المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب النغم والفن > سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


قصة في قصيدة في أغنية (6) : حسين البار و يا زهرة في الربيع "ردّ قلبي"

سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2009, 12:02 AM   #1
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي قصة في قصيدة في أغنية (6) : حسين البار و يا زهرة في الربيع "ردّ قلبي"

هذه الحلقة السادسة من سلسلة حلقات قصة في قصيدة في أغنية


بادئ ذي بدء، أحبّ التنويه إلى أنّه ليس بالضرورة أن تكون تلك القصص حقيقية.. هي قصص من نسج الخيال .. الحقيقة الوحيدة فيها هي القصائد وشعّارها ومطربيها.. أمّا القصص فهي حينا من وحي وإلهام فكري وبنات أفكاري وحينا آخر عمّا تنقله العامة من النّاس وأجمعه من الخاصّة في دواوين الأدب ومجالس الفنّ والطرب وأحيانا ممّا يبلغ مسمعي من كلمات طائرة في الفضاء أثناء غدوّي والرواح.


الشاعر: حسين بن محمد البار
القصيدة: يا زهرة في الربيع أو "ردّ قلبي"


يحكى مذ قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان عن شاب وسيم القدود ، كريم الجدود ، بهي الطلعة ، جميل المحيا ، حسن الهندام ، تفوح من جسمه وملبسه ألوان العطور والزهور وأزكى الأطايب من مسك وعنبر.. وكان غنيا ثريا صاحب مال وتجارة وأعمال .. تتحدث في وجهه النعمة ولم يكن في البلدة من ينافسه جمالا ومالا .. وشهدت له البلدة بأنه على تدين قويم وخلق مستقيم.. بعيد عن كلّ سيئة و قريب من كلّ حسنة.. وكان أخ وصاحب يد مبسوطة وممدودة في المساعدة وتقديم العون لجميع أهل بلدته من رجال ونساء دون رياء أو نفاق حتى أضحى محبوبا عند كافة أهل البلد .

وقد ورث هذا الشاب الشاعر ، رقيق المشاعر ، عن أبيه محلا تجاريا لبيع الأقمشة ، وقد كان يسافر إلى الهند واندونيسيا وآسيا الصغرى مرتين إلى ثلاثة مرات في العام وأحيانا أربعة ، فيشتري من هناك أحدث الموديلات وأجودها ثم يعود إلى بلاده فيملئ دكانه بألوان البضائع الزاهية الجميلة التي لا ينافسه عليها أحد من بقية التجار.. وسرعان ما كانت البضائع تنفذ قبل انتهاء الفصل من السنة نظرا للطف أسعارها ولعدم جشع صاحبها وأمانته واقتناعه بالربح القليل.

وفي يوم من الأيام حيث قام الشاب التاجر بفتح دكانه بعد أداءه لفريضة صلاة العصر.. ووقف على محله، فإذا بامرأة عجوز تصطحب معها فتاة ممشوقة القوام ، رشيقة القد ، نحيلة الخصر ، مكتنزة الصدر ، واسعة الردف... ولما عرفت الصبية أن ليس في الدكان غير صاحبه والعجوز مرافقتها .. أزاحت البرقع لتكشف عن وجه كأنه فلقة قمر بعيون كالأنجم الزهر وخدود من ورود وزهر ومبسم تبرق ثناياه باللؤلؤ الدري.

نظر الرجل إلى ذلك الوجه مشدوها ، يحرك شفتاه ولا ينطق ببنت شفه ، فضحكت الصبية بعد أن عرفت ما وقع في قلبه منها .. وما زادت ضحكتها الرجل إلا خبالا .. فجمعت ما طاب لها من فساتين وعباءات ومن حرير ومطرز وأصناف من البز غالي الثمن.. والعجوز تساعدها في تجميع الأشياء وقد بدأ الرجل يرتب ويصفف لهن حوائجهن وأغراضهن من المحل في أكياس مخصصة.
ولم يسألهن الفتى ثمن بضاعته.. وكأنه قبض الثمن فيما أورته الفتاة من فتنة محاسنها.. أو أنه قد طمع فيما وارته عنه من مفاتن أعظم تفوق ما سرح فيه وحلّق خياله الغضّ.

