المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


القات: نبتة الآفات أم آفة النباتات..!!

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2008, 10:55 PM   #1
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي القات: نبتة الآفات أم آفة النباتات..!!


بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.

بادئ ذي بدء، أرجو من أخي القارئ المعذرة من طول إسهابي في الحديث عن الموضوع، لكنّه كما سوف يرى بنفسه وكيف أنّه يقف عند عدد من المحطّات المهمة.

القات آفة النبتات أم نبتة الآفات

القات وما أدراك ما القات!..
الشماعة التي يعلّق عليها اليمنيون وجيرانهم وإخوتهم العرب كافة مصائب أهل اليمن من جوع وأميّة وتخلّف وانحدار.
فهل تكون هذه إشاعة أم حقيقة.. شائعة أو واقعة.
لو رجعنا إلى الوراء ألف عام لوجدنا أنفسنا نحن أبناء اليمن كما كنّا لم يتغيّر حالنا ولم يتبدّل باستثناء بعض من فكر وأدب وحماسة للجهاد.. بغير ذلك لم نصنع لأنفسنا ولا لعروبتنا ولا لإسلامنا ما يجعل منّا اسم يأتي في مقدمة الأسماء أو فعل يظهر على سائر الأفعال.. وكأنّ ساعة التأريخ قد توقفت بنا عند محطة الفتوحات الإسلامية الكبرى وتجمدت عقاربها..
قد كان لأمّة اليمن دور عظيم في حمل الرسالة السماوية ونشرها والجهاد في سبيل الله وفتح الأمصار وقد كان من آخر رجال فتوحاتهم وليس بالأخير تابع التابعين الشهيد القائد عبد الرحمـن الغافقي الذي رفع رايات الإسلام عالية حتى وصل بها إلى "بواتييه" بالقرب من جنوب فرنسا بعد اكتساحه لمدن ليون وبوردو وتولوز وباريس.. وما زلت أتذكّر مقولة لأحد اللوردات في مجلس العموم البريطاني في ثمانينيات هذا القرن عندما قال: "فلنشكر الرب، إذ لو أنّ الغافقي لم تتوقف خيله ورجله عند بواتييه لكان القرآن وتفسيره يدرسان اليوم في جامعات "إدنبره" و "أكسفورد".
ومع نهاية الغافقي رحمه الله تعالى وتقبله مع الشهداء والصالحين بدأت نهاية الغزوات والفتوحات وتساقطت ممالك المسلمين إمارة بعد إمارة حتى أتت على الأندلس كاملة وجنوب إيطاليا وبدأت الحملات الصليبية تذيقنا أصناف العذاب والهوان حتى اليوم.
مع هذا التوقف لعجلة التأريخ بأهل اليمن منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لا يمكن للقات أن يكون سببا في ذلك.. نحن نتكلم عن ألف عام ونيف ولم يسجّل أن القات قد كان له وجود في تلك الأزمنة.. هي نبتة مستحدثة، بحثت عن تأريخ بالتحديد فلم أجد.. وصادف أثناء بحثي وكتابتي عن أسطورة يافع الشعرية الغنائية متمثلة بشيخ الشعراء يحي عمر وجدت أنهم قد أرجعوا تصنيف تأريخ حياته إلى القرن الحادي عشر الهجري، ولمّا قرأت في شعره، وجدته يتحدّث عن القات والباشا والشاي والقهوة... وكما نعلم بأن تلك المردفات مستحدثة وقد جاءت مع أواخر خلافة السلطنة العثمانية وبداية عصور الاستعمار.. من هنا استنتجت بأنّه إمّا أن يكون القات قد وجد منذ أربعمائة أو خمسمائة عام وإمّا أن يكون تأريخ حياة يحي عمر قد ذكر خطأ.. ولأن الموضوع يتعلق بيحي عمر وليس بالقات (ولو أن موضوع القات قد تداخل بحثه ضمن البحث).. وفي المكتبة العامة في لندن وبعدها في مكتبة السليمانية الكبرى في تركيا وجدت ضآلتي حيث وقع بيدي قليل من كتب وسفائن ومخطوطات تتحدّث بعض الشيء عن يحي عمر وفيها اكتشفت تأريخ وفاة يحي عمر الذي يرجع إلى بداية القرن المنصرم وبالتحديد (1906)، وفرحت جدا لهذا الاكتشاف إذ أنّه قد حلّ عنّي معضلة ذلك الرجل حتّى تصوّر لي بأنّه أسطورة من أساطير يافع ليس لها في الواقع من دليل .. حتّى عندما كنت ألجأ إلى مواقع يافع ومنتدياتها يفاجئني دائما علمهم اليسير والمحدود عن هذا الشاعر ونشأته بل أنّ البعض قد ذكر أن يافع لا تعرف هذا الرجل ولا تعلم تماما عن نشأته أو حتّى عن تأريخ هجرته من يافع.
نحمد الله تعالى أن يحي عمر قد أرّخ نسبه وحسبه وموطنه في كلّ قصيدة من قصائده تقريبا ولولا ذلك لنسب ربّما يحي عمر إلى خليج الخلجنة أو بحر من بحور العربنة..
وباكتشاف تأريخ وفاة يحي عمر قد انكشفت تلك الغمامة عن بعض مفرداته الحديثة.. وبما أنّه قد علم لنا أن يحي عمر كان من المعمرين حيث عاش لأكثر من تسعين سنة أو قرن تقريبا وإذا ما أضفنا القرن الذي تلاه منذ تأريخ وفاته.. تتكون لدينا حقيقة تأريخ نشأة وشهرة نبتة القات في اليمن والقرن الإفريقي وأنّها لا تزيد عن قرنين أو ثلاثة قرون بأقصى تقدير.

