حضارم زمان واليوم ؟ الحضارم بالخارج يتضامنون مع أهاليهم في حضرموت

[حد من الوادي]

عقب قمع المظاهرات : الحضارم بالخارج يتضامنون مع أهاليهم في المكلا...

بقلم / علوي بن سميط
الخميس , 27 يناير 2011 م

أن الأحداث التي شهدتها حضرموت عبر المراحل الزمنية المختلفة توجد أنعكاسات وتأثيرات على أبناء حضرموت في الخارج على الرغم من صعوبة وسائل النقل والأتصالات الا حادثة ديسمبر 1950م التي تناولتاها الأسبوع الماضي أثارت تداعيات غير متوقعة وتفاعلا تمثل في إدانة مواجهة السلطات للمتظاهرين من أبناء المكلا بالرصاص والقوة ..

بيانات الإدانة وبرقيات أبناء حضرموت في الخارج تنم عن عمق الوعي والمشاعر تجاه ما حصل اضافة الى أهتماماتهم بالحراك السياسي للشارع في المكلا ومطالب الناس ووصفها بالمطالب المشروعة ولم يكتف أبناء حضرموت بالبيانات عقب حادثة القصر 1950م بل وجهوا خطاباتهم للحاكم حينها السلطان صالح مؤكدين أنهم ليسوا بعيدين عما يجري ومالحق بالمتظاهرين معلنين تضامنهم المطلق ....

تظاهرة ديسمبر 1950م ليست مجرد تظاهرة بل هي تعبير عن مستوى متقدم لنمو الوعي السياسي والحقوقي شارك فيه الجميع، كيانات اجتماعية ,كيانات سياسية معلنة أوبغطاء آخر، تلاقت مع مشاعر ممن هم وراء البحار من أبناء حضرموت وتضامنهم ، وهذا يعد تكاملا بين الحضارم وموقفا ايجابيا تجاه ما يعتمل في الوطن الأم ، مما حدا بالنخب الحضرمية في عدن المستعمرة البريطانية حينها وفي الصومال والحبشة (أثيوبيا)وجدة بالمملكة العربية السعودية أن تدلي بدلوها والوقوف على ماخلفته الأحداث من قتلى وجرحى واعتقالات.

هذه المرة ننقل شذرات من مواقف أبناء حضرموت مع اهلهم بالمكلا إذ وجه عدد من الأعيان والتجار في عدن منهم: حامد بن علوي, أحمد حسين العطاس,علي بازرعة,سعيد أحمد بازرعه,صالح بارحيم,سالم محمد باشنفر,عمر سالم باعبيد.رسالة الى السلطان القعيطي في 8/يناير/1950م مماجاء فيها:- ((أن الحضارم جميعاً يستنكرون تصرف الجند المسلح ضد الشعب في حوادث المكلا ويطالبون الحكومة بإلحاح أن تحول دون حوادث مماثلة ,كما أنهم يستنكرون اعتقال الكثيرين من المواطنين واصدار قرار بمحاكمتهم ))

وأضافت رسالة الحضارم بعدن مخاطبة السلطان ((العمل على أرضاء الشعب وتحقيق مطالبه الوطنية وأطلاق سراح المعتقلين حتى تهدا الأنفس ويعم الاستقرار والأمن)) يظهر من الخطاب أن وصف الحضارم في عدن أخوانهم الذين شاركوا في مظاهرات المكلا بالوطنيين رداً على البيانات الرسمية الصادرة من القصر والحكومة والأمن بأن المتظاهرين مجموعة (غوغاء) و(متطرفين).

أما الحضارم والجالية العربية عامه في الحبشة فأصدرت بيانها وخطاباتها ومما جاء فيه:- (نحتج بشدة على المعاملة القاسية المجردة من مظاهر الرحمة والإنسانية التي عومل بها أولئك الأبرياء من الناس في بلادكم )وأستطرد الأحتجاج الموجه للسلطان القعيطي ( نرجو أن تأمر حكومتكم بأجراء البحث وإدانة الجناة الآثمين الذين فتكوا بالمتظاهرين ) وأكدت البرقية على تأييدها للمتظاهرين ومطالبهم ,ومن الصومال أصدرت الجالية الحضرمية والجالية العربية بياناً للجميع جاء فيه (نؤيد هذه الحركة النبيلة ونحيي الوعي المبارك ونعزي الوطن في شهدائه )كما خاطبت الجالية الحزب الوطني بالمكلا بالقول:- (نلتمس من وطنيتكم وضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء نيابة عن الجالية الحضرمية )..

هذه فقط ومضات خفيفة تدّلل عل تضامن أبناء حضرموت فيما بينهم ومدى رغبتهم في احترام حقوق الإنسان أياً كان وكذا تعاطيهم مع الأحداث بردود فعل ومواقف وليس الوقوف موقف المتفرج.

من تأريخ قريب منتصف القرن الماضي يظهر لنا مستوى الوعي والتآزر .

فقط نريد القول إن أبناء حضرموت تشربوا وكبروا على التعاطي بإيجابية وتميزوا بمعرفة ما يستجد عبر كل المراحل

هذه قطوف من تداعيات تظاهرات ديسمبر 1950م وللمزيد من الاستزادة فأن صحف عدن الصادرة في ذلك الوقت غطت الكثير وسجلت لحظات ما حصل فضلاً عن وكالات الأنباء العالمية والصحف العربية والمؤلفات التي صدرت بعد سنوات ومنها كتاب (شهداء القصر)للأستاذ احمد عوض باوزير وكذا صحف حضرموت بالمهجر الآسيوي.

الحضارم في جدة بالمملكة السعودية قالوا في برقيتهم لقادة احتجاجات المكلا 50م ((نؤيدكم في سبيل خدمة مصالح الشعب الحضرمي))