وفي تيه، ينظر الفتى إلى بنان الصبية تشير له إلى روشان أمام محلّه تسكنه الصبية والعجوز وتخبره أنهما ذاهبتان إلى الدار لتقيس ما أشترته وتعود لدفع الثمن.

وقد عادتا إليه في اليوم التالي يسألانه عن ثمن ما أخذتاه منه في الأمس.. ورفض الرجل قبض الثمن معتبرا ذلك هدية منه لا تردّ.. وقد نالت مقالته نلك استحسانا من الفتاة التي شكرته عليها بغمز خفيف من واسع حدقتها التي أكملت معها سلب عقل الرجل ولبّه والذي سوف يعقبه سلب حاله وماله.

لم يكن مع العجوز والصبية من مال أصلا، وقد توقعا من الفتى ما قام به من كرم نحوهما ، فقد عرفت العجوز والصبية بمكرهما ودهاءهما أن الرجل قد وقع في الشباك.. وأن ليس من شباك الصبية من فكاك.. وبدأتا كلّ من الصبية والعجوز في استغلال الفتى وعدم الاكتفاء بما قد حصل.. وكانتا تترددان على محلّه في كلّ يوم ويخرجان محملتان من البضائع النفيسة ما وسعلهما حمله بل أنه أحيانا يقوم الفتى على مساعدتهما ببعض الأحمال الثقيلة..

وسأل الفتى الصبية فيما إن كانت العجوز أمها.. فأجابته : ـ نعم، إنها أمي.
وسأل العجوز فيما إذا كانت ابنتها متزوجة أو مخطوبة. فأجابته بالنفي : إنها ابنتي الوحيدة وقد توفي والدها وليس لديها من أعمام أو أخوال..
فخطبها الشاب لنفسه ، فوافقت العجوز قائلة: لن تكون لأحد غيرك، فاطمئن .. أنت خير رجل لها.
فاستحسن الفتى كلام العجوز وصدق بحركات الصبية وبحبها..

واستمر الغرف من محلات الرجل إلى غرف العجوز والصبية عدا المبالغ من الأوراق النقدية وصكوك الذهب والفضة وعقود اللؤلؤ والمجوهرات.. حتى انفضت محلات التاجر ونظفت تماما ، ونظفت جيوبه ، وأضحى في فلس وملس ليس عنده ثمن فطوره..
فذهب مفلسا جائعا يطرق الباب على صاحبته.. فتفتح له الباب فيسلم فلم ترد على سلامه وولت عنه مدبرة .. فدخل إلى قاعة الجلوس.. مبحلقا بعينيه إلى ما حوله وتحت أقدامه وفي جنبيه ، فإذا كلّ ما يوجد هنا ملكه..
دخلت العجوز ولم تصبح عليه فقام لتقبيل يدها فلم تناوله وجلست بعيدا عنه دون كلام أو سلام..

فأخبرها الفتى: يا أماه ! إني في حال عسر.. وإن أصحاب الدين يطالبونني بأموالهم.. وأن القافلة لم يحين أوان رحيلها.. كما أني محتاج لبعض المال لتيسير أموري وتجهيز راحلتي وقضاء سفري حتى أعود..

فقاطعته العجوز قائلة: وماذا تنتظر من عجوز مثلي في البيت ليس معها سوى ابنتها.. ومن أين لي أن أعطيك أو حتى أقرضك؟ ألا ترى بنفسك إلى حالنا؟

فقال: ولكن هذه أموالي عندكم.

فقامت العجوز تشتط غضبا: ماذا تقول؟ أموالك؟ هل جننت يا رجل؟ هل جئت تسرقنا؟ إن كنت تدعي بأنها أموالك ، فاذهب واشتكي إلى القاضي..
هيا أغرب عن وجهي .. أخرج من دارنا قبل أن أجمع عليك الناس والشرطة.

فسقطت من الرجل دمعة حاول محوها بكم قميصه وخرج لا يلوي على عنانه، مكدرا، مهموما ، مغموما.. يمشي في الأزقة والطرقات.. لا يدري إلى أين يتجه ، وظلّ على سيره حتى جنّ الليل عليه فوجد نفسه خارج أسوار البلدة.. وعندما حاول العودة.. وجد أبواب المدينة موصدة .. فافترش أعتابها ونام.. وقبيل الفجر وقبل أن تفتح المدينة أبوابها إذا برجل يهزه ويلكزه فينهض ليرى رجلا يبحلق بعينيه فيه وكأنه مستعجب أو مستغرب أو أراد تذكار شيئا قد نسيه.. ثم يقول: أأنت فلان بن فلان؟ فيجيبه: نعم، أنا هو.. فيقول: ولكن ماذا تفعل هنا؟ فيجاوبه: لقد تأخرت خارج المدينة في شغل وكما تراني، أنتظر فتح الأبواب.. فإذا بالرجل يحمد الله بأنه قد التقى به إذ طالما سأل عنه حتى ظنّ أن لا يلتقيا.. فقال التاجر: ولكن لماذا سؤالك عني.. ومالك عندي.. فأجابه المسافر: بل أنت من لك عندي.. هذه صرّة في داخلها عشرة ألاف دراهم .. هي دين لأبيك عندي منذ عشر سنين وأحمد الله الذي أعانني على الوصول إليك والالتقاء بك وأشكره على قضاء ديني.. فشكره التاجر الفقير فرحا بذلك ووعده خيرا وحمد الله على ذلك كثيرا.

ولم يضيع الرجل وقتا في المدينة.. فشدّ رحاله وجهز راحلته للانضمام إلى قافلة تجار كانت تعدّ السير إلى إيران.. عمل الرجل على نسيان ما مضى وعدم تذكار تلك الصبية التي غدرت به وتلك العجوز التي مكرت به.. وفكّر بأن في حياته ما هو أهمّ من ذلك.. وأن عليه أن يبني نفسه من جديد وأن يعيد لشخصه تلك المهابة وتلك المنزلة التي حظي بها بين الرجال وبين أقرانه من التجار.

لا وقت للعواطف .. لا مجال للانتقام .. إنما حان وقت العمل.

وفي إيران، استأجر له محلا صغيرا.. وبدأ نشاطه كبائع صغير ثم اعتلى تدريجيا حتى أصبح من كبار مصدري السجاجيد العريقة والقطائف المخملية الفخمة إلى اليمن والهند وحتى أوروبا.. وتحسنت أحواله.. وجرت الأموال بين يديه بلا حصر .. وأصبح لديه من الغلمان والعمال بلا عدد..

وفي ليلة فكّر بالعودة إلى بلدته.. واستيقظ من نومه فصلى الصبح وخرج إلى متجره حيث أقام عليه أحد أعوانه ومساعديه وعزم السفر حاملا معه كلّ متاع غال ونفيس من القطائف والسجاجيد وطاقات مخملية وحرير وكتّان وبعض صناديق ممتلئة بالنقود والجواهر محمولة على البغال واصطحب معه اثنان من عماله يرافقاه في السفر.

وعندما وصل بلدته.. أعاد فتح دكانه واشترى بأمواله من المحلات المجاورة ليوسع معها متجره .. حتى غدا أكبر متجرا في المدينة.. وفرش المتجر بالسجاجيد الفخمة وزينه بأنواع وألوان من المصابيح والفوانيس الملونة وملئت الرفوف بمختلف أنواع البضائع .. وسمعت الناس بدرّة المتاجر.. فتوافدوا عليه .. فباع واشترى وكسب وربح.

رفع الرجل ببصره إلى ذلك الروشان الذي لا يمكن له أن ينساه أو ينسى ساكنيه.. فسأل عن الدار وعن أصحابها فقيل له أنها تعود إلى التاجر فلان.. فأخبرهم: ألم تقيمان هنا عجوزا وابنتها .. فقيل له : بلى ولكن قد مضى على ذلك زمن حيث باعا كلّ ما لديهما ببخس دراهم ثم لم يجدان ما يقتاتان به فباعا الدار وسكنتا محل في خان بالمدينة .. وتخرج العجوز في النهار إلى السوق للسؤال والشحاذة وصيد الغرباء حيث يبيتون ليلتهم في كنف الفتاة بعد أن أضحت من بائعات الهوى لذباب الليل.

