حضرموووت" أتفق الحضارم على أن لا يتفقوا

[حد من الوادي]

أتفق الحضارم على أن لا يتفقوا

المكلا اليوم | القاهرة / كتب: ابوبكر باخطيب2011/4/23

أعتقد أن لم تخوننى ذاكرات بأن المرحوم عبدالرحمن عزام أول أمين للجامعة العربية هو من قال هذه العبارة "أتفق العرب على أن لايتفقوا" بعد خروجة من أجتماع للدول العربية بالجامعة ولهذا أحببت أن أحضرم هذه العبارة لكى تواكب مايجرى من أحداث ومشاحنات ومهاترات لغوية في خطب وتصريحات من بعض المنتسبين إلى أحزاب الأصلاح والمؤتمر الشعبى والحراك الجنوبى في شأن تجسيد مجلس حضرموت على أرض الواقع وأنتخاب ممثليه من التسلسل الوظيفى من القاعدة إلى الهرم.

"أتفق الحضارم على أن لايتفقوا"


وأنه لشى مخجل ما حدث في مدينة سيئون أثناء أنعقاد مجلس الوادى والصحراء بخصوص هذا المجلس من تطاول بعبارات تصريحية خارجة عن مضمون الديمقراطية الحقيقية التى هى في الأصل مفقودة فى دولة الوحدة الفاشية وكما أنها مفقودة أيضاً في أجندات الأحزاب التى تضامنت تحت مظلة اللقاء المشترك.

وهنا تذكرت مثلاً من الأمثال المتدولة في حضرموت يقول "مايقبصك إلا قمل ثوبك" وهذا ما حصل في هذا الأجتماع الذى وصل إلى أستخدام السلاح لو لا العقلاء من أبناء حضرموت تداركوا الأمر وتم أمتصاص الغاضبين مما جعلهم يعودون إلى العادات والتقاليد الحضرمية الأصيلة بالهوك على الدكتور باهارون الذى فسره البعض بأن هذا الهوك عبارة عن طريقة عقيمة لأنتخاب رئيس للمجلس.

لقد ذكرت في مقالى السابق في المكلا اليوم تحت عوان أستفهام من مجلس حضرموت وذكرت في مجمل عباراته عن المخاوف والشكوك لأهل حضرموت في الداخل وأضيف اليوم مخاوف أبناء حضرموت بالخارج حول بعض أعضاء هذا المجلس الموقر المنتسبين إلى أحزاب في السلطة التى يطالب بها شباب التغيير ونطالب نحن كذلك بهذا الأسقاط للسلطة والبعض الأخر منتسبين إلى أحزاب المعارضة وشرحت مخاوفي من هولاء لعدم ولاءهم الحقيقى لحضرموت وأنما ولاءهم الكامل للأحزاب المنتسبين اليها والسبب يرجع إلى برمجتهم برمجة فكرية رأسخة في خلايا العصب الحسى مما يجعلهم بهذا المجلس معارضين لكل قراراتة ومناقشاتها دون وعى وأدراك أو أنتماء وجدانى لتربة حضرموت لأنهم مسيرون وليسوا مخيرين وطرحت تسأولى من باب الأستفهام لماذا لايكون كل الأعضاء المنتسبين لهذا المجلس من المستقلين الذين ليس لهم أتجاهات سياسية أو تيارات أيدولوجية وأن يكون تيارهم الوحيد هو حزب حرية حضرموت وأستقلالها التام من هذذ التوجهات السياسية والأبتعاد من سياسات السلطة المعكوكة والمتشابكة.

وكما هو معروف لنا جميعاً أن هذا المجلس قام على أبعاد حضرموت وأهلها من دائرة الصراع على السلطة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة ولقد صرح بهذا الموضوع الأستاذ الدكتور باهارون في عدة لقاءت وكررها مراراً وتكراراً أن حضرموت ليس من شانها ما يحصل في صنعاء كما أنها ليست الغنيمة التى يسعون لأفتراسها وشرح مهمة هذا المجلس هو المحافظة على تربة حضرموت وأهلها وتأمين أمنها فهذا الكلام لايحمل في مضمونه أى عبارات تدل على العيب أو التعصب أو التصريح بعبارات ملتوية.

ومن حقنا الشرعى أن نكون كلنا جميعاً من بالداخل أو الخارج أن نسعى لهذا الأمر في رفعة ورقي حضرموت وأن نجعلها دولة ذات سيادة.

لهذا يجب نطبق المثل الذى يقول "أنا وأبن عمى على الغريب" والغريب هنا الأفكار والشعارات والأيدولوجيات والتيارات السياسية التى تجعلنا في حالة تفرق وشتات فيما بيننا البعض ونحن أصلاً من تربة واحدة تمتد من الساحل إلى الصحراء الحضرمية بالداخل وليس بيننا فوارق أجتماعية كلنا حضارم رضينا أم أبينا.

في زمن الأستعمار كانت هناك دولتين مختلفتين على أرض حضرموت وهما الدولة االكثيرية والدولة القعيطية وكل دولة لها وثيقة سفر مختلفة ولكن لهما هوية واحده وهى الهوية الحضرمية وكانت هذان الدولتان تحت صيغة المحميات أى بصريح العبارة تحت الحماية البريطانية وسبب هذا التقسيم يرجع إلى السياسة الأستعمارية التى تنتهجها بريطانيا فى مستعمراتها فكانت تقسم الدولة التى تستعمرها إلى دويلات لكى تضعف من قوتها وهى سياسة فرق تسد.

واليوم نسمع عن تسميات أخر لحضرموت من صنع الوحدة الفاشلة "حضرموت الساحل" و"حضرموت الوادى والصحراء" مما جعلنى نستغرب هل عدنا إلى الأستعمار البريطانى أم أننا مستعمرين دون علمنا لماذا هذه التسميات هل وهو بداية للأنشقاق والأنفصال مما يجعلنا ننتظر كم من الدويلات التى ستقام على أرض حضرموت في المستقبل.

اقول أن حضرموت ليست معروضة للتقسيم وليست تكية للأحزاب مهما كانت تسمياتها وليست تابعة لتيارات سياسية مهما كانت أجنداتها وليست غنيمة سهلة الأفتراس لكل من هب ودب وليست لها عدة أسماء وليست أرضها وما تختزنه في بأطن طبقاتها من خيرات طبيعية من نفط ومعادن بأنواعها حكراً للنهابين والطامعين.

حضرموت بكل تضاريسها المترامية الأطراف وبكل ما تحتوية تربتها من خيرات هى ملكاً من الأملاك الخاصة للحضارم بجميع طوائفهم سوى كانوا بالداخل أو الخارج ولأجيالنا القادمة ممنوع الأقتراب منها أو التصوير حضرموت بكل محاسنها وعيوبها وعاداتها وتقاليدها وسهولها ووديانها المخضرة هى ملك الحضارم جميعهم دون أستثاء وسوف تنهض بهمة رجالها الأوفياء إلى أعلى درجات الرقى وسوف تكون مرتعاً خصباً لكل مقومات الحياة للأجيال القادمة.

لذا على من تعول له نفسة ويسعى إلى نشر الفتنة وأنشقاق العنصر الحضرمى وطمس كيان حضرموت السياسى من خارطة السياسة الدولية والقضاء على الهوية الحضرمية أقول له عليك أن ترجع إلى كل المراجع والكتب التاريخية وما دونه المستشرقون والرحالة عن حضرموت لعلى وعسى تفوق من مغبات الجهل وتعود إلى رشدك ويستيقظ ضميرك وتعرف أن الله حق وتتضح لك الرؤية الحقيقية.