حضرموت"من عدانه لعدانه.. المبادرة للحضرمية " كتب: عبد الله بن آل عبدالله

[حد من الوادي]

من عدانه لعدانه.. المبادرة للحضرمية

7/15/2011 المكلا اليوم / كتب: عبد الله بن آل عبدالله


العدانه في اللغة تعني الجماعة أو الفرقة، وفي حضرموت وبالذات في دوعن هي عبارة عن حفرة كبيرة يتم حفرها بجوار البيوت وبعضها على مقربة من المزارع، ويتم عمل سياج داخلي لها من الحجر المرصوص ليجمعوا فيها روث البهائم وبعضها في أماكن أبعد من البيوت للمخلفات البشرية البيولوجية وهذه الحفر مكشوفة حتى تجفف الشمس محتوياتها، لتُستخدم بعد ذلك في تسميد الأرض الزراعية, ولا أدري هل تم اشتقاق كلمة عدانة من "كلمة جماعه ثم جمعْ" أم غير ذلك فإن كان كذلك فهم محقون بهذه التسمية العربية.

أو أن عدانة تعني فوهة كفوهة بركان كما سميت عدن الله أعلم, ونحن للأسف في حضرموت أصبحنا كروث البهائم ومخلفات الإنسان البيولوجية، يَرمِي بنا أبنائنا من عدانه إلى عدانه أخرى ومن حفرة لأخرى, رموا بنا في عدانة الحكم الشيوعي في عام 67م ثم رموا بنا في عدانة الحكم اليمني 90م, ليس لدينا إلا أن نقول عفا الله عما سلف وسامح الله من كان السبب.

ولكن يبقى السؤال قائماً.. هل نقبل أن يُرمى بنا مرة أخرى في عدانة ثالثة ؟
الإجابة يجب أن تكون لدى آبائنا وإخواننا وأبنائنا في كل هذه التجمعات نساءً ورجال:

1- إخواننا الحضارم في مجلس حضرموت الأهلي.
2- إخواننا الحضارم في هيئة التدريس في الجامعات الحضرمية وطلبة الجامعات وفي الصحافة والإعلام والمفكرين والأدباء وكل النخب الحضرمية وهذه الفئات هي أهم الفئات الحضرمية التي يجب أن يكون لها الدور البارز في كل ما يخص حضرموت.

3- إخواننا الحضارم رجال الأعمال في الداخل والخارج.
4- إخواننا الحضارم وآبائنا شيوخ القبائل ورجالاتها.
5- إخواننا الحضارم وأبنائنا في التجمعات الحضرمية الناشئة أخيراً خصوصا الشباب.
6- إخواننا الحضارم في ما يسمى "الحراك الجنوبي".
7- إخواننا الحضارم في "حزب الإصلاح اليمني".
8- إخواننا الحضارم في "الحزب الاشتراكي اليمني".
9- إخواننا الحضارم في "حزب المؤتمر اليمني".


إن من ينكر حق حضرموت في الاستقلال وأن تكون حضرموت دولة كاملة السيادة، إما مخبول أو مهبول أو جاهل أو منافق أو شخص ليست لديه أدنى صفات الكرامة مع احترامي للجميع.
لا أعتقد أن هناك أحدا على وجه الأرض يقبل أن تكون بلاده وهويته تحت الاحتلال أو الوصاية، فلماذا يقبل بعض أبناءُنا ذلك وما الذي يجبرهم ؟! فحضرموت ليست يمنية ولن تكون وأهل اليمن قبلنا يعلمون جيدا ويعرفون ولو أنها لم تذهب إليهم في بقشةٌ من حرير لما سألوا عنها.

الغالبية الصامتة في حضرموت وخارجها تتوق للاستقلال والانعتاق من الهوية اليمنية التي فرضت علينا في غفلة من زمن بائس.

وهذا الصمت ليس من خوف أو عدم قدرة على النطق، ولكن لعدم وجود قيادات تتبنى رغبة هذه الغالبية حتى الآن والموجود الآن مكونات صغيرة كل واحد منها يقود حفنة لا تثمل نسبة 2% من الأمة الحضرمية على أعلى تقدير وجميعها لا تتبنى أي مشاريع مصيرية لحضرموت بل تتبنى التبعية المخجلة والمخزية.