تألم الرجل لسماع ذلك، وفي الغداة، إذا به يرى مسكينة تشحذ وتسأل الناس الصدقة أمام باب متجره.. فينادي على أحد عماله ليدخل عليه تلك العجوز المتسولة .. فعرفها إلاّ أنها لم تتعرف عليه.. فقد أصبحت العجوز ضعيفة البصر ، وقد بلغ مسمعها من أقوال الناس يتحدثون عن ذلك التاجر الثري الغني في وسط سوق المدينة.. وعندما دخلت عليه مدّ إليها دينارا.. فقبلت يده التي سرعان ما سحبها منها وعلمت منه العجوز بأنه وحيد في المدينة فأعلمته عن شأن فتاتها ووصفت له جمالها وعن مدى رغبته بالاجتماع بها والأنس معها .. فوافق الرجل وواعدها وتواعد معها على المساء بعد إغلاق دكانه.. وولّت العجوز مسرعة إلى الفتاة تحكي لها عن صيد دسم ثمين.. فتتزين الفتاة بأجمل ما لديها وتبرز أكثر مفاتنها استعدادا لاستقبال ذلك الرجل الذي تتحدث عنه كلّ رجال ونساء المدينة وعن متاجره وأمواله وما يبدو عليه من نعيم وبما يمتلكه من خير وفير وما وجد نفسه عليه من سعة في الرزق وبحبوحة في العيش ورخاء في الحياة.
كلّ هذه الصفات قد أشغلت بال الفتاة به وجعلتها في شوق مستعجل إلى النظر إليه.

وطرق الرجل الباب.. وهبت الصبية تنطّ إلى فتح الباب ووقفت أمامه.. ففكرت مليا إلا أنها لم تكاد تتعرف عليه أو ربما لم تشاء ذلك أو أنها لم تصدق بأنه يمكن أن يكون ذلك التاجر المفلس الذي هجر المدينة منذ عدد سنين.
فأدخلته، ضاحكة مستبشرة، تتمايل بوسطها وترج ردفيها أمام عينيه..

فسحب يديها وأدار وجهها نحوه قائلا: فلانة..
فصعقت الفتاة: من أنت؟
ـ هل حقا لا تعرفينني؟
ـ لست بفلان.
ـ بل هو أنا.. ألم تذكري.

فتدخلت العجوز:
ـ من يا فلانة.
ـ أمي، إنه حبيبي فلان بن فلان.

ونزلت الفتاة راكعة أمام قدميه.. تحبّ أصابع يديه.. وتبكي ..

وغدت وأمها غير مصدقتين.. فأغدقتا على الرجل من معسول الكلام وأنهما لم يقصدن ما فعلنه به وإنما كان مزاحا منهما ليريا وقعه عليه ليس إلاّ .. وأنهما قد خرجتا للبحث عنه فلم تجداه. وكلام في كلام في كلام.

حتى انتهيا ولم يبقيان على شيء لم يقلنه.

فهبّ الرجل متوجها إلى الصبية بقوله:

يا فتاتي إن بيني وبينك قول بيت شاعر :

سقى الله يوما كانت بئرك ما احلاها ** واليوم كلاب البرّ ترعاها.

وولّى الرجل منصرفا أمام مشهد الفتاة فاغرة فاها.

وهنا يعد لنا الشاعر حمينيته في تخميسة بديعة ويقدم لنا وصفا دقيقا عن الفتاة التي عاد ليلتقي بها غانية من الغواني تبيع الأمانة بأرخص ثمن.

وهذا ما نستنتجه من قوله:

كان عينك بالخيانة .. طارحه عندك أمانه .. ما بغيته يضيع

ومعروف ما قصده الشاعر بالأمانة التي خانتها الفتاة وضيعتها.

