ألَّف أكثر من تسعين كتابًا بين رواية، ومسرحيَّة شعريَّة، ومسرحيَّة نثريَّة، ودراسة، صاحب رسالة، ملتزم بالقيم والمبادئ الإسلامية، مع المحافظة على النواحي الفنية، فلم تطغ الخطابية ولا الوعظية على أعماله، فقد جمع بين الالتزام والفن في مزيجٍ جميل بديع.


ويعتبر "باكثير" إحدى العلامات البارزة في تاريخ الأدب العربي، إذ كان ذا قدم راسخة فيه، ورغم تنوع إنتاج "باكثير" بين الشعر والرواية والمسرح، وريادته في كل مجال من تلك المجالات، إلا أن المسرح قد غلب على إنتاجه، واستأثر باهتمامه، وقد تناول "باكثير" في مسرحياته العديد من الموضوعات الأسطورية والتاريخية والسياسية.

ويعتبر "باكثير" الكاتب الدرامي الذي تنطبق علية مقولة "أشلي ديوكس": "إن الكاتب الدرامي يجعل من المسرح منصة عامة للتعبير الشعبي في الأزمنة المختلفة، أكثر من سواه من كتاب الدراما في مصر". وهذا يجعلنا نجزم أن "باكثير" هو أول كاتب درامي عربي توسل بالملهاة لعرض قضاياه السياسية، وبالرغم من إبداع "باكثير"، إلا أنه تعرض من القائمين على شؤون الثقافة في عصره لحرب صامتة ضده وضد أعماله، حيث تعمدوا ألا تظهر على المسرح، حتى يغيب اسمه الذي كان يملأ السمع والبصر. وقد علق "باكثير" على ذلك بقوله: "إنهم يحسبون أنهم يقتلونني عندما يمنعون عني الأخبار أو يحاربون كتبي ومسرحياتي. إني على يقين أن أعمالي ستظهر وتأخذ مكانها اللائق بين الناس، في حين تطمس أعمالهم وأسماؤهم في بحر النسيان، لهذا فأنا لن أتوقف عن الكتابة، ولا يهمني أن يُنشر ما أكتب في حياتي. إني أرى جيلاً قادمًا يرحب بأعمالي". ويضيف "باكثير" مبتسمًا بسخرية: "تصور! إنهم يسمونني "على إسلامستان"، وهذا شرف يؤكد هويتي التي لم أغيرها ولن أغيرها، وأموت عليها حتى ما شاء الله".
وصدق "باكثير" فيما قال، فلقد سخر الله تعالى أستاذنا الدكتور "محمد أبو بكر حميد"، فنشر ما لم ينشر من أعمال "باكثير"، وها هي ذي رابطة الأدب الإسلامي العالمية تتعهد مؤلفاته بالنشر والدراسة، وتعقد المؤتمرات حول أعماله وإبداعاته.

ويعتبر العامل السياسي عنصر أساسي في معظم أعمال "باكثير" المسرحية، التي تكون نواتها الأساسية فكرة إسلامية تتخذ أطرها الخارجية من الأساطير، أو التاريخ، أو الواقع السياسي المعاصر، ففي "إخناتون ونفرتيتي"، صور كيف ينهار بناء المحبة والعدل والسلام عندما لا تحميه القوة، وفي "الفرعون الموعود" تبشير بالحرية والاستقلال، وتصوير لكفاح إندونيسيا المسلمة ضد الاستعمار الهولندي، وكانت مسرحياته حول قضيه فلسطين صرخات متوالية، كتلك التي ترسلها السفن من أعماق البحار قبل الغرق، ويعتبر دخول "علي أحمد باكثير" ميدان التأليف المسرحي ابتداء من سنة 1939م، أول مزاحمة لـ"توفيق الحكيم" من حيث غزارة الإنتاج ونوعيته.
ولقد كانت انعطافة "باكثير" الكبيرة نحو الكتابة في الموضوعات السياسية مجال ريادة لم يسبقه إليها أحد في تاريخ المسرح العربي، فيما يخص قضايا العالم العربي والإسلامي مع الاستعمار، وقضية فلسطين مع اليهود على وجه الخصوص, حيث يعتبر "علي أحمد باكثير" الوحيد بين كتاب المسرح العربي الذي أهمته القضية الفلسطينية في وقت مبكر جدًا، وتنبَّه لأخطار اليهودية الصهيونية، فلقد أدرك "باكثير" مبكرًا أن رسالته كأديب عربي مسلم تتطلب منه أن يكون رائدًا لأمته يبصرها بالأخطار قبل وقوعها، لتتقيها أو تستعد لدرءاها.