إذن، فلو كان القات شماعتنا التي نعلّق عليها أخطاءنا وتخلفنا عن مواكبة ركب الحضارة والعلم والتكنولوجيا خلال قرنين أو ثلاثة، فماذا عسى تكون شماعتنا خلال سبعة قرون سبقت ذلك كما جرى في سياق حديثنا..
ألف سنة في عمر حياة اليمن لم نخرج إلى النّاس إلاّ ببعض أدباء ومفكرين وكتّاب وشعراء وعلماء وفقهاء.. ولا ينكر أحدا من العارفين بأن أهل اليمن أهل سيف كما هم أهل قلم وكتابة.
وقد أعجبني كثيرا أديب سوري مسيحي، لا يحضرني ذكر اسمه، إلاّ أنّه قد أنصف اليمن وأهله حقّ إنصاف في إحدى كتبه التي قرأتها عندما أورد ذكر اليمن وأسباب تخلفه عن بقية العالم أو حتى العرب.. كان من جملة ما أستنتجه وأستخرجه هذا المؤلف العربي المسيحي أن اليمن وأهله قد خدموا دول الإسلام بمختلف عصورها منذ الخلافة الأموية انتهاء بالخلافة العثمانية مرورا بالعباسية والأندلسية والأيوبية... الخ.. لكن للأسف أن هذه الدول الإسلامية قد اكتفت بتجنيد أبناء اليمن لفتوحاتها وتوسيع رقعة الديار الإسلامية دون أن تنظر إلى بلدهم كما فعلت مع غيره من سائر البلدان.. وبقي اليمن كما هو حاله يتقلّب على بساط الجوع والفقر والأميّة والجهل والتخلّف والتشرّد والاغتراب..
في هذه النظرية كثير من الصحّة لكن هذا لا يعفي اليمن ورجاله من تحمّل بعض المسؤولية على عاتقهم لما آلت إليه الأحوال.. كان عليهم أن يعملوا لأنفسهم وأهليهم ووطنهم.. كان عليهم أن يقدموا للأجيال من بعدهم وأن لا يركنوا على تعمير بقية البلدان على حساب خراب بلدهم وأن يستغنوا عنه بغيره من البلاد.. إذ مهما بلغت سنوات وقرون غربتهم فإنّهم سوف يظلون غرباء.. وهذا ما شهدت وتشهد به الأيّام.. وعصرنا هذا خير مثال.
عندما أذكر اليمن وأهله فإنّي أشمل اليمن بجنوبه وشماله، بشرقه ووسطه وغربه، بصحاري حضرموت ووديانه وسهول تهامة وشواطئ بحره الأحمر القاني وبحر العرب وجزره وظلّها وأطلالها ومرتفعات اليمن من صبر وسمارة إلى ردفان وشمسان.