وينهرها :

ما بغيتك قط جنبي .. وانت كن للجميع..

أي اذهبي وكوني لكلّ الرعاع ولكن لا تقربي مني.


ويزيد في مرارتها عندما يعدها بنسيان الليالي معها وأنه سوف يمحوها من خياله ويزيد بالتنكيل بها في تصريحه لها بعدما شافها تبيع بالرخص أغلى ما لديها ..
هنا أيضا لا يحتاج الأمر إلى توضيح أكثر ممّا عبّر عنه الشاعر :

بانسي ذيك الليالي : : بامسحها من خيالي : : بارخصه لي كان غالي : : يوم شفتك تبيع

ثم يتحدى شاعرنا: من بيع عمره ومن أهين قدره عندما تحدثت الناس عنك ونالت ألسنتهن من ذكر عفتك وشاع خبرك. ويخرم أذنيها بقوله:

بعتنا أو بعت عمرك : : هنتنا أو هنت قدرك : : يوم نالوا الناس فخرك : : لأجل ذكرك يشيع

ثم يذكرها بالماضي العزيز وكيف كانت وكيف كانت مناعة ذلك الحصن.. وحصن الفتاة ما يحتاج الى بينة:

كنت في برج الصيانة : : يوم راعيت الأمانة : : كنت ما ترضى الهيانه : : كان حصنك منيع

ويكتفي الشاعر بالقول مفارقا الخائنة إلى غير رجعة:

آه يا قهري وغبني : : خاب فيك اليوم ظني : : وانت لي قد كنت فني : : كنت فني البديع.



لست بحاجة إلى التأكيد بأن القصة برمتها من وحي الخيال المطلق.. لا أساس لها من الصحة بالبت..
وليس من حقيقة في ذلك السرد إلاّ اسم الشاعر والقصيدة والأغنية.. وما عدا ذلك خيال في خيال..
أبدا لم يكن الشاعر بتاجر أقمشة ولا سجاجيد ولا غيرها ولم يعرف عنه يوما بأنه قد مارس التجارة ولم يتعرف في حياته لا على الهند ولا السند ولا إيران ولا غيرها من البلدان..

وإنما شاعرنا الشاعر السيد حسين بن محمد البار كان أديبا وشاعرا.. قرأ من كتب الأدب سلسلة طويلة من مقامات بديع الزمان والحريري ونهج البلاغة ودرس دواوين أشعار أبي تمام والمتنبي والمعري والشريف الرضي وابن الفارض وابن الرومي وابن زيدون ..
ومن المعاصرين شوقي والجارم والعقاد وعلي محمود طـه والرصافي والأخطل والزهاوي ومطران وأبو ماضي وجبران وباكثير وغيرهم.
مارس عمل التحرير في الصحافة وقد أسس جريدته الخاصة (الرائد) التي كانت منبرا حرا لكل قلم حرّ ولكلّ الأحرار.
صدر له ديوان "من أغاني الوادي"

هذه هي حقيقة الشاعر وحياته وفنه..

أما القصة فسرح خيال من خيالات كاتب السطور "الحسيني" ولا أثر لها في الواقع ولا تأثير.


قصيدة "ردّ قلبي" أو كما اشتهرت "يا زهرة في الربيع" والتي تغنى بها أساطين الطرب في اليمن وحضرموت.





