حضرموت" من سيقود حوار حضرموت مع الآخرين ؟

[حد من الوادي]

من سيقود حوار حضرموت مع الآخرين ؟

صالح على السباعى
الجمعة , 10 يونيو 2011 م

اليوم او غدا او حتى بعد عام سيتغير المشهد وتتبدل الوجوه ,فهذه سنة الحياة , حيث دوام الحال من المحال , والسؤال الذى يطرح نفسه على النخبة السياسية في حضرموت هو من سيمثل هذه المحافظة في حالة حدوث مثل هذا الحوار ؟ هل اعدت حضرموت نفسها لمواجهة تطورات المستقبل ؟

هناك الكثير من الرؤى التى تطرح على الساحة , حيث بعض زعامات حضرموت تطالب باعادة الدولة الجنوبية وهذا يكفى واخرون يدعون لبقاء الوحدة بنظام فيدرالي بين الشمال والجنوب , وهناك من يريد البقاء مع الدولة اليمنية وهناك من يطالب بالانفصال , لكن حضرموت صاحبة الثقل السياسي والاقتصادي بلد التاريخ والحضارة كما يحلو للبعض , طال صمتها وكأنها لا صوت لها , بل وكأنها أدمنت الاستعباد والتبعية ,لدرجة ان الفائز في المعركة في صنعاء او عدن يمكنه الحصول على هدية مجانية هي ان يضم الى ملكه حضرموت , هذا ما يشعر به الآخرون نحو حضرموت مجرد بقره حلوب , فهل يوافق أبناء حضرموت على البقاء في هذا الدور الذي يراد لهم , ام ان لهم هذه المرة رأى اخر؟ وما هي مطالبات الحضارم من النظام القادم ؟

من خلال المتابعة لأحوال حضرموت لما يقارب قرن من الزمان يستخلص المرء ان هذه البلاد قد عاشت ظروفا غاية في الصعوبة , فهي لم تتعرض لنكبة واحده وإنما لسلسلة طويلة من النكبات , ومع ذلك فإن الناس في حضرموت لم تتعلم ولم تتفق على رؤية واحده وكأنهم كتب عليهم أن لا يتفقوا .

ما يجري اليوم في الساحة اليمنية شمالا وجنوبا كان متوقعا وقد توقع حدوثه الكثير من المراقبين والكتاب لأسباب عديدة منها أن قيام السلطنات في حضرموت الى قيام الدولة الجنوبية ومن بعدها قيام دولة الوحدة لم يتم على اسس صحيحة لدوله مدنية حديثة تقوم على العدل المساواة بين أبنائها , وانما ما تم هو عمليات قيصريه تمت على عجل وبأدوات بدائيه , للأسف كان لبعض أبناء حضرموت حضور صوري في كل هذه العمليات التي تمت بموافقتهم , وقد كانت النتيجة هي دخول حضرموت في نفق مظلم لا تزال تقبع فيه حتى اليوم , ووصلت الامور بان يحرم ابناء حضرموت من تولى ابسط الاعمال في المحافظة , حيث كانت الاولوية منذ عهد السلاطين وحتى اليوم الاولويه للمقربين والمطبلين وحاملي المباخر هذا فى عهد السلاطين الذين استعان بعضهم على ابناء البلد بالسودانيين والعمانيين والهنود وأجناس أخرى من الذين كانوا يقودون جيوش (الرويله)ويتولون رئاسة الوزاره فى حضرموت ,

