|
![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() هُوْ الرَّئيس وَ أَنَاْ شَيْخُهْ ! 2010/09/08 الساعة 00:52:58 عَبْدالْكَرِيْم عَبْدالله عَبْدا كَاْنَ فِيْهِ رَوْعَةُ الْيَمَنِ، وَبَسَاْطَةُ الْيَمَنِيِّ، وَمَسَحَاْتٌ جَمِيْلَةٌ وَ رَقِيْقَةٌ مِنْ كِبْريَآءِ الرَّجْلِ الْيَمَاْنِيْ الرَّقِيْقِ. وَمِنْ قَاْمَتِهِ يَخْطَفُ بَصَرَكَ ـ بِيُسْرٍ وَبِغَيْرِ مُعَاْنَاةٍ ـ سُمُوُّ أَخْلَاْقِ الْقَبَيِلِيْ الْحَقَّةِ فِيْهِ، وَمَيَاْسِمُ أَنْمَاْطِ الشِّيْخِ الْمَهِيْبِ وَالْجَلِيْلِ بِنَبْلٍ مَكْسُوْبٍ عَلَيْهِ مِنْ عَبَقِ آبَائِهِ نُبْلَاً عَرَبِيَّاً يَمَاْنِيَّاً أَصِيْلَاً، وَمَسْكُوْبٍ فِيْهِ كُؤُوْسٌ مِنْ أَلَقِ الشُّمُوْسِ. كَاْنَ وَدِيْعَاً و لَكِنْ بِذَكَآءٍ وَقَّاْدٍ نَاْفِذٍ، يَتَظَنَّنُ الْأَشَيَآءَ فَلَاْ يُخْطِئُ غَاْلَبَاً . وَلَطَاْلَمَاْ كَاْنَ الرَّجُلُ يَمْنَحَ النَّاْسَ مَجَاْلِسَهُمْ، وَالْحَيَاْةَ حَقَّهَاْ، وَالدَّيْنَ اعْتِدَاْلَهُ. وَكَاْنَ يَزِنُ الْأُمُوْرَ بِمِيْزَاْنِ السِّيَاْسِي الْحَاْذِقِ، ورَوِّيَةِ الْفَقِيْهِ الْكَيِّسِ، وَبَصِيْرَةِ الْقَاْضِيْ الْفَطِنِ، وَخِبْرَةِ الشِّيْخِ صَاْحِبِ الْقَلْبِ الذَّكِيِّ الْمَخْبَرِ، الْجَمِيْلِ الْمَظْهَرِ، وَ الصَّاْدِقِ النِّيَّةِ ، وَالْيَدِ الْمُغْدِقَةِ بِحَيَآءٍ كَبِيْرٍ لِعَثَرَاْتِ الْكِرَاْمِ مِنَ النَّاْسِ، مُغِضِّ الطَّرْفِ عَنِ هَفْوَاْتِ وَ زَلَّاْتِ الْخَلْقِ، مَا اسْتَطَاْعَ ! كَاْنَ يَعْرِفُ قَدْرَ نَفْسِهِ، وَ مَقَاْدِيْر النَّاْسِ. ذَاْكَ هُوَ عِمَاْمَةُ مَشَاْئِخِ قَبَاْئِلِ الْيَمْنِ ـ وَ هَوَ رَاْيٌ لِيْ وَأَعْتَّزُ بِهِ كَثِيْرَاً ـ وَرَأْسُهِاْ، وَ قَلْبُ الْيَمَنِ كُلِّهَاْ. ذَاْكَ هُوَ الشَّيْخُ عَبْدُالله ابن حُسَيْن الْأَحْمَر رَحِمَهُمُ اللهُ. الرَّجُلُ وَالْأَمِيْرُ والْإنْسَاْنُ ! وَكَاْنَ يُعْجِبُنِيْ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ مُصَاْفَحَةٍ وَ احْتِضَاْنَاً.. وَكَاْنَ دَاْئِمَاْ أَنِيْقَاً مُرَتَّبَاً وَ مُصْطَفَ الْأَسْمَاْلِ أَلِيْقهُ، وَمُرْتَّفَ ( الدِّسْمَاْلِ ) بَرِيْقهُ، عَطِرَاً كَأَنَّهُ الْعُوْد، وعَبْقَاً كَالزَّنْبَقِ وَدُهْنِ الْيَاْسَمِيْن وَمَآءِ الْوَرْدِ. وَ مِيْزَاْنُ الرَّجُلِ لَيْسَ بِيَدِيْهِ، بَلْ بِيَدِ غَيْرِهِ مِنَ الخَلْقِ لِيَزِنَهُ الْخَلْقُ بِهِ. وَ لَقَدْ خَبَرْتُ الرَّجُلَ فِيْ خَمْسِ أَوْ سَبْعٍ مِنَ الْمُنَاْسَبَاْتِ، حِيْنَ كُنْتُ أَصْطَحِبُ الشِّيْخَ عَبْدالرَّحْمَن أَحْمَد مَحَمَّد نُعْمَاْن، رَحِمَهُ اللهُ ـ الَّذِيْ كَاْنَ حِيْنَهَاْ أَمِيْنَاً عَاْمَّاً لِحِزْبِ الْأَحْرَاْرِ الدُّسْتُوْرِيْ وَ كَاْنَ يُسَمِّيْنِيْ الْأَمِيْنَ الْعَاْمِّ الْمُسَاْعد. كَاْنَ الشِّيْخ عَبْدالرَّحْمَن نُعْمَاْن لِلشِّيْخِ عَبْدالله، صَدِيْقَاً مُشَاْغِبَاً وَإِبْنَاً مُشَاْكِسَاً لَهُ، وَأَخَاً ( مُدَاْجِفَاً ) لَهُ وَعَلَيْهِ ! وَ مَتَىْ يَسْتَقْبِل الْإِنْسَاْنُ الْأَحْدَاْثَ الْمُرْجِفَةَ بِلَأْوَآءِ الْفِتَنِ الْجِسَاْمِ، وَتَأْتِيْ الْأَيَاْمُ بِأُمُوْرٍ كَالْمَئِآلِي.. فَإِنَّهُ يَسْتَحْضِرُ سِيَّرَ الْكَبَاْرِ، وَيَسْتَدْرِسُ مَرَاْكِبَ الرَّجَاْلِ. وَلِذَاْ أَسْتَذْكِرُ الشِّيْخَ وَالْأَمِيْرَ وَ الْإِنْسَاْنَ جُمْلَةً ! وَ فِيْ يَوْمٍ مَاْ.. رُتِّبَ أَمْرٌ بِلَيْلٍ. أُخْبِرْتُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَىْ مَنْزِلِ شَيْخِنَاْ الْأحْمَر عَبْدالله وَ لَاْ أَقُوْل غَيْرَ بِضْعَةِ كَلَمَاْتٍ لِحَرَسِهِ ( بَلِّغُواْ الشِّيْخَ أَنَّ كَرِيْمَاً النُّعْمَاْن يُرِيْدُ مٌقَاْبَلَتَكْ ) لَيْسَ إِلَّاْ. دَخَلْتُ. فَقَاْلَ لِيْ:" أَيْن سَيَّاْرَتك؟ ". قُلْتُ لَهُ:" فِيْ خَاْرِجِ الْحَوْشِ ". وَسَمَحَ لِيْ أَنْ أُدْخِلَ السَّيَاْرَةَ إِلَىْ نِصْفِ الْمَدْخَلِ فَقَطْ. فَجَلَسَ بِجَاْنِبِيْ وَ ذَهَبْتُ بِسَيَّاْرتِيْ يَمِيْنَاً وَمَوْكِبهُ يَسَاْرَاً ! وَدَاْرَ حَدِيْثٌ مُعْتَاْدٌ ، وَأَسْئِلَةً مَعْرُوْفَةٍ فِيْ مقَاْمٍ كَهَذَاْ. وَكَاْنَتْ آخِرُ لِقَاْءَآتِيْ وَمَعْرِفَتِيْ بِالشِّيْخِ. وَصَلْنَاْ إِلَىْ مَكَاْنِنَاْ الْمُحَدَدِ الذِّهَاْب إِلَيْهِ. وَكَاْنَ هُنَاْكَ الشِّيْخ عَبْدالرَّحْمَن