رد قلبي في مكانه
كان عينك بالخيانة
طارحه عندك أمانه
ما بغيته يضيع

يا زهرة في الربيع

رد قلبي رد قلبي
خلنا نشقى بحبي
ما بغيتك قط جنبي
وانت كن للجميع

يا زهرة في الربيع

رد قلبي يا حبيبي
والذي شفته نصيبي
شاصبر عالجرح فيبي
ما معي لك شفيع

يا زهرة في الربيع

بانسى ذيك الليالي
بامسحها من خيالي
بارخصه لي كان غالي
يوم شفتك تبيع

يا زهرة في الربيع

بعتنا أو بعت عمرك
هنتنا أو هنت قدرك
يوم نالوا الناس جبرك
لأجل ذكرك يشيع

يا زهرة في الربيع

كنت في برج الصيانة
يوم راعيت الأمانة
كنت ما ترضى الهيانة
كان حصنك منيع

يا زهرة في الربيع

آه يا قهري وغبني
خاب فيك اليوم ظني
وانت لي قد كنت فني
كنت فني البديع

يا زهرة في الربيع



لتنزيل أغنية يا زهرة في الربيع للفنان المرحوم محمد جمعه خان




لتنزيل أغنية يا زهرة في الربيع للفنان فيصل علوي




ولا ننسى بأن هذا الشاعر الصدر هو القائل:

يا من على البعد أهواها واهواني * ماذا أفادك تعذيبي وحرماني
عصفت فيّ بآمال مفتحة * مثل الزهور سقاها دمعي القاني
***
سخرت من مدمعي الباكي ومن ألمي * وما يجيش به صدري ووجداني
أخرست نايا وكم غناك نافخة * فيا لضيعة أشعاري والحاني
ونمت حين سهرت الليل أودعه * نجوى فؤادي وأناتي وأحزاني
***
شككت فيك وفي الدنيا وما حملت * وفي حناني وفي حبي وإيماني
هل اجترحت بهذا الحبّ سيئة * حتى أنال عقاب الآثم الجاني
إنّي أجدّ ولـكن أنت ساخرة * فيا لسخرية الدنيا بولهان

من قصيدة (يا من على البعد )



أغنية يا من على البعد والفنان المرحوم محمد جمعه خان





بقلم: نجد الحسيني
التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 03-09-2009 الساعة 12:52 AM
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 12:42 AM   #2
صالح العمودي
حال متالّق


هواياتي :  القراءة ، الموسيقى
صالح العمودي is on a distinguished road
صالح العمودي غير متواجد حالياً
افتراضي

ما بقيت شي يا استاذ نجد

قراءة ممتعة لاغنية من اشهر اغاني المناسبات في القطر الحضرمي وفي ساحل الخليج

تحياتي لك
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 01:23 AM   #3
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

أبدعت في تركيب القصة على الأغنية ....

ذكرتنا بقصص ألف ليلة وليلة ومريم الزنارية وقمر الزمان والملك شركان وليالي الرشيد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أخي نجد الحسيني


لـــــ حسين أبوبكر المحضار قصيدة تحمل نفس المطلع وردت بديوانه دموع العشاق الذي قدّم له محمد عبد القادر بامطرف عام 1965 ويبدو لي أن المحضار جارى فيها حسين محمد البار وسأنقلها لتعميم الإطلاع مع مقارنة بسيطة :


رد قلبي في مكانه
كان عينك بالخيانه
طارحه عندك أمانه
ما بغيته يضيع
يازهرة في الربيع

@@@


ليه تنكر من يحبّك
والعواذل عينهم بك
يشهد الله عامحبّك
فيك ما بايطيع
يازهرة في الربيع


@@@


نا خليلك وأنت خلّي
بيدك حياتي وقتلي
كلما تطلبه قل لي
تحت أمرك مطيع
يازهرة في الربيع


@@@


غبت عن عيني ولكن
في الحشا ما زلت ساكن
والهوى في القلب ماكن
يشهدون الجميع
يازهرة في الربيع


@@@


إذا ذكرتك طار نومي
ليلتي تمطي ويومي
لو رأوني بعض قومي
يحسبوني صريع
يازهرة في الربيع


@@@


شاقني لطفك وفنك
والكلام الزين منّك
ما عشقتك لأجل حسنك
والجمال البديع
يازهرة في الربيع

@@@


لو معي في الدار كافي
باتبعك والقلب صافي
عالقدم باسير حافي
ليتني باستطيع
يازهرة في الربيع


@@@


الحذر تنسى الوصيّه
يوم روّحنا عشيّه
في البساتين الزهيّه
وسط روض مريع
يازهرة في الربيع


@@@


ان ذاك الروض يشهد
عالكلام اللي تقيّد
والخبر يأتي به الغد
لا تكن بي سريع
يازهرة في الربيع