وبعد الاستقلال كلنا يعرف ما حصل وكيف كان يتصرف المسئول الحزبي في المحافظة في مصائر الناس , وهو بالمناسبة غالبا ما يكون من خارج المحاقظة , وقد سار الوحدويون على نفس الدرب واصبح رجل المعسكر يتحكم في استخراج الثروات وتشغيل العمال في الشركات من كافة المحافظات عدا ابناء حضرموت الوحيدين غير المسموح لهم بالعمل , وهو تصرف غريب لا شبيه له سوى في نظام (الأبارتيد) في جنوب افريقيا , وعندما نورد هذا الكلام نحن نتكلم عن حقائق لا يزال يتذكرها الناس وبعضها لا تزال ماثله حتى اليوم , بل ان مثل هذا السلوك هو الذي ادى الى نزوح ابناء المحافظة الى المهاجر القريبة والبعيدة , بينما بقى من لم يحالفهم الحظ فى المغادرة يعيشون نفس الظروف القاسية , رغم محاولات البعض من ابناء حضرموت في فترات معينه الثورة وتغيير الواقع , الا ان تلك القفزات لم تكن موفقه كانت كلها غير مدروسة بل انها اقرب الى القفز من مرتفع عال الى الهاوية في الظلام ,

وما هو معروف كما نرى ونتابع نبض الشارع ان هناك شعورا عاما بالظلم لدى ابناء المحافظة تجاه شراكتهم مع بقية المحافظات اليمنية , وان هناك خللا كبيرا في هذه الشراكة , ربما لا يشعر به اخواننا في بقية المحا فظات وهذا ما يزيد مرارة ابناء حضرموت ويعمق معاناتهم , وقد آن الأوان لوضع النقاط فوق الحروف وتحتها وان يجاهر ابناء حضرموت بمعاناتهم بدلا من اخفائها , وعلى الاخرين الاستماع والاستجابة لمطالب حضرموت واعطاؤها حقوقها كاملة ,وهذا لن يتحقق الا من خلال اجما ع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة لبلورة رؤية موحده يتبناها اى مكون اجتماعى يتفق الناس عليه لتمثيل المحافظة ووضع مطالب ابنائها على طاولة الحوار القادم ,

وقبل كل هذا يجب ان يكون هناك اجماع وطني وتصميم من قبل ابناء المحافظه على عدم التنازل عن حقوقهم وأول هذه الحقوق هو ان يوافق النظام الوريث للنظام الحالي باعتماد الفيدرالية واعتماد حضرموت إقليما باعتبارها اقليم دخل في شراكه مع الدولة الجنوبية عام 1967باتفاق مع القيادة الجنوبية على ان تحتفظ حضرموت بخصوصيتها كاملة فى الدولة الجنوبية وان تتمتع بالنظام الفيدرالي , للاسف تم الانقلاب على هذا الاتفاق منذ الشهور الاولى للاستقلال وضاعت حضرموت فى الزحمة حتى اصبحت حقل تجارب للنظريات وتوافد على ادارة شئونها اتعس المسؤلين منذ ذلك الزمن وحتى اليوم , حيث نهبت ثرواتها واستفاد منها الاخرون في الداخل والخارج وعبثت الشركات النفطية بالبيئة حتى دمرتها ودمرت معها السكان من نساء واطفال ومن كافة الاعما ر لانها لم تراع الطرق السليمة لاسنخراج النفط , حيث كان وما زال هم الشركات والسلطة الحاكمة هو استخراج النفط وبيعه والحصول على الاموال اما انسان حضرموت فنصيبه من هذه الثروة هو الأمراض والسرطانات والضليعة خير مثال .

هذا جزء من الحقيقة المرة التي تعيشها حضرموت . ونحن اليوم على اعتاب عهد جديد , قد يقول البعض ان اعطاء حضرموت حقوقها قد يؤدى الى انسلاخها عن الوطن , لمثل هؤلاء نقول هذه اسطوانة مشروخة رددها كثير من كبار العتاولة في الاشتراكي والمؤتمر لم يثبت صحتها مطلقا , فحضرموت كانت وستبقى مع الاجماع الوطنى وهى تريد الخير للجميع لكنها قبل ذلك تريد الخير لنفسها ومن حقها ان تفعل ذلك وستنجح بالتأكيد اذا اجمع ابناؤها وتوحدت جهودهم واصبح لهم صوت واحد يجاهر بمطالب حضرموت المشروعة أمام الآخرين,

[الوسيط العملاق]

من سيقود حوار حضرموت مع الآخرين ؟

يقودهـا من زمان من أخذ أٌمنا
فهو عمـنا.