نُعْمَاْن لَاْ غَيْر. جَلَسَاْ ! وَدَبَّ هَمْسُ الْحَدِيْثِ الَّذِيْ مَاْ مَيَّزْتُ مِنُهُ شَيْئِاً غَيْرَ هَمْهَمَاْتٍ يُخَاْلِطُهَاْ نِزْرٌ مِنَ الْبَسمَاْتِ وَجَمُ اقْتِضَاْب حِيْنَهَاْ ضَرَبَ عَصَاْهُ فِيْ أَرْضِ الْمَجْلِسِ فَانْفَجْرَتْ مِنْهُ إثْنَتَاْ عَشْرَةَ كَلِمَةً لَاْ أَسْتَذْكِرُ مِنْهَاْ إِلَّاْ: " ...هُوْ الرَّئِيْسْ وَانَاْ شَيْخُهْ ".. أَنَاْ شَخْصِيَّاً كَاْنَتْ ضِحْكَتِيْ قَدْ عَلَتْ، وَمَاْ اسْتَطْعَتُ لَهَاْ إِخْفَاْتَاً وَقَبْضَاً. ثُمَّ عُدْتُ بِشَيْخِيْ الْجَلِيْل إِلَىْ مَنْزِلِهِ وَخَلْفَنَاْ وَأَمَاْمَنَاْ مَوْكِبُهُ. وَمَاْ يَعْرِفُ أَحَدٌ مَاْدَاْرَ هُنَاْك غَيْرُهُمَاْ فَقَط ! وَدَّعْتُهُ بِحُضْنٍ كَبِيْرٍ! وَمَاْ رَأْيْتُ بَعْدَهَا الشِّيْخَ الأَسَدَ فِيْ بَرَاْثِنِهِ.. وَمَاْ رَاَيْتُ بَعْدَهَاْ قَطُّ شَيْخَاً ! وَمَاْ رَأَيْتُ إِلَّاْ خَيْشَاً ! وَإِنِّيْ إِذْ أَسْتَذْكِرُ هَذَاْ، فَإِنِّيْ لَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِلرَّجُلِ؛ فَهُوَ أَحَدُ عَمَاْلِيْقِهِ، وَلَاْ يَعُوْزهُ مِنَ التَّاْرِيْخِ شَيءٌ فَقَدْ كَتَبَ مَاْ شَاءَ وَرَحَلَ. وَلَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِلشِّيْخِ عَبْدِالرَّحْمَن النُّعْمَاْن.. فَهُوَ قَاْمَةٌ لَاْ يَجْهَلُهُ إِلَّاْ جَاْهِل .. وَ قَدْ رَحَلَ الرَّجُلُ ! وَلَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِنَفْسِيْ؛ فَإِنِّيْ أَعْرِفُ قَدْرَهَاْ كَمْاْ عَرَفَهَاْ الشِّيْخُ عَبْدُالله ابْن حُسَيْن الْأَحْمَر.. الرَّجُلُ، وَالْأَمِيْرُ، وَالْمَلِكُ، والْإِنْسَاْنُ! وَنَسَأَلُ كَثِيْرَاً.. أَمَاْ فَقِهْتُمْ لِمَاْ تَاْهَ النَّاْسُ ؟ وَلِمَاْذَاْ ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ بِالدِّمَآءِ ؟ و كَيْفَ سَاْدِتِ الْحَرَبُ وَغَاْبَ الْحُبُّ ؟ وَكَثُرَتِ الْمَئَآلِي فَاشْتَدَّتِ الْلَأْوَآءُ ؟ لِأَنَّ كِبَاْرَنَاْ وَلُّواْ وَلَمْ يَبْقَ سِوى الزُّغُبُ ! ولَوْ كَاْنَتْ الدُّنْيَاْ تَجِيْبْ أَحْسَنْ مَاْ قَاْمَتْ الْقِيَاْمَةْ وَمَاْبَقِيَ فِيْ الْمَأَةِ نَاْقَة إِلَّاْ رَاْحِلَة.. عَسَاْهَاْ أَنْتَ يَاْ حَمِيْد الْأَحْمَر!... فَإِنَّكَ لَاْ تَكْذِب.. وَ مَنْ صَدَقَ سَاْدَ يَاْ صَدِيْقِيْ ! وَ السَّلَاْم . . قَصِيْدَةٌ لِلشِّيْخَيْنِ فِيْ قَبْرِهِمَاْ ! سَلَاْمَاً يَاْ رُبَىْ صَنْعَاْ بِدَمْعِ الْعَيْنِ مُكْتَتَبُ حَبِيْبِيْ شَفَّنِيْ عَتَبِيْ فَذَاْكَ أَنَاْ وَ ذَاْ الْعَتَبُ وَ عَتْبِيَ جَآءَ مِنْ غَضَبٌ وَ بِالْأَحْزَاْنِ مُعْتَصِبُ فَرَاْحَ الْحُزْنُ فِيْ قَلْبِيْ جِبَاْلَاً كَمْ بِهَاْ شُعَبُ كَأَنَّمَاْ ضَاْقَتِ الدُّنْيَاْ وَ قَلْبِيْ لِلْأَسَىْ رَحْبُ فَمَاْ لِلنُّوْرِ مُسْتَحِيَاً ؟ وَ مَاْ لِلْفَجْرِ مُحْتَجِبُ ؟ وَ مَاْ لِلنَّجْمِ مُنْزَوِيَاً ؟ وَ مَاْ لِلْبَدْرِ مُكْتَئبُ ؟ بَكَىْ خَيْلِيْ فَأَرْهَقَنِيْ وَ أَفْنَىْ رِحْلَتِيْ التَّعَبُ وَ عِيْرِيْ بَدَتْ مُعَاْذِرَةً وَ قَاْفِلَتِيْ بِهَاْ نَصَبُ أَحُسُّ بِقَلْبِيْ قَاْرِعَةً ! أَحُسُّ قِيَاْمَةً تَجِبُ ! فَيَاْ صَنْعَآءُ كَيْفَ الْحَاْلُ ؟ كيفَ الْبنُّ وَ الْعِنَبُ ؟ وَ كَيْفَ الشَّيْخُ وَ الْأَطْفَاْلُ ؟ كَيْفَ الضِّحْكُ وَ الْلَّعِبُ ؟ تَرَكْتُ بِحَاْرَتِيْ طِفْلَاً لَهُ فِيْ الشَّمْسِ مُنْقَلَبُ وَ مَدْرَسَتِيْ وَ طَاْوِلِتَيْ وَ فِيْ أَدْرَاْجِهَاْ الْكَتُبُ تَرَكْتُ بِقَرْيَتِيْ حَمَلَاً شَقِيَّاً ( زُنْقَلَاً ) أَرِبُ وَ جَنْبِيَتِيْ تُرَكْتُكِهَاْ إِذَاْ مَاْ اشْتَدَّتِ الرُّكَبُ تَرَكْتُ الْمُزْنَ مُمْطِرَةً وَ تُسْقِيْ حَقْلَنَاْ السُّحُبُ فَكيْفَ النَّاْسُ يَاْ قَمَرِيْ ؟ لِمَاْذَاْ النَّاْسُ تَحْتَرِبُ ؟ تَرَكْتُ الزَّنْبَقَ الْأَسْنَىْ ! فَكَيْفَ الْعِطْرُ والْمَلَبُ ؟ وكَيْفَ التِّيْنُ وَالرُّمَّاْنُ؟ كِيْفَ الْكُحْلُ وَالْهُدُبُ ؟ تَرَكْتُ الْبُنَّ مُعْتَقِدَاً عَقِيْقَاً دُرُّهُ يَهَبُ تَرَكْتُ الشُّهْدَ مُنْسَدِسَاً وَ مَخْتُوْمَاً بِهِ سَبَبُ ! تَرَكْتُكِ مُهْرَةً كَعَبَتْ وَ مِنْهَاْ نَهْدُهَاْ يَثِبُ لِمَاْذَاْ الثَّدْيُ قَدْ ضَمَرَتْ وَ أَنْهَكَ مَصَّهَاْ ضّبُّ وَ جَزَّاْرَاً جَزَىْ شَاْةً وَ حَرْشُ الثَّعْلَبِ الْكِذِبُ تَرَكْتُ النَّفْطَ مُشْتَعْلَاً