@@@


رمز والتأشير يكفي
سرّنا عالناس مخفي
بالعمد من ذات شفّي
ما بغيته يشيع
يازهرة في الربيع

@@@


يامنى الخاطر تذكّر
وقتنا والصفو ذي مر
واللقا لي الله قدر
بايقع في البقيع
يازهرة في الربيع

@@@

ان لي نيّه ومقصد
في زيارة كل مشهد
والحرم والركن لسعد
والنبي الشفيع
يازهرة في الربيع


لن نطالبك بصياغة قصة عليها .... ولا نريد إحلالها محل سابقتها لأن الأسبقية كانت لحسين البار وغناها الفنانون الكبار في ستينيات القرن الماضي بموجب كلمات صاحب السبق .... وبوضعي لمقارنة شخصية من جانبي ( غير ملزمة لأحد ) وصلت إلى قناعة بأن كلمات حسين البار تفوق في مدلولاتها العاطفية تلك التي جاراه عليها حسين أبوبكر المحضار .

ختاما ...........

حنانيك يامن سكنتي الحنايا من كلمات حسين محمد البار غناء كرامه مرسال

نهديها لك ولجميع الحلان






سلام .

التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 03-09-2009 الساعة 01:33 AM
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 08:44 AM   #4
صالح العمودي
حال متالّق


هواياتي :  القراءة ، الموسيقى
صالح العمودي is on a distinguished road
صالح العمودي غير متواجد حالياً
افتراضي

يا زهرة في الربيع

يمكن يكون مطلع شعبي قديم مثل يا خامر البنه خذ ما تريد

والكل بنى عليه قصيدة سواء البار او المحضار
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 10:59 AM   #5
محمد الحداد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية محمد الحداد


الدولة :  السعوديه (جده)
هواياتي :  الشعر وقرآة القصص والبلياردو
محمد الحداد is on a distinguished road
محمد الحداد غير متواجد حالياً
افتراضي

سلمت وسلمت اياديك اخي الغالي نجد الحسيني رجعتنا الى الخلف عشرات السنين حي اياااااام زمان الله يرحم الفنان محمد جمعه خان واغنيه اتت هند شاكيتا لامها الله شكرا لك اخي ولو انك عودة المواجع القديمه ولكن يعطيك العافيه ولاعدمناك ياغالي
التوقيع :
[img][/img]



اشكر الاخ محمد التميمي لتعاونه معي لرفع اغنية(( باحل في ليسر الوادي المزيون)) بصوت الفنان عبدالله باطرفي
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 12:05 PM   #6
سميرالنهدي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية سميرالنهدي

افتراضي

تسلم يا الغالي
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 12:48 PM   #7
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

موضوع أدهشني ,,, أبهجني ,,, أنعشني !!!
تسلم أخي الكيماوي الساحر نجد الحسين - كيماوي
لي عودة لم أتمكن لسماع كل الأغاني لظروف خاصة بي .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دق التحيّــــة قــــدّامــــك حضرميّـــــة

  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 03:30 PM   #8
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العمودي [ مشاهدة المشاركة ]
يا زهرة في الربيع

