![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() أين مرسى سفينة حضرموت..؟؟ المكلا اليوم / كتب : منصور باوادي10/5/2011 إن من أصعب الأزمات والتحديات على أي مشروع وليد في حياة الأمم والأفراد هي الأزمة التي تنشأ معه وترافقه منذ ولادته, إذ أنها تشكل تحديا عظيما وصعبا لإثبات مدى صلابة المشروع ورسوخه, لأن البداية دائما يكتنفها الضعف والقصور وعدم الاكتمال, مما يزيد من نُسب الفشل وقتل المشروع, وليس هذا حكما مطَّرِدا فهناك مشاريع كُتب لها البقاء والديمومة واستطاعت أن تتجاوز أزماتها وأخرى ترنحت عند عتبات الأزمة ولم تتحلحل وكان مصيرها أن توأد في مهدها بسبب هذه الأزمات الناشئة معها, ولاشك أن هناك عواملا لكلا الأمرين – النجاح والفشل - ومعرفتها هي الخطوة الرئيسة في المعالجة والتصحيح. ومشروعنا الوليد لا يختلف عن غيره حيث قدر له أن تصحب ولادته أزمة النزاعات الداخلية بين أفراده وكأنهم ضباع تتناهش على وليمتها, مما نتج عن هذا الصراع موجة الاستقالات التي توالت من أعضاء المجلس الأهلي, وكل فريق أو فرد من هؤلاء المولّين ظهورهم للمجلس يُلبس إدباره للمجلس لبوس الحرص على حضرموت ويتبرأ من المآل الذي آل إليه المجلس من الهيمنة الحزبية من قبل الحزب الفلاني أو التكتل العلاني حسب المزاعم والأقاويل, وكل فريق جاءنا يبكي ويحمل معه قميص المجلس الملطخ بدم كذب. فمن الجاني إذا..؟؟ وأما المجني عليه فغير مجهول, فليس سوى هذا الحلم الذي أشرق في نفوس شباب حضرموت وأريد له أن يوأد في مهده قبل أن يشب ،على ضوء هذه الاستقالات, لا أريد أن أبكي المجلس, وأعلن عن بدء إجراءات لطم الخدود وشق الجيوب كما هي عادة نساء الجاهلية، وإشهار موعد العزاء, فهذا فعل الخانعين ولازلت متفائلا بهذا المجلس , ولكن ما أريد أن أؤكده وأن يضل شعلة تتقد في نفوس شباب حضرموت, هو حتمية بقاء هذا المجلس مهما تفاقمت أزماته , وضرورة الخروج من هذه الأزمات بأسرع ما يمكن. ينتاب كثير من أبناء هذه البلدة الطيبة – حضرموت – قلق وتخوف عن مصير هذه السفينة وأين سيكون مرساها, ومن حق أبناء حضرموت أن يقلقوا لأجل مشروعهم ومستقبل أولادهم ,ولا نقول هذا الكلام يأسا وقنوطا واستسلاما لهذه الأزمة ولكن لنعي حجم التحديات المرتقبة أمامنا والتي للأسف الشديد هناك أيادي حضرمية – هداها الله - تقف وراء هذا التحدي ودون إنجاح هذا المشروع وهي بلاشك مسيّرة ومنقادة وموجهة من قوى خارج نطاق هذه البلدة. ولا أدري ما المصلحة المرتقبة من وراء هذه التبعية. لا أريد لقلمي كما لا أريد للساني أن يخوض في نوايا وخفايا نفوس من انسحبوا من المجلس بأي نوع من التهم المتبادلة عبر المواقع وتعليقاته, وحسبي أن أقف عند حدود أسطر تلك الاستقالات وأكتفي بما ظهر منها, وهو المتعين , وأترك بواطنها لعلام البواطن , ولكني أرى أنه من اللازم والواجب التذكير بقضية معلومة وبدهية وهي أن الرجال الأكفاء تظهرهم المشاريع الضخمة , وأن تجاوز الأزمات مهما كان حجمها, يحتاج لرجال المواقف, ولا أنسى أن أذكر بالمقولة المشهورة للإمام علي بن المديني - و هو أحد شيوخ البخاري – حيث يقول: ( إن الله أعز هذا الدين برجلين , أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة ). وذلك لموقفهما الرجولي والبطولي في أعظم محنتين أصيب بهما المسلمون بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما ردة معظم قبائل العرب وفتنة القول بخلق القرآن, فهذان الموقفان كان لهما الأثر البالغ في تمدد الإسلام وانتشاره ونقاء منهجه ودعوته. وأظن أن سُحب الخلاف لازالت مخيمة على أجواء المجلس وربما ستمطر استقالات أخرى, ولكن كل هذا الحراك الداخلي في أروقة المجلس ينبغي أن يكون خيرا وصلاحا للمجلس والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فينبغي أن نخرج من هذه الأزمة أقوياء أشداء, أكثر إصرارا ومواصلة, ولن يكون ذلك إلا إذا التجأنا إلى الله عز وجل وفررنا إليه وركنا إليه وتمسكنا بحبله المتين, وأجدها فرصة أن أنبه إلى خطبة شيخنا الفاضل أحمد بن حسن المعلم بعنوان " ففروا إلى الله " حيث تضمنت ثلاثة رسائل للمعنيين في الأزمة اليمنية والخروج منها يقول في مطلعها " أن الأمر الطبيعي والمنطقي أنه عند حلول البأس أي الشدة والمحنة أن يتضرع الناس إلى الله، أن يتوبوا إليه ويراجعوا أنفسهم ويغيروا مابها من سوء المقاصد إلى حسن المقاصد، والتوجه الصادق إلى الله سبحانه وتعالى" إ.هـ , فكانت خطبة موفقة ومسددة جزى الله شيخنا خير الجزاء. فمشروعنا بحاجة لشخصية تتمتع بنوع من الاستقلالية والصلابة والعزيمة لتمضي سفينتنا, ورضي الله عن أبي بكر الصديق المعروف برقته ورحمته الذي وقف موقفا حازما صارما في قضية الردة رغم كثرة من عارضه وأشار إليه بالتريث وعلى رأسهم عمر رضي الله عنه فقال له : ( أجبار في الجاهلية، خوار في الإسلام يا عمر، قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا حي)؟! ثم قال قولته الشهيرة: ( والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله، حتى ينجز الله وعده، ويوفي لنا عهده، ويقتل من يقتل شهيدًا من أهل الجنة ), وما هي إلا بضعة أشهر دون العام حتى انتهى أمر الردة، وفاء الناس إلى الإسلام، وانتظمت الأحوال. بمثل هذه العزائم تنهض الأمم وتحفظ المشاريع وتدوم, فهل سنجد في حضرموت لمجلسها رجلا ذا عزيمة كعزيمة أبي بكر في حرب الردة ؟؟. ولا ننسى ونحن في خضم الأزمات حاجتنا الماسة إلى التعبئة الجماهيرية لهذا المشروع لكي يواصل مهامه ويتخطى أزماته, فهذه التعبئة هي مادة وقوده وهي سر قوته بعد الله عز وجل, ولن ينجح مشروع أي أمة إلا إذا التفت الأمة حوله معززة له وراعية, نعم عليهم كمجلس أن يعلموا أن سر قوتهم وخط دفاعهم لإنجاز مشروعهم ضد المتربصين به هو شعبهم وأمتهم أهل حضرموت, ولعل هذا سيكلف كثيرا في ظل غياب الإعلام الحضرمي الخاص, وفي ظل المتربصين بالمشروع في الداخل والخارج مما يجعل التحدي والمواجهة مكلفة وباهظة. علينا كأفراد وشعب حضرمي أن ندع انقسام شارعنا بين مشروعين يتناطحان في ساحات الجنوب اليمني, ولتكن مناشدتنا للتغيير وحراكنا لحضرموت وحدها فقط حتى لا ترسو سفينتنا بصنعاء ولا عدن بل بميناء خلف بالمكلا . |
![]() |
![]() |
#2 |
حال جديد
|
![]()
في علم الله
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|