عَسَىْ بِالْخَيْرِ يَنْسَكِبُ ! عَسَىْ لِلْأَرْضِ أَنْ تَنْمُوْ ! عَسَىْ زَهْرٌ عَسَىْ عُشُبُ وَ لِلْإِنْسَاْنِ لَوْ يَسْمُو وَ صَوْتُ الْعَقْلِ لَوْ يَرْبُو ! وَ آيُ الْحُبِ لَوْ تَعْلُوْ ! وَ أَنَّ النَّاْسَ لَوْ شَبُّواْ لِيُسْفِرَ خَيْرُهُ فِيْنَاْ حُقُوْلَاً مَاْ بِهَاْ زَربُ وَ يَنْبُتُ صَخْرُنَاْ قَمْحَاً وَ وَرْدَاً عِطْرُهُ حُبُّ فَأَمْسَىْ النَّفْطُ فِيْ سَفَهٍ حُرُوْبَاً سَاْقَهَاْ خِبُّ وَ تِلْكَ الْأَرْضُ قَدْ سُلِبَتْ فَمَاْتَ الزَّهْرُ وَ الْعُشْبُ فَأَضْحَىْ الْفَقْرُ فِيْ وَطَنِيْ مَآتِيْمَاً. قَضَىَْ نَحْبُ ! فَكِنْزُ النَّفْطِ قَدْ أَفْضَىْ وَ مَزْمُوْرَاً بِهِ هَرَبُواْ فَلَاْ نَفْطٌ بِهِ نُفِطُواْ وَ قَدْ نَفِطَتْ بِنَاْ حَرْبُ تَرَكْتُ الْكُحْلَ فَيْ مُقَلٍ كَطِفْلٍ فِيْ الرَّنَاْ يَحْبُوْ فَأَيْنَ الْكُحْلُ يَاْ عَيْنِيْ ؟ وَ مِرْآةُ الِّصِّبَاْ تْكْبُوْ ؟ كَسِيْحَاً طِفْلُنَاْ وَ بَدَتْ أَصَاْبِيْعَاً بِهَاْ جَرَبُ تَرَكْتُكِ نَخْلَةً بَسَقَتْ تُمُوْرَاً لَوْنُهَاْ ذَهَبُ وَجْدْتُ النَّخْلَ قَدْ يَبِسَتْ وَ تَمْرَاً لَصَّهُ ذِيْبُ وَ سَعْفٌ قُطِّعَتْ حَطَبَاً وَ ذَاْكَ الْفَيءُ مُلْتَهِبُ وَ بَيْتَاً ضَمَّنَاْ وَ بِهِ وُرُوْدٌ كَمْ بِهَاْ طِيْبُ ! فَأَيْنَ الْبَيْتُ يَاْ طِيْبِيْ ؟ وَ أَيْنَ الضَّمُّ وَ الطِّيْبُ ؟ وَ رَمْشَاً زَوْرَقَ الدُّنْيَاْ وَ بَحْرَاً مَاْ بِهِ لَجَبُ فَأَيْنَ الرَّمْشُ وَ الدُّنْيَاْ وَ أَيْنَ الزَّوْرَقُ الصًّلْبُ ؟ لِمَاْذَاْ الْعَيْنُ قَدْ وُقِذَتْ؟ لِمَاْذَاْ الضُّوْءُ مُكْتَئِبُ ؟ تَرَكْتُكِ مَاْسَةً وَرَفَتْ ! أيْسْرِقُ مَاْسَنَاْ كَلبُ؟ وَ كُحْلَاً قَدْ ذّوْىْ دَمْعَاً وَ فَوْقَ الْخَدِّ يَرْتَقِبُ .. لِيَأَتِ مَنْ بِهِ قَلْبٌ، وَ صِدْقُ الْوَعْدِ، وَ الْحُبُّ تَرَكْتُك ضَحْوَةَ الدُّنْيَاْ فَكَيْفَ النُّوْرُ يَحْتَجِبُ ؟ تَرَكَتُ الشَّمْسَ عَذْرَآءَاً ! لِمَاْذَاْ الشِّمْسُ تُغْتَصَبُ ؟ وَ حَتَّىْ مَسْجَدِيْ بَكِيَتْ بِهِ الْآيَاْتُ وَ الْخُطَبُ وَ مِئْذَنَتِيْ بَدَتْ خِبْئِاً لِقَنْصٍ حَثَّهُ خَبُّ وَ مِحْرَاْبِيْ بِهِ صَلَّىْ أَمَاْمٌ قَلْبُهُ جُنُبُ وَ صَلَّتْ خَلْفَهُ نَاْسٌ فَمَاْ يَدْرُواْ لِمَ ذَهَبُواْ تَرَكْتُ الْغَيْمَ بَاْرِقَةً. أَغِيْمٌ بَرْقُهَاْ خَلْبُ ؟ تَرَكْتُ السَّدَ مُنْتَشيَّاً وَفِيَّاً مَاْؤُهُ الْعَذبُ لِمَاْذَاْ السَّدُ قَدْ أَمْسَىْ بَعُوْضٌ بَيْضَهُ سَكَبُواْ و غَطََّىْ طُحْلُبٌ قَذِرٌ وَ قَدْ أَوْدَى بِمَنْ شَرِبُواْ وَغَمْدَاْنَاً بَدَاْ غُرَفَاً وَفِيْهِ السَّقْفُ يُحْتَطَبُ وَتِلْكَ الْأُسْدُ مَاْ زَأَرَتْ ! فَأَيْنَ الصَّوْتُ وَالْغَضَبُ فَمَاْلِيْ أَنَاْ وَمَاْلِلنَّاْسِ وَلَكِنْ هَدَّنِيْ عَتَبُ عِتَاْبٌ جَوْفُهُ غَضَبٌ وَ حُزْنٌ حَبْلُهُ غَضْبُ خُزَاْمُ الْحَقْلِ قَدْ حُرِقَتْ وَ مَاْ فِيْ الْحَقْلِ يَلْتَهِبُ تَرْكَتُ الْفُلَّ مِعْطَرَةً بِأَعْنَاْقِ النِّسَا صَبَبُ فَأَيْنَ النُّسْوَةُ انْحَرَقَتْ كَمَاْ تُحْرَقُ الْعُطُبُ عَشِقْنَ الْفَجْرَ مَيْضَأَةً وَ وَجْهُ صَبَاْحِنَاْ صَبُّ إِمَآءَاً سُقْنَ فِيْ ذُلٍّ فَصِرْنَ بِلْيْلِنَاْ لُعَبُ تَرَكْتُ الْحُبَّ مَشْمُوْمَاً وَ أَعْقَاْدُ الصِّبَاْ حُدْبُ لِمَاْذَاْ حُرُوْفُهُ حُرِقَتْ ؟ وَضَاْعَ بِعِقْدِهَاْ الْحُبُّ وَ كُلُّ مَعَاْسِلِيْ سُرِقَتْ ! فَأَيْنَ الشُّهْدُ وَ الذَّوْبُ ؟ تَرَكْتُ فَرَاْشَتِيْ نَسَجَتْ حَرِيْرَاً فَرْشُهُ زُرُبُ لِمَاْذَاْ فَرَاْشَتِيْ حُرِقَتْ ؟ لِمَاْذَاْ حَرِيْرَهَاْ حَرِبُواْ ؟ لِمَاْذَاْ الذُّلُّ يَاْ صَنْعَاْءُ لِمَاذَاْ هَلْ غَدَىْ أَدَبُ فَلَاْ أَدَبَاً تُرَاْهُ لَنَاْ إِذَاْ مَاْلْبَصْقُ يُعْتَتَبُ تَرَكْتُ النَّجْمَ مُحْتَبِيَاً وَ فِيْ عَيْنَيْكَ يَنْسَكِبُ فَأَيْنَ النَّجْمُ يَاْ بَلَدِيْ وَ أَيْنَ الْلَّمْعُ وَ الشُّهُبُ وَ صَاْرَتْ جَنَّتِيْ حَرَشَاً وَ أَحْمَرَ لَوْنَهَاْ خَضْبُ ذَبْحْتَ الْلَّحْنَ فِيْ فَمِنَاْ وَ ضَاْعَ الصَّبْرُ و الطَّرَبُ لَبِسْتَ الْفِسْقَ مُعْتَبَطَاً زَنِيْمَاً مَاْ لَهُ نَسَبُ عَبَثْتَ بِنَاْسِيْ يَاْ وَغْدَاً وَ يَاْ عِلْجَاً زَنَاْهُ أَبُ وَ يَاْ سِقْطَاً رَمَاْهْ النَّاْسُ لَيْسَ لَهُمْ بِهِ أَرَبُ وَ فِيْ نَزَقٍ قَتَلْتَ أَخَاً وَ كَاْنَ لَنَاْ أُمٌ وَ أَبُ سَهَمْتَ الْأَرْضَ مِيْرَاْثَاً كَأَنَّ النَّاْسَ مَاْ تُرِبُواْ فَيَاْ عَجَبِيْ أَمَاْتَ النَّاْسُ أَمْ نَاْسِيْ قَدِ اكْتَلَبُواْ لِمَاْذَاْ الصَّمْتُ يَاْ صَنْعَا؟ لِمَاْذَاْ الْهُوْنُ و الْهَرَبُ تَرَكْتُكِ قِبْلَةً تَزْهُوْ وَ فِيْهَاْ الرُّشْدُ و الْكُتُبُ أَبَوْ جَهْلٍ بَدَاْ وَثَنَاً بَرِيَقَاً كُلُّهُ ذَهَبُ أَبُوْ لَهَبٍ غَدَىْ صَنَمَاً تَأَبْلَسَ لِلْوَرَىْ رَبُّ فَمَاْ تَبَّتْ يَدَاْهُ يَدٌ وَ لَاْ قَوْمِيْ لَهُ تَبُّواْ وَ أَضْحَى الْعَقْلُ سَاْدِنَهُ فَمَاْ رَقَّتْ لَهُ النُّجُبُ ! وَ إِبْلِيْسٌ غَدَىْ نَمْطَاً لَهُ فِيْ الْقَوْمِ مُنَتْخَبُ فَسَاْرَ النَّاْسُ فِيْ سَدَرٍ وَ شَيْطَاْنَاً بِهِ رَكِبُواْ طَوَاْفَاً حَوْلَ كَاْهِنَةٍ وَ زَاْنِيَةٍ بِهَاْ عُجِبُواْ وَ سِيْقَ الْخَيْرُ مُعْتَقَلَاًوَ وَجْهُ الشَّرِّ مُقْتَحِبُ فَمِنْ أَيْنَ الْمُدَىْ شُحِذَتْ وَ مِنْ أَيِّ الْمَدَىْ هَبُّواْ وَ مَاْ لِلسَّاْمِرِيُّ دَنَاْ لِمُوْسَىْ أَتِىْ لِيَصْطَحِبُواْ شَمَاْلُ الْخَيْرِ حَوْثَنَةً وَ نَاْرُ مَجُوْسِهِمْ قُرَبُ كَلِصٍّ فَاْسِقٍ وَجِلٍ إِذَاْ مَالضَّوْءُ يَنْشَبُّ أَتَىْ لِلشَّرِّ جَرْثَمَةً وَ لَيْسَ لِشَرِّهِ تَوْبُ وَ تِلْكَ النَّاْقَةُ اُغْتِيْلَتْ فَسَاْوَىْ قَتْلَهَاْ شَعْبُ فَمَاْ لِلنَّاْسِ قَدْ نَفَقًَتْ وَ مَاْ لِنُفُوْسِهِمْ تَبُّواْ فَإِنَّ التَّوْبَ لَوْ وَسِعَتْ لَضَاْقَتْ فِيْهُمُ الرِّيَّبُ وَ قَدْ وَرَمَتْ مَئَـآلِيْهِمُ وَ رَثَّ النَّعْلُ وَ الثَّوْبُ وَ تِلْكَ بِضَاْعَةٌ سُرِقَتْ وَ مَنْ فِيْ الْعِيْرِ قَدْ سُلِبُواْ سَلَاْمَاً مِنِّيْ بَاْكِيَةً وَدَاْعَاً أَيُّهَاْ الشَّعْبُ فَسُبُّواْ بَعْضكُمْ بَعْضَاً نَسِيْتُمْ أَنَّكُمْ عَرَبُ لِأَنَّ كِبَاْرَنَاْ وَلُّواْ وَ لَمْ يَبْقَ سِوَىْ الزُّغبُ فَلَاْ وَ الْكُحْلُ فِيْ مُقَلٍ وَ لَاْ وَ الدَّمْعُ وَ السُّحُبُ وَ لَاْ وَ الْكَاْذِيْ مَضْمُوْمَاً وَ لَاْ وَ الْفُلُّ وَ الشِّذَبُ وَ لَاْ وَ الْخَيْلُ لَوْ تَعِبَتْ سَيَرْجِعُ ضَبْحُهَاْ يَكِبُ سَيَرْجِعُ بُنُّنَاْ عَبِقَاً وَ يَعْلُوْ الطَّيْرُ وَ الطَّرَبُ يُزَغْرِدُ صُبْحُنَاْ فَرِحَاً وَ ذَاْكَ السَّيْفُ لَنْ يَنْبُ وَ يَرْجِعُ مَاْؤُنَاْ عَذْبَاً وَ يَهْنَا النَّاْسُ مَاْ شَرِبُواْ وَ ذَيْكَ الْأُفْعُوَاْنُ هَوَتْ وَ رَاْحَ الرَّأْسُ وَ الذَّنَبُ سَيَأْتِيْ الْخَيْرُ يَاْ بَلَدِيْ سَيَأْتِيْ الْفَجْرُ يَلْتِهِبُ فَنَمْ يَاْ شَيْخُ لَاْ تَأْسَ فَإِنَّ النَّاْسَ قَدْ شَبُّواْ ! مُلَاْحَظَة! رَأَيْتُ فِيْمَاْ يَرَى النَّاْئِمُ أَنَّ إِمَاْمَ الْيَمَنِ صَّلَىْ الْعَصَرَ فِيْ مَسْجِدِ الْمَدِيْنَةِ ،وَ دَعَا إِلَىْ تَحْكَيْمِ الشِّرْعِ وَ الدَّيْنِ وَ الْعُلَمَآء فِيْمَاْ يَجْرِيْ فِيْ الْبِلَاْدِ ، فَعَجِبْتُ لِهَذَاْ الرَّجُلِ االْمِسْكِيْن الَّذِيْ أَضَاْعَ الْفُرَصَ الْجَمِيْلَةً لَهُ وَ لَشَعْبِهِ الْمِسْكِيْن؛ فَتَذَكَّرْتُ قِصَّةَ الْأَعْمَىْ الَّذِيْ كَاْنَ يَسِيْرُ فِيْ سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِيْنَةِ تَاْئِهَاً ضَاْئِعَاً لَاْ يَعْرِفُ طَرِيْقَاً وَلْاَ زَنْقَةٍ لِلْخُرُوْجِ مِنَ الْمَدِيْنَةِ إِلَىْ بَيْتِهِ فِيْ حَوَاْشِيْ الْمَدِيْنَةِ، فَوَجَدَ امْرَأَةً بِلَيْلٍ فَمَسَكَ بِهَاْ َمَسْكَةَ أَعْمَىْ؛ فَاسْتَصَرَخَتِ النَّاْسَ مُسْتَنْجِدَةً؛ فَخَرَجَ النَّاْسُ وَسَأَلُوْهُ " مَاْذَاْ دَهَاْكَ أَيُّهَاْ الْبَصِيْرُ؟".. فَقَاْلَ:" أَرَدْتُهَاْ!" . قَاْلُواْ:" فَكَيْفَ ذَاْكَ ؟" قَاْلَ:" إِنْ سَمَحَتْ فامْرَأَةٌ، وَإِنْ لَمْ فَسَمَرٌ وَضَحِكٌ!" . عَجَبَاً لِهَذَاْ الرَّجُلُ ! الَّذِيْ ضّيَّعَ نَفْسَهَ ، وَ ضَيَّعَ بِلَاْدَنَاْ ، وَ ضَيَّعَنَاْ ! وَ ضَيَّعْنَاْ أَنْفُسَنَاْ مَعَهُ بِالصَّمْتِ عَلَىْ أَذَآه وَ بِعَدَمِ الْخُرُوْجِ ضِدَّ ظُلْمِهِ ! و يَسْتَاْهِلْ الْبَرَدْ مَنْ ضَيَّعْ دِفَاْهْ.. سَأَكْتُبُ كِتَاْبَاً عَنْ تَاْرِيْخِ الْبِغَاْلِ فِيْ الْيَمَنْ ! و سَاْمِحُوْنَاْ . مِنْ أَوْرَاْق عَبْدالْكَرِيْم عَبْدالله عَبْدالْوَهَاَب نُعْمَاْن مُهَنْدِس مِعْمَاري و اسْتِشَاْري فيرجِيْنِيَا ـ الْولَايات الْمُتَّحدة الْأَمريكِيَّة. [email protected] |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|