زائرالفجر
04-15-2010, 11:23 PM
امرأة تحت المطر
http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/16886_01271363256.gif (http://www.alshibami.net/saqifa/)
منتصف الليل وزد عليه قليلاً.....العربة النقل تشق طريقها وسط زخات المطر ...ينبعث من لفافة التبغ المحشوة (بأكسير السلطنة) دخان كثيف يرسم بين يدى السائق دوائر زرقاء متداخلة تستحيل - حين تتفكك -خيط طويل يتلاشى مع أول إحتكاك بالتيار البارد القادم من النافذة...لكن السائق يراقبه فى رتابة عله يتسلى عن طول الطريق .
شىء ما يدور بخلده ...ماذا لو أغمض عينيه فجأة فإكتشف أنه طوى الطريق طياً وإستلقى فوق سريره متدثراً بغطاءه السميك وإرتمى بحضن زوجته الدافىء مستسلماً لنوم عميق ...لكنه لا ينسى أن يقبل طفله الوحيد كعادته كل يوم بعد رحلته الشاقة.
على مرمى بصره ..لمح شيئاً غريب ..شخص يقف بعرض الطريق غير أبه بالمطر ...إقترب منه أكثر ...تعجب إذا تبين له أن الشخص الذى يقف هو إمرأة تحمل إلى صدرها شيىء ملفوف ترسل له إشارات كأنها تستغيث .
هدأ من سرعته ثم توقف لتهرع إليه المرأة .. طلبت منه فى رجاء حار أن يحملها لأقرب نقطة مرور ..كانا يبدو أن البرد والمطر أصابا منها الكثير فأذن لها .
بعبارة موجزة إختصرت له المرأة حكايتها (طفلى مصاب بالحمى وأبحث له عن طبيب ).
سرت قشعريرة فى بدنه لم يدرى لماذا تذكر طفله الوحيد ...رق قلبه للمرأة ونزع معطفه وأمرها أن تتدثر به إتقاءً من البرد .
عند نقطة المرور توقفت العربة ... هبطت منها المرأة شكرته بشدة ..همت أن تخلع المعطف وتعطيه إياه لكنه أقسم أن تبقيه عليها ريثما تخرج من عند الطبيب ...وجد من المروءة أن ينتظرها .
تتبعها بعينيه وهى تمشى حتى وصلت لمنزل قريب مكون من طابقين ... طرقت بابه ففتح لها ثم غابت فيه.
مكث فى عربته ينتظر ...أشعل لفافة من التبغ ...أشعل لفافة أخرى ... وأخرى ....لكن المرأة لم تخرج ..ساوره القلق ...إستحال القلق إلى شك ...أخيراً
عزم أن يلحق بها .
تردد وهو يطرق باب المنزل الذى دخلته ..لكنه طرق ولم يجيبه أحد ...عاود الطرق بشدة ...خرج له شاب يبدو أنه إستيقظ من النوم لتوه وإستغرب مجىء زائر فى هذه الساعة :
- ماذا تريد ؟؟؟
- دخلت إمرأة هنا ومعها طفل تريد الطبيب
صاح الشاب فى ضيق حاول أن يكظمه :
- لقد أخطأت فى العنوان لا يوجد أطباء هنا
وهم أن يغلق الباب فإعترضه السائق :
- لكنى رأيتها بعينى وهى تدخل
إنفجر الشاب هذه المرة:
- يبدو أنك سكران وإن لم تنصرف سأستدعى لك الشرطة
إختلط الأمر عليه .... ربما يكون أخطأ فى المنزل ...كاد أن يعتذر ويلعن - فى سره - الحشيش الذى أكل دماغه وولى وجهه منصرفاً لكنه توقف فجأة وهو
يصيح :
- هذه هى المرأة التى أريدها
وأشار إلى لوحة فوتغرافية مثبته فوق جدار المنزل من الداخل .
حدقه الشاب بإرتياب :
- أى إمرأة تقصد ؟؟؟
- صاحبة هذه الصورة
قلب الشاب كفيه:
- لكن صاحبة هذه الصورة ماتت منذ ثلاثين عاماً
ضحك السائق بصوت عال ... ظن أن الشاب يمازحه :
- لكنى رأيتها بعينى تدخل هنا ومعها طفلها المصاب بالحمى منذ ساعة واحدة
تدخلت زوجة الشاب فى الحوار :
- نعم صاحبة هذه الصورة والدة زوجى وهى بالفعل ماتت منذ ثلاثين عاماً
صرخ السائق بحدة :
- كيف ماتت وقد كانت معى منذ قليل
أدرك الشاب أن بالأمر شىء فهدأ من روع السائق :
- إسمع يا هذا سأخذك على قدر عقلك ...هذه صورة أمى ..وقد لقت حتفها فى ليلة ماطرة إذ صدمتها عربة على الطريق. ..حين كانت تبحث لى عن
طبيب كاد أن يختلط عقله ... هم أن أن يتكلم لكنه لم يقو ...إقترب من الصورة المثبته فوق الجدار ...دقق النظر فيها.. ..تبين أن التاريخ المدرج عليها يعود
لأكثر من ثلاثين عاماً.
وحين عاد لعربته وجد معطفه على كرسى القيادة .
