الجنوب العربي (مستعمرة عدن) عفوا أيها الأصدقاء البريطانيون !!!!

[حد من الوادي]

عفوا أيها الأصدقاء البريطانيون !!!!


الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 05:32 مساءً
علي حسين البجيري


هل نعتذر لحكومة صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى بعد الأهوال والدمار والخراب الذي شفناه وعشناه منذ أول يوم لخروجهم من بلادنا حتى هذه اللحظة هل نعترف أن النصارى كانوا ارق قلوبا علينا من أنفسنا ؟

وانأ هنا في ماليزيا تذكرت كل شيء جميل كان في العهد البريطاني في عدن تذكرت أخلاق الناس كيف كانت وروح التعأون بين الناس كيف كانت تذكرت النظام والقانون الجميل والإدارة النظيفة تذكرت التعليم الصحيح وقوته تذكرت انضباط الجميع بالأمن تذكرت روح التسامح والمحبة التي كانت بين الناس والأهل والجيران تذكرت الأمن والأمان والطمأنينة التي كانت عند الجميع تذكرت النظافة في كل شيء تذكرت كيف كان المسئول البريطاني يسمح للإنسان المسلم بالخروج من العمل وقت الأذان والصلاة وكيف كان البريطاني ينظر للمسلم الذي لا يصلي بأنه خائن ومن خان دينه سيخين الحكومة البريطانية لقد قطعنا شوط كبير مع الأصدقاء البريطانيين في الرقي طوال تواجدهم في الجنوب وبمجرد خروجهم من بلادنا

عدنا إلى الصفر بسبب الأنانيات والحقد والحسد والعصبية النتنة والعقول المتحجرة والمتخلفة وانأ هنا اليوم أقارن بين الشعوب التي احتلتها بريطانيا ومن ثم أعطتها استقلالها ولكن هذه الشعوب الذكية حافظت على العلاقات القوية بينها وبين البريطانيين وطلبت من البريطانيين البقاء والإشراف على كل شيء في بلدانهم وبقى الخبراء البريطانيين في هذه الدول حتى تستقيم وتعتمد على نفسها ومن هذه الدول ماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ ودول كثيرة لا اذكرها ألان هذه الدول اليوم في مقدمة الشعوب في العلم والصناعة والرقي والحياة الكريمة وقد صنفت هذه الدول في التصنيف العالمي ان شعوبها في التعليم من أفضل وأقوى الدول في العالم بل في مقدمة الشعوب وكان كبار الضباط الجنوبيين من الذين كانوا يعملون في عدن مع البريطانيين قد طلبوا بقاء الخبراء والمشرفين البريطانيين في الجنوب حتى يستقيم ولكن للأسف اعترضتهم العقول المتحجرة وخونتهم وقتلت من قتلت وشرد من شرد وبعد ذلك قاموا بطرد الخبراء والمشرفين البريطانيين والذي يزور اليوم هذه البلدان التي حافظت على علاقاتها ببريطانيا يشاهد ويلمس كل شيء على الطبيعة فالزائر لأي دولة من هذه الدول يشاهد شعوب مختلفة اختلاف جذري في التعامل الإنساني والأخلاقي الذي يشعر الزائر بأنه يعيش بين أهله وناسه وفي وطنه مع الفرق في التعامل بين وطن الزائر وأوطان هولا ؟؟؟

أخلاق تواضع تعأون أنساني بين جميع الأجناس في كل شيء رحمة ابتسامات متبادلة بين الناس في جميع الأماكن والطرقات لايتعمد احد جرح مشاعرك ولا إيذائك تعيش في هذه البلدان جميع الأجناس النصراني المسيحي البوذي الهندوسي الشيعي المسلم تعيش هنا كل الأديان وكل من ينتمي لدين لا يحأول أن يفرض دينه على الآخرين ولا يتكلم أمام الآخرين عن سمو دينه وينتقص من دين الآخرين وكان الجميع يعمل بكلمة لكم دينكم ولي دين واجتمع الكل هنا على التعامل الإنساني فقط بعيدا عن التحزب الديني وجعل الإنسان مهما كان دينه أو لونه أو بلده مقدس ففي هذه البلدان تتم معاملة الإنسان مع بني جنسه الإنسان على أساس الإنسانية أنت إنسان يجب أن تعامل كانسان بغض النظر عن دينك أو مذهبك أو بلدك أو لونك أو فقرك أو غناءك فكل هذه الأشياء جانب وقيمة الإنسان جانب أخر في نظرهم تجد كل الديانات في الشوارع وفي الأسواق وفي الشركات والمصانع الكل متعايش مع بعضه يعملوا معا بانسجام تام بحب وود وصفاء

