حضرموووت" فيدرالية حضرموت ..... البداية والنهاية

[حد من الوادي]

فيدرالية حضرموت ..... البداية والنهاية

المكلا اليوم / كتب : محمد بن ماضي2011/5/21

(من الممكن أن نعمل أي شيء نريده إذا تمسكنا به لفترة طويلة بما فيه الكفاية )

Helen keller

جاء في بيان لقاء القاهرة الذي عقد بين التاسع والحادي عشر من مايو 2011 برئاسة كل من الرئيسين محمد علي ناصر وحيدر ابوبكر العطاس أن نظام الدولة اتحادي فيدرالي بين إقليمين ( الجنوب والشمال ) ،ولا شك أن هذا التقسيم الفيدرالي لا يخدم أو يلبي طموحات أصحاب الرؤى العقلانية واللذين يرغبون بإيجاد حل جذري يرضي جميع الإطراف ويحل جميع المشاكل وينهيها


فهناك قضايا كثيرة عمل لقاء القاهرة على "كلفتتها" وإخفاء معالمها ولعل من أهمها قضية ضم وإلحاق حضرموت في عام 1967 الذي حصل بلا أي مسوغات قانونية أو شرعية . وقد لجأت الجبهة القومية آنذاك للقتل والسحل وتنفيذ أحكام الإعدام من أجل إسكات جميع الأصوات المعارضة لهذا الضم بالإضافة إلى عمليات التدمير الممنهج الذي لحق بجيش البادية بدء بتلفيق التهم لقياداته مثل اللواء صالح بن يسلم بن سميدع وإعدامهم واحد تلو الآخر .. وانتهاء بحيلة الزج بالجيش في حرب غير متكافئة وغير مبرره مع الجارة الكبرى ومن ثم قطع الإمدادات عنه ليتم التخلص من آخر شبح يهدد زوال احتلالهم الظالم بحق حضرموت .. ودخلت حضرموت بعد ذلك في سلسلة إجراءات حولتها إلى معسكر اعتقال كبير الخارج منه مولود والداخل إليه مفقود .

وقد فعل هذا العامل مفعول السحر في تدمير الجبهة الداخلية للحزب أثناء حرب 1994 التي عجز الرفاق خلالها من تكوين أي جبهة لوحدة الصف داخليا فهناك ترسبات كثيرة لم يعالجها الحزب لها من الأثر القوي نفس ما لاحتلال حضرموت من اثر سلبي ولعل من أهمها خلافات الثأر المترتبة على حرب 1986 م ولاشك ان هذه الترسبات القديمة قد أدت إلى أفول نجم دولة الحزب في اليمن الديمقراطية الشعبية وفتكت بها .

في الحقيقة أن القيادات الجنوبية لا تتعلم أو إنها من العند أن لا تعترف بأخطائها السابقة .. حيث لم يكن بيان القاهرة ناتج عن مؤتمر يسعى للإصلاح وإيجاد الحلول الجذرية بقدر ما هو انتفاضة بعض من فقدوا مصالحهم لأجل استعادة خزينة أموال سلبت منهم في 1994م لا أكثر.

لا شك أن الفيدرالية احد أفضل الحلول المطروحة حاليا على الطاولة لمرحلة ما بعد الرحيل والتي يعول عليها كثير لتحقيق الاستقرار والازدهار للملايين التي تعاني ضنك العيش في بلادنا .. إلا أن الفيدرالية يجب أن لا تكون مجزئة أو مختصة لينعم بصلاحياتها فئة يمارسون بدورهم القهر المركزي على فئات أخرى ( حقهم حق .. وحقنا مرق ) وهناك شك كبير في مدى شرعية الإقليمين المقترح كجزأين للفيدرالية اليمني ( الإقليم الجنوبي والإقليم الشمالي )

جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير ما نصه :

"اقتباس" : وفرّق رسول الله عمالة اليمن بين جماعة من الصَّحابة فمنهم‏:‏ شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمذانيّ على همذان، وأبو موسى على مأرب، وخالد بن سعيد بن العاص على عامر نجران، ورفع وزبيد ويعلى ابن أمية على الجند، والطَّاهر ابن أبي هالة على عك والأشعريين، وعمرو بن حرام على نجران، وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد، وعلى السكاسك عكاشة بن مور بن أخضر، وعلى السكون معاوية بن كندة، وبعث معاذ بن جبل معلماً لأهل البلدين اليمن و حضرموت يتنقَّل من بلد إلى بلد، ذكره سيف بن عمر، وذلك كلَّه في سنة عشر، وآخر حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فبينما هم على ذلك إذ نجم هذا اللَّعين الأسود العنسيّ‏.‏ ‏(‏البداية والنهاية الجزء السادس الصفحة 339)‏

" انتهى الاقتباس " ..


يدل هذا الأثر النبوي على صاحبه وآله وصحبه أفضل الصلوات والتسليم أن ثمة طريقة إدارية سنّها نبي الهدى (( المعصوم )) وتعتبر أفضل طريقة لتقسيم أجزاء ( جنوب الجزيرة العربية ) أو العربية السعيدة Arabia Felixكما يسميها المؤرخين الكلاسيكيين..

وهي بتجزئتها إلى إقليمين ( حضرموت واليمن ) واعتبار حضرموت جزء مناصفة مع اليمن تحت ولاية معاذ رضي الله عنه.. ومن ثم تقسيم إقليم اليمن إلى عدة أقاليم هي همذان , مأرب , نجران , الجند .. الخ ... بينما لم يقم رسول الله بتقسيم حضرموت كما فعل باليمن .

برأيي أن لنا في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه في التقسيم الإداري المفروض إتباعه للخروج بحل جذري لجميع المشاكل والاختلافات بنظام حكم فيدرالي اتحادي يضمن للجميع الرضا والعدالة ..

إنني أهيب بمجلس حضرموت الأهلي الموقر والملتقى الفكري لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة حضرموت ... بتبني خيارات الشعب الحضرمي لكسب احترامه وتأييده وبطرح حلول ورؤى أكثر جرأة وملامسة لجراحنا والتأكيد على أن الفيدرالية ليست هي الحل الوحيد.