القيادة هي مشكلتنا الوحيدة:

الحياة على هذه الأرض مبنية على القيادة، حتى دين الله على الأرض لم ينزل من السماء إلى وقد عين الله عليه قائداً وهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والقيادة السليمة هي التي تصل إلى النهايات المشرفة الكريمة، لذا لابد أن تكون مكتملة الكاريزما بجميع عناصرها لكي تحقق هذه النتائج، فلو لاحظنا القيادات الحضرمية الظاهرة على الساحة حالياً، لوجدناها قيادات ناقصة ليست مكتملة الشخصية.

الأب الأستاذ حسن باعوم فرج الله عنه الأسر على سبيل المثال أعتبره أنا وغيري الكثير أشجع رجل ثوري في العالم، فهو أشجع من عبدالله أوجلان ومن كثير من قادة التحرر في العالم بل نستطيع مقارنته بنيلسون مانديلا وحتى بالزعيم الهندي غاندي ولكن الفرق بين هؤلاء وبينه أيضاً شاسع جداً، حيث كانت ولاءات أولائك القادة لشعوبهم ولهوياتهم ولأوطانهم، وكانوا يمتلكون أيضا بقية المكونات الأخرى للقيادة، لذا استطاعوا أن يجعلوا هذه الشعوب تقف خلفهم وتدعمهم فانتصروا وحققوا الأهداف النبيلة التي ناضلوا من اجلها وهذه سنة الحياة.

أما والدنا الأستاذ حسن باعوم فأهداف ثورته كانت لخارج حدود أرضه ولهوية غير هويته ولغير أمته الحضرمية وهذه حقيقة، لذا لم يستطع أن يُكوِّنْ له قاعدة شعبيه في حضرموت وابتعدت عنه كل النخب التي تعتبر هي الأساس في نجاح أي ثورة واكتفى بمجموعات صغيره يستطيع أن يشكل منها مسيرة أو مظاهرة صغيرة ترفع أعلاما وشعارات في الأصل منبوذة وسط الجماهير تصل أحيانا للاستفزاز, ومثله بقية الكيانات الحزبية التابعة لوطن أخر ولا أعلم سببا لذلك، إلا إن كانوا يجهلون حضرموت وتاريخها وقدراتها أم أن هناك أسباب أخرى خاصة بهم.

فليس من العدل أن نقول أن الأمة الحضرمية أمة صامته أو إنها أمة لا تدافع عن حقها أو كما يحلو لبعض المستهترين أن يصفوا هذه الأمة بألفاظ تافهة "كقوم ما حولي وقع ذرة وكل سكر" وكلام سخيف لا يليق بأمه عرفها التاريخ وسجد لها.

فما يسمى حراك جنوبي ليس له في حضرموت شعبية إلا في حدود ضيقة جداً في بعض أحياء المكلا ومن فئة قليلة غالبيتها من الشباب الصغار الذين تحركهم العاطفة أكثر من أن تحركهم الأهداف، وهذا يعود إلى القيادة، فالأستاذ حسن باعوم كما أشرنا يملك جزئية معينة من الكاريزما القيادية ألا وهي الشجاعة فقط وهذا شيء واضح فهو رجل شجاع بدرجة عالية جداً، ولكنه للأسف وأقولها صراحة ليس رجلا سياسياً، ولا توجد لديه المادة العلمية للقيادة وكذلك الهدف السامي فالأهداف السامية في الثورات التحررية لا تكون كذلك إلا إن ارتبطت بالأرض والإنسان عليها وليس خارجها، ومثله آخرين أيضا كالأخ بامعلم وفؤاد راشد في الحراك، فهؤلاء لاشك أن هم يمتلكون جزئية الشجاعة في هذا الكاريزما ولكن لم يوظفوها التوظيف السليم فحصروا قيادتهم في فئة معينة وحددوا أهدافاً بعيده عن أهداف الأغلبية الحضرمية، فمالوا كل الميل خارج حدودهم الجغرافية وإلى هوية لا ينتمي لها الوطن بأي شكل من الأشكال وبهذا فشل مشروعهم وسيفشل مهما طال الزمن.

