12-13-2010, 12:48 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الجنوب ومعا ييرحوشي"" عندما تغيب المعايير !!
عندما تغيب المعايير !! ...عبدا لله ناجي علي الأحد , 12 ديسمبر 2010 م سيبقى الحديث عن التطور لأي مجتمع ضرباً من (التنجيم) إذا لم يتم بناء هذا المجتمع على أسس ومعايير علمية صحيحة، والتي تمثل بدورها – أي هذه المعايير – العناصر الأساسية التي تضمن سلامة هذا البناء وبما يجعله بناءً متماسكاً غير قابل للانهيار من أي هزات قد تفاجئه في أي لحظة.. ومتى ما تم البناء المؤسسي لهذا المجتمع بطرق علمية صحيحة، فإنه في هذه الحالة سيكون الحديث عن تطور هذا المجتمع ممكناً، بل ومحتمل الوقوع، فعندما يتم الأخذ بالكفاءات العلمية تطبيقاً لمبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب) فهنا نكون قد أعطينا الفرصة لهذه الكفاءات لتقوم بدورها الايجابي المطلوب منها لدفع عجلة التطور إلى الأمام.. وهذا المعيار للأسف نفتقده نحن اليمنيين كثيراً..!! ففي الماضي ألتشطيري كان المعيار المطلوب لشغل موقع قيادي معين في جنوب الوطن هو المناطقية، والمحسوبية مضاف إليها مصطلح (مناضل) وليس المطلوب شهادة علمية..!! فإذا كان أي شخص تنطبق عليه هذه المعايير فمؤكد أنه سيعتلي موقعاً قيادياً حتى وإن كان مستواه الدراسي (أمي)..!! وبسبب هذه المعايير المتخلفة تحولت عدن إلى منطقة طرد للكفاءات مما أجبر عدداً كبيراً منهم إلى الهجرة خارج الوطن..! أما في شمال الوطن فقد كانت معايير الطائفة، والقبيلة، الأسرة هي سيد الموقف، فمتى ما كان المرء يتبع هذا الأصل فأن الطريق إلى كرسي السلطة مفروش بالورود حتى ولو كان الشخص المؤهل لهذا الموقع القيادي ليس (أمياً) فقط بل وقبلياً من درجة المجتمع (المتوحش).. ومعيار الكفاءات العلمية على مستوى الشطرين تم التعامل معه على طريقة الإزاحة الدموية أحياناً والقهرية أحياناً أخرى لأصحاب الكفاءات..! استمر التعامل بهذه العقلية المتخلفة حتى تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م وحينها أعلنت قيادتنا السياسية الموحدة عن أنها ستستفيد من دروس الماضي.. أثناء عملية بناء الدولة اليمنية الجديدة، ولكنها على ما يبدو.. وهذا ما اتضح فيما بعد لم تقدر على قراءة هذه الدروس قراءة صحيحة نتيجة لجهلها وأميتها السياسية فما بالنا باستيعابها والاستفادة منها..!! وتؤكد لنا هذه الإشكالية إننا فعلاً نمثل الاستثناء في هذا العالم من حيث عدم الاستفادة من دروس الماضي..!! وهذه الحقيقة المرة تمثل قمة الغباء السياسي.. والذي مازال يمارس حتى هذه اللحظة. وإذا كانت بلادنا حالياً تمتلك مخزوناً ضخماً من الكفاءات العلمية وفي كافة التخصصات والتي من خلالها تستطيع بلادنا دخول مرحلة التنمية الشاملة، فيما إذا تمت الاستفادة منها..!! إلا أن هذه الكفاءات حتى وإن وجدت في مراكز قيادية حسب ما نشاهده حالياً لكنها للأسف لم تلعب الدور الرئيسي في العملية الإدارية لجهاز الدولة.. نظراً لأن القوى المسيطرة على المفاصل الأساسية في جهاز السلطة هي القوى التقليدية القبلية العسكرية المدعومة من (مافيا الفساد) وهذا ما ساعد على وجود المشاكل التي نعاني منها في المرحلة الراهنة.. وعندما تبقى قوى التخلف والجهل في موقع (القائد) ونخبة المجتمع في موقع (المقود) فإنه في هذه الحالة سيبقى الحديث عن مستقبل الوطن ضرباً من الأوهام. فعندما نجد أصحاب الكفاءات تقاد من قبل إفراد أميين والعميد أو العقيد يكون مسئول عليه ملازم اوجندي، فما علينا في هذه الحالة إلا أن نقرأ الفاتحة على المستقبل المجهول لهذا الوطن المجروح، وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected] |
||||||
التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 12-13-2010 الساعة 01:23 AM |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|