![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() قلنا ثور .. قالوا أحلبوه ! بقلم : أبو خلدون - مبارك العبيدي الخميس , 14 يوليو 2011 م بعد كل الذي جرى ويجري في اليمن من نزاعات وصراعات سياسيه ومذهبية وقبلية ومناطقية وغيرها مازال البعض يراهن على التسويات والوساطات والمصالحات والمبادرات المحلية والاقليميه والدولية وغيرها من أدوات التخدير والتهدئة ! ويبالغ البعض في الآمال والتمنيات والدعوات الصالحة ! , ومن عرف اليمن عن كثب وتابع مجريات الأمور فيها منذ الامامه إلى الآن مرورا بالثورات والجمهوريات والاتحادات والوحدات يخرج بنتيجة واحدة هي إن إنسان هذه الأرض يختلف اختلافا واضحا عن غيره من الناس ليس بشكله الخارجي أو بأجزائه الداخلية إنما يختلف بطبائعه السلوكية والنفسية والتربوية ومجموعة عاداته وتقاليده ومفاهيمه للأمور ! ورغم الكم الهائل من المدارس والمعاهد والجامعات التي تكدست في مدنه وقراه ورغم الأعداد الكبيرة للمبعوثين من أبنائه إلى الجامعات الخارجية في شتى بلدان العالم وفي مختلف التخصصات العلمية ورغم الشهادات العليا التي حملها الكثير منهم في مختلف العلوم إلا إن الحصيلة بالمقياس الفعلي صفر في صفر أو كما يقال ( الطبع يغلب التطبع ) حيث يبقى اليمني هو اليمني سلوكا وطبعا ونتيجة , والتعميم على الكل لايجوز لكن الحكم يتم على السواد الأعظم من الناس ثم النتائج المحصلة . عندهم الدكتور فلان الفلاني والأستاذ زعطان بن معطان والمهندس خيقي بن بيقي والقائد عنترة بن شداد وغيرهم من الفطاحل والجهابده والعباقره لكنهم في حقيقة الأمر هم مازالوا الافندم والشيخ والمقدم والرعوي والخادم والبلطجي ولم يتغيروا في شيء إلا نوع البدله وشكل المنزل وأثاثه مثل ما قال الشاعر نزار قباني ( لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهليه ) وبطبيعة الحال فان نوع البدله ومسمى المنصب وحجم الكرسي وبرواز الشهادة لا تجعل من الحمار حصانا ولا من الثور بقره ! فالعقلية هي العقلية والسلوك هو السلوك وعلى الأرض السلام , حتى التغيير المنشود والموعود لن يحقق شيئا لهذا الانسان فقد كانت ثورة سبتمبر تغييرا والحركات التي تلتها تغييرا وكذلك الوحدة تغييرا وكلها وهم في وهم وهاهم كما كان إباؤهم وأجدادهم في أيام الإمام ولم تتغير إلا الأساليب والمسميات ! . من وجهة نظري إن الحاصل في اليمن من فساد وإفساد وجهل سلوكي وفوضى عارمة ومظالم ثقيلة لم بكن نتيجة المصادفات إنما هي أمراض اجتماعية موروثة وجدت من يغذيها وينميها ويحرص على بقائها وقد استثمرت هذه الأمراض محليا وخارجيا وفق خطة مدروسة القصد منها إبقاء هذا الشعب في هذه الأرض أسوأ مما كان عليه الأجداد ! .. جهل وفقر ومرض وتسول بطرق متنوعة وعلى مختلف المستويات والحقيقة العلمية تقول إن داء التسول من أخبث الإمراض إذا ابتلي بها الانسان لن يفارقه إلا بعد الموت هذا بالنسبة للإنسان العادي أما إذا كان مسئولا فيلازمه هذا الداء حتى بعد وفاته وقد يورثه للأبناء . الخلاصة إن الواهمين بالاستقرار السياسي والأمني والإداري والاقتصادي في بلاد اليمن يعيشون في خيال ووهم وان عشمهم في العودة حتى إلى الوضع الذي كان سائدا قبل شهور هو عشم إبليس في الجنة ! والمسألة ليست تشاؤما أو تفاؤلا إنما هي أرقام وحقائق وللتأكد من ذلك عليهم بالعودة إلى قراءة سريعة لمجريات الأحداث منذ بداية الوحدة إلى اليوم وسيلاحظون إلى أي مدى هبطت بلادهم اقتصاديا وتربويا وأخلاقيا وسلوكيا وأصبح شعبهم وبلدهم مسخرة في نظر البعيد و القريب وان الحل والخلاص لهم ولمستقبل أولادهم هو في الاعتراف أولا بنوع المشكلة وكيف جاءت ومن أين أتت ثم العودة من جديد إلى قراهم وجبالهم وأصالتهم وممارسة حياتهم البدائية وتركهم السياسة والادارة والحداثة للمقاولين الأجانب لان البناء فوق الهيكل الخارب أصعب من الأعمار من جديد ! والبناء المطلوب ليس إنشاء عمارات وأبراج وملاعب رياضيه وإنما المقصود هو بناء الإنسان على قيم وأخلاق وتربية صالحه أما الحاصل حاليا فهو ( حيص بيص ) وان التفكير في ترقيع الوضع ببدائل تنظيمية وإدارية ومسميات براقة إنما ذاك هو السراب بعينه وأي مزارع بسيط يعلم إن الزرع لا ينبت إلا في التربة الصالحة والله المستعان . |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|