هل القات يعتبر آفة النبتات ونبتة الآفات لوحده..؟ لا أعتقد! هناك آفات أعظم منه هولا وسحقا كالمخدرات بأنواعها من كوكايين وهيروين والحشيش والماريغوانا والتبغ والأفيون وآفات أقلّ شأنا منه كالشاي والقهوة الكافيين والكولا... نبتة القات تشترك مع النبتات الصغرى بنوع أو مادة "المنبه" لكن بنسبة أكبر وأعلى ممّا يتواجد في الكولا أو الكافيين إلاّ أن "القات" لا يشترك مع الآفات العظمى بمادة "المخدّر".. هناك أمر آخر وهو "الإدمان".. فمن الملاحظ أن جميع تلك الآفات تؤدي إلى الإدمان بطريقة أو بأخرى وبنسب متفاوتة حتّى "الشاي".. ومع هذا فإنّ نبتة القات لا تؤدي إلى الإدمان وبالإمكان الانقطاع عنها فورا ونهائيا دون ضرر وبغير حاجة إلى علاج أو عيادات كما هو الحال مع بقية الآفات العظمى.. ومن تتصوره أنّه مدمن قات هو ليس كذلك وإنّما شهوة نفس في ممارسة عادة من بعض عاداتها السيئة. وسأضرب مثالا على ذلك في نفسي حيث مضغت القات على مدى 5 سنوات متتالية في اليمن وبتواصل دون راحة حتّى ليوم واحد وعندما تنقلت في أسفاري إلى بلاد عديدة، لم أمضغه 15 عاما دون شعور منّي برغبة تدفعني إليه أو حتّى بتفكير طارئ يذكرني به.
جميع تلك الآفات من النباتات منتشرة في أنحاء العالم وضررها أكبر وأعمّ وأشمل على العقل والبدن.

يزرع القات في اليمن ومواطن القرن الإفريقي قاطبة دون استثناء..

وقد زرع القات مؤخرا في فلسطين المحتلة وغزّة على وجه الخصوص من الفلسطينيين القادمين من اليمن بل امتدّت زراعته إلى داخل فلسطين المحتلة من بعض يهود اليمن ولم تمنع الدولة الصهيونية الغاصبة ولم تحرمه أو تجرم أصحابه.. وما تزال زراعة القات في إسرائيل قائمة.. لكنّ القات وبقية الآفات لم تمنع دولة صهيون بأربعة ملايين صهيوني من إذلال وهزيمة أربعمائة مليون عربي ومليار وأربعمائة مليون مسلم لا يزرعون القات ولا يمضغونه بل ولا حتّى يعرفون له لونا أو طعما.

يباع القات في السوبر ماركت في داخل بريطانيا في شيفيلد وبقية المدن الأخرى كما يباع مؤخرا حسب ما حدّثني أحد الأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية في ديترويت و ولايات أخرى بل أنّه قد حدّد له سعرا لا يتجاوز الـ 35 دولار للحزمة.. والغريب أن من يقوم بشحنه إلى الولايات المتحدة هي "البان ساوث أفريكان" طيران خطوط جنوب إفريقيا.

أجريت مؤخرا إحصائيات في الجيش الأميركي على الذين يتعاطون المخدرات لتخرج الإحصائية بأن نسبة 75% من هذا الجيش العتيد الذي تغطي شبكة أسلحته وصواريخه وبوارجه العالم بجهاته الأربعة يتعاطون المخدرات والبعض من أرباب السوابق والقتل والسلب والاغتصاب.. نفس النسبة أو أقل قليلا تنطبق على المواطن الأميركي. فهل منع ذلك أميركا من أن تكون دولة عظمى بل ومن أعظم الدول وأن تسود العالم بعلمها وتكنولوجيتها المتقدمة..

في الأسبوع الماضي، أجرت البي بي سي إحصاء آخر، كان هذه المرّة عن الآباء البريطانيين وقد كانت المفاجأة بأن 50% من أولئك الآباء ثبت تعاطيهم المخدرات.. لكنّ هؤلاء الآباء ومساوئهم لم تمنع بريطانيا من كونها دولة عظمى هي الأخرى.