يمكن يكون مطلع شعبي قديم مثل يا خامر البنه خذ ما تريد

والكل بنى عليه قصيدة سواء البار او المحضار

أخي صالح العمودي

لو رجعنا إلى الألحان الشعبية التراثية الحضرمية القديمة التي بنى عليها الشعراء أبياتا فسنجد مفرداتها شعبية صرفة لا تحوي تشكيلا يفيد بإلتزام نحوي بلاغي مثل يازهرة التي تنتهي بفتحتين فوق التاء المربوطة ، ومثل هذه الإبتداعات ( وليس الإبداعات ) لا يطرقها إلا شعراء نالوا قسطا من العلم أو سعة في الإطلاع ، وبما أن السيرة الذاتية للشاعر حسين بن محمد البار تفيد بإطلاعه وقراءاته لسلسلة طويلة من كتب الأدب وفي مقدمتها مقامات الحريري وبديع الزمان ونهج البلاغة وأشعار ابن أبي ربيعة والمتنبي والمعرّي والشريف الرضي وابن الرومي وابن زيدون وأضرابهم من القدماء وصبري ومحرم والعقاد وعلي محمود طه والرصافي والزهاوي والأخطل وجبران خليل وايليا أبوماضي وابن شهاب وصالح الحامد وباكثير وغيرهم من المحدثين فمن الثابت جدا أن معارفه تفوق معارف غيره من شعراء الأغنية والشعراء الشعبيين ، كيف لا !!!! وهو الذي صاغ أكثر من قصيدة غنائية بلغة عربية فصحى سليمة لا تحوي مفردات محلية ومنها : حنانيك يامن / معذبتي / يامن على البعد ، ولا غرابة إذا لورود المفردات العربية بالتشكيل في تخميسة أغنيته التي تحوي مفردات حضرمية شعبية واستبعاد نسبها للتراث .



سلام .
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 03:48 PM   #9
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اشارة إلى ما جاء في مشاركتي رقم 8

المجاراة والبناء على الألحان من الأمور المعتادة ... ولا غرابة إذا بنى المحضار أبياتا على تخميسة أغنية لشاعر آخر كانت هامشية لم يلتفت إليها لتنال ما نالته أبيات أغنية ذلك الشاعر من انتشار .


إذا كان البعض يعدون المحضار فلتة زمانه فلا موجب للدفاع عنه دفاعا مستميتا وإيجاد أعذارا له تسقط ما أسميناه مجاراته للشاعر حسين محمد البار عبر التشويش والإيحاء بأن اللحن قد يكون مستمدا من التراث ومشاعا ويحق للشعراء البناء عليه .


سلام .
  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 06:56 PM   #10
عابرة سبيل
حال متالّق
 
الصورة الرمزية عابرة سبيل

افتراضي

;sleepp;sleepp;sleepp

وادرك شهريار الصباح ...
فسكت عن الكلام المباح..

ايش هذا يا ابوصالح؟؟؟

اعرف بانه هذه مهمة شهرزاد,,,فهل تبادلت الادوار معها...

حكيت لنا الحكايه...ووضعت القصيده واكملتها باجمل الاغاني..

يعني ايش خليت لنا نسويه..
فقط ان نقف اعجابا وانبهار بما قدمته هنا...
لا زلت مستمرا في ان تنثر ابداعك وتجعلنا نتابع بانبهار عاجزين عن تقديم الشكر..




اقتباس :
بعتنا أو بعت عمرك
هنتنا أو هنت قدرك
يوم نالوا الناس جبرك
لأجل ذكرك يشيع




كلام رائع وفي الصميم..

كم من حبيب باع من يحبه لعرض دنيا زائل,,,ثم مضت السنين فاكتشف انه بدل المعدن الاصيل بتوافه لا تستحق..


فعلا قصائد جميله ورائعه وخاصه اغنية حنانيك يا من سكنتي الحنايا,,,تجعلني احس بحزن وشجن رهيب..

هل تكمل معروفك وتضعها بصوت عبدالرب ادريس,,,لقد سمعتها زمان بصوته ومازلت تطربني بصوته,,لكني عجزت ان اجد لها تسجيلا بصوته..
فهل تفعل ذلك؟؟؟
ساكون شاكره وممنونه واصلا انا عاجزه عن شكرك لكل ما قدمته...................................تحياتي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
,,,’آآآآآ’’’’’’’ قصة حياه,,,,’’’’’,,,,, المبتسمه الســقيفه العـامه 26 07-10-2009 10:45 AM
تنفيذاً لأوامر رئاسية.. كشف بأسماء المواطنين الين منحت لهم الحكومة أراضي في عدن هدير الرعد سقيفة الحوار السياسي 4 05-21-2009 03:17 PM
الأصالة والريادة والفن والمشوار.. بين محمد جمعة خان والبار والمحضار (2-2) باشراحيل سقيفة عذب القوافي 30 04-14-2009 08:19 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas