السارق برأسه قشاشة وثورة الشباب اليمني(بقلم : أحمد باحبيب )

[حد من الوادي]

السارق برأسه قشاشة وثورة الشباب اليمني(بقلم : أحمد باحبيب )

بتاريخ : الأربعاء 15-06-2011 12:31 صباحا
السارق برأسه قشاشة وثورة الشباب اليمني
شبكة الطيف - بقلم احمد باحبيب

من المؤسف اننا كجنوبيين ما زلنا نحط كل الشماليين في سلة واحدة ونفشل في التمييز بينهم لاننا لا نتابع مواقفهم المختلفة وبالتالي لا ندري من هو الصالح ومن هو الطالح فيهم بينما نتفنن في إثبات ان كل جنوبي له رأي مغاير لرأينا طالح ولو شهد له المنصفون. بل ان الكثيرين منا ما زالوا يكررون انه (لا يهمنا) ما يفعله او يقوله الشماليون ولا تهمنا حتى ثورتهم.

ومع انطلاقة ثورة الشباب اليمني وارتفاع اسهم شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) حاولت ضمن عدد محدود من الجنوبيين ان أشير الى اهمية التعاطي الايجابي مع ذلك الشعار ومع الثورة الشبابية. للاسف لم تخترق نداءآتنا جدار (مش شغلنا) وحائط (كل الشماليين) أعدائنا و (خلونا ننتظر

إن المتمعن في المشهد السياسي اليمني والثورة الشبابية الشمالية يجب ان يكون اعمى واصنج حتى لا يلاحظ تسارع خطوات الثورة المضادة (بجناحيها القبلي- بيت الاحمر, والسياسي-اللقاء المشترك, والكامخ بينهما حميد الاحمر) للسيطرة عى الثورة الشبابية وحرفها عن مسارها, هذا من جهة, ومن جهة اخرى محاولات الجهات الاقليمية والدولية تطويع الثورة وإهدائها لمن سيكون أعلى صوتا في التاكيد على انه سيكون عميلا افضل من علي عبدالله صالح اذا قبل الناتو ان يتدخل في صالحه. وقد استمعنا بذهول الى إحدهم وهو يدعو, بعد البسملة, جهارا نهارا وبالصوت والصورة الى تدخل الناتو في اليمن على غرار تدخله في ليبيا. ولا شك ان من لم يشاهد ذلك فقد لاحظ تسابق قيادات المشترك على التأكيد علنا للسفير الامريكي في صنعاء انهم لا يعترضون على, بل ويؤيدون, استمرار الطيران الامريكي في القصف العشوائي لقرى الجنوب فتفوقوا بذلك على علي عبدالله صالح الذي كان على الاقل (يغطي) على ضربات الطيران الامريكي بالقول ان الطائرات يمنية

إن عملية الالتفاف على الثورة الشبابية اليمنية تاخذ اشكالا مختلفة اهمها مهاجمة كل من يحذر الشباب من الثورة المضادة ويطالبهم, ولو على استحياء, بفك الارتباط مع الثورة المضادة ورموزها المعروفة التي اصبحت تتحكم في كل الساحات الشبابية وشعاراتها مما جمدها في مكانها (محلك سر) رغم ان علي عبدالله صالح خارج اليمن وبين الحياة والموت
.
أحد الشماليين الذي حاول تحذير شباب الثورة من الثورة المضادة هو الاستاذ الدكتور سيف العسلي في مقاله الوديع والمؤدب الموسوم (يا شباب الثورة اعتبروا من). بعد ان استعرض العسلي قصة (سبأ) كما جاءت في القرءان الكريم وقارن بين وضع اليمن عند انهيار سد العرم والوضع الحالي في اليمن, نصح الشباب قائلا (يا شباب الثورة عليكم ان تجعلوا من اعادة توزيع السلطة و الثروة بين مختلف مناطق اليمن و بين كل فئاته و افراده بطريقة عادلة و مقبولة هدفكم الاستراتيجي. و يجب ان تكون الاهداف المرحلية مرتبطة بذلك.). طبعا هذا القول العسلي يتعارض مع اهداف الثورة المضادة التي تريد ابعاد رأس النظام مع الاحتفاظ بالنظام دون اعادة توزيع الثروة والسلطة وبالاخص دون اعادة الثروة الجنوبية لاهلها لان هدف الثورة المضادة ان ترث الجنوب وإن استطاعت ارض الله ومن عليها.