لقد كانت القضية الفلسطينية شغل "باكثير" الشاغل، فقد استولت على تفكيره، واهتم بها اهتمامًا خاصًا، فأخذ يتعمق هذه المشكلة بقراءة تاريخ اليهود، والوقوف على جميع تحركاتهم ومؤامرتهم منذ العصور القديمة حتى يقف على جلية أمرهم، ويكشف تحركاتهم، ويعري دعاويهم، ويحبط خططهم.
ويؤكد الدكتور "محمد أبو بكر حميد" راعي أدب "باكثير" جمعًا وتحقيقًا ودراسة ونشرًا، لمدة ثلاثة عقود - بارك الله وجزاه الله عن محبي أدب "باكثير" خير الجزاء - يؤكد على أن "باكثير" وضع نصب عينيه قضية فلسطين قبل أن يستفحل أمرها، وكتب عددًا من المسرحيات عنها، حيث سخر قلمه لهذه القضية: سخره ابتداء من سنة 1944م، ليكتب خمس مسرحيات طويلة، هي: "شيلوك الجديد"، و"شعب الله المختار"، و"إله إسرائيل"، و"لباس العفة"، و"التوراة الضائعة"، كما كتب "مأساة أوديب", و"مسرح السياسة".
لقد كتب عن فلسطين والتآمر عليها ثلاثة عشر عملاً تعد سجلاً فنيًا رائدًا فريدًا، بالإضافة إلى سبعين مسرحية سياسية قصيرة.

وكتب عدة ملاهٍ سياسية، ففي سنة 1946م، كتب "سأبقى في البيت الأبيض"، ومسرحية "أضغاث أحلام"، ومسرحية "رسالة البيت الأبيض".
ونشر عام 1947م مسرحية "ثماني عشرة جلدة"، ومسرحية "مصرع مادلين هيتكليف"، ومسرحية "جلسة مع الشيطان"، ومسرحية "إمبراطوريه في المزاد"، ومسرحية "يوم المزاد الدولي).
وهكذا، ظل "باكثير" في سنوات الغليان التي شهدتها مصر والعالم العربي، في مرحلة ما قبل الثورة المصرية، يمثل الواجهة الوطنية للمسرح المصري، وأنه الكاتب المسرحي الوحيد الذي شارك من خلال "الكوميديا السياسية" على وجه الخصوص، في كل القضايا الوطنية والقومية والإسلامية.