الشعب الهندي برمّته قد أبتلي بنبتة الـ "تمبول"، يمارسون علكه في قارعة الطرقات وفي البيوت وحتّى في المكاتب، لكنّ الهند اليوم يشار إليها بالبنان، فقد بلغت من سلّم رقي العلم مبلغا عظيما حتّى صار الغربيون من بريطانيا وأستراليا وكذلك أميركا يوفدون إليها أبناءهم لتعلّم علوم الحاسوب وشرائحه.. والهند اليوم دولة صناعية كبرى وفي تقدّم مضطرد وهي اليوم في نادي الدول النووية.. هل شكّل التمبول مانعا أو حاجزا للوصول إلى هذا التقدّم والتطور العلمي والصناعي.؟

تركيا تزرع الأفيون علنا لمن أراد تدخينه علنا.. لكنّ تركيا أيضا دولة قوية وذات نفوذ ولها صناعاتها الحديثة. لم يمنع الأفيون تركيا من استمرار حركة التطوّر في عجلة مصانعها نحو التقدّم لمنافسة دول صناعية كبرى.

الصين موبوءة بالحشيش، لكن أنظر الفرق والفارق والفوارق بيننا وبينهم .. متّى لعلّ سوف نلحقهم؟

إنّ القات مع عظيم سلبياته في اليمن لم يمنع بروز فقهاء وعلماء أدباء وشعراء وفنّانون متقدمون في اليمن.. وانّ لليمن من الأدباء والشعراء ما يعرفهم ولا ينكرهم أقرانهم في الوطن العربي الكبير..
لقد نلت حظوة الجلوس مع بعض أولئك الأدباء والشعراء والعلماء وأيضا تجار ورجال أعمال من الذين يمضغون هذه النبتة التي لم تمنع تفجر العلم والبلاغة وحسن الإدارة في الأعمال والتجارة من ثنايا عقولهم.. والأدهى، أني أجتمعت على بساط القات بخواجات فرنسيين من مدراء بنوك وشركات نفط وشركات سياحة بل ومن العسكريين أصحاب الرتب كولونيل، كابتن وكمندان ولم أجد أن القات قد كان له تأثيرا على ممارسة حياتهم الإجتماعية والعملية.

ربّما تنجح اليمن في منع القات، علما أنّ هناك دولا تمنعه وتحرمه وتجرم ترويجه ومع كلّ هذا تجده.

أهل القات يسلون أنفسهم بخرافات عجيبة إذ تسمع أحدهم يقول لك بأنّه أفضل علاج للسكري.. وهذه أباطيل وخرافات لم يثبتها العلم ولا الطب الحديث..
ويقول آخر، إنّه يقوي الباءة ويمنحك قدرة جنسية خارقة أسطورية، وهذا أيضا كذب .. فالقات يعطيك الرغبة ويزيد من رغباتك الجنسية لكنه أبدا لا يقوي قدرتك على إتيانها بالشكل السليم.. فالقدرة والقوة تعود إلى الرجل وحده.
وآخر يقول يجعلني أفكّر وأكتب وأعمل بهمة ونشاط.. هراء، إذ لا يوجد كما اليابان وعمالها في همتهم ونشاطهم في العمل، والصينيون يصحون إلى العمل قبل شروق الشمس ويعودون بعد الغروب وليس عندهم قات.
كلّ ذلك أقاويل وأساطير وخرافات نسجت حول القات، ليس إلاّ.!

من حمل القات إلى اليمن؟ من أدخله؟ كيف تعلّم أهله زراعته؟ من دلّهم على مضغه؟
أسئلة محيّرة..
يقال أن من أفشى القات في اليمن كان الاستعمار البريطاني كما كان دوره في ترويج أعشاب الشاي في الهند وسيلان وأعشاب الكافيين (القهوة) وكذلك التبغ (السيجار) وبحسب مقولة غاندي بأن الإنجليز سبب كلّ علة.. هذا قول قد يصدق وقد يخطئ إذ لا دليل قاطع على ثبوته.. ثم أنّه لم يكن في اليمن (الشمالي) استعمار بريطاني إلاّ إذا كان اليمن (الجنوبي) أوّل من زرعه ونقله إلى عموم البلاد حتى جاوز به الحدود إلى القرن الإفريقي.