قليل منا من يتذكر ان الدكتور سيف العسلي رفض في 6 أبريل 2007 (قبل قيام الحراك الجنوبي بثلاثة اشهر) ان يكون قطعة دومينو يحركها (الفندم) كيفما يشاء من وزير للمالية الى وزير للصناعة. لو كان العسلي مطواعا لابقاه (الفندم) في وزارة المالية التي ظن الدكتور العسلي انه عين فيها لان اعمالها تتناسب مع تخصصه العلمي, بينما كان الهدف جعله, كمن سبقه من وزراء المالية, مُحللا لعمليات نهب المال العام

علينا جميعا ان نتذكر ان الدكتور العسلي كان من اوائل من قالوا لا للفساد بعكس الجرذان والفئران التي نراها اليوم تتسابق على القفز من سفينة (الفندم) الغارقة التي كانوا قباطنة وملاحين فيها يأكلون مع الذئب واليوم يحاولون ان يرعوا مع الراعي

كما قلت اعلاه لم اكن اتابع بدقة مثل هذه المواقف للشماليين, ورغم انني قرأت خبر استقالة الدكتور العسلي من الحكومة اليمنية (وهو امر شجاع بكل المقاييس) إلا انني نسيتها ولم اتذكر حتى اسم الدكتور والوزير السابق. كما اعترف انني حتى الان لا اتابع بانتباه شديد, وكما يجب, ما يكتبه الكتاب والمثقفون الشماليون واعاني من نفس الجهل باوضاع الشماليين الذي عانينا منه كجنوبيين قبل الوحدة ودفعنا ثمنه بعدها. بل ان مصائبنا بعد الوحدة زادت من جهلنا بالوضع في الشمال. اكتفينا بالقول ان الشماليين اعدائنا ولم نقم حتى بمحاولة معرفة اعدائنا. وبعد انطلاق الحراك السلمي الجنويي (غرّنا حراكنا) كما اعترف مؤخرا ابن الحراك الجنوبي فادي باعوم وكاد ان ينطبق علينا قول الفندم (فاتكم الجطار فاتكم الجطار)

ورغم ان العسلي لم يشر مباشرة للجناح السياسي للثورة المضادة, اللقاءالمشترك, تأدبا (كونه عضوا سابقا في الاصلاح) او خشية (فدبابات الثورة المضادة التابعة لعلي محسن الاحمر تحمي/تحاصر منزل عبدربه منصور هادي من دون دعوة من نائب الرئيس) إلا انه اثار عش الدبابير او كما يقول المثل العدني (السارق برأسه قشاشة). لذلك انبرى له احد دهاقنة حزب الاصلاح المكون الاساسي للمشترك واطلق ردحة من تلك التي نراها على شاشات السينما المصرية. لقد اذهلتني مقدرة الدكتور (حسن شمسان) على الردح في مقاله المسمى (العسلي: هل عقر عسله فانسكب .. وللذباب جلب؟) والذي اعطانا فيه لمحة للارهاب الفكري (وانواعه الاخرى) التي لا سمح الله سيعاني منها الجنوبيون (من جديد) لو وصل الى السلطة من اهدروا دماء رجال ونساء واطفال الجنوب عام 1994 .

واخيرا, ان كان يا ابناء الجنوب لا يهمنا مصير ابناء الشمال, فعلى الاقل, من اجل شيوخنا ونسائنا واطفالنا, علينا ان (لا ننتظر) في مد ايدينا الى شباب الثورة في الجمهورية العربية اليمنية وان نعمل معا على منع الثورة المضادة من الوصول الى السلطة, فهم العدو فاحذروهم

ملحوظة 1 : الغريب ان الذين يشتمون العسلي لانه كان في يوم من الايام وزيرا هم انفسهم الذين يرحبون بعلي محسن الاحمر ورفاقه من عتاولة النظام السنحاني الذين اختطفوا الثورة الشبابية. أما قيادات احزاب المشترك, خاصة الاصلاح, فقد كانوا اليد اليمنى لعلي عبدالله صالح التي بها يبطش (شمالا أعلى) و(شمالا أسفل) ناهيك عن مشاركتهم في البطش بالجنوب وتكفير سكانه. إذا لا مقارنة بينهم وبين الدكتور العسلي مهما كانت اخطاءه. كما لا تمكن المقارنة بين مقال العسلي وردح شمسان. ومن لديه شك فليقرأ مقالي الرجلين المنشورين في موقع مأرب برس الاصلاحي وكذا تعليقات/شتائم الاصلاحيين الذين لم يغفروا للعسلي انه تجرأ وقدم استقالته من حزب الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر
ملحوظة 2 : لا أعرف العسلي ولا شمسان ولكن كل إناء بما فيه ينضح

رابط الى مقال الدكتور العسلي
http://marebpress.com/articles.php?id=10603lng=arabic
رابط الى مقال الدكتور حسن شمسان
http://marebpress.com/articles.php?id=10608lng=arabic
احمد باحبيب
[email protected]
واشنطن
14 يونيو 2011