تعظيم سلام أحبائي الزيود

[حد من الوادي]

تعظيم سلام أحبائي الزيود

التاريخ: الجمعة 21 مارس 2008

حسين زيد بن يحيى*

حضرموت نيوز / خاص

21 مارس 2008 م

تعظيم سلام أحبائي الزيود .. من جنوبي خبرته ساحات الحرية كما خبر من قبل ثباته على المبادىء عكفة "ج.ع.ي" ومستوطنيها وأجهزة أمنها ونيابتها ومحاكمها... وبعيداً عن الهوى أو التعصب الحزبي المقيت، تحية احترام وتقدير للجنة التنفيذية لحزب الحق الذين في اجتماعهم بتاريخ 12/3/2008م بوضوح جلي صادق أعلن عن تعاطفهم الغير مشروط مع الحركة الاحتجاجية السلمية في الجنوب ومهما ارتفع سقف مطالبها.. مع إدانة مبدئية شجاعة رافضة لاستخدام القوة المفرطة لمواجهة الحراك الجنوبي من قبل جحافل الخيل ..

ومرة أخرى عند كل تواصل بأتباع الأصولية الزيدية تتكشف لنا مساحات جديدة للتلاقي نتعرف عليها... طبعاً، انتمائي لمدرسة آل البيت"ع" الأمامية الأثنا عشرية تجمعنا مع الزيدية والشافعية والصوفية والإسماعيلية على قاعدة مشايعة إمامنا


ورسولنا النبي العربي القريشي الهاشمي سيدنا محمد "صلى الله علية واله وسلم" وال بيتة الطاهرين وصحابته المنتجبين ومن تبعهم على طريق نصرة الحق .

الوحدة الروحية تلك تسوي أرضية صالحة لتقاطعات جدلية سياسية ما.. يجعلها أكثر واقعية وحدة المعاناة التي فرضها أمراء حرب صيف 94م علينا كجنوبيين والتي لسعة نيرانها بعد ذلك "صعدة" المقدسة والمحروسة بهاديها الإمام يحيى بن الحسين "ع". وان كانت الأرض والثروة والهوية والتاريخ هي المستهدفة في الجنوب، فأيضا الهوية والتاريخ والتراث والمساجد والمدارس الزيدية ابرز ما استهدفته الأصولية العسكرية السلفية الحاكمة منذ 17يوليو 1978م. وكما يقول إخواننا "الصوفية":"التوحد" أعلى مراحل المحبة.. لربما المعاناة ما جعلت الجنوبيين والأصولية لزيدية تبرزا كأقليتين تستهدفهم سلطة 7/7 الاسود المشئوم . وقطعا ذلك من أسباب انطلاقة الحركة الاحتجاجية الرافضة للحرب والضم والتمييز العنصري والمذهبي في المربع الجنوبي والمثلث الزيدي وان اختلفت بعد ذلك في أساليبها ومقاصدها .

إما الدراس الحصيف المتعمق في الأبعاد التاريخية والعقلية للموروث الفكري المتشكل والمتجذر في المربع الجنوبي أو المثلث الزيدي يجد فيه ما يفسر به الأسباب الحقيقية لرفض هاذين المكونين للظلم ومقاومته ؟!!

موروث التوجه الثوري والتحرري التقدمي التواق للعدل والمساواة ليس هو ما يدفعني بهذه العجالة من تقديم تعظيم السلام.. بل ما استدعاني للتوقف هو استمرار تأصيل مبدأ الخروج على أئمة الجور. وفي رأيي هو ما يوفر الأساس المبدئي الذي يقف خلف مشاعر التعاطف مع جماهير الحركة الاحتجاجية السلمية في الجنوب ومن ثم التشريع الايدولوجي المتفهم لأسباب ارتفاع سقف المطالبة نحو حق تقرير المصير، الذي اعتبره خبير قانوني، منهم، حق أصيل يحترمه كل من يحترم خيارات الأمة وحريتها..

أو كما قال آخر: الجنوبيون قدموا دولة كانت مهابة، مع ثلثي الأراضي والثروة للوحدة المغدور بها. وبالتالي من غدر بعقد دولة 22مايو90م يتحمل وحده مسؤولية إزاحة الجنوبيين عن مربع الوحدة. وهو ما يجعل من المطالبة الجنوبية باستعادة دولتهم "ج.ي.د.ش" في نظر الكثير من الأحرار والمنصفين هنا أوهناك خطوة تقدمية ثورية قد تحفظ ما تبقى من مشاعر الوحدة عند الجنوبيين لم تجرحها بعد حرب صيف 94م الغادرة. لذلك بصوت عال: تعظيم سلام أحبائي:"الزيود".

مع احتفاظي بكل الاحترام سلفا لصديقي "الزيدي" ورؤيته في كيفية حل إشكالية العودة الظلامية للنظام العسكري المتخلف لـ"ج.ع.ي" بحرب صيف 94م الظالمة ، من خلال حركة التغيير الديمقراطي وإعادة بناء دولة اتحادية عصرية عادلة قوية تحترم التعدد والتنوع والحقوق المتكافئة لمكوناتها الأساسية الثلاث اليمن الأسفل واليمن الأعلى والجنوب .. صحيح أن الحراك الجنوبي قد تجاوز مثل تلك المشاريع أو الحلول. إلا أن ما يشفع لها في تلك اللحظة حسن النوايا لأصحابها وبما يعطي أملاً بأننا قد نجتمع ذات يوم على كلمة سواء..
مع التحية:

المصادفة وحدها ساقتني مع قيادات اللقاء المشترك عصر خميس صنعاني (13/3)إلى ديوان أفندم.. وهو كمان سنحاني.. مع ذلك بكل وقار استمع لصوت جنوبي عال طالب بالحرية والسيادة والاستقلال.. مع احترامي لاعتراضه الذي كان حازما.. ما أوجب له التحية علينا أن الفندم السنحاني الكبير كان مؤمنا بان فعل سوء (شمالييييييييي) هو من يقف وراء تلك النتيجة "الحالة الجنوبية ".

حسين زيد بن يحيى
منسق ملتقى أبين للتسامح والتصالح والتضامن بين أبناء المحافظات الجنوب
[email protected]


نُسخت هذه المادة من حضرموت نيوز