في هذه المرحلة لمع اسم "علي أحمد باكثير" في الوسط الثقافي والأدبي، من خلال ما أصدره من روايات ومسرحيات, وما نشره من شعر في مجلات العصر المعروفة، كالرسالة وأبوللو وغيرهما، مؤديا بذلك رسالته نحو أمته.
ولقد أحصى الدكتور "حميد" ما كتبه "باكثير" سنة 1948م، قبل النكبة وبعدها، فقبل النكبة كتب عدة مسرحيات أبرزها "الهدية المسمومة"، ومسرحية "في سبيل راشيل"، ومسرحية "رايل والثلاثة الكبار"، ومسرحية "راشيل في المخاض"، ومسرحية "السكرتير الأمين"، ومسرحية "نقود تنتقم"، ومسرحية "بين واشنجتون والرياض"، ومسرحية "نشيد الإنشاد"، ومسرحية "شهيد القسطل"، ومسرحية "الطابور الخامس".
وبعد النكبة كتب مسرحيات: "ليلة 15 مايو"، و"معجزة إسرائيل"، و"رسائل إلى الكونتبرنادوت"، و"أحلام مزعجة"، و"الخطة المزدوجة".. وهكذا غلب الطابع السياسي والفكري على معظم أعمال "باكثير" المسرحية منذ البداية، وخاصة في مصر.
فقد كانت المرحلة التاريخية التي كان يمر بها العالم العربي والإسلامي في فلسطين قد أملت على "باكثير" موضوعات مسرحياته، التي كانت في الوقت نفسه استجابة لطبيعته الشخصية ولفكره وقناعاته، ولذلك ظلت مسرحيات "باكثير" حتى البعيدة منها عن تناول الأحداث السياسية على صلة فكرية بما يحدث في العالمين العربي والإسلامي.
باكثير أديب العروبة والإسلام:
إن "باكثير" بحق هو أديب العروبة والإسلام، الذي نجد لكل وطن عربي أو إسلامي في أدبه نصيب، فمصر كتب حولها مسرحيات: "إمبراطورية في المزاد"، و"مسمار جحا"، و"شيدي يا لندن"، و"النهر المقدس"، و مسرحية " لم تنجح"، و"الطريد"، و"من خلف المعركة".
وعن السودان وقضاياه مع الاستعمار، كتب "ملك السودان"، و"بالرفاء والبنين"، و"الحاجز المستحيل".
وعن مشاريع الاستعمار في بلاد الشام، وقضية الهلال الخصيب، نشر مسرحيات: "سوريا الكبرى"، و"الهلال الخصيب"، و"الزائدة الدودية الهاشمية". وعن العراق وقضاياه مع الاستعمار, وإشكالات نظامه السياسي نشر مسرحيات: "اهدمي يا بغداد"، و"الصرح الشامخ"، و"حفله التكريم الكبرى"، و"دعوة الحجاج للعراق".
وتابع "باكثير" كفاح دول المغرب من أجل الحرية والاستقلال، وكتب عن قضايا ليبيا مع الاستعمار، وبطولة جهادها، حيث كتب مسرحيتي "عمر المختار"، و"دولة تتسول".
وعن تونس نشر مسرحيات: "اللهم حوالينا ولا علينا"، و"رئيس وزارة أم سائق سيارة.
وعن المغرب وجهاده وقضاياه نشر مسرحيات: "نشيد المارسليز"، و"أربعة في ماخور"، و"إلى اللقاء في الدار البيضاء".
وحول استقلال باكستان عن الهند، كتب مسرحية "نذبح البقرة أم نعبدها!؟".
وعن هموم المسلمين في أوربا نشر مسرحيات: "أطلال ألبانيا"، و"القوة الثالثة"، و"في بلد ما بالكرة الأرضية".
وفي عام 1948م بدأ عرض مسرحيات "باكثير" على خشبة المسرح، حيث مثلت الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى مسرحية "باكثير"، "سر الحاكم بأمر الله"، ومنذها عرف الناس "باكثير"، وأحبه جمهور المسرح من خلال عشرات العروض المسرحية، التي قدمتها له الفرق التمثيلية في مصر، على مدى أكثر من عشرين عامًا من حياته الأدبية.

"علي أحمد باكثير" رائد الرواية التاريخية الإسلامية:
"علي أحمد باكثير" واحد من بناة الأدب العربي الحديث في معظم فنونه، وهو في مجال الرواية لا يقل عن كبار كتاب الرواية في الأدب العربي، من أمثال: "نجيب محفوظ"، و"محمد عبد الحليم"، و"عبد الحميد جودة السحار"، وقد اتجه في كتاباته الروائية والمسرحية إلى التاريخ، يغترف منه الحوادث والظروف المشابهة لما مرت به الأمة الإسلامية في العصر الحديث.
اختار "باكثير" الرواية التاريخية وتوقف عندها، ولم يتخلص من قبضتها إلى نوع آخر من الرواية المعاصرة؛ وذلك لأنه برز في فترة كانت الراوية التاريخية من أكثر الفنون القصصية شيوعًا وانتشارًا، بحيث ظهر عدد كثير من الكتاب المصريين الذين استخدموا التاريخ القومي والإسلامي موضوعًا لفنهم الروائي؛ ومنهم: "عادل كامل"، و"نجيب محفوظ"، و"عبد الحميد جودة السحار"، و"محمد فريد أبو حديد"، و"محمد سعيد العريان".
وكانت الظروف السياسية والاجتماعية التي تمر بها الدول العربية والإسلامية في تلك الفترة، أحد العوامل الأساسية وراء انصراف الكتاب إلى التاريخ، واستمداد نماذجهم الفنية من بطونه؛ إذ إنها كانت فترة صراع ضد الاحتلال الأجنبي والاستبداد الداخلي، وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين؛ ومن ثم اندفع بعض الكتاب إلى إحياء بعض الأمجاد التاريخية وتخليدها في شكل روائي.

ولم تكن نظرة هؤلاء الكتاب إلى التاريخ نظرةً واحدة، بل كان اختلافهم في تكوينهم الفكري والنفسي، وتباين نظرتهم إلى الظروف والأحداث المحيطة بهم، وأسلوب مواجهتها وتفسيرها، عاملاً مهما في تباين الموضوعات التاريخية التي تناولها كل منهم في رواياته، فـ"عادل كامل" مثلاً بدافعه العرقي والنسبي التفت إلى تاريخ مصر القديم، واستقى موضوعه منه، وكتب رواية "ملك من شعاع". وكان "نجيب محفوظ" مولعًا بالدعوة إلى الفرعونية وإحياء أمجاد مصر القديمة، التي كان يحمل لواءها بعض الكتاب المصريين حينذاك؛ ولذلك اختار تلك الفترة التاريخية مجالاً لفنه في الرواية التاريخية، وكتب روايات "عبث الأقدار"، و"رادوبيس"، و"كفاح طيبة".
وأما "عبد الحميد جودة السحار"، فقد اتجه في البداية إلى تاريخ مصر القديم، وكتب رواية "أحمس بطل الاستقلال"، ولكن سرعان ما رجع عنه، والتفت إلى التاريخ الإسلامي وتاريخ مصر الحديث.
وآثر "فريد أبو حديد" في تلك الفترة تاريخ العرب قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية موضوعًا لرواياته التاريخية؛ فكتب روايات "المهلهل سيد ربيعة"، و"الملك الضليل"، و"زنوبيا"، و"عنترة بن شداد"، و"الوعاء المرمري".
وعني علي الجارم بحياة أعلام الشعر العربي، الذين نالوا إعجابه وتقديره؛ فكتب روايات "الشاعر الطموح"، و"خاتمة المطاف"، وكلاهما حول أبي الطيب المتنبي، و"شاعر ملك" حول المعتمد بن عباد، و"فارس بني حمدان" حول أبي فراس الحمداني، و"هاتف من الأندلس" حول ابن زيدون، و"مرح الوليد" حول وليد بن يزيد.
بينما شغف "محمد سعيد العريان" بتاريخ مصر الإسلامية؛ فكتب روايات "قطر الندى"، و"شجرة الدر"، و"على باب زويلة".