وهناك مقولة ترجع سبب انتشاره إلى "الصوفية" ولهذا قصّة أسطورية عجيبة سوف نتجاوزها حيث يقال أن المتصوفة وأهل التصوف كانوا يمضغونه للسهر في مناجاة الله سبحانه وتعالى ولتهجدهم الطويل في الليل، وللقيام بالحضرات... فكانت تلك النبتة تمنحهم النشاط وتعينهم على السهر.. حتّى أشيعت مقولة عندهم تفيد بأنّ القات قوت الصالحين.. ولا أدري ما علاقة الصلاح من الفساد في القات. وتلك مقولة وإن هي إلاّ مقولة.

ربّما يظنّ البعض بأنّي من المتحمسين للقات.. كلاّ! ومن يقرأ حديثي بتمعن سوف ينفي عنّي هذه التهمة الباطلة.. لست من المتحمسين له ولا أشجّع عليه.. فمن أعظم سلبياته الضياع وأهمّ ما يضيعه الإنسان من عمره هو "الوقت".. فالوقت لا يمكن شراء ما فات منه بكنوز قارون.
عندما يظلّ الإنسان متكئا ثلث يومه في مضغ القات ويذهب الثلث الثاني في النوم والثلث الأخير في العمل والأصّح في الدوام إذ أنّ ليس هناك عملا بمعنى العمل وإنّما هو دوام حضور وانصراف وانتهى.
هذا الوقت الذي أوصانا به المصطفى صلّ الله عليه وسلّم نضيعه سدى وبضياعه أضعنا وصية نبينا عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

تلك كانت أهمّ سلبية في هذه النبتة السيئة وعاداتها.. ومن السلبيات الأخرى.. الأمراض التي تنتشر حاليا في بلادي ومن أهمها "السرطان" أعاذنا وأجارنا الله وإيّاكم من شرّه.
ما كانت اليمن تعرف للسرطان موطنا.. لكنّه الآن قد انتشر وذلك بسبب السموم التي يلقيها المزارعون على نباتات القات للحفاظ على محصولهم من أذى الحشرات.. وأخشى أن يأتي على بلادي يوم تنافس فيه أميركا بهذا المرض الخبيث.

سلبية ثالثة وما أكثر سلبيات القات: إهمال الأجيال الذين بسواعدهم وبفكرهم استمرار حضارة البلاد ونهضتها.
وإنّ من الآباء كما يشاع بأنّهم يقدّمون مصلحة القات على حساب قوت أولادهم.. هؤلاء الآباء لا يستحقون وصفهم بالآباء ولا يستأهلون العائلة بعظمة اسمها وحرمتها. آباء لا عقل لهم ! وهل من يفعل ذلك يكون عاقلا؟.

ومن الضياع الآخر أيضا ما أنسانا قول الله تعالى ورسوله صلّ الله عليه وسلّم أن نخشى الله في أبناءنا ونحسن تربيتهم وإعالتهم نرحمهم ونشفق عليهم ونرأف بهم من غدر الزمن وناسه وأن لا نتركهم من بعدنا فقراء محتاجين.

سلبيات كبرى وعظمى.. تتحوّل من سلبيات خاصة إلى العامة.
ربّما كان بالاستطاعة إيقاف هذه العادة السيئة وإبطال مفعولها وربّما كان النجاح في القضاء عليها وإزالة هذه العلّة والعلل إلى الأبد ممكنا.. لكن المهم أن تكون في إزالة هذه العلّة زوال لكلّ العلل وأهمها علّة أنفسنا.. أمّا زوال علّة القات وبقاء العلّة في نفوسنا كما هي.. فإنّنا لم نتقدّم بالأمر ولم نتغيّر ولن نطوّر من أنفسنا ومن بلدنا ومن شعبنا وسنظلّ على تخلفنا البعيد عن مواكبة عجلة تقدّم حضارة هذه البلاد وتقدّم رجالها.

