الرسالة الأولى في مهرجان مرشح اللقاء المشترك

[الدكتور أحمد باذيب]

الرسالة الأولى في مهرجان مرشح اللقاء المشترك - ناصر يحيى
28/08/2006 الصحوة نت - خاص




المهرجان الجماهيري الكبير الذي شهدته العاصمة صنعاء يوم الخميس الماضي وجّه رسائل مهمة يحسن قراءتها لمن يهمهم الأمر.

الرسالة الأولى هي أنه قد حان الوقت لرفع (الدعم الحكومي) عن المسيرات الحزبية! فمن غير المعقول أن ترفع الحكومة الدعم عن كل ما يتصل بحياة الشعب وغذائه ودوائه وحياته اليومية ثم تستمر بدعم الفعاليات الحزبية المؤتمرية! وبمعنى آخر فإن الفعاليات المؤتمرية يجب أن تخصص فلا تتدخل إمكانيات الدولة لدعمها: فلا إخراج للموظفين من أعمالهم .. ولا إخراج للطلاب من مدارسهم ليشاركوا في نشاطات حزبية للحزب الحاكم .. والأولى طبعاً أن تنفق الخزينة العامة على ذلك .. أو يتلقى (التجار) أوامر للتبرع (الطوعي) لدعم تكاليف حشد المواطنين وتسفيرهم إلى صنعاء!

الرسالة المهمة أن الترويج بأن مرشح اللقاء المشترك يثير اصطفافاً مناطقياً قد سقطت تحت أقدام الجماهير التي تدفقت بعشرات الآلاف إلى أكبر أستاذ رياضي في البلاد لتقول: نعم للمهندس فيصل بن شملان وهي تعلم من هو؟ وتعلم أن (الدولة) غاضبة وستغضب عندما ترى مدرجات الأستاذ مزدحمة بالجماهير! لكنها حضرت دون وعود بوظائف ولا ميزانيات! ودون تهديدات أو إغراءات!

الجماهير التي احتشدت لم تكن تعبر عن محافظة بعينها - وإن كان أغلب سكان صنعاء من المناطق الشمالية والوسطى الغربية! فكان ذلك درساً أو رسالة للقابعين في سجون الوهم بأن مرشح اللقاء المشترك هو مرشح المهرة وحضرموت وعدن وشبوة وأبين ولحج، كما هو مرشح صعدة ومأرب والعاصمة وحجة وتعز وإب والحديدة وريمة!

ترقبوا مفاجأة الموسم عندما يكون صوت صنعاء وخمر وعمران وبرط أعلى في دعم التغيير!


(2)

في كل بلاد الدنيا يتم تنظيم الانتخابات بسلامة إلا عند أمثالنا!

لايبدأ موسم انتخابي إلا وتسبقه المشاكل ثم تصاحبه حتى النهاية .. ولا تنتهي الانتخابات إلا بزيادة عدد الأرامل والأيتام! والأحقاد!

اللجنة العليا للانتخابات أضافت هذه المرة مشكلة جديدة اسمها مراجعة برامج المرشحين للانتخابات .. وكأنها وزارة إعلام تراقب الصحف والمجلات!

أظرف معايير (فحص) البرامج لدى اللجنة العليا ألا يكون فيها وعود ولا إغراءات! وهذا يؤكد أن أعضاء اللجنة العليا لايشاهدون التلفزيون اليمني وإلا لرأوا الإغراءات المؤتمرية المشهورة شعبياً باسم (أحجار الأساس)! أما الوعود فهل هناك أكبر من المحطة النووية؟

من ظرائف اللجنة أنها تحفظت على ما جاء في برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام عن مجانية التعليم .. ثم تداركت الأمر سريعاً وقررت أنه يدخل في باب المباحات المكروهة!! أي مباح للقائل مكروه للمستمع .. وفي كل خير!

المسيخ الدجال:

اللجنة أغضبها الحديث عن البطالة المرتفعة في اليمن و(الخُبرة) يظنون أنهم طالما وظفوا أبنائهم وأقاربهم فإن الأمور (سابرة)، والحديث عن البطالة ينبغي أن يكون رومانسياً!



(3)

إذا لم تكن هذه دعاية انتخابية من النوع الرديء؛ فماذا يمكن أن تكون إذاً؟

الناطق الرسمي .. في أيام وظيفته الأخيرة .. لم يستطع أن يضبط لسانه ويتذكر أنه (حلف) أيماناً مغلظة على التزام الحيادية! ففي حوار معه لصحيفة مؤتمرية كال المدائح لمرشح المؤتمر الشعبي العام بطريقة يستحي معها الذين لم يحلفوا أي يمين! فإذا قسنا هذا الحياد على الآخرين فلن يكون كثيراً أن نقول إن أمثال الناطق الرسمي لا يحق لهم أن يعيبوا على الناس شيئاً، فإذا كانوا هم قد حلفوا حتى خرج العرق من جباههم ثم هاهم يخالفون الدستور والقوانين والأعراف الديمقراطية فيكف يظنون أن الشعب يصدقهم عندما يمثلون أمامه دور المحايدين؟

هذا الصنف لم يكن بحاجة لحلف أيمان بل لدورة مسرحية.