منقووووووووووول
http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/16886_01271363256.gif (http://www.alshibami.net/saqifa/)
منتصف الليل وزد عليه قليلاً.....العربة النقل تشق طريقها وسط زخات المطر ...ينبعث من لفافة التبغ المحشوة (بأكسير السلطنة) دخان كثيف يرسم بين يدى السائق دوائر زرقاء متداخلة تستحيل - حين تتفكك -خيط طويل يتلاشى مع أول إحتكاك بالتيار البارد القادم من النافذة...لكن السائق يراقبه فى رتابة عله يتسلى عن طول الطريق .
شىء ما يدور بخلده ...ماذا لو أغمض عينيه فجأة فإكتشف أنه طوى الطريق طياً وإستلقى فوق سريره متدثراً بغطاءه السميك وإرتمى بحضن زوجته الدافىء مستسلماً لنوم عميق ...لكنه لا ينسى أن يقبل طفله الوحيد كعادته كل يوم بعد رحلته الشاقة.
على مرمى بصره ..لمح شيئاً غريب ..شخص يقف بعرض الطريق غير أبه بالمطر ...إقترب منه أكثر ...تعجب إذا تبين له أن الشخص الذى يقف هو إمرأة تحمل إلى صدرها شيىء ملفوف ترسل له إشارات كأنها تستغيث .
هدأ من سرعته ثم توقف لتهرع إليه المرأة .. طلبت منه فى رجاء حار أن يحملها لأقرب نقطة مرور ..كانا يبدو أن البرد والمطر أصابا منها الكثير فأذن لها .
بعبارة موجزة إختصرت له المرأة حكايتها (طفلى مصاب بالحمى وأبحث له عن طبيب ).
سرت قشعريرة فى بدنه لم يدرى لماذا تذكر طفله الوحيد ...رق قلبه للمرأة ونزع معطفه وأمرها أن تتدثر به إتقاءً من البرد .
عند نقطة المرور توقفت العربة ... هبطت منها المرأة شكرته بشدة ..همت أن تخلع المعطف وتعطيه إياه لكنه أقسم أن تبقيه عليها ريثما تخرج من عند الطبيب ...وجد من المروءة أن ينتظرها .
تتبعها بعينيه وهى تمشى حتى وصلت لمنزل قريب مكون من طابقين ... طرقت بابه ففتح لها ثم غابت فيه.
مكث فى عربته ينتظر ...أشعل لفافة من التبغ ...أشعل لفافة أخرى ... وأخرى ....لكن المرأة لم تخرج ..ساوره القلق ...إستحال القلق إلى شك ...أخيراً
عزم أن يلحق بها .
تردد وهو يطرق باب المنزل الذى دخلته ..لكنه طرق ولم يجيبه أحد ...عاود الطرق بشدة ...خرج له شاب يبدو أنه إستيقظ من النوم لتوه وإستغرب مجىء زائر فى هذه الساعة :
- ماذا تريد ؟؟؟
- دخلت إمرأة هنا ومعها طفل تريد الطبيب
صاح الشاب فى ضيق حاول أن يكظمه :
- لقد أخطأت فى العنوان لا يوجد أطباء هنا
وهم أن يغلق الباب فإعترضه السائق :
- لكنى رأيتها بعينى وهى تدخل
إنفجر الشاب هذه المرة:
- يبدو أنك سكران وإن لم تنصرف سأستدعى لك الشرطة
إختلط الأمر عليه .... ربما يكون أخطأ فى المنزل ...كاد أن يعتذر ويلعن - فى سره - الحشيش الذى أكل دماغه وولى وجهه منصرفاً لكنه توقف فجأة وهو
يصيح :
- هذه هى المرأة التى أريدها
وأشار إلى لوحة فوتغرافية مثبته فوق جدار المنزل من الداخل .
حدقه الشاب بإرتياب :
- أى إمرأة تقصد ؟؟؟
- صاحبة هذه الصورة
قلب الشاب كفيه:
- لكن صاحبة هذه الصورة ماتت منذ ثلاثين عاماً
ضحك السائق بصوت عال ... ظن أن الشاب يمازحه :
- لكنى رأيتها بعينى تدخل هنا ومعها طفلها المصاب بالحمى منذ ساعة واحدة
تدخلت زوجة الشاب فى الحوار :
- نعم صاحبة هذه الصورة والدة زوجى وهى بالفعل ماتت منذ ثلاثين عاماً
صرخ السائق بحدة :
- كيف ماتت وقد كانت معى منذ قليل
أدرك الشاب أن بالأمر شىء فهدأ من روع السائق :
- إسمع يا هذا سأخذك على قدر عقلك ...هذه صورة أمى ..وقد لقت حتفها فى ليلة ماطرة إذ صدمتها عربة على الطريق. ..حين كانت تبحث لى عن
طبيب كاد أن يختلط عقله ... هم أن أن يتكلم لكنه لم يقو ...إقترب من الصورة المثبته فوق الجدار ...دقق النظر فيها.. ..تبين أن التاريخ المدرج عليها يعود
لأكثر من ثلاثين عاماً.
وحين عاد لعربته وجد معطفه على كرسى القيادة .
منقووووووووووول