ونقاء ووقت الأذان يذهب المسلم إلى المسجد ويؤدي صلاته بكل طمأنينة وتجد المسيحي يذهب الكنيسة في الوقت المحدد لأداء شعيرته والبوذي والهندوسي كذلك وغيرهم من الأجناس التي تنتمي إلى عدة ديانات تجدهم يذهبون إلى أماكن عباداتهم التي يعتقدونها بكل هدوء لا احد يستطيع أن يتطاول على احد ولا احد يقلل من دين احد الجميع تجمعهم رابطة الإنسانية ﻻغير هنا يعتقد الكل بان الله هو من يحق له فقط يوم الحساب أن يعذب الناس أو يحاسبهم على أديانهم أو أخطائهم تذهب وتتمشى في الأسواق والحدائق الجميلة ولا تسمع صوت عالي الكل يتكلم بهمس وبطريقة مؤدبة وحضارية لا تشاهد مشاغبات ولا مضاربات ولا تسمع صوت لهون السيارة أو كما يسميه إخواننا المصريين (كلاكس) تمشي بأمان وارتياح نفسي لاشيء يخيفك الكل يبتسم لك الكل يسلم عليك والكل يتعاون معك أن حصل لك شيء لأقدر الله وكل هذه الأمور التي ذكرتها هي من صفات الإسلام فهل طبقناها نحن في بلداننا العربية للأسف لقد أتحسرت على حال عدن الجميلة التي عاشت قبل سنين طويلة نفس هذه الحياة ونفس هذا الرقي واندثرت للأسف لنعود إلى حياة الغاب وحياة الظلام

طمست أخلاقنا وضاقت أنفسنا من بعضنا وقسينا على بعضنا وكان لنظام المخلوع قبحه الله السبق في كل ما حصل في عدن وباقي مناطق الجنوب من جهل وتخلف وتعليم مغشوش وسرقات ورشاوي وفساد أداري وأخلاقي وأنساني حتى فسد كل شيء في أرضنا وافتقدنا الأمن وافتقدنا التعليم لأولادنا وافتقدنا روح التعاون والأخلاق وكثير من ذكريات الزمن الجميل وأحب أن أعطيكم صورة في هذا المقال عن الإنسانية وكيف يتعاملوا مع المرضى في مستشفياتهم خاصة في ماليزيا دخلت أنا بنفسي إلى المستشفى الماليزي العالمي في مدينة كوالا لمبور وهذا المستشفى فيه كبار الدكاترة من البريفسورات الماليزيين والبريفسورات الماليزيين من أصول صينية وهندية تدخل هذا المستشفى الراقي في النظافة وفي المعاملة وفي الأجهزة الطبية الحديثة العالمية وأول ما وصلت إلى الاستعلامات طلبت مقابلة دكتور الإذن ودكتور الأعصاب وقاموا في الاستعلامات بفتح ملف لي بعد إن صوروا جوازي ويدي في جيبي لدفع النقود ولكن تعاملهم هنا ثاني وغير التعامل في مستشفيات بلادنا وغيرها من البلدان العربية

فأشار لي صديقي وهو المترجم بيني وبينهم وهو جاري في عدن وصديقي الحميم رياض صالح من أبناء عدن وقال لي عيد الفلوس إلى جيبك أنهم هنا يتطمنون أولا عن حال المريض قبل دفع الفلوس ومضينا من قسم إلى قسم بعد أن قابلنا الدكتورين المختصين وطلبوا بعد أن شرحت لهم المعاناة مننا عمل الأشعة اللازمة دون أن ندفع ريال وعدنا إلى الدكتورين المختصين وفحصوا الحالة كاملة رغم إنني عملت اشعتين كاملة وهي غالية الثمن ولم ندفع ريال ورغم أن الدكتورين قد طمنونا وشرحوا لنا كل شيء بالتفصيل بل وكتبوا لنا الوصفة الدوائية وودعونا بكل احترام وتواضع وترحيب وفي هذه الحالة انته وضميرك فهم اتعاملو معك بروح الإنسانية وأعطوك الثقة في نفسك كانسان فإما أن تكون إنسان وتذهب للاستعلامات وتدفع الفاتورة المستحقة عليك وإما أن تتجرد من إنسانيتك وتهرب من المستشفى دون أن تدفع ماهو مستحق عليك

فلا رقابة عليك ولا احد يمشي بعدك من الممرضين ليرغمك على دفع المستحق عليك ولا يمكن أن يخرج بعدك احد يجري في الشارع ليعيدك إلى المستشفى هكذا قال الأستاذ رياض صالح الذي تكرم ورافقني إلى المستشفى للترجمة فقلت أنا للأستاذ رياض بل نحن ناس وأهل ذوق ونحن أن شاء الله عند حسن ظنهم بناء فذهبنا إلى الاستعلامات وطلبنا كشف الحساب فقدمته لنا الممرضة ودفعناه بكل سرور وشكرنا حسن تعاملهم وخرجنا من عندهم في قمة الانشراح وفي هذه الاثنى تذكرت حال مستشفياتنا والقائمين عليها في بلادنا عندما تأتي إليهم حالة لا تتحمل التأجيل والقائمين على هذه المستشفيات يسألوك عن الفلوس قبل إن يسألوك عن ماذا يعاني المريض وقبل اي إنقاذ لحالة المريض فان كان معك فلوس ولا وقف الجميع يتفرج على المريض حتى تزهق روحه ووجدت ملائكة الرحمة قولا وفعلا هنا في هذا المستشفى في ماليزيا وملائكة العذاب في مستشفياتنا ؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل فين نحن عائشين والعالم فين ربنا أصلح حال بلدنا وهيئ لها الرجال المخلصين والصادقين اللهم امين !!!!!!!


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}