بقلم: نجد الحسيني



التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 10-09-2008 الساعة 12:04 AM
  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2008, 09:23 PM   #2
ابوصالح النهدي
حال نشيط

افتراضي

الاستاذ نجد الحسيني : لقد تداخلت مواضيع كثيره في موضوع واحد الا وهو القات
اسمح لي بتوضيح او وجهة نظر حول ما كتبت..
اولا : ماذا قدم اليمنين للامه والمجتمع خلال الاف عام المنصرمه..
ثانيا : استخدام اليمنيين كجنود للدول الفاتحه ..
واخيرا حول اضرار القات..

___________________


نحن نعلم ان امتنا العربيه والاسلاميه قدمت اعظم حضاره للعالم من خلال ماشرفها الله به من حمل رسالة الاسلام
ونشرها للعالمين وخصها بأعظم الرسل وخاتمها واعظم الكتب ( القرآن الكريم) وقبل ذلك كان العرب تتقاذفهم
الرياح يمنة ويسره وحالهم شبيه بما نحن فيه الآن وهذا الانحدار بدأ تدريجيا بعد عهد النبوه والصحابه والتابعين
وكلما ابتعدوا عن المنهج الرباني ازدادو انحطاطا وتخلفا ولو تأملنا قليلا في كتاب الله لوجدنا سبب علتنا وتخلفنا
هو بعدنا عن منهج الله ..
(مافرطنا في الكتب من شئ) وحال اهل اليمن من حال بقية الامه على الاقل في تلك الفتره.


اقتباس :
لكن للأسف أن هذه الدول الإسلامية قد اكتفت بتجنيد أبناء اليمن لفتوحاتها وتوسيع رقعة الديار
الإسلامية دون أن تنظر إلى بلدهم كما فعلت مع غيره من سائر البلدان.. وبقي اليمن كما هو حاله يتقلّب على بساط
الجوع والفقر والأميّة والجهل والتخلّف والتشرّد والاغتراب..





هذه المقوله تنقصها الدقه لأن اليمنيين ذهبو هناك دعاه وفاتحين وتبؤو اعلى المراتب سواء كانت
قياديه او قضائيه او في اعلى درجات الدوله..
ثم ان اليمن او لنقل حضرموت وجنوب الجزيره العربيه هي مصدر للهجرات البشريه قبل خراب السد
وبعده ولا اجدني بحاجه للتكرار واقامو هناك حضارات عظيمه في العراق والشام ومصر..اما اسباب
هذه الهجرات المتتاليه فهو انفتاح العالم من جهة الشمال والبحث والتوسع في اماكن مفتوحه
لا شك انها تعد اخصب واوفر في مواردها المتنوعه هذا بأختصار




يقول عبدالرحمن طيب بعكر في مقدمة كتابه ( ملامح اليمن والضمادات المطلوبه )
من الظواهر البارزه في تاريخ هذا الشعب قديما وحديثا هي موجات الهجره المتدفقه الى ارجاءالجزيره ووراء اطرافها
عبر ادوار كثيره من التاريخ ويكفي ان نشير ازاء هذه الظاهره الى ان الهجره الاولى بعد خراب السد
( واختلف في مسألة الاولى ) كانت هي التي اقامت المملكتين (الغساسنه ) في الشام ( والمناذره) في العراق
كما كانت سببا في تهيئة طيبه الطيبه لتكون مهجر النبي صلى الله عليه وسلم.ودار الايمان كما كانت
هذه الهجره عاملا اساسيا لعمران الخليج بابناء الازد الذين كان منهم الامراء
المشاهير ك المهلب بن ابي صفره . ولا تزال الهجره والمهاجر اليمني حتى اليوم دما نابضا بالحويه في شرايين
الحضاره العربيه والانسانيه اليوم وكل يوم......
.والمتتبع للتاريخ اليمني في كل مراحله يجد ان بعد الموقع الجغرافي عن العواصم الاسلاميه مثل
بغداد ودمشق والقاهره ومناعة جبالها الشماء جعلها تنال من ذلك شرا وتنال خيرا
اما الشر فلان كثير من الحركات الخارجه على الدوله والحاقده على الدين حاولت عبثا ان تجعل من جبال منطلقا لنشاطاتها
ومقرا لقياداتها وقد عانت اليمن من الخوارج والقرامطه ومن لف لفهم ايذاءا اليما
اما الخير فموقعها البعيد عن مهب الريح الاجنبيه العسكريه والثقافيه قد جعلها في آخر الخط ومنتهى الشوط بحيث لا تصاب بشي
مفاجأة وان اصيبت بشي تكون على علم بأثارة وغوائله التي قد برزت في حيات اشقائها ) انتهى...


اقتباس :
في هذه النظرية كثير من الصحّة لكن هذا لا يعفي اليمن ورجاله من تحمّل بعض المسؤولية على عاتقهم لما آلت إليه الأحوال.. كان عليهم أن يعملوا لأنفسهم وأهليهم ووطنهم.. كان عليهم أن يقدموا للأجيال من بعدهم وأن لا يركنوا على تعمير بقية البلدان على حساب خراب بلدهم وأن يستغنوا عنه بغيره من البلاد..

اما مسألة القات فمساوئها كثيره ولا علينا ممن يتعاطاه ولا يؤثر عل قدراته او على حياته في اي بلد كان
علينا ان نبحث حالتنا وكم نسبة المتعاطين وكم نسبة الخسائر والافات الاجتماعيه والامراض المستشريه
وبايجاز اقول ان القات يبتلع الوقت كما يبتلع المال و سبب ارهاق للذمم وامتصاص للغذاء واعاقه للعمل واقتطاع
لاخصب الاراضي الزراعيه....وخطر محدق..
فهل هذا لايكفي ان يزيدنا فقرا على فقرنا وتخلفا على تخلفنا لا بد ان تجتث هذه الشجره ال////////////////////////////////////////ه من جذورها ..


اخير انقل لكم هذه المقاله :


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بعيدا عن التشنج كما يقول الاخ كاتب الموضوع : اولا اذا لم يكن لديك القناعة بان القات مضر او انه حرام فصدقني 000 لو استفتيت من استفيت سواءا شيخ او دكتور او غيره 000 اهم شي القناعة اولا ثم السير على القناعة اخي0


دعني اعطيك مضار القات وما اريد ان اقول لك حرام وخلاص وانتهى الموضوع لكن اسمع ما اقوله فان اعجبك قولي فخذ 00 وان لم يعجبك القول فانت وشانك000

اولا القات من اكثر الاشياء التي تجعل الانسان ينعزل ولو اجتمع باصحابه 000 فان صاحب القات تراه لا يهذا له بال الا بالقات ولا يصفو ذهنه الا بالقات0

ثانيا اكتشف ان للقات امراض عدة ومنها:

يعاني مدمنو القات من تقرحات مزمنة في القم واللثة واللسان، كما ان الادمان عليه يؤدي على ارتخاء اللثة
مما ينتج عنه ضعف اللثة واللسان0

ان المواد الكيميائية في نبية القات تؤدي الى سرعة ضربات القلب، وتضيق في الاوعية الدموية مما يرفه ضغط الدم عند المصابين به ، ويعرض الغير مصابين لضغط الدم0

القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات عل البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه مـن احـتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.0

يمتاز متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع0

.ثبت علميا أن إدمان القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري , كما أن المصاب بالسكري لا يستفيد كثيرا من علاج الإنسولين إذا كان من متعاطي القات

كما ان القات سبب لسرطان اللثة وخاصة المتعاطي له بكثرة 0.

واخيرا اخي يجب ان تعلم ان اللجنة العلمية للافتاء قد افتت بحرمة القات ، ويكفيك ان اكبر دليل على خبث هذه المادة ان غالب المتعاطين لهذه المادة يهمه بالدرجة الاولى الحصول عليها قبل حصوله على الغذاء ، بل لو يجعل اهله بلا اكل وشراب احب اليه من ان لا يتعاطى هذه المادة 0


هذا واسال الله ان يحفظك من هذه العادة والافضل لك يا اخي ان تزور ارحامك ، والمال الذي تريد ان تنفقه على هذه المادة انفقه على اهل قريتك فان فيهم والله الفقير والمسكين الذي بالكاد يجد قوت يومه 0

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه واجمعين0

التعديل الأخير تم بواسطة ابوصالح النهدي ; 10-09-2008 الساعة 10:24 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 05:11 PM   #3
بن الطيب الشبامي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية بن الطيب الشبامي

