![]() |
#1 | |||||||
حال نشيط
![]()
![]() |
![]()
شاب قوي ذكي فتي، شاب في ريعان الشباب، يمتلئ جسمه حيوية وقوة. تدعوه امرأة العزيز بعد أن أغلقت الأبواب ووضعت الحراس على الأبواب وتزينت له وتعرضت بين يديه، وهو في حال غربة وعزبة، وأسباب الفاحشة ودواعيها متهيأة له. فالمرأة الداعية، وقد تزينت بكل ما تملك، والدعوة في بيت آمن حيث منزل عزيز مصر، والأبواب مغلقة، ولكن يبقى باب السماء مفتوحاً فيتذكر يوسف من خلاله عظمة الله ويتصور رقابته فيرى برهان ربه
وهكذا يرى برهان ربه فيلوذ بحماه وينتصر على الإغراء والشهوة، ويمتنع من مقارفة الفحشاء ويستحق أن يكون من عباد الله المخلصين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ولما بلغ أشده واستوى.... وهكذا يكون المتهم يوسف عليه السلام فيحكم عليه بالسجن بعد أن دعا الله فقال: رب السجن أحب إلي مما يدعوني إليه وإلا تصرف عني كيدهم أصب إليهن وأكن من الجاهلين. فسجن عليه السلام وما جريمته إلا لأنه حصن فرجه عن الحرام وحمى نفسه عن الوقوع في وحل المعصية وفي سياج الرذيلة. فأبدل يوسف عليه السلام من رغد العيش وطراوته في مقر العزيز إلى شظف العيش وضيقه في السجن، مع ما في السجن من غربة وعزلة ووحدة، فآلام السجين تشتد حين يكون السجن ظلماً وعدواناً، ومحنة السجين تتضاعف حين يكون الطهر والعفاف جريمة وتهمة يؤاخذ بها، وتزاد الحيرة حين نعلم أن الذين سجنوا يوسف عليه السلام قد تبين لهم من الآيات والبراهين القاطعة ما يبرى ساحته ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين. فقدّ القميص من دبر، وشهادة الشاهد. وحزّ أيدي النساء، وقلة صبرهن عن لقاء يوسف كلها أدلة للبراءة. ومع ذلك يسجن يوسف عليه السلام حتى لا تنشر فضيحة امرأة العزيز بمرادوتها يوسف عن نفسه عند عامة الناس. وهكذا حين يغيب العدل بين الناس ويسود الظلم. أرأيتم يا أخوة الايمان: يوسف عليه الصلاة والسلام يسجن ويترك في السجن سبع سنين لأنه تعفف عن الحرام وقال: معاذ الله". فإين هؤلاء الذين يبحثون عن الفاحشة بأنفسهم أو يهيئون أسبابها ومقدماتها دون وازع من دين أو رادع من خلق. فسفر للخارج ومعاكسات في الأسواق ومكالمات بالهاتف يغررون بذلك السذج من نساء المسلمين. نعم سجن يوسف سبع سنين لأنه قال معاذ بالله. من الذي ثبت يوسف في ذلك الموقف الرهيب؟ إنها عناية الله. حفظ الله في الرخاء فحفظه في الشدة. أيها الأخوة والاخوات: لكن الله أعقب هذا السجن وهذا الذل الذي يلوح للناظرن لأذى وهلة، لكنها أقدار الله تسير على الناس وتحكم عليهم من حيث يشاءون ولا يشاءون. أجل : لقد أصبح يوسف بعد ذلك وزير المالية على بلاد مصر، سبحان الله أيها الإخوة إن المسافة هائلة بين غياهب الجب التي ألقي فيها يوسف عليه السلام وبين علو الشأن في ملك مصر. والفرق كبير في عرف الناس بين يوسف وهو في غياهب السجن، وبين كونه من خلصاء ومستشاري عزيز مصر، وليس أقل من الفرق بين يوسف وهو بمثابة السلعة تباع وتشترى بأزهد الأثمان ويتنقل في الرق من سيد إلى سيد، وهو لا يملك من أمره شيئاً وبين يوسف عليه السلام وهو على خزائن الأرض يتبوأ منها حيث يشاء. يعطي الكيل لفئة ويمنعه أخرى، ويمنع الميرة والطعام عن وفد ويهبه لآخرين. إنها عاقبة الصبر عن معصية الله، فيا أخي المسلم هل حفظت فرجك عن الحرام؟ وهل حفظت لسانك عن الحرام؟ وهل حفظت نظرك عن الحرام؟ إنها حماية الله وعنايته بعبده يوم أن يكون العبد ملتجأ إلى الله لم يخن الله في فرجه ولا في لسانه ولا في جوارحه. ((احفظ الله يحفظك)). نعم، احفظ الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، احفظ الله فلا يراك إلا حيث يحب ولا يراك حيث يكره، واعلم أنك بقدر ما تحفظ حق الله عليك، بقدر ما يحفظ الله عليك دينك ودنياك وسمعتك ومكانتك، |
|||||||
![]() |
![]() |
#2 |
المشرف العام
![]() |
![]()
احسنت اخي القعقاع
وجعل ذلك في موازين حسناتك |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|