ولعلمهم لو تم مشروع الحكم الذاتي للأقاليم ووافق عليه اليمنيين سينتهي مشروعهم ويموت إلى الأبد هذا إن كانوا يفقهون في السياسة.

ولكن لو استثمر هؤلاء هذه الصفة القيادية التي لديهم في داخل الوطن الحضرمي وكانت مطالبهم بمستوى الوطن والأمة لالتفت حولهم النخب الأخرى وتكاملت بذلك الشخصية القيادية لديهم وتنامت شعبيتهم وأصبحت في كل بيت حضرمي.

وحتى لو تم مشروع الأقاليم في هذه الحالة يستطيعون أن يرفعوا مطالب الإقليم من داخله حتى ينال الاستقلال.

مثلهم أيضا حضارم حزب الإصلاح اليمني لا يملكون من كاريزما القيادة إلا بعض أجزاءها، فقد يكون لدى هؤلاء الجزء السياسي والعلمي ولكن ليست لديهم الشجاعة ولا الأهداف السامية التي يستطيعون من خلالها الخروج من دائرة التبعية ودائرة يريد الطرف الآخر إلى دائرة نحن نريد وشعبنا يريد وامتنا تريد, وقس على هذا الآخرين، حتى في مجلسنا الأهلي للأسف لم تبرز حتى اللحظة القيادة الحضرمية الكاملة الشخصية.

وطالما أن قياداتنا بهذا الشكل فلا أعتقد أننا سنخرج من هذه المحن التي نعيش فيها منذ عام 67م عام النكسة والنكبة والبلاوي كلها.

لن نحصل على الاستقلال الذي هو أعلى سقوفنا ولا حتى على الأدنى الذي أعلنه مجلسنا: "والذي رأينا منه الرؤيا ولم نرى المسار ! ونرجو من الدكتور عادل أن يعجل قبل أن يأتي يوم القرح.. وقده إلا أدنى إن عاده ما جاء مصيبة".

إن الغالبية الصامتة تريد استقلال حضرموت، ولن تدعم أي مكون سياسي إلا إن أُعلن عن سقفها العالي وبصوت عالي، وسقفنا العالي بحاجة إلى قيادة تمتلك كل صفات الكاريزما القيادية "الفكر والحنكة والشجاعة"، وقبل هذا وذاك الإيمان بالقضية والهدف السامي ألا وهو حضرموت دولة.

ورحمة الله على الشيخ المناضل الأستاذ عمرسالم باعباد، فقد كان شخصاً يمتلك كل الصفات المطلوبة لمثل هذه المرحلة نتمنى أن يطل علينا هذه الأيام مثل ذاك الرجل الوفي لأمته ولوطنه ويقود أمتنا إلى مبتغاها.

أتمنى أن تتحد كل المكونات الموجودة على الساحة الحضرمية، فيتحول الحراك الجنوبي في حضرموت إلى حراك حضرمي، ويتحول حزب الإصلاح إلى حزب إصلاح حضرمي، ويتحول حضارمة المؤتمر اليمني إلى حزب المؤتمر الحضرمي وأيضاً الاشتراكي وأيضا الرابطة فأصلها حضرمي قبل الالتفاف عليها, وينضوي الجميع تحت المجلس الأهلي، ليستطيع المجلس أن يرفع سقفنا إلى أعلاه وهو استقلال حضرموت, وبهذا الإتحاد ستبرز القيادة الحضرمية الكاملة الشخصية.. ومن هنا سينطق الصامتون وسيُدعم المجلس بكل قوة وسنحصل على استقلالنا, وسنقدم لهم مبادرتنا الحضرمية وسيقبلونها شاءوا أم ابو، فهم حينها سيواجهون أمة حضرمية واحدة.

أما غير ذلك فمن عدانة إلى عدانة إلى عدانة وهذه المرة لن تكون عدانتنا تحت الشمس بل ستكون تحت الأرض " صرف صحي".

المبادرة الحضرمية
هي استقلال حضرموت

[email protected]

[قبع سكر]

شكرا لك مشرفنا حد من الوادي.