افتراضي

القات آفه فعلا بكل معنى الكلمه اقل مافيه هدر الوقت والتبذير الذي نهى عنه الاسلام
مشكور اخي نجد عالموضوع
  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 02:29 AM   #4
SALASIL
حال جديد

افتراضي

سلام
يعتبر القات من الآفات التي لها آثار سلبيه على المجتمع من كل النواحي ولابد ان تتظافر الجهود لمكافحة هذة العاده السيئه وكل فرد صالح في المجتمع لابد ان يكون له دور في محاربته. حيث ان الواقع أثبت ان دور النظام الحاكم للأسف سلبيا
  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 09:26 PM   #5
هدير الرعد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية هدير الرعد

افتراضي

مقال في منتهى الروعة، ولو أن المقالات والمناقشات التي تدور في المنتديات هذه الأيام تكون بنفس الجدية والموضوعية، لأصبح لمنتديات الانترنت شأن آخر، في تغيير حياة الناس وتدبير شؤونهم.
أخي الكريم أنا أتفق معك تماماً فيما ذكرت، وأستشهد ببعض الأمثلة من واقع شعوبنا العربية التي لا يوجد بها قات، ومنها أقرب المقربين منا وأكثر أهل المآخذ على القات في بلادنا، وهم إخواننا في المملكة العربية السعوية، وهي الدولة التي نعرف محاربتها للمخدرات والمسكرات إلى جانب القات أيضاً، فنطرح التساؤلات التالية: هل توجد في المملكة تنمية حقيقية وتطور في مجال تنمية البشر في هذا البلد العزيز؟ وهل يعود ذلك التطور إن كان موجود فعلاً إلى انعدام القات، أم بسبب تفجر أنهار من الذهب الأسود تحت أقدامهم سالت بعض منابعة على مجالات التعليم والصحة وغيرها من المجلات الخدمية لا الإنتاجية؟ وهل بقية الدول العربية (وهي ليست بها قات) تُعد اليوم من الدول المتطورة أم من الدول المتخلفة؟
أنا رأيي أن علينا البحث عن الأسباب الحقيقية وراء تخلف بلداننا...... وفي نظري أن تخلف النظام السياسي في أي بلد هو الداء الذي يجب معالجته، وبعدها سيتم معالجة كافة السلبيات التي يعاني منها المجتمع بالتدريج، ومنها مشكلة القات التي له من المساوئ ما له، لكنه ليس السبب في تخلفنا كما يراه البعض. وعلينا أن لا نتخذ منه شماعة نعلق عليها فشلنا وفشل أمتنا.
وما أود توضيحه هنا، هو أن النظام السياسي الذي أقصده ليس النظام السياسي الرسمي، المتمثل في مؤسسات الحكومة وأجهزتها، ولكني أقصد النظام السياسي بمفهومة الشامل، الذي يندرج تحته إلى جانب المؤسسات الرسمية، المؤسسات الغير رسمية كالأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى مثل الاتحادات والجمعيات، وكل البنى الاجتماعية الأخرى. والأهم من هذا كله، هي ثقافة التغيير، وأتفق مع الأخ أبو صالح أن التمسك بالدين هو الأساس في التغيير والنهوض بالبلاد، قال نعالى: ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) كذلك أتفق مع الأخوة المعقبين الآخرين في توصيفهم لخطورة القات وسبل معالجته، لكن الأهم عندي ومفتاح التغيير هو النظام السياسي . ...

التعديل الأخير تم بواسطة هدير الرعد ; 10-16-2008 الساعة 09:30 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاركونا الحملة الوطنية للقضاء على آفة القات الدكتور أحمد باذيب عيادة السقيفه 173 11-21-2017 11:51 AM
المجلس المحلي بحديبو ينفذ قراره الشجاع بمنع دخول القات الى سقطرى وسط ترحاب من الاهالي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 5 01-30-2010 01:53 PM
اين هاجرة الحكمة والأئيمان" اليمنيون ينفقون 1.2 مليار دولار على القات سنويا حد من الوادي سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع 0 12-03-2009 04:06 PM
نباتات الزينة الداخلية" احمد شهاب الســقيفه العـامه 1 06-05-2009 05:14 PM
القات وأطفال حضرموت المعاناة واللامبالاة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 04-25-2009 04:36 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas