في فرنسا 'المعادية للسامية': مواقع صهيونية عنصرية تنعت المسلمين ب'القردة و النفايات'!

[ابن حضرموت]

في كل بلد غربي المسلمون مطاردون باسم "مكافحة الإرهاب و التطرف". في الولايات المتحدة الأمريكية انطلقت حملة شرسة وقفت وراءها منظمات مسيحية و يهودية لتمنع جامعة ولاية كارولينا الشمالية من تنظيم جلسات نقاش بين الطلبة حول القرآن الكريم. و خلف ستار "موسم الصيد المفتوح"ضد اللمسلمين أفرادا و جماعات، ينمو التطرف المسيحي-الصهيوني في أوروبا و أمريكا. الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) التي لا يتوقف زعيمها عن التشدق بالسلام و "الأخوة بين الأديان"، تتغاضى عن طلب تقدم به المسلمون في إيطاليا لإزاحة لوحة مثبتة في كنيسة مشهورة تصور بطريقة عدوانية مجسما لرسول الإسلام الكريم محمد صلى الله عليه و سلم "تأكله شياطين جنتهم". و في فرنسا لم تتحرك السلطات ضد مواقع صهيونية على شبكة الانترنت يديرها يهود من إسرائيل تنعت المسلمين بالقردة و تصف المخيمات الفلسطينية ب"مزابل البعوض"، إلا بعد نشر قائمة لشخصيات يهودية فرنسية بغرض إلحاق الضرر بها عقابا لها على مواقفها "السلمية" تجاه الفلسطينيين. و الصورة المركبة التي تمثل ياسر عرفات في جسد قرد هي غيض من فيض بالنظر إلى حجم التهجم العنصري الديني و العرقي ضد المسلمين في تلك المواقع.

و اللافت أن الحكومة الإسرائيلية شنت خلال الشهور الأخيرة حملة دعائية ضد فرنسا و حكومتها متهمة إياها ب"التساهل" مع من يقف وراء استهداف معابد اليهود و مقابرهم، و ذهبت إلى حد إطلاق وصف "العداء للسامية" على فرنسا، مع علمها بالحساسية المفرطة للأوروبيين تجاه القضايا المتعلقة باليهود. و بدا واضحا منذ فترة أن وراء التهجم الإسرائيلي غرض آخر يتعلق بتنشيط عمليات الهجرة إلى إسرائيل انطلاقا من فرنسا التي تقيم بها أكبر جالية يهودية في أوروبا، بعد أن شهدت الحملة تراجعا منذ بداية انتفاضة القدس و بروز مظاهر تراجع النمو الاقتصادي في إسرائيل.

و قد كشفت صحيفة لوموند الفرنسية التي أجرت تحقيقا حول المواقع الصهيونية على شبكة الانترنت و علاقتها بمجموعات اليمين المتطرف الراديكالية بأن ما يشاع عن التيار اليميني المتطرف الذي زاد نشاطه خلال الأشهر الأخيرة و أضحى يجنح للعنف اللفظي و الجسدي، من أنه "معاد للسامية" و عنصري ضد اليهود خاصة، تفنده مضامين المواقع الصهيونية على غرار موقع (amisraelhai.org)الذي نشر مقالات تدافع عن جماعات اليمين و تتهم الحكومة الفرنسية ب"فبركة" قضية محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم 14 يوليو الماضي من قبل أحد أعضاء اليمين المتطرف. و زعم الموقع بأن إبراز إسم مواطن كندي من أصل جزائري (محمد شلالي) كأحد الذين أفشلوا محاولة الاغتيال و أمسكوا بالمنفذ المفترض (ماكسيم برونري)، إنما يهدف إلى "ترقية عربي من شمال إفريقيا كمنقذ لحياة الرئيس إلى مصف الأبطال و تجريم اليمين القومي لتبرير مسبقا الإجراءات التي قد تتخذ في حق أتباعه".

و الظاهر أن "انتهازية" الصهاينة تجعلهم يدافعون عن الشيطان إذا اقتضى الأمر ذلك، و يكفي أن مرشح اليمين المتطرف للرئاسيات الفرنسية جون ماري لوبان وجد من يسانده و يستمع إليه من بين اليهود في فرنسا و قد صوت عدد منهم لصالحه، فيما وعد في حديث لإحدى الصحف الإسرائيلية قبيل الانتخابات التي خسرها بأن إسرائيل ستكون أول محطة له خارج فرنسا إذا ما أصبح رئيسا. و يشترك لوبان مع الإسرائيليين و اليهود الفرنسيين في مواقف العداء للمهاجرين العرب و المسلمين في فرنسا، و هو متهم بتعذيب و اغتيال مقاومين جزائريين خلال حرب التحرير في الجزائر العام 1958.

كما كشفت الصحيفة الفرنسية من جانب آخر عن نشر رابط الموقع المتهم بالعنصرية –الذي أوقف يوم الأربعاء إثر نشر المقال- و روابط مواقع أخرى قريبة من اليمين الإسرائيلي على مواقع يهودية أخرى تنشر بالفرنسية و تابعة لمنظمات يهودية "محترمة" في فرنسا و من بينها موقع "المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف)" و موقع "اللجنة من أجل إعلام يهودي أصيل" الذي يصف يوميا الفلسطينيين ب"النفايات". و يصف المصدر اليهود الذين يديرون المواقع الصهيونية العنصرية بأنهم "شباب في العشرينيات يقيمون في إسرائيل و يتحدثون الفرنسية و هم أقرب إلى التيار المتدين اليميني".