روايات "باكثير" التاريخية:
كان اهتمام "علي أحمد باكثير" منصبًا على التاريخ الإسلامي في أوطانه المتعددة، بما احتوى من صراعات سياسية واجتماعية، فكتب ست روايات، وهي:
أ- رواية "سلامة القس"، وهي رواية تاريخية تحكي قصة حب عذري بين "عبدالرحمن القس" والمغنية "سلامة"، ويدور الصراع فيها بين التقوى والهوى، وتنتصر التقوى في النهاية.
ب- رواية "وا إسلاماه"، وهي رواية تاريخية تناول الكاتب فيها فترة حساسة من التاريخ الإسلامي، تعرض فيها العالم الإسلامي لهجمة شرسة من التتار القادمين من الشرق والصليبيين القادمين من الغرب.
ج- رواية "ليلة النهر"، وهي رواية خيالية تناول فيها حياة الموسيقار المصري المعروف "فؤاد حلمي".
د- رواية "الثائر الأحمر"، وهي رواية تاريخية، تحكي قصة الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، وانتصار العدل الإسلامي عن طريق قصة ثورة القرامطة.
هـ- رواية "سيرة شجاع"، وهي رواية تاريخية تدور أحداثها حول آخر أيام الحكم الفاطمي وبداية الحكم الأيوبي في مصر، عندما مهد "أسد الدين شيركوه" للعهد الجديد، ليأخذه من بعده صلاح الدين الأيوبي الذي قضى على الحكم الفاطمي في مصر.

و- رواية "الفارس الجميل"، وهي رواية تاريخية، تحكي الصراع بين العاطفة والواجب في نفس "مصعب بن الزبير".
وقد اعتمد "باكثير" في رواياته التاريخية على التاريخ الإسلامي، على امتداده الزماني والمكاني من القرن الثاني الهجري إلى وقته المعاصر، ومن شبه الجزيرة العربية إلى إيران والعراق والشام ومصر.
وليس اتجاه "باكثير" إلى التاريخ الإسلامي في رواياته هروبًا من الواقع، بل هو محاولة لفهم التاريخ والتبصر فيه والاتعاظ به والاستفادة منه، لإحياء التراث الإسلامي، وإحياء القيم والمثل التي ازدهرت في حضانته، وبناء مستقبل أفضل بإعادة تشكيل الحياة المعاصرة، وبث روح الأمن والطمأنينة في النفوس البشرية؛ وذلك لأن التاريخ يعتبر حقلاً للتجارب الإنسانية التي مرت بها الأجيال السابقة، ويمكن أن تستفيد منها الأجيال اللاحقة.
ولعله لم يتناول حدثًا تاريخيًا إلا قرنه بتوجيه يخدم هدفًا من أهدافه، ويصور صورةً للواقع الراهن؛ ولذلك فإن أعماله الروائية التاريخية تثير التأمل في الواقع الراهن أكثر مما تثير التأمل في الواقع القديم، وهي لم تأت عفو الخاطر، ولكنها جاءت حصيلة احتدام معنوي في نفس الكاتب، وإجابة عن تساؤلات مؤلمة، تتعلق بالواقع العربي والإسلامي، وبالتكالب الاستعماري الغربي والشيوعي والصهيوني، الذي يذكر بتحالفات الأمس البعيد، وبالمحاولات التي تصدت لمواجهة ذلك الصراع، وأعادت إلى الإنسان العربي المسلم امتلاك مصيره".
كتب "باكثير" بهذه الرؤية المستقبلية رواياته التاريخية، مستلهمًا أحداث التاريخ وشخصياته، مشيرًا في نفس الوقت إلى أحداث الواقع وشخصياته،
رحم الله "باكثير" وجزاه عن الأمة خير الجزاء، لما قدم لها من أعمال أدبية يشار لها بالبنان، فلقد رسم "رحمه الله" لنفسه هدفه الأدبي، قبل أن يرتفع صوته عن الأهداف وهدفه الأكبر فيما يكتب الدفاع عن قضايا أمته.

نقلاً عن مجلة ” الأدب الإسلامي ” – العدد 29 – المجلد الثامن